قصة الشيخ عبدالكريم الجربا وإبل الشليمي الظفيري

قصة الشيخ عبدالكريم الجربا وإبل الشليمي الظفيري

قصة الشيخ عبدالكريم الجربا وإبل الشليمي الظفيري

الشيخ عبدالكريم الجربا شيخ قبيلة شمر المعروف باسم (أبو خوذه) . . . اشتهر هذا الشيخ بالكرم والجود الذي تناقلت العرب مآثره لشدة كرمه وشبهه الناس بحاتم الطائي وانتشرت القصص والحكايات عن أكرم الرجال في عصره وفيه قال أكثر الشعراء الذين عاصروه أجمل قصائدهم بمدح خصاله وخصوصاً بالجود والكرم

من قصص الطيب والكرم التي سطرها هذا الشيخ الكريم هو ما حدث بعد أن غزا بقبيلته شمر على قبيلة الظفير وأخذ إبلاً لقيعي الشليمي السعيدي الظفيري وكانت من نوع المغاتير ( لونها أبيض ) المشهورات بأسم البويضوات وكان عددها يفوق المائة ناقة ما بين الشقحا والوضحاء الوحده منهن تسوى رُقبة رجال وأخذينهن لهم ثاني سنه

وإحتار قيعي الشليمي من السعيّد من الظفير في كيفية إعادتها بعد أن فقد صبره لفراقها واصبح يلوّج عقيهن وعجز لا يصير

ونخى ابن عمه محمد بن دهمان شاعر للسعيّد من الظفير وطلب منه المساعده 

قال: ياخوي انا ابيك تنهج معي ( تسيّر معي ) يم عبدالكريم الجرباء يقولون ان من قصد به انه يلبي طلبه.

أبيك تقصد لي قصيدة ونبي نجيه ونقع عليه أغديه يعطيني نياقي

نبي ننصاوه ونقصد به وحنا ونصيبنا.

فقال له ابن دهمان إني لا أملك إلا لساني وسأبذل قصارى جهدي وإذا كان للشيخ عبدالكريم أي حماسة سوف ترجع إبلك يا الشليمي

وثم توجه الإثنان إلى أرض الجزيرة حيث توجد بيوت الجربان هناك في وقتها يترادفون هكا الذلول ويمدون على فالهم ناحرين عبدالكريم

ويوم وصلوا بيت عبدالكريم الجرباء لقوا عنده تحاويل من الترك ومجلسه مليان وبيته كبيرمسويع

قال ابن ذهامان: تراوه ما يبدق لنا الى جينا هاللون ولا نعرف مير نبي نعمل لنا سالفه من شان يمسكوننا ويجيبوننا عند الشيخ والى جينا قدامه ابدينا له حاجتنا

قال: انت اقبل على رحولك وانا ابحوّل واخطم لك من قفو البيوت واقوع عليك الى نوخت ذلولك ويغيت تحول عنه وابهوزك بسلاحي وانت انحش وازبن على البيت حتى يفكرون بنا ويحصل لنا نبدي حاجتنا

يوم عملوا من ذا عينه ويمسكونهم الرجال ويجيبونهم لعبدالكريم

قال: وش علمكم ياهذولا؟

قال ابن دهمان على لسان الشليمي:

ياراكب من فوق حنات الاوبار
فج النحور اليا اتتون كل ناوي

طفقات من هوز المحاجين عبار
لكنهن ينهش قفاهن ضراوي

حمر ركب بظهورهن كل مغوار
عيرات من هوز المطارق سعاوي

متل القطا عن واهج القيظ عبّار
مثنحّرات دار عطب الاهاوي

حيلٍ زها لظهورهن دشن الأكوار
واول سمّرهن من قعود اللحاوي

مرواحهن يأخذ من البعد مشوار
يشدن برقٍ مقتضيهن نداوي

مدّن من الداير على شبة النار
والعصر بالمرفوع خمس النضاوي

في دربهم متعرضينٍ للأخطار
ناصين دار محرقين القهاوي

وأرقب رقيبتهن على رأس سنجار
وتشوّف الجربان بهاك الحراوي

وطالع بيوتٍ كنهن زمة الطار
أهل الرباع مزبنين الجلاوي

واللي لجأ لبيوتهم ماله الثار
محدٍ عليه من المعادين قاوي

بالبيت تلقى بين هاتش وخطار
وناسٍ معه ما ينعرف له لغاوي

بيوت المحمد مدهل الضيف والجار
وملجأ لمن كثرت عليه الشكاوي

ياما عطو من سابق فوق قنطار
ياما اغتنى باسسبابهم من فداوي

ترثة صفوق اللي نعرفه بالأذكار
ياما تمنى قربهم من خلاوي

في ضف شيخٍ للمناعير دوًار
اللي طريحه ما لجرحه مداوي

أدنى بالأدنى كان للربع تختار
عبدالكريم اليا بلتك البلاوي

شواي سيف الهند في مجحم النار
ومن الطنا كنه في شفا البير داوي

رجّع لنا شقح من الذود معطار
تشوش يا سمعت نديه المداوي

يردّه اللي للطوابير كسار
كان الشليمي للبويضا رجاوي

نفسه صخيفه ما مشى درب الأنكار
حرٍ غلب عشه بحقٍ قصاوي

تبنى له البيضا على روس الاقطار
‏ آبيض من القطن العفر عند راوي

قال عبدالكريم لمدير الترك أللى عنده

وش تقول يا بيك بشعر هالعربي ؟

قال البيك:

والله انا ياشيخ ما ادري وش يقول ولكن لو اني انا انت وقال بي هالكلام اما اطيّح راسّه والا اعطيه اللي هو يطلب ما اخلّيه يروح هاك

قال عبدالكريم

لا والله انا ما اطيّح راسّه الا اعطيه اللي هو جاي على شانه واعشيه واكرمه عن عنوته

وقال: انت الشليمي؟

قال: نعم.

قال: لا بالله الا ابشر بنياقك

يالله ياعبيد اركبوا معه ودُوجوابه على شمر اللي عندهم حّصَص من البل وأجمعو نياقه له

ولك يا ابن دهمان عشرين من الإبل محملة بالأرزاق جزاء قصيدتك

قال الشليمي

يا شيخ عبدالكريم انت ما قصرت لكن انا ابنط راس هالضليع هذا وابدوه وابي منكم تحشرون الحلال واللي تجي يمي ما يرده راعيه وابي بس ادوًه

قال عبدالكريم

الابل لهن سنتين عندنا ناسيات حسك ولاقيات دويد العسل ما يجنك

قال الشليمي

لي سنتين وصدري ضايق وكاتم خلن اطلع اللي بصدري هالضحويه للبل وادوه

قال عبدالكريم هذا الضلع عندك رح دوه .. وخلوه يدوه ولا ترد ناقة تجي يم هالرجل
اللي يدوه

وهو يقوم لك يدوّه يحط اصباعه باذأنه ويصيح ويدوه للبويضوايه

يوم بحّروا والى قومتهن يتطلقن مثل خيوط القطن هالوضح من هنا ومن هنا لياما اجتمعن عنده

يوم اجتمعن وتفقَدْهن ليا كلهن وليا الحيران اللي حدرهن يوم يوخذن صايرات حشو واللي ببطونهنَ صايرات مخاليل

ورد عليه اباعره وفرسه وهو يذبح لهم هاك الجزور هاك الليله ويعشى العرب كله وهر يحنّى اباعر الشليمى بدم الجزور ويخططه ويردهن عليه

و قال: دوًه لاباعرك يالشليمي