العيد في قصائد الشعراء

العيد في قصائد الشعراء

العيد في قصائد الشعراء

كانت المناسبات الإسلامية مثل حلول شهر رمضان والحج والعيدين مادة خصبة للشعراء منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا وتفاوت إحساس الشعراء وتغنوا بها عبادة وعادة او بفرحٍ وحزنٍ حيث هناك الكثير من الشعراء يستفزهم قدوم العيد او الحج او رمضان ليصوروا حالهم وذكرياتهم وما بهم من فرح وحزن..

واليوم ونحن نقترب ان نودع شهر رمضان.. شهر الخير.. فنشكر الله على أن أبلغنا هذا الشهر.. ونقول اللهم أعد علينا رمضان أعواماً مديدة

ويحل بعده على الأمة العربية والإسلامية يوم العيد

و قديماً كان العيد يشكل البهجة والسرور لدى المجتمع لأنه كان مجتمعاً متجانساً ومتآلفاً وتربطهم علاقات المحبة والصفاء والنقاء فمنذ أن تأتي آخر أيام شهر رمضان المبارك يستبشرون ويفرحون بقدوم ضيف عزيز عليهم وهو العيد الذي يستعدون له بأجمل اللبس والأكلات الشعبية بالرغم من ضعف الحال لديهم آنذاك غير أن فرحتهم بالعيد تكفي ليسعدوا بها

وهم كذلك طيلة أيام العيد يتزاورون ويتبادلون التهاني بخلاف العيد في سنواتنا الاخيرة والذي اصبح بلا طعم لأن المعايدة أصبحت عبر وسائل التواصل فقط ورسالة قد تكون جماعية للكل !

ولكن تظل ايام العيد فرصة لاحلال المحبة محل الشحناء والخلافات ومد يد التسامح وإصلاح القلوب والود بين الاهل والاقارب والاصدقاء

كثيراً من القصائد كتبت عن العيد .. ولكن مشاعر الشعراء تختلف من شاعر إلى شاعر ولها شأن آخر سواء بالشعر الشعبي او الفصحى لأنهم أكثر تأثراً به وهو على مر الأجيال والعصور يعتبر جزءا مهما في حياة الشعراء الذين بكل تأكيد كتبوا له فيه

ونعرض بعضاً من القصائد قيلت عن العيد لمجموعة من الشعراء ونبدأ اولا بالشعر الشعبي النبطي :

العيد في قصائد الشعراء - اجمل ما قيل في العيد شعرا - شعر عن العيد - الشعراء في العيد

الشاعر الامير سعود بن بندر يتألم وهو يعايد الناس ويفتقد من يحب فيقول :

أقول في نفسي وأنا أعايد الناس
متى بشوفك تكمل أفراح عيدي

أجامل وربي عليم بالاحساس
وش هو شعوري وأنت عني بعيدي

الى خذاني لك على السهر هوجاس
ما كني إلا وسط ربعي وحيدي

لو حسوا بما بي يقولون لا باس
بدال قولة: عل عيدك سعيدي

لا صرت عندي وقتي أعياد وأعراس
حتى ولو في وسط سجن الحديدي

لو دلني عن ليلة القدر نوماس
والله ما طلب غير شوفك مزيدي

عاشرت خلان وتخالطت باجناس
ما احدٍ سواك أهديته القلب بيدي

من تحت ماطا القدم ليا هامة الراس
كلش هويته فيك والله شهيدي

لقيت بك ذوقي وأنا قاطع الياس
ومعك ابتدا يحيى الأمل من جديدي

ومن الاغاني التي غناها الفنان بشير شنان والفنان طاهر الاحسائي عن العيد هذه القصيدة التي لا نعرف اسم شاعرها الا انه يرسم أحاسيسه ومشاعره ويعبر عن مدى الحزن في يوم العيد ويتألم لأن الكل يعايد محبوبه ويأنس به في يوم العيد إلا هو وحيد بلا حبيب فيقول :

كل نهار العيد عايد حبيبه
والتم شمل القلوب المواليف

وأنا حبيبي غايب الله يجيبه
يا حسرتي كان انتهى العيد ماشيف

مصيبتي يا كبرها من مصيبه
لا شفت غيري في وانسه وتكييف

فرقى الاحبة يا جماعة صعيبه
تالي العهد بصويحبي العام فالصيف

يا وين أشوف اللي اوصافه عجيبه
ويلي عليه ولو لحقني تكاليف

الشاعر عبدالله بن حمير السابر الدوسري يقول في قصيدة في العيد السعيد يوضح بعض محاسن هذا العيد وما يجب اتباعه

العيد نفحة حب وزيارة اقراب
سنة وصل ارحام بين القرايب

ايضا وتجديد العهد بين الاصحاب
في يوم عيد يجمع اغلى الحبايب

والعيد مسحة دمعةٍ حجرها ذاب
من معسر ذاق العناء والمصايب

ومن اليتم اللي فقد لهل والاحباب
وحيد في دنياه شاف العقايب

ومن ارمله في منزل صاحبه غاب
مدوه تحت الارض بين النصايب

ومن الغريم اللي رمي وسط سرداب
ماله عيال ولا رفيق بثأيب

ومن المريض معمق الجرح ما طاب
يبغى العلاج ولا لقى طب ثايب

هذا تراه العيد للعون وحجاب
يضفي على المتقدمين الوهايب

الشاعر محمد بن لعبون في العيد وذكرياته عندما تذكر محبوبته في العيد :

أهلي يلوموني ولا يدرون
والنار تحرق رجل واطيها

لا تطري الفرقى على المحزون
ماداني الفرقى وطاريها

أربع بناجر في يد المزيون
توّه ضحىّْ العيد شاريها

عمره ثمانٍ مع عشر مضمون
مشي الحمام الراعبي فيها

الشاعر الأمير خالد الفيصل يقول:

للعيد والقمرى وحسنك مواعيد
وليل الهوى شرع للأحباب بابه

يا ما زعجت الصوت باسمك تراديد
ويا ما نسيم الوجد يمك سرابه

أما الشاعر الأمير عبدالرحمن السديري يتألم لحاله لأنه بلا حبيب في يوم العيد فيقول:

العيد ياسلمان قربت حراويه
الناس فرحوا به وأنا ما زهالي

الناس فرحوا به واشفقوا لطاريه
وأنا إلى اطريته يزود اجتوالي

الى أن قال:

كل نهار العيد خله ايسليه
وأنا نهار العيد وعزتالي

واعزتا للحال من فقد غاليه
يارب تلطف به و تلطف بحالي

الشاعر والراوي منديل الفهيد يحث على تزاور الأحباب والأصحاب والأقارب فيقول :

هذي ليالي العيد فرحات وإسعاد
من له قريب من بعيد عنا له

تزاور الأصحاب يمحون الأحقاد
أيام عيد فيه بسط وعداله

شهرٍ تصوم النفس عن لذة الزاد
والمجتهد حسن العمل ينرجى له

يشبه لضيفٍ ضاف والصبح مداد
اقفى الشهر منا وقفت لياله

نودعك يا شهرٍ لك النفس تنقاد
اللي رجينا المغفره في كماله

وقال الشاعر يوسف المطلق واصفا حاله نهار العيد:

كل يبارك وسط الأفراح بالعيد
وأنا أشوف الموت بأفراح عيدي

صار الفرح هم وحزن وتنكيد
هذا نصيبي بالزمان العنيدي

أمشي مع العالم وأبارك لهم بيد
وأخفى هموم القلب لكن تزيدي

أما الشاعر موسم سفر القثامي فيقول مرحباً بالعيد :

مرحبا بعد انتهى الصوم بالعيد
عيدٍ اله قيمه ما هو مثل الاعياد

عيد العرب والمسلمين الاماجيد
ما هو بعيد اهل الظلاله والالحاد

عيد افضل شهور السنة جعله يعيد
وحنا بأمان وعز وافراح واسعاد

أما الشاعر بدر بن عواد الحويفي فللعيد طابع خاص لديه حيث يقول:

انا هوايه وانبساطي وعيدي
تفريعة القرناس بارضٍ بها صيد

لاشطب الصيحان روس الزبيدي
والعشب جاله بالمثاني عناقيد

أما الشاعر حمد المغيولي فيقول:

مبسوط حالك ضحى عيدك
وانا ضحى العيد مجروحي

تلفح بشقرٍ على جيدك
لو ماتبرجت مملوحي

عندما حل العيد على الشاعرة مريفة رفض زوجها ان يشتري لها ثوب العيد وحثا على وجهها التراب فقالت :

كل نهار العيد يلبس جديده
وأنا نهار العيد كوّح ملدي

اما الشاعر طلال السعيد فقال عن محبوبته التي تجاهلت معايدته :

كيف حتى نهار العيد ما أرسل يعايد
يا عذاب المولع لا تردى نصيبه

وقال السعيد ايضا وهو يوضح عدم رغبته بحلول العيد من دون خله :

باكر العيد وكلن به يعايد حبيبه
بس أنا دمعتي من فوق خدي تهلي

يا حلالاه ياخل زعل من يجيبه
أربع أعياد وشوف صويحي ما حصلي

كن الأعياد عني يا جماعة غريبة
مابي العيد ياهل العيد من دون خلي

وحين يأتي العيد يكون لسعد بن جدلان سبك آخر :

عيد الله عليك يعود يالمستكا والعود
آهنّيك جعل الله بشوفك يهنيني

عيدية ضميرٍ حط فية الفراق لهود
أجامل على الأنظار والهم طاويني

أجدد مع ذكراي عقب الغياب عهود
وأنا والله اني داري ما انت ناسيني

مواثيق خمس السنين يا ناسع المردود
ويجيبها جزيل الشك من بينك وبيني

ولو كرهو الحساد واهل القلوب السود
معزتك في قلبي وقدرك على عيني

محبتك عندي كل ليل ويوم تزود
تزيد وتجدد دام انا وانت حييني

ولو طولت فرقاك قلبي رعاه الدود
فخطر علي ادخل شهار المجانيني

واما الشاعرة ريم الصحراء فجادت قريحتها عن العيد وقالت:

يا مرحبا واهلين حييت يا عيد
يا عيد يا عيد الفطر هلا بك

عساك لا هليت بالخير وسعيد
أنا أشهد أن الجو كله صفا بك

كل العطور الصبح فاحت بتجديد
ريح الزهر والورد عطره زها بك

أما الشاعر باسم علي الوشيل فيقول :

حاولت ابفرح ليلة العيد بالعيد
على الاقل لو استعير السعاده

وأصحي اشواقي بصوت الزغاريد
واطرب واهني من نطق بالشهاده

لقيت مالي بالسعاده مواعيد
حتى بيوم العيد.. عيدي نكاده

أما الشاعر سرور بن سفاح المطيري كتب عن مرارته في العيد بغياب من يحب فيقول:

قالوا العيد بكره قلت بكره نكادي
عيدٍ ما شوف خلي فيه ما هو عيد

مال عيد الخلايق فرحةٍ في فوادي
كيف اعيد مدامه عن عيوني بعيد

والله انه مناي افرح بيوم العيادي
اشعر اني مع العالم بيوم سعيد

ليت فرحة فوادي ملكها بالايادي
كان اغني ليوم العيد والبس جديد

وقال ايضا :

العيد عيد اللي من الهم مرتاح
قلبه من الاحزان والهم خالي

والعيد بالنسبة لي ان حل وان راح
اما دبل مافي ماسر بالي

مافيه عيدٍ مرني غير بجراح
فال العرب بالعيد ماهو بفالي

والله مالي علم في عيد وافراح
عهدي بهن يوم الحصا تمر حالي

يحيي شعوري بالفرح محي الارواح
هذا الرجاء في مقبلات الليالي

اما الشاعرة بدرية سعيد ترسم الألم وهي لم تجهز للعيد ولم تفرح به لحزنها وألمها فتقول :

كلٍ تجهز يشري ثياب للعيد
وأنا بعدني جالسه في مكاني

العيد احساس الذي قلبه سعيد
ماهو الذي قلبه من الهم حاني

أما الشاعرة بخوت المرية فهي تبث عبرات وبكاء مؤلم وليس لفرحة العيد مكان لديها فتقول في العيد:

كلٍ نهار العيد طربٍ بوادي
على ما اظنه خاطره سمح الإقبال

وأنا تكسر عبرتي في فؤادي
ماكني إلا واحد يشد بحبال

ايضا قالت بخوت المريه هذه الأبيات عندما أراد جماعتها الرحيل من البر إلى المدن لحضور العيد وقد تصورت في ذهنها فرحة النساء بالعيد في المدينة:

يا جماعه وان عزمتوا على انكو راحلين
غمغموني عن مظاهيركم لا شوفها

كن في قلبي سنا ضو ربعٍ نازلين
اشعلوها بالخلا والهبوب تلوفها

عيدو بي بالخلا.. والفريق معيدين
كل عذراء نقشت بالخضاب كفوفها

أما الشاعر متعب بن زراق فيدعو للتسامح وتخفيف معاناة الفقراء ومساعدة الأيتام حيث يقول :

اقبل العيد يحمل كل معنى جدير
يستحق الشعور بكل حسٍ كريم

اجعلوا العيد لاسباب التسامح سفير
نحتفل بالجديد ونفتخر بالقديم

خففو بالمروه من عذاب الفقير
وارفعوا بالشهامه من مقام اليتيم

أما الشاعر محمد البراهيم (الوافي) ففهو محتار عن ماذا يهدي محبوبه في العيد فيقول:

للعيد فرحة وانتظار الهدايا
ويا زين يوم العيد بين الأجاويد

يا سيدي يا سيد كل البرايا
احترت ويش اهديك في ليلة العيد

اهديك قلبٍ هام بين الحنايا
يغرد بحبك له سنين تغريد

والا عيونٍ من سهومك ضحايا
ولا ما تشوف الا انت يا صافي الجيد

والا كفوفٍ تلتهب لك شظايا
من شوفها لك ما تبي باقي الغيد

والا قصيد يرتجف بالشفايا
يسوقه احساسي بليا مواعيد

خذ ما تبي مني وكلي عطايا
خذ ما تبي يا صاحبي دون تحديد

كلي حلالك يا عقيد الصبايا
آمر تدلل وانت لك كل ما تريد

يا ليتني ارضيك واثبت وفايا
ويا علها تعجبك هدية العيد

اما الشاعر ضيدان المريخي بعدما ذاق غياب الحبيب والفراق في العيد فيقول:

لا تعودني على الفرقا تراني
صابني من غيبتك بالعيد خله

كان تذكرني مع الخلوه ثواني
انت في بالي شهر شوال كله

أما الشاعر هلال المطيري فيرل تهنئته لمن يحب عن بعد فيقول:

ما اقول غير الله يهنيك بالعيد
حقك علي ابادلك بالتهاني

في خاطري والا ترى عيدي بعيد
شوفتك عيدي كان لي عيد ثاني

الشاعرة نورة الشبيلي تغبر عن سعادتها بالعيد بشوفة من تحب فتقول:

اليوم صار العيد عندي سعيدي
يوم اهتنى قلبي بشوفة حبيبه

شفت الغلا لي في عيونه اكيدي
بدد سلامه كل شكٍ وريبه

طبع الوفاء عنده وعندي فريدي
وقصة هوانا في وفاها عجيبه

أما الشاعرة أم متروك فقد توفي زوجها قبل العيد بفترة.. وعند حلول العيد تذكرت زوجها وقالت أبياتا تعبِّر عن مشاعرها حيال زوجها.. وتذكر أنها لا فرحة لها بالعيد وتسند ذلك على ابنه الصغير (متروك) حيث تقول:

الناس في عيد يا متروك
وانا تعيسه ومهومه

من يوم قفت ركاب ابوك
العيد ما ذقت مطعومه

ياليتهم يومهم عزوك
فيني.. ويومي قبل يومه

انت الربع بالحلا و الهوك
وانا الفرح منه محرومه

أما الشاعر صنيتان المطيري فهو يقتقد الفرح وليس للعيد لذة ونكهه لديه رغم محاولته اخفاء حزنه عن الناس الا انه انكشف فيقول :

ياعيد مالك فرحةٍ في عيوني
نسيتني مدري زماني نساني

ما تقدر أفراحك تعانق شجوني
أحزاني أكبر من كلام التهاني

حاولت أجاري فرحتك وكشفوني
لاجيت أبضحك مااستمرت ثواني

ياخذني الماضي وأصارع اظنوني
واراجع أيامٍ مضت من زماني

أيام لوراحت حشا ماتهوني
نسيانها صعبٍ على من يعاني

ياليتهم يدرون من غالطوني
أن الهوى ماعاد له عصر ثاني

وياليتهم يدرون من عايدوني
أن الفرح ماله بقلبي مكاني

أما الشاعر علي الريض فيعبر عن مشاعره في العيد فيقول :

عيدك فرح.. عيدك صباح وتباشير
يسعد مساء عيدك وصبحه ويومه

لعلها يا صاحبي لك مسافير
لو ان نفسي من لقاك محرومه

أما الشاعر مرشد بن سعد البذال الرشيدي فيقول من قصيدة طويلة يهنئ بها الصائمين نختار منها قوله:

هنيكم يا حافظين صيامكم
وهني قلب بالوفا جزام

اقمتم تراويحه على الخير والهدى
وعشر التوالي تسهرون اقيام

واليوم عيدتم وغفرت اذنوبكم
ظهرتوا بقمره ما بها ظلام

واهني جميع المسلمين بعيدهم
مبروك يا من تسمع الكلام

الشاعر علي المفضي يعبر عن مشاعره بالعيد السعيد فيقول :

يا حديث الورد للعيد بك معنى جديد
والسنين اللي مضت منك عادت لي جداد

جيت من وجهك تصب الصخى وسط الوريد
جيت لافراح العمر تفتح بروحي بلاد

جيت تهدي عيد والا تعيد لكل عيد
فرحة ما مرت القلب من وقت المهاد

ما انت بس لفرحة العيد بك معنى جديد
انت حتى العيد يلبس لك ثياب جداد

كما قال ايضا :

دموع العين هلت فوق خدي
صباح العيد والعالم سعيدة

على من كان لي واليوم ضدي
يعاند مثل دنياي العنيدة

حبيب ظالم بيّح بسري
تناساني وانا قلبي يريده

الي شفته مع الشارع معدي
اقول القلب هذا يوم عيده

أما الشاعر صالح بن عبيد العلوي الحربي (حريب الياس) فيقول :

عيدك مبارك يا هو البال بالعيد
جعلك سعيد وجعل عيدك سعيدي

ياريف قلبي يا هوايه من الغيد
المترفات الناعمات الخدودي

روحي تغذى من مودتك وتزيد
ولولا وجودك لا وجود لوجودي

يا ريم لو خاو الظبيه مع البيد
والله على العراف عرفك يكودي

أما الشاعر فهد عبدالعزيز الرميان فيحث على صيام الست من شوال حيث يقول:

هني للصايم بعيد الصيامي
من عقب شهرٍ كله صيام واقيام

وللست من شوال شد الحزامي
اجرك على طول الدهر ثابتٍ تام

أما الشاعر محمد بن عون الله الشلاحي المطيري فيقول:

الفرحة اللي ما لها حد وقياس
بعيد رمضان الله علينا يعيده

تعايدو فيه الأحبة من الناس
لو المنازل عن بعضها بعيده

كلٍ يعايد قربته رافع الراس
ويلبس من الفرحة ثيابٍ جديدة

أما الشاعر فهد بن هجاج البشري الحربي فيقول:

يالمسلم اللي عايش فرحة العيد
يسعد مساك ويسعد الله نهارك

الله يقبل منك حسن المقاصيد
وتعمك الفرحة.. وعيدك مبارك

أما الشاعر جلعود لافي الشمري فيقول:

العيد جاء عادت علينا لياليه
بالخير وأيام الرخاء والسعادة

بالعيد كل ينتظر شوف غاليه
وغالي يجي غاليه عقب ابتعاده

العيد حل وحل بالذوق حاليه
وفيه التسامح بين الاخصام عاده

على الذي طبع الحياء من مباديه
على الوفاء على المروءة وداده

أما الشاعر سعيد مقحم السهلي فيقول :

العيد عمت فرحته كل الأوطان
ثم اشرقت شمس المحبه سناها

يهدي من الفرحة تغاريد الأوطان
ويرسم على البسمة حلاوة شفاها

وحد جميع الناس صدقان واخوان
والنفس وصلها لغالي مناها

كل يقول العيد مبروك يا فلان
الله يعيده رب الارض وسماها

ويجمع قلوب عقب فرقا وهجران
على الفرح طيب يكسب رضاها

يطيب شوف اللي للأحباب ولهان
نظرات عينه بالمودة ملاها

أما الشاعر خلف ابوزويد الشمري فيقول :

يا راكبه وصل سلامي امكيده
قل له ترى قلبي تمزع امزوعي

كل نهار العيد عايد وديدة
وانا نهار العيد عيدي ادموعي

أما الشاعر قديم الشوق فيقول :

للعيد فرحه يا حلو فرحة العيد
نشوة أمل في وجيه الاحباب بانت

وللعيد غنوة وابتهاج وتغاريد
في الديرة اللي لسلم الاجداد صانت

وللعيد ذكرى في العيون المساهيد
يوم الجروح الماضية حيل لانت

وللعيد شوق وذكريات وتناهيد
في عيني اللي طول الايام عانت

وللعيد لهفة عند بعض الاجاويد
يوم الطبايع تالي الوقت شانت

وللعيد عقد يلبسه نايف الجيد
ذيك الجفول اللي على الروح مانت

أما الشاعر عبدالله تركي عبدالله السديري فيقول :

العيد حل ونجم الاحباب ما هل
اللي بشوفتهم جروحي تشاوت

والموق في لوهو الدمع ما لحل
على البعيد اللي له النفس ناجت

الناس في اعياد وانا جسم منسل
ما عاد بي غير العظام وتلاشت

لولاي اوسع خاطري كل ما ذل
يوم فرقاه ذا لروح ذابت

يومه نشدني قلت ما نيب انا ادل
ذيك الديار اللي لها النفس عافت

ليته صبر وياي وفي نجد ما مل
ذيك الحزوم اللي لها النفس مالت

الله يوفق صاحبي وين ما حل
ونفسي ترى ما مر يوم وعاجت

أما الشاعر نافع البشري فيقول :

عيد سعيد وبارك الله بالاعياد
اللي جمعتني فيك يا فرحة العيد

يا بسمة تعلن بها الشمس ميلاد
حضور يوم السعد مع سيد الغيد

تعايد الشايب بقبلات الاحفاد
وتضم طفل لاهي يلعب سعيد

نور الفرح ارسلته لحل الاشهاد
والشمس تخفيها ورى فلة الجيد

أما الشاعر سعد مقحم السهلي فيقول :

العيد عمت فرحته كل الاوطان
ثم اشرقت شمس المحبه سناها

يهدي من الفرحة تغاريد الاوطان
ويرسم على البمسة حلاة شفاها

وحد جميع الناس صدقان واخوان
والنفس وصلها الغالي مناها

كل يقول العيد مبروك يافلان
الله يعيده رب الارض وسماها

ويجمع قلوب عقب فرق وهجران
على الفرح طيب يكسب رضاها

يطيب شوف اللي للأحباب ولهان
نظرات عينه بالمودة ملاها

اما القصائد الوطنية في العيد والتي والتي يعبر فيها الشعراء عن حب الوطن والقيادة الحكيمة فخي كثر ولكن نقطتف منها بعض القصائد التي فيها شعراء هذا الوطن الشامخ

الشاعر الحميدي الحربي يقول :

صدر الحنون اللي حظن فرحة العيد
ياما حظن من معجزات عظيمة

منه رضعوا حب الشموخ الصناديد
وفيه صنعوا مجد يجدد قديمه

ارض السلام ارض الكرام الاماجيد
منها يهل الخير هتان ديمه

اما الشاعر زهران المطيري فيقول :

عاد عيد المملكة بالسعادة والسرور
يا عساها كل عام يعاود عيدها

لست عقود الذهب واشتعل للعز نور
في مدنها.. في قراها وحتى بيدها

نرفع آيات التهاني.. وباقات الزهور
للمليك اللي يهين العداء ويكيدها

قالها مواطن على موطنه دايم غيور
يا عساها بالسعاده يعاود عيدها

الشاعر فرحان المطرفي يقول :

عسى عيدك مبارك يا وطنا واحسن الاعياد
نزف اجمل تهانينا لدولتنا وقايدها

وعسى عز الوطن باذن الاله المعتلي يزداد
تدوم المملكة في عز قادتها واماجدها

بلد خير ومعزة حكمها للظلم ما ينحاد
ودايم يرتفع صوت المواعظ في مساجدها

أما الشاعر سلطان آل منيف فيقول:

عاد عيدك يالوطن وانت بسلام
وكل عام وانت في عزٍ وخير

رفرفت فوق أرضك أسراب الحمام
وانتشى برياضها عطر وعبير

أما الشاعرة فتاة الوشم من شقراء فتقول :

مع تهان العيد نرفع للمقام
الولا والحب للراي الحكيم

عاد عيدك يا وطنا كل عام
وموسسك مثواه جناة النعيم

أما الشاعر خلف بن سليمان البجيدي العنزي فيقول :

اقبل علينا العيد محلا قباله
يا ما حلا بالمملكة فرحة العيد

عيدك مبارك يوم مجالي مجاله
يا خادم البيتين يا راعي البيد

لك الولا والأرض في كل حاله
لك يا ملكنا وثنى العلم تأكيد

مولاي شوفك عيدنا وحتفاله
ويا ليت لو عيدك على كيف ما نريد

ونمسك يمينك ما نعايد بداله
يا عد عمرك عيد وسعيد ويزيد

زف لصحاب السمو والجلالة
امباركه بالعيد والعيد تجديد

طاعه جميع الشعب له الشكاله
اللي لهم فضل علينا وتوحيد

لبلادنا يا بلادنا رمز الاصاله
بحس شاعر ما غوى بالتماجيد

داري حباها الله مبدى الرساله
ومهبط وحي ثم احكموها صناديد

والعداله ما قضت بالعداله
وحكم الشريعه ما يبيله مناقيد

ويا دارنا والعيد حروة قباله
عيدك امبارك يا مقر الجاويد

أما الشاعر عبدالله غازي الحنيني فيقول :

العيد حان وبالمعاني قصدنا
ببيان من هيض المشاعر مواريد

ابيات من در الجزيلات زدنا
مثل الورود اليانعه بالعناقيد

ابيات في تنظيمهن اجتهدنا
نصوغهن ونعيد ونفيد ونزيد

ابيات نهديهن لقايد بلدنا
اللي على الطوله فعوله محاميد

الله يديمك للوطن يا ملكنا
يا سيدي تبقى واهنيك بالعيد

أما الشاعر مشعل الجبوري العنزي من الرياض فيقول :

يالله تعيد العيد دايم على خير
على الرياض وكل شعب الجزيرة

دارٍ نبع منها الهدى والتباشير
المصطفى له وسطها خير سيره

أما الشاعر عبدالله بن حمد السبر فيقول :

اليوم في عيد الفطر بعد أن مضى شهر تمام
نرفع تهانينا لقايدنا إمام المسلمين

كل التهاني والولاء لك يا ملكنا يالامام
انت زعيم المملكة نطلب عسى الله لك يعين

نال المواطن والوطن من لدنكم كل اهتمام
يشهد لكم رب الملا والشاهدين المنصفين

مكارمك طول الزمن للشعب كله بانتظام
والشعب كله لك يقول حنا جنود طايعين

أما الشاعر عبدالله سعود الصقري فيقول :

أهدي التهاني والتباريك واشيد
بإعلامنا وأقلامنا والجرايد

للعالم المسلم جميع الأجاويد
اهل الثناء وقت الرخا والشدايد

وثنى التهاني بأشرف القول وازيد
حكامنا آل سعود دروس البدايد

إلى ان قال:

كل الوطن عم الفرح والأناشيد
بالعيد يوم النصر ولا من سايد

عيد سعيد للعروبة وتجديد
بالدين والدنيا والايمان زايد

مع منهج التوحيد والعلم ونشيد
صرح الحضارة بالوطن كل فايد

اما في الشعر الفصيح فقد تفاعل الشعراء مع الأعياد تفاعلاُ قويًا ظهر في أغراض شعرية منوعة منها:

تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:

من ذلك قول ابن الرومي:

وَلَمَّا اِنْقَضَى شَهْرُ الصِّيَامِ بِفَضْلِهِ
يُحْكَى هَلَاَلُ الْعِيدِ مِنْ جَانِبِ الْغَرْبِ

كَحَاجِبِ شَيْخِ شَاب مَنْ طُولِ عَمْرِهِ
يُشِيرُ لَنَا بِالرَّمْزِ لِلْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

قَدْ مَضَى الصَّوْمُ صَاحِبًا مَحْمُودًا
وَأَتَى الْفُطْرُ صَاحِبًا مودودا

ذَهَبَ الصَّوْم وَهُوَ يَحْكِيكَ نُسْكَا
وَأَتَى الْفُطْرُ وَهُوَ يَحْكِيكَ جُودَا

وقول ابن المعتز:

أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه
فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ

وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ
قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ

وقد يغفل كثير من المسلمين عن المعنى الحقيقي للعيد فيظنوه في لبس الجديد واللهو واللعب فقط وإن كان ذلك من سمات العيد ولكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:

ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك
لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك

كم من جديد ثيابٍ دينه خلق
تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك

ومن مرقع الأطمار ذي ورع
بكت عليه السما والأرض حين هلك

ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير و الحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به
وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامه موسم للبر تزرعه
وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه:من أضر به
ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم
دعــا الإله لهذا والرسول معا

واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم
بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا

وهذا الشاعر الجمبلاطي يستبشر خيراً بقدوم العيد ويأمل أن يكون فرصة لمساعدة الفقراء والمكروبين حين يقول:

طاف البشير بنا مذ أقبل العيد
فالبشر مرتقب والبذل محمود

يا عيد كل فقير هز راحته
شوقاً وكل غني هزه الجود

وللشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان «ليلة العيد» يستبشر في مطلعها بقوله:

بشائر العيد تترا غنية الصور
وطابع البشر يكسو أوجه البشر

وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً
في عين وامقة أو قلب منتظر

ويستمر في وصفه حتى يختمها بقوله:

يا ليلة العيد كم في العيد من عبر
لمن أراد رشاد العقل والبشر

والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم باكتمال صيام الشهر الفضيل يقول محمد بن سعد المشعان:

والعيد أقبل مـزهوًا بطلعته
كأنه فارس في حلة رفـلا

والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم
كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا

فليهنأ الصائم المنهي تعـبده
بمقدم العيد إن الصوم قد كملا

ومن تهاني الشعراء للملوك بالعيد رائية البحتري التي يهنىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة :

بالبر صمت وأنت أفضل صائم
وبسنة الله الرضية تفطر

فانعم بعيد الفطر عيداً إنه
يوم أغر من الزمان مشهر

وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان:

الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر
منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ

وفي قصيدة أخرى مطلعها:

لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوّدا
وعادةُ سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا

ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول:

هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لكل من ضحى وعيدا

ولازالت الأعياد لبسك بعده
تسلم مخروقاً وتعطي مجددا

فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى
كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا

هو الجد حتى تفضل العين أختها
وحتى يكون اليوم لليوم سيدا

ولا يخلو العيد في كثير من الأحيان من الشكوى وندب الحال ومنغصات قد يتعرض لها الشاعر خاصة في نفسه أوأهله

ولعل أشهر ما قيل في ذلك دالية المتنبي في وصف حاله بمصر والتي يقول في مطلعها:

عيـدٌ بأيّـةِ حـالٍ جِئْـتَ يا عيـدُ
بما مضـى أم بأمْـرٍ فيكَ تجديـدُ

أمّـا الأحِبـة فالبيـداءُ دونَـهــم
فليـت دونـك بيـداً دونهـم بيـدُ

وما شكوى المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه وحبسه حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد :

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيدك باللّذات معمورا

وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا

ترى بناتك في الأطمار جائعةً
في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا

معاشهنّ بعيد العــزّ ممتهنٌ
يغـزلن للناس لا يملكن قطميرا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا

وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ
فعاد فطرك للأكبــاد تفطيرا

ويبث الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين شكوى أيام صباه الأولي في قصيدة رائعة قال فيها:

العيدُ أقبلَ تُسْعِـدُ الأطفـالَ ما حملتْ يـداه
لُعَباً وأثوابـاً وأنغامـاً تَضِـجُّ بهــا الشِّفاه

وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه)
فيعـودُ في أهدابه دَمْعٌ ، وفي شفتيـه (آه)

ويقول في قصيدة أخرى:

هـذا هـو العيـدُ ، أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ
ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟!

وأيـنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم
مَـنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا؟!

وفي قصيدة ثالثة يقول:

يا عيدُ عرِّجْ فقد طالَ الظّما وجَفَتْ
تِلكَ السنونُ التي كم أيْنَعَتْ عِنَبـا

يا عيدُ عُدنْـا أعِدْنا للذي فرِحَتْ
به الصغيراتُ من أحلامنا فخبـا

مَنْ غيّبَ الضحكةَ البيضاءَ من غَدِنا
مَنْ فَـرَّ بالفرحِ السهرانِ مَنْ هَربَا

لم يبقَ من عيدنا إلا الذي تَرَكَتْ
لنا يـداهُ ومـا أعطى وما وَهَبـا

من ذكرياتٍ أقَمنا العُمرَ نَعصِرُها
فما شربنا ولا داعي المُنى شَرِبـا

يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَـذَتْ
منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا

وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُـم
يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا

هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمـسِ تملؤُهُ
بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟..قد ذَهَبا

ويتعرض بعض الشعراء لمحنة السجن ويأتي العيد وهم خلف القضبان فتثور في نفوسهم الذكريات

الشاعر عمرو خليفة النامي كتب قصيدته (يا ليلة العيد) وهو بين قضبان السجون يصوّر فيها ما يعانيه هو وأحباؤه وهو في زنزانة ضيقة تطوف بخاطره وخياله صورة أطفاله وأبنائه وهم ينتظرونه في ليلة العيد فيقول ‍:

يا ليلة العيد كم أقررت مضطربًـا
لكن حظي كان الحــزن والأرق

أكاد أبصرهم والدمع يطفر مـن
أجفانهم ودعاء الحـب يختنـق

يا عيد يا فرحة الأطفال ما صنعت
أطفالنا نحن والأقفـال تنغلـق

ما كنت أحسب أن العيد يطرقنا
والقيد في الرسغ والأبواب تصطفق

أما الأهل في خارج السجن فلم يكن حالهم بأفضل من حال من بداخله حيث يصف الطاهر إبراهيم ذلك حين يقول:

يا رب هذا العيد وافى والنفوس بها شجون
لبس الصغار جديدهم فيه وهم يستبشرون

بجديد أحذية وأثواب لهم يتبخترون
ولذيذ حلوى العيد بالأيدي بها يتخاطفون

وهناك خلف الباب أطفال لنا يتساءلون
أمي صلاة العيد حانت أين والدنا الحنون؟

إنا توضأنا -كعادتنا – وعند الباب (أمي) واقفون
زفرت تئن وقد بدا في وجهها الألم الدفين

ورنت إليهم في أسى واغرورقت منها العيون
العيد ليس لكم أحبائي فوالدكم سجين

اما عن وصف الشعراء لمآسي الأمة وأحزانها خصوصًا كلما عاد العيد ومن ذلك قول الشاعر عمر بهاء الدين الأميري:

يقولـونَ لـي: عيـدٌ سعيـدٌ، وإنَّهُ
ليـومُ حسابٍ لـو نحـسُّ ونشعـرُ

أعيـدٌ سعيـدٌ !! يالها من سعـادةٍ
وأوطانُنـا فيهـا الشقاءُ يزمـجـرُ

وقوله:

يمـرُّ علينا العيـدُ مُـرَّا مضرَّجـاً
بأكبادنا والقدسُ في الأسْـرِ تصـرخُ

عسى أنْ يعـودَ العيـدُ باللهِ عـزّةً
ونَصْـراً، ويُمْحى العارُ عنّا ويُنْسَـخُ

وشكوى الشاعر عمر أبو الريشة :

يا عيـدُ ما افْتَرَّ ثَغْرُ المجدِ يا عيد
فكيـف تلقاكَ بالبِشْـرِ الزغـاريـدُ؟

يا عيدُ كم في روابي القدسِ من كَبِدٍ
لها على الرَّفْـرَفِ العُلْـوِيِّ تَعْييــدُ؟

سينجلـي لَيْلُنا عـن فَجْـرِ مُعْتَرَكٍ
ونحـنُ في فمـه المشْبوبِ تَغْريـدُ

أما الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي فيقول :

أقبلت يا عيد والأحزان نائمـة
على فراشي وطرف الشوق سهران

من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
قلوبنا من صنوف الهمِّ ألـــوان؟

من أين نفرح والأحداث عاصفة
وللدُّمى مـقـل ترنـو وآذان؟

من أين والمسجد الأقصى محطمة
آمالـه وفؤاد القـدس ولهـان

من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
دروبنا جدر قامـت وكثبـان؟

أصبحت في يوم عيدي والسؤال على
ثغري يئن وفي الأحشاء نيـران

أين الأحبـة وارتـد السـؤال إلى
صدري سهامًا لها في الطعن إمعان؟

وعندما سُئل الشاعر محمد المشعانُ عن العيد ماذا يقول له ؟ أجاب قائلاً:

ماذا تقول لهذا العيد يا شاعر؟
أقول: يا عيد ألق الرحل أو غادر

ما أنت يا عيد والأتراح جاثمـة
إلا سؤال سخيف مرَّ بالخاطـر

ما أنت يا عيد والعربان قد ثكلوا
جمالهم والمراعي وانتهى الماطر ؟

ما أنت يا عيد في قوم يمر بهـم
ركب الشعوب وهم في دهشة الحائر

ويروى عن الشاعر العباسي أشجع بن عمر السلمي أنه كتب إلى الخليفة هارون الرشيد أبياتاً تتراوح بين المدح والتهنئة في أحد الأعياد، قائلاً:

لا زلتَ تَنشُر أعياداً وتَطْوِيها
تَمْضِي بها لكَ أيام وتَثْنِيها

مُستَقبِلاً زِينةَ الدُّنيا وبَهْجَتها
أيامنا لك لا تَفْنَى وتُفْنِيها

ولا تَقضَّت بك الدُّنيا ولا بَرِحَتْ
يَطْوِي لك الدَّهرُ أياماً وتَطوِيها

ولْيَهْنِكَ الفتحُ والأيّام مُقبِلةٌ
إليكَ بالنصر مَعقوداً نواصِيها

وكتب بعض الشعراء أبياتاً من قصائد الحكمة والموعظة ومنهم البحتري الذي قال عن مقدم عيد الفطر بعد رمضان:

مضى الشهر محموداً ولو قال مخبراً
لأثنى بما أوليت أيامه الشهر

عصمت بتقوى الله والورع الذي
أتيت فلا لغو لديك ولا هجر

وقدمت سعياً صالحاً لك ذخره
وكل الذي قدمت من صالح ذخر

وحال عليك الحول بالقطر مقبلاً
فباليمن والإقبال قابلك الفطر

وفي قصيدة ابن الرومي قال:

لِلنَّاسِ عِيدٌ وَلِي عِيدَان فِي الْعِيدِ
إِذَا رَأَيْتُكَ يَا بْن السَّادَةِ الصِّيدِ

إِذَا هم عَيَّدُوا عِيدَيْنِ فِي سَنَةٍ
كَانَتْ بِوَجْهِكَ لِي أيَّامُ تعييدِ

وبنفس معنى ابن الرومي تكلم شاعر عباسي بغدادي يرجح أن يكون أبو إسحاق الصابي بأبيات بديعة مقابلاً بين وجه الممدوح ومقدم العيد، فقال:

رَأَى الْعِيدُ وَجهكَ عِيدًا لَهُ
وَإِنْ كَانَ زَادَ عَلِيه جَمَالًا

وَكَبَّرَ حِينَ رَآك الْهَلَاَل
كَفِعْلِكَ حِينَ رَأَيْت الْهِلَالَا

رَأَى مِنْكَ مَا مِنْهُ أَبْصَرتهُ
هلَاَلًا أَضَاءَ وُجوها تلالا

وفي الختام نتمنى لكم عيداً سعيداً وكل عام وأنتم بخير

جمع وبحث واعداد وتحرير
الباحث والإعلامي
ناصر بن حمد الفهيد الأسعدي
تويتر