الشاعر عيادة بن منيس الحسيني الخريصي من زوبع من قبيلة شمر والخرصه هم بطن شيوخ القبيله الجربان وهم من عيال زايده ( الخرصه-العمود-الصبحي )
ويعتبر الشاعر عيادة بن منيس الشمري من أشهر شعراء جيله قبل حوالي القرن
وقصته مع زوجتيه اللتين فقدهما على التوالي في ظروف حزينة جداً قبل مايقارب قرن من الزمان
كان عيادة بن منيس يقيم مع زوجته في نواحي حائل وفي سنة من السنوات طلب منه أهلها أن يأخذوها معهم لتؤدي فريضة الحج ووافق عيادة وذهبت زوجته مع أهلها للحج ..
وبعد رجوعهم إلى ديارهم ذهب شاعرنا لأصهاره لتهنئتهم بسلامة الوصول وليأخذ زوجته .
لكنه فوجيء بوفاتها في الطريق قبل وصولهم للديار
حمد الله على قضائه وتدبيره
ولكنه بقي حزينا على فراقها حيث كان يحبها ويجد فيها صفات المرأة الوفية التي كانت تملأ عليه حياته .. وكان يرى أن مثيلاتها في النساء نوادر .
سمع حكام حائل بوفاة زوجة عيادة بن منيس فقدموا لتعزيته .. وقالوا له :
هل تعرف امرأة تكون مثلها وتقوم مقامها لنخطبها لك ؟
فأخبرهم عيادة أنه لايعرف من تقوم مقامها إلا بنت رجل من شمر يقال له : ابن غازي وهي وحيدة أبيها وليس له من يخدمه ويسرح بإبله غيرها
وأنه يستحي أن يخطبها من أبيها خشية أن يعطله من أعماله .
لكن حاكم حائل عزم على خطبتها له .. وفعلا تم ذلك وساقوا المهر مضاعفاً .
وكانت البنت على قدر كبير من الأدب وتقدير الزوج وحشمته والقيام بأمره وكان اسمها ( خرعا )
وجد عيادة في زوجته الجديدة خرعا سلوة عن زوجته الأولى .. بل كانت في نظره أفضل منها وأحبها كثيرا وعاش معها ماشاء الله من السنين .
وفي سنه من السنين كانت الامطار قليله على ديار عياده الشمري التي كانوا يسكنونها بين قرية جفيفا والشقيق وهذه المواضع تقع إلى الجنوب الغربي لمدينة حائل وتبعد قرابة 90 كم وإلى الجنوب الغربي أيضاً من محافظة موقق وتبعد عنها قرابة 35 كم
استمر القحط وأمحلت الأرض بينما كانت تصلهم الأخبار أن لينة وما حولها قد ربعت .
فتشاور رجال القبيلة وقرر عياده الرحيل الى تلك الاراضي الممطوره هو وجماعته الى لينه واخذوا حلالهم الى تلك المنطقه وتوجهوا الى لينه لعل الربيع يكون افضل في تلك المنطقه حتى يفرج الله عنهم تلك الضائقة
وفي اثناء سيرهم بحلالهم توقفوا قليلا وقت مضحى يسترحون عقب التعب وعمل القهوه كالعاده بمثل هذا الوقت
وكان عيادة شاعر وكريم وصياد ماهر يجيد الرمايه(بواردي)
وفي اثنى الاستراحه والاسترخاء قرر عياده عمل ملح للبارود المقمع اللي معه حيث ان الملح اللي معه لايكفي مدة تنقلهم لوجود صيد وافر كان في هذه المنطقه
فجلس عياده لتصنيع طلقات البارود المكونة من البارود والملح والكبريت وكانت لها طريقة معينة في التصنيع
واثنى عمليه الدق للملح بالحجر اصدر الحجر شراره مما جعل الملح يشتعل في ثواني معدوده
وكان عياده جالس وسط الملح فاشتعلت النار في جميع اجزاء جسمه واحترق جسمه وتأثر كثيرا الا ماندر
كانت فاجعة كبيرة للقبيلة كلها .. وقرروا جماعته بعدم المسير الى لينه حيث ان وضع عياده لايسمح له بالتنقل وجلسوا لهم عدة ايام وهم في منطقة لم يتعدوها وليس بها مرعى للحلال
وكانت زوجته تقوم على عنايته والسهر على راحته وهو في وضع لايحسد عليه
وسمعت خرعا حديث الرجال فقالت لهم : اذهبوا بالحلال الى وجهتكم ولا تبقوه هنا يموت من الجوع وسوف ابقى انا وعياده وأنا سأقوم بتطبيبه وعلاجه والبقاء معه حتى يتعافى باذن الله فان سلم لحقناكم الى لينه وان توفاه الله ناديت بأبناء عمومته ويصلون عليه ويدفنونه
اما بقاكم هنا لاينفع بشي اذهبوا فان شاءالله يكون بخير او ترجعوا لنا اذا طول علاجه في طريق عودتكم
وطلبت منهم أن يضعوها وزوجها في غار قريب شمال جبل عرنة
فقال واحد من الجماعه نحن نريد ان نرحل ولكن نخشى من زعل عياد علينا كيف نذهب وهو مريض ونتركه
قالت ان اكثر الحلال الموجود معكم هو حلال عياده وانتم اذهبو بحلاله فكيف يزعل وحلاله معكم انتم لم تتركوا حلاله حتى يزعل اذهبو بها
لكنهم قالوا لابد من استشارة عيادة في ذلك .
وفعلا ذهبوا إليه فقال لهم : هذا الذي حصل هو قضاء الله وقدره وأنا راضٍ بما قدره الله سبحانه .. وأخبرهم أنه لابد من رحيلهم حتى لايهلك الحلال .
وطلب منهم أن ينقلوه للغار الذي اقترحته خرعا في شمال جبل عرنة .
نقلوه للغار وتركوا عنده من الزاد مايكفي لثلاثة أشهر وكان عيادة لايستطيع الحركة إطلاقا .
رحلت القبيلة وبقي الزوجان وحدهما في الغار
وكانت خرعا تقوم برعايته خير قيام وكانت يوميا تحطب الحطب وتوقد له النار وتخبز له الخبز وتصيد له الحجل وغيرها مما تقدر على صيده وتطعمه
وكانت تشعل النار من شجرالرمث (الحمض) وعند ما ترمد النار تقوم بتنقية الرماد من الاحجار والاجسام الصلبه في الرماد مثل بقايا حطب وخلافه وتضع عياده في مكان النار على الرماد حتى يمتص الرماد الماء من داخل جروح الحروق وخذت على هذه الحال كل يوم تفعل به مرتين
بالرغم بان عياده جراحه خطيره وجسمه ممزق حينما تلمسه يطير الجلد من جسمه فكانت إذا أرادت أن تقعده للأكل تقرّب له قرونها ( الجدايل ) فيعضها بأسنانه ويساعدها على حمله ثم تسحبه حتى يجلس رغم ما في ذلك من الألم الشديد لها .. وكانت تفعل ذلك لأنه لايستطيع استخدام يديه لشدة الحروق
استمرت على هذه الحال مدة تسعين يوماً كان خلالها عياده كل يوم يزيد محبتة الى تلك الزوجه التي سهرت على راحته وتعبت معه اثنى مرضه دون ملل اوكلل .. وكانت خرعا تتفنن في رعاية زوجها رغم قسوته عليها أحياناً وكان يحاول استفزازها ليرى هل تقول كلمة واحدة فيها عتب فلم يزدها ذلك إلا إخلاصا له وشفقة به وحناناً عليه ولم تقلق حينما يناديها او تتزجرمن طلباته لها فهي تحملت ذلك الشقاء وحدها وازداد اعجابا بها يالها من امراة قل ان تجد مثلها
واستمر الأمر على هذه الحال حتى بدأ عيادة يتشافى وعاد لديرته وترك الغار
ونزلت خلال هذه المدة الأمطار وربعت الديار
وسمع الراحلون بأخبار الأمطار فعادوا لديارهم وهم لايعلمون شي عن عياده هل هو حي ام ميت
فحينما وصلوا استبشروا خير بودود عياده حي يرزق ففرحوا بذلك وحمدوا الله على ذلك
فرح عيادة برجوع قومه .. وأخبرهم أنه سيقيم لهم وليمة بمناسبة عودتهم
وبعد ذلك قال عياده لزوجته اريد ان اعشي ربعي الليله سوف اصعد الى هذا الجبل لعلي اجد بدن او وعل واصيده وان لم اوفق في ذلك سوف نذبح لهم من القعدان ( صغار الإبل ) واحد منها حمدا لله على سلامتي ومنها نطعم جماعتنا فهم قاموا بالواجب في رعي الابل والاغنام بالرغم كثرتها
وفي الصباح الباكر صعد الى جبل اجاء بالطرف الجنوبي منه فاخذ يبحث عن الصيد حتى وفقه الله بذلك فقد وجد وعلاً فصوّبه واصطاده والوعل كما تعرفون كبير الحجم وثقيلا فقام بقطع رأسه وأطرافه وشق بطنه لتخرج منه السوائل فيخف عليه حمله ليخف حمله فالجبل عالي والطريق وعر
وفي اثناء نزوله احس بالتعب فقال لنفسه لعلي استريح قليلا هنا
وبينما هو جالس يرتاح من عناء هذا الجهد الذي بذله غلب عليه النوم فغفت العين قليلا
وبينما هو نائم رأى في منامه أن رجلا رمى ورك وحدة من ابله وهي اغلى واحدة عنده وكانت الذلول عزيزة جدا على عيادة فقام فزعا من نومه على ذلك الحلم المزعج واستعاذ بالله من الشيطان
ونزل وكان طوال فترة نزوله وهو يفسر ذلك الحلم المزعج حتى وقف تفسيره عند زوجته فهي اغلى شي في حياته بعد ماعملت معه خلال مرضه
وتأول هذه الرؤيا بأن الذلول هي زوجته .. ولكن لايدري ماذا سيصيبها ؟! ولا متى يحدث ذلك
وصل عياده الى اهله وقال لزوجته اطبخي هذا الوعل للضيوف فقالت ابشر وقامت بطبخه للضيوف
واخذ تجمع الحطب وتغسل الصحون والقدور وتاتي بالماء
وكان كلما أقبلت عليه أو انصرفت يتبعها بنظره ويتامل بها ويشاهده وين ماراحت وين ماردت فأحست خرعا بذلك حيث ان عيون عياده لم تغضي عنها
فظنت أن في ثوبها شيئاً يلفت الانتباه وقد يكون مرتفع من الخلف ولم تشعر به ورتبت ثوبها وتفقدته ولم تجده مرتفع فقالت يمكن ان ثوبي عليه شي من الوساخه او فيه شق من الخلف ولكن لم تجد ذهبت الزوجه وبدلت لباسها باخر نظيف ولكن مازالت عيون عياده تنظر اليها ويتذكر حلمه
فجاءت إليه وسألته وقالت ياعياده انت تطالعني وين ماذهب هل وجدت علي حاجه لم تعجبك وليس من عادتك أن تتبعني بنظراتك بهذا الشكل
وألحت عليه أن يخبرها وكانت قد عرفت الحزن في وجهه
فقال لا ولكن حلمت بذلك الحلم المزعج اثناء نومي قبل نزولي من الجبل وأخبرها بقصة منامه ورؤياه التي أفزعته .. وأخبرها أنه خائف عليها
فقالت هذا حلم والاحلام ليس بها شي وليس كل من حلم في شي صدق تعوذ من الشيطان واترك عنك هذه الهواجيس هذي خرابيط احلام
وانتهت من طبخ العشاء وتقديمه الى الضيوف
وحين غادر الضيوف وذهب الجميع قام عيادة الى شق البيت لينام فوضعته زوجته في وسط الفراش
ونامت هي في طرفه على طرف من القطيفه او الطراحه وتركت الباقي لزوجها لينام عليه دون مضايقه فزوجها حتى الان جسمه لايتحمل مثل اول
فقالت له قبل النوم املأ قلبك من الإيمان وهذا حلم نهار ولن يحصل إلا الخير وذكرته بأنه قبل أيام كاد يموت ولكن الله نجاه وعافاه
فقال لها : ولكن من أين لقلبي السكينة ؟
ثم قال هذه الأبيات :
نطيت ضلعٍ لاسقى راسه الحيا صعيب من راس العوالي طبوبها
من يوم ثار الملح قدام ناظري مثل المقمع يوم شبَت شبوبها
ولَي ياعيني كل ماقول خندرت تشبه لبرطم شنة من غروبها
واثاريك ياعيني كفى الله شرَه دريتي بها قبل العرب مادروا بها
وفي اثناء نومهما أحست بشيء يسير على جسمها وفوق وركها وكان صلاً أسود فلدغها الصل مع وركها الايمن وفي نفس المكان الذي رأه عياده في منامه .
فتألمت للدغة وقام عيادة فزعا وسألها : مابك ؟ فقالت : حشرة من هذه الحشرات اللي ماتسوى طاريها قرصتني على وركي لا تريد أن تفزعه
وقالت اشعل النار
وحين أشعل النار وهي واقفه متمسكه بعمود البيت فقالت انظر الى هناك واذا بصل اسود قد قرصها
فقال عسى ماصابك هذا الصل قالت بلى واذبح الصل وانتبه لنفسك
فقال هذا اللي كنت خايف منه هذا حلمي
فقتل الصل وحمل زوجته التي بدأ السم يسري في جسدها ..
وأراد أن يوقفها ثم يجرح مكان اللدغة بالسكين لينزل الدم وينزل السم معه .
لكنها ثقلت بين يديه وهي تحاول ان تقاوم على نفسها حتى خارت قواها وسقطت فماتت وفاضت روحها قبل أن يتمكن من إنقاذها ..
سمع الحي بالخبر فأقبلوا في منتصف الليل يبكون على خرعا تلك المرأة التي يحبها الجميع لطيبها وحسن تعاملها معهم .
ثم صلوا عليها ودفنوها في مكان قريب منهم يقال له : ريع الخضر بجوار نخلات قليلة لرجل من العمود من شمر يقال له : سوهج بن حركان .
وفي الصباح طلب عيادة أن يحضروا للقبر نصائب سوداء من جبل أسود بعيد وكانت جبالهم وهضابهم كلها حمراء وكان يريد أن يعرف قبرها بهذه النصائب ذات اللون المختلف .. حيث يوجد في المكان بضعة قبور أخرى قديمة .
وحزن عيادة على فراق زوجته حزنا شديدا
وكتب عيادة قصيدة رثاء يرثي فيها زوجته التي صبرت معه بالغار تسعين ليله وماتت بين يديه ويذكر محاسنها وفضائلها .
وداعـــــــتك سحـــــم الضرا لا يجنه وداعـتـك قصيـرتـك يـابـن حـركــان
وداعــتـــك ولـكـانـهــن لا يــعــنــه قصيرتـك تـر مابهـا مشـي حـقـان
ويهمنا من هذه القصيدة والتي تعد من روائع المراثي في الشعر النبطي هو المواضع التي ذكرها فهو يدعو أن يغيث الله المكان الذي دفنت فيه بسيل عظيم من زود السيل يغرق الانس والجان وهو يريد أن يكون هذا السيل على الرتقة … والرتقة هي تلعة تنحدر من الجبل ويصب سيلها في نخل ابن حركان ويمر بجوار التلة التي فيها القبر . ويريد أن يقصر هذا السيل عن الخشباء .. والخشباء جبل مقابل للقبر من الجهة الأخرى وهو المكان الذي ماتت به زوجته فلا يريد لهذا السيل أن يتعدى موضع قبر حبيبته . . ولا يريد للمكان الذي ماتت به أن يسيل .
ويقال إن سوهج بن حركان راعي النخل حين وصلته القصيدة وسمع قول عيادة :
وداعــتـــك ولـكـانـهــن لا يــعــنــه قصيرتـك تـرى مابهـا مشـي حـقـان
عرف أن عيادة حمله أمانة حفظ القبر من السباع والضواري التي ربما تقوم بنبش القبر .
فأصبح يذهب كل يوم حين يحل المساء ويبيت قريبا من القبر حتى يحميه من الضواري
وبقي كذلك شهرين كاملين
وبعد مدة من دفنها تقريبا شهرين ذهب عيادة الى بيت بن حركان فسأل عنه
وقالت زوجته ليس هنا وقال اين هو فقالت ذهب الى حراسة زوجتك له الان شهرين لم ينم ساعه عندنا باسباب زوجتك
فقال لماذا
قالت انت اللي فلت له احرسها عن السباع في قصيدتك فهو لاياتي الى البيت الا في الصباح
قال يكون خير ولم يصدق ذلك بأن ابن حركان ينام عند القبر منذ شهرين
وفي اليوم التالي ذهب عياده الى القبر دون ان يخبر احد من ربعه
وكانت المسافه بعيده حيث انهم رحلوا عن ذلك المكان التي دفنت قريب منه بعد وفاتها
ومع حلول الفجر وصل عياده الى ذلك المكان ولكن لم يجد به صديقه حركان حيث ان ابن حركان يترك القبر مع طلوع النور حيث ان المسافة بعيده
وعند وصول عياده الى القبر فعلا وجد ان القبر ماثور بالقرب منه في اثار اقدام رجال واقدام خيل ومربطها وفيه مكان كان يرقد به جركان وفيه مكان يصلي فيه القروض والسنن
فجلس عيادة حتى قبل مغيب الشمس الا وهذا حركان عايد اليه
ولما نظر اليه وبادله السلام فقال عياده ماذا تفعل قال اقوم على حراسة زوجتك
قال اليس انت الذي تطلب مني ذلك
قال عياده وماذا طلبت منك
قال حركان انت قلت لي
وداعتك سحم الضراء لايجنه وداعتك قصيرتك يابن حركان
قال بلا وتعجب من شهامة ابن حركان ولامه في ذلك وأخبره أنه لم يقصد أن يشق عليه واني كنت امزح لم اتصور ان تفعلها
قال بن حركان أنت حملتني أمانة ولو جلست سنين عمري عندها ولاتقول يوم في قصيده ابن حركان خان الوداعه
فقال الان ليس بها الا العظام لايوجد بها لحم
ارجع الى اهلك
فقال بن حركان لن أتركها حتى تعفيني منها
فقال قد أعفيتك
فقال بن حركان انتظر قليلا وذهب الى قطيع من الاغنام واحضر ثنتين من الغنم وذبحها ووضع كل واحده عند نصيتة القبر
فما كان منهم الا كل شخص ضم الثاني واجهشوا بالبكاء
ويقال أن ابن حركان أصبح يضحي لخرعا بنت ابن غازي طيلة حياته وأوصى أولاده بذلك بعد مماته
======
ومن قصص عيادة الشمري هذه القصة
كان له ولد نجيب يعمل بالأجر, وما يحصل عليه من المال يعطيه لوالده الذي كان في ضيق من العيش, وقلة ذات اليد
فكان الأب دائماً يرى هذا الولد في عينيه إبناً صالحاً, وكان يعقد عليه آمالاً كبيرة بعد الله سبحانه وتعالى
وفي دورات الحياة بحثاً عن الرزق نزل عيادة جاراً عند مسعد المرمش من المرامشه في موقق بضواحي (حائل) فكان الولد يسوق السواني في بلدة (قفار) مقابل أجر زهيد
وفي أحد الأيام اختلت إحدى محال القليب, فصعد يصلحها, وأراد الله أن يسقط الولد في البئر, ولم يستطع الخروج, واطلق صرخات الأستغاثة, ففزع الناس إليه, وحين وصلوا إليه وجدوه غريقاً, فأخرجوه ولم يشأ أحد من الموجودين أن يفزع قلب أبيه
فهموا بغسله ودفنه ولم يجدوا طريقة يخبرون عيادة بها
فأشار أحدهم أن يرسل إليه بطفل ينقل إليه الخبر
فأحضروا الطفل, وأوصوه بما يعمل
وعند وصول النبأ إلى عيادة خرج مشدوه البال بما حدث
والأبيات التالية قالها عيادة عند سماعه للنبأ المفزع بوفاة إبنه من الطفل , قال :