الخاتم المنقوش انا ويش ابيبه

الخاتم المنقوش انا ويش ابيبه

كلمات و قصة قصيدة قصة الحربي والعتيبي .. الخاتم المنقوش انا ويش ابيبه كامله مكتوبة

هذه القصة قديمة ويعود تاريخها إلى ما قبل عام 1248 هـ وهي من شيم البادية

والقصة رواها الشيخ عبيد بن مقبول السراني شيخ فخذ السرارنة ورواها الشيخ غالب بن صيفي بن نماي من شيوخ الزواكيه من بني جابر ورواها هلال بن هلال الصلعي رئيس شؤون البادية في المدينة المنورة، ورواها الشيخ متعب بن ناهي بن عمهوج من شيوخ قبيلة مزينة ورواها الكاتب محمد بن صالح البليهشي في كتابه:» وادي الفرع تاريخ و حضارة» وغيرهم من الرواة

القصة جرت بين عتيبي وحربي ومضمون القصة

أصاب ديار عتيبة الجفاف في سنة من السنين الممحلة فقد تأخرت عنها الأمطار ونشفت الأرض وقل الكلأ من المرعى وأهزلت الماشية وهلك معظمها وانتشرت المجاعة بين العربان في ديار عتيبة فلم يجدوا وسيلة لجلب المصاريف وتوفير المعيشة في تلك السنة حتى تنزل رحمة الله على الأرض ومن عليها وتعود بهم الحال مثل ما كانت عليه فينزل المطر وتربع الأرض ويتكاثر المرعى وتسمن الماشية وتصبح صالحة لبيعها في الأسواق حيث تأتي بالثمن الوفير والخير الكثير وتغطي على مصاريفهم المعيشية واحتياجاتهم الكمالية الأخرى

وقد فكروا في أكثر من طريق وطريقة لحل هذه المشكلة في اتجاهات متعددة فلم تبخل عليهم الآراء والأفكار في حلولها المناسبة وكان محور التفكيرحول طلب القرضة أو الكفالة أو حتى رهن بعض الأسلحة لو قبلها التاجر مقابل حاجة صاحبها من الطعام فمنهم من وجه قافلته إلى مكة وجدة ومنهم من اتجه بها إلى الأحساء ومنهم من كان يعرف له أصدقاء من التجار في البصرة والزبير في العراق ثم شد الرحال لهم فتيسرت لهم الأمور وسد الله لهم حاجاتهم

أما فخذ الزراريق من عتيبة ومعهم بعض فخذ الحفاة وكان رئيسهم أحد شيوخ الزراريق ويعرف بابن زراق العتيبي فهؤلاء قد اختاروا أن يتجهوا بقافلتهم إلى قبيلة حرب في وادي الفرع ومدينة رابغ التي كانت تسيطر عليها هذه القبيلة في ذلك الوقت

وادي الفرع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة على الطريق السريع الآن وأحد الأودية المعروفة بمنطقة المدينة المنورة له تأريخ عريق و حضارة كتب عنها الرحالة و المؤلفون وكان هذا الوادي من أغزر الأودية عيونا و أحفاها بالثقافة و التعليم بل كان مركزاً حضاريا مازالت قراه شاهدة بمعالم حضارته حتى اليوم، وكان يرفد المدينة المنورة بالرطب و التمر و الحبوب و العسل و الخضروات

المهم كان معهم خوي من حرب فسألوه عمن يعرف من قومه في أحد هاتين المدينتين من الرجال الذين يعرفون الحقوق ويرقعون الفتوق ويقضون حاجتنا بأموالهم وإلا بجاههم وحيلتهم

قال الحربي لو حاجتكم حمل جمل أو جملين من الطعام لكان يقضيها لكم أول رجل تقابلونه من قبيلة حرب ولكن أنتم معكم عشرات الجمال وتبحثون عمن يحملها لكم طعامًا وقهوة وكساء وهذه المهمة مهمة شيوخ ويقدرون عليها مشائخ حرب ولكن أهل المدن الزم بها من غيرهم لاختلاطهم الأكثر بالتجار فهم إما سدوا حاجتكم من مالهم الخاص أو قضوها لكم بوجيههم

وأحد الشيوخ هو الشيخ مريع بن حسن العبيدي أمير قرية أبو ضباع في وادي الفرع والآخر الشيخ بن مبيريك راعي رابغ

قالوا له إذن أنت خوينا اللي يمشينا ويحمينا بالديرة الحربية ويدلنا على الشيخين العبيدي وبن مبيريك

فجهزوا 100 جمل لحمل الطعام والكساء وكل مايلزمهم وأخذوا الحربي معهم دليلة

وفي الطريق عند دخولهم ديار مطير حصلوا أيضًا على رجل من مطيروطلبوا إخوته وأعطوه حق الأخاوة ورافقهم في داخل حدود مطير

ولما أخرجهم من المطيرية وأدخلهم في حدود الحربية رجع عنهم وتركهم في حماية خويهم الحربي حتى وصلوا إلى أخر محطة لهم عند الشيخ مريع بن حسن العبيدي في وادي الفرع

وكانوا ينوون مواصلة سيرهم إلى بن مبيريك في رابغ إذا ما وجدوا طلباتهم كلها عند الشيخ العبيدي ولكن تيسرت وانقضت لهم حاجتهم من قبل الشيخ مريع العبيدي قبل أن يصلوا إلى بن مبيريك

ولما وصل شيخ الزراريق هو ومن كان معه من الزراريق والحفاة إلى الشيخ الشيخ مريع بن حسن العبيدي العمري الحربي في وادي الفرع وكان هذا الرجل من الرجال الموسرين الذين يلجأ إليهم أصحاب الحاجات للاستدانة

شرحوا له قصتهم مع زمانهم وما أصابهم فيه من المشقة والمجاعة ووضحوا له طلبهم منه

فأستمع واستدرك حديثهم كله ونظر إلى وجوههم نظرةً فاحصة

والناس في ذلك الزمان كانوا يقدرون الظروف ويثقون في الرجال من ذوي العزيمة و الاقدام

ثم تأمل قليلًا في العلاقات القبلية بين حرب وعتيبة فوجدهم أعداء وما وقع من أموال القبيلة هذه في أيد القبيلة الأخرى اعتبرته القبيلة الغانمة إنه من الغنائم فيما لو أرادوا مصادرة هذه الأموال

الشيء الثاني لو تأخرت ثم أراد أن يذهب ليجمع دينه منهم فكيف يستطيع الوصول إليهم بسهولة ودون شق الأنفس وهي تقع دونهم قبيلة مطير ثم قبيلة سليم ثم عتيبة والمصيبة الأخرى من يحميه منهم حتى يصل إلى أول رجل من فخذ الزراريق

والشيء الثالث وهو آخر حل يفكر فيه حين أسر في نفسه أن يعطيهم من نصف حمل جمل بدون مقابل ثم يرسلهم إلى بن مبيريك يكمل لهم الباقي ولكن قبل أن يبلغهم بوجهة نظره في هذا الموضوع

قال لهم هل معكم رهن أرهنه عندي حتى حضوركم في السنة القادمة فقال شيخهم الزراقي معي هذا الخاتم

الذي في يدي ومنقوش عليه أسمي أسلمه رهن عندك

فأخذ العبيدي يتأمل الخاتم وينظر فيه وقال هذه الأبيات

الخاتم المنقوش أنا ويش أبي به
ما غير أبنظر فيه والفايدة ماش

واللي ورى شط البحر وش يجيبه
واللي معلق بالسماء كيف يناش

فعرفوا العتبان قصده وأنه مايهمه أن يعطيهم طلبهم ولكن من يضمن الوفاء

فقال الشيخ بن زراق العتيبي قائلاً:

اللي يسوِّي الطيبة من نصيبه
يلقى بها قدمه معاميل وفراش

والبعد ما ينحى الفتى عن صحيبه
والقرب ما ينفعك بالصاحب اللاش

ولما سمع مريع بن حسن العبيدي كلام شيخهم عرف إنهم رجالًا عقلاء وعملاء أوفياء فحلت الثقة في ساحة صدره العريض وأدرك أنه سوف يكون رد الجميل جميلًا مثله

فقبل العبيدي الرهن وقال نعم صدقت

وقام إلى خزانته واخرج لهم كل مايكفيهم من المال وقال خذوا هذا المال ووزعوه بينكم وكل واحد منكم كفيل نفسه ولا أحد يكفل على أحد وكلًّا منكم تكفله شيمته يا عتيبة

فأخذوا كل ما يحتاجونه من وادي الفرع وحملوا جمالهم 100 جمل من الطعام والقهوة والكساء

ورجعوا إلى ديارهم في حماية خويهم الحربي حتى تجاوز بهم حدود الحربية وسلمهم لخويهم المطيري ودخل بهم حدود مطير وأخرجهم منها.

وكانوا أثناء مرورهم من خلال أراضي هذه القبائل يحصل لهم بعض الاعتداءات من هذه القبائل ولكن يمنعهم خوي العتبان من شر هذه القبيلة المعتدية

لكونه من جماعة المعتدين والمعتدى عليهم قد دخلوا في وجهة عن شر قومه فهذه كانت قوانين عربية قبائلية تحترمها كل قبائل البادية لأنهم اختاروها ووضعوها لحماية مصالحهم من بعضهم فالقبيلة التي تحترم هذا القانون إذا أرادت أن تقضي بعض مصالحها من وراء أحد القبائل المعادية لها فما عليها الا أن تأخذ لها خوي أي مرافق من أحد رجال هذه القبيلة التي يرغبون في السفر عبر أراضيها ويكونون في حمايته حتى يخرجوا من حدود قبيلته

أما القبيلة التي تكابر بقوتها ويصل بها غرورها إلى أن ترفض هذا القانون وتدخل حدود جارتها القبيلة الأخرى بلا خوي فهي لا محالة معرضة للغزو في أي لحظة ومن ثم القتل والسلب والنهب والتأديب

ووصل العتبان الى ديارهم

ولما نزل على ديارهم الغيث وربعت أرضهم وسمنت الإبل والأغنام

اجتمعوا المقترضين وقد ردوا قيمة الطعام والقهوة والكساء والتي كان عدد قافلتها 100 جمل التي حملت هذه الأغذية من وادي الفرع ومن مال العبيدي الخاص

وقد جمعوا العتبان من الإبل والأغنام وساقوها إلى مكة وقبضوا أقيامها وأرسلوها إلى مريع العبيدي وما جزاء الإحسان إلا الإحسان

ويقال إنهم عندما ساقوا تلك الأبل وتلك الأغنام إلى أسواق مكة كأنما عتيبة كلها قد رحلت من أرض إلى أرض أخرى من كثرة ما ساقوا من الماشية في حق الأمانة

وسدد الرجل دينه وقيمة تمره و استعاد خاتمه الذي كان يحتفظ به العبيدي رهنا

والقيمة ليست في ثمن الخاتم ولكن في الجانب المعنوي

ونحن بحاجة إلى إحياء مثل هذه القصة والثقة بين الناس حتى لا ينقطع عمل الجميل والمعروف بيننا

وقبيلة عتيبة وحرب فيما بعد اصبح بينهم حلف شبابه واصبحوا اقرب لبعض عن الماضي

وقد قال سعد بن عماش بن خرصان الحافي الروقي العتيبي هذه الأبيات يمتدح بها قبيلة حرب حيث أنه كان جار لهم في المدينة المنورة مدة 15 سنة

البارح أمسى ضميري فيه ولوالي
والعين ما ذاق لذ النوم حاجبها

ذكرت دار الوفاء والمذهب الغالي
دارن عسى السيل يمشي في جوانبها

يا راكب اللي ليا روح مع اللالي
أسبق من الريح يوم الله يهببها

هاف جديد اخيـار الـوارد التالـي
من شركة فورد تو جت به مراكبها

يقوم من عندنا والفي ما زالي
وعصير طب المدينة واستراح إبها

غرهد مع السوق وارفع صوتك العالي
وسلم على حرب حاضرها وغايبها

تلقا رجال الوفاء والمذهب العالي
وتلقى الغلا عند جاهلها وشايبها

خمسة عشر عام وأنا بينهم سالي
الربعة اللـي اتدلـه مـن يقاربهـا

عليهم الِبيض تكسي حتى الأقذالـي
العزوة اللـي عزيـزات مذاهبهـا

إليا جيت بادي فكل الحي حيالي
وإن جيت في قالةٍ راسي يطول إبها

والعلم الآخر إليا حِرّج على التالـي
دون الركايب إليا زلـت عجايبهـا

كم دار قوم ولوه بحرب الأبطالـي
يصبح به البوم والثعلـب يجاوبهـا

كم شيخ قوم طووبه نايف الجالـي
على النقا والعرب من دون واجبهـا

وهذه القصيدة رد من الشاعر عليان مطلق المحمدي الحربي وهو من سكان المدينة المنورة

جاني جواب المعلم وانشرح بالـي
من يوم شفت البيوت اللـي مرتبهـا

يا مرحبا يا هلا بالخـط وإن جالـي
ومسـوي القيـل بأبياتـه وكاتبهـا

إن شفت مقبل عطيته وجه وإقبالـي
والنـاس ممـا توجبنـا نوجبـهـا

والأجنبي ليا سكن في الدار نزالـي
ديارنـا لـه و سيعـات جوانبهـا

ليا صار عاقل وعارف كل مجدالـي
يشرب من عدودها وصافي مشاربها

نفـداه بالحـال والأرواح والمالـي
ولازم نعزه كما اللحيـه وشاربهـا

وأنته عتيبي عريب الجـد والخالـي
تعرف سلوم العرب وأيضا مجربهـا

من ربعة في الملاقا تحتمي التالـي
يوم إن بعض العرب خلت ركايبهـا

فهود وأسود في غابـات الأشبالـي
ليا هاشت سباعكم ماحـدن بقاربهـا

وان جاء نهار يسمى هوش وقتالـي
حريبكـم غارتـه يشكـي عواقبهـا

مثل البحر لاصفق موجه على الجالي
العاليـة مـن مزابينـه يخربـهـا

وقم يا نديبي تولم واخـذ الأمثالـي
من فوق بنت الأصيل اللي معربهـا

عشرين في عدها من دق وجلالـي
أصايل جدودهـا تعـرف مجاذبهـا

تشدي قطاة حداهـا لاهـب اللالـي
تجفل ليا أومت عصاها عند راكبهـا

تلفي سعد في محلـه بـن ودلالـي
يفرح ليـا شافهـا تومـي جنايبهـا

حلحيل حلالها مـن كـل الإشكالـي
يحل الإشكال لو خصمـه يصعبهـا

عطه جواب سواة السكـر الحالـي
أمثـال وأبيـات راعيهـا مرتبهـا

معها سلام جديد وحسـن الاقبالـي
من حرب سكان طيبة عـز جانبهـا