الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

قصة وسيرة حياة الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

منديل بن فهيد الاسعدي الشاعر والراوي

هو منديل بن محمد بن منديل الفهيد من قبيلة الأساعدة من الروقة من قبيلة عتيبة أديب وراوي وشاعر اهتمّ بالأدب الشعبي بتدوينه وتوثيقه في العديد من الأعمال الورقية والصوتية.

امتاز بأسلوبه الذي قل ما تجده عند المهتمين بالأدب الشعبي.

أشهر أعماله سلسلة (من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية) والذي صدر في عشرة أجزاء.

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

نسبه ونشأته

ولد منديل الفهيد في مدينة عين بن فهيد بالاسياح بالقصيم سنة (1338هـ) وتوفي في يوم الأحد ليلة الأثنين (18-9-1425هـ).

الشيخ منديل إضافة إلى قوة شاعريته راو يتمتع بذاكرة قوية وبفكر وسرعة بديهة وملكة شعرية وقد نشأ حافظاً للقران الكريم حيث حفظ القرآن على يد الشيخ محمد الخليفي والد الشيخ عبدالله الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام رحمه الله عندما كان إماماً ومرشداً بالأسياح في عين بن فهيد..

والشيخ عمل في أول شبابه بالزراعة وكان مولعاً بالشعر والقصص التي تدور حول الكرم ومكارم الأخلاق ويحرص على مجالسة الرواة والشعراء ويأخذ عنهم ما يدور في المجلس من شعرو قصص ويحفظها لأنه يتمتع بذاكرة قوية إضافة إلى قوة شاعريته حيث له الكثير من القصائد والمساجلات مع كبار الشعراء مثل سليمان بن شريم وسليمان العيد وعبدالمحسن الحمد الفهيد ومساعد الصاهود وقاعد الشاوي وسند الخمشي وعبدالرحمن الربيعي ومحسن بن حميدان الوسيدي وعبدالله الدوسري وغالي المطيري وفهد بن أحمد وغيرهم الكثير رحم الله الميت منهم وأبقى الحي بصحة وعافية واستفاد من مجالسة هؤلاء وخصوصا نافع بن فضليه الذي كان هو ونافع ضمن أخوياء الملك سعود بن عبدالعزيز يرحمه الله.

وبجانب ذلك لا يبخل على من يسأل او يطلب منه اي استفسار عن قصيدة او عن قصة لانه ليس راوي قصائد فقط بل راوي وقعات، وتاريخ وقصص ولم يقتصر على رواية قصص واشعار قبيلة دون اخرى او تاريخ وامجاد بلد دون بلد ثان

الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

مسيرته

عين بالحرس الوطني على وظيفة مدنية (مراقب صرف) عام 1383هـ

ثم التحق بالإذاعة عام 1384هـ كلفه خادم الحرمين الشريفين الملك: سلمان بن عبد العزيز عندما كان اميراً على الرياض بإعداد وتقديم برنامج (من البادية) في الإذاعة واصبح مؤسس برامج البادية في الاذاعة فبدأ رحلته مع تقديم البرامج الشعبية عندما أطل بصوته المميز على مستمعيه عبر إذاعة الرياض من خلال تقديمه وإعداده لبرنامجه الشهير وكان يرد ويلبي طلبات المستمعين من قصص وأشعار والبادية والذي كان يخرجه محمد عيد الشيباني ثم الزميل مهدي الريمي وقد استمر هذا البرنامج حتى عام 1394هـ

وفي عام 1394هـ تولى إعداد وتقديم برنامج آخر بعنوان (من أشعار البادية) والذي كان يخرجه الزميل حمد الصبي وقد استمر لمدة عامين تقريباً حتى عام 1396هـ حيث طلب من سمو الأمير سلمان أمير الرياض آنذاك إعفاءه من الاذاعة والتفرغ لحياته الخاصة وللتأليف

وعندما أحيل الفهيد للتقاعد من الحرس قام بفتح مجلسه الذي يستقبل محبيه ومن يريد استشارته في مجال الشعر، وكان يأخذ من يرد لمجلسه بالمودة، واللطف، ولين الجانب، والبساطة، وجمال الروح الإنسانية.. رحمه الله.

الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

ثم اتجه الفقيد لمجال النشر الأدبي ولعل من أجمل أعماله سلسلة مؤلفاته التي هي بعنوان: (من آدابنا الشعبية الجزيرة العربية) والتي تعدّ من اهم الكتب التي اهتمت بجمع الموروث الشعبي ووثّقت أدب وتاريخ الجزيرة العربية من خلال توثيق قصص واشعار صدرت في سلسلة من 10 أجزاء أحتوت على مخزون هائل من القصص والأشعار النادرة لعدد كبير من أعلام وفرسان وشعراء الجزيرة العربية

وتعتبر هذه السلسلة في نظر المهتمين بالموروث الشعبي من أهم وأضخم المؤلفات التي اعتنت بالأدب الشعبي حيث تحتوي هذه المؤلفات على قصص وشواهد شعرية تصوّر عواطف الوفاء، والعفّة، وتعطي انطباعاً واضحاً عن حياة الحاضرة والبادية وما يتمتع به العرب من الأخلاق والشيم العربية الأصيلة..

وكان أول صدور مؤلفه الشهير (من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية) في الجزء الأول عام 1398هـ جمع فيه نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1401هـ صدر الجزء الثاني وهو خاص بأشعار بعض النساء

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وقد تعرض في تأليفه لكتاب قصائد النساء لغدر بعض الرفاق الذين احسن الظن فيهم حيث اخذوا المسودة الوحيدة لقرائتها وتم طباعتها كتاب عن اشعار النساء ونسبوها لهم وسرقوا مجهوده الا انه قام بجمعها من جديد وقال في مقدمة كتابة هذه الكلمات

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1402هـ صدر له الجزء الثالث

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1405هـ صدر له الجزء الرابع

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1411هـ، صدر له الجزء الخامس

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1413هـ صدر له الجزء السادس

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1415هـ صدر له الجزء السابع

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وفي عام 1419هـ صدر له الجزء الثامن

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

ثم في عام 1424هـ صدر له الجزء التاسع

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

وألحقه ابناؤه بطباعة الجزء العاشر والأخير بعد وفاته حيث كان جاهزا ومكتوبا قبل الوفاة

كتاب من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية نوادر القصص الشعبية والأشعار النبطية من البادية قديما منديل الفهيد

يقول الأديب منديل الفهيد بعد ما لاحظ التعدي على بعض مؤلفاته

(عزيزي القارئ.. لا تظن بما سمعته من غير مؤلفاتي أنني آخذ منها بل هو مأخوذ مني بعد ما أذعته في ركن البادية سابقاً وصحح أخطاءها وأخذ مني ولم ينسب إلي وفيه دليل واضح جميع الأبيات الشعرية التابعة للقصص الذي لم أذكر اسم صاحبها هذه من شعري أنا، لم أذكر اسمي وفي النهاية وكثرة الآخذين من مؤلفاتي ذكرت اسمي فيما ألفته)

قال القصيدة التالية في بداية تأليفه للجزء الأول:

يالله ياللي فوْق عرشك تعليت
تغفر خطأ عبدك وهون مماته

جمعت شعرْ كان أنا فيه زليتْ
وإلا جهلت أو وهمون رواته

أولفه من عقب ما هو تشاتيت
جمعت من كل البدايد شتاته

ماجبت شعر الحي حرصي على الميت
حرص على شعر العرب عن فواته

إلى أن قال:

يهدى لكساب الثنا شايع الصيت
(سلمان) جعل الله يطول حياته

يا (ميرْ) يا مرهب قلوب العناتيت
لا شافك المغرور ضاعت جراته

لولا امركم بالبادية ما تلزِّيت
وعرضت نفسي للبغيض وشماته

نمشي خدمتكم وللواجب اديت
فرض وشرف والتجزنة هي ثباته

بأهل الوفا والعرف ماقط شكّيت
واللآش نقذه ما يداوي حفاته

ثم أصدر بعد ذلك الجزء الثاني، ومن ثم الجزء الثالث الذي جاء بمقدمته قصيدته التالية: بعنوان:
مقدمة شعرية

بديت ذكر الله على كل ماقلت
رازق جميع الخلق محصي عملها

وضحت ما ولفت بالطبع واكملت
وأوجزتها للمستمع عن مللها

طوع لرأي محصل المجد ما ملت
اللي الى شاف المحيفة عدلها

والنفس عرضة للمخاطر وللشلت
وتقدم على درب الخطر من جهلها

ستين عام اقبلت واجنبت واشملت
بين الرواة افرادها مع جملها

جمعت شعر وللمتاعب تحملت
ومكسره عدَّلتها عن ميلها

معها القصص تشرح لنا ما تخيلت
واسم هله والراوي اللي نقلها

تاريخ ماضينا هل المجد لاسلت
الى قريته ما تدور بدلها

ما حفت مع هذا لهذا ولا أهملت
عميت شعر المملكة كل اهلها

سمعوه مني بالإذاعة وعللت
بالبادية عشر وثلاث كملها

واذكر رسايلهم بها ما تساهلت
آخذ صحيح القول وأترك جدلها

راعي الوفا يشكر جهودي وما نلت
ولا نلتفت للمغرضة مع سفلها

وان يسَّر الباري على السير واصلت
اجنب المطبوع والقى بدلها

خدمة وطن لملازمه ما تمللت
يا اللي تعد الحق بالصدق قلها

ثم أصدر الجزء الرابع الذي تصدره كلمة ثم تنويه عن مواقف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز مع المؤلف، وأورد في ذلك قصيدة معبرة قال فيها:

هذا تراث أسلافنا ماض الأجيال
يثبت فايلها وياصف سيرها

تاريخهم في ما مضى بدع الأمثال
وأسلافهم يمشي بها من بترها

يعم كل المملكة غرب وشمال
وجنوبها والشرق بر وبحرها

آخذ جزيل القول واترك للاهزال
فيها القصص والراوي اللي ذكرها

إلى أن قال:

وساهمت في خدمة وطننا بالاعمال
كل القلم والعين يتعب نظرها

متعب رفيق الجود لاحل منحال
ملجا رفيقه من عوامس كدرها

من نسل شيخ للعرب عز وظلال
من دوله ترجى ويخشى خطرها

عبدالعزيز مقدم السيف والمال
عزا لشعبه والشريعة نصرها

وصلّوا على المختار ما هل همال
واعداد ما هلت سحايب مطرها

وهذه أبيات نصيحة المؤلف لمعاشر النساء وردت في آخر مؤلفاته الجزء التاسع:

يا بنت قل الغطا يحرجك
والنسا للستر يشرونه

تسمعي واحد ينصحك
ما هوب راجي تجازونه

ترى ظنون الردى تجرحك
ما هيب تغسل بصابونه

اللي نوى خطبك سرَّحك
ما عاد ينظرك بعيونه

وأخوك لو يطلع صبَّحك
ضبه هل السوق يوحونه

زين البني سترها فرَّحك
لا قالوا الناس مصيونه

ومن خف عقله جزاه الضحك
خطرٍ يقولون مجنونه

وهذه القصيدة كما ورد أنها آخر قصيدة كتبها رحمه الله وكان من المقرر أن تكون في مقدمة كتابه الجزء العاشر :

يامحمـد بـن فهيـد دن السجلـه
مبـداه باسـم الله وحمـده بتاليـه

واكتب من المملي وصر صاحي له
وضح لنا المعنـي وبيـن لخافيـه

خمس بخمس ومن قراهـا يحلـه
ولاكل من يقرا المثل فاهـم فيـه

طيش الشباب ووجد مع ربعه لـه
زدهن فراغ والا اطلق الحبل راعيه

علـم صغيـر بهـون لايستملـه
ويلاقسـى عـوده يتعـب مربيـه

ترى الحياة والدين بـه زينـة لـه
وجليس خير ووالده حارص فيـه

كثر المنى والعجز لاهنـت خلـه
اعمل سبب عن قولي ليتي مسويـه

رفيقي اللـي عثرتـي عثـرة لـه
اللي يعضـد لـي بمالـه وبيديـه

ياللي تحب النصح بالنصـح قلـه
اعمل بخير وباذر الخيـر يجنيـه

من راقـب المولـى يظلـه بظلـه
ومن لايراقب حكـم ربـه يكفيـه

ومن قال انا خير الملا ماحصل له
يهوم له حمـل ولاهـوب قاوبـه

ومن كان لك بالمد الصـاع كلـه
رد الجز مثل السلـف لـو توفيـه

ومحي توالي الليل في عـادة لـه
يسجـد لمعبـود يخافـه ويرجيـه

ومن طاول اطول منه يندم بحلـه
وايلا مشى مع طول جرمه يكفيـه

كـل بعقلـه راض جايـز لــه
الابمالـه لوكـثـر مايرضـيـه

اللي يتيـه الليـل لااصبـح يدلـه
اللـي يتيـه القايلـه مـن يقديـه

وان قيل ترديـد السوالـف مملـه
ماقل دل وزبـدة الهـرج صافيـه

الشعر معنـى لاوفـي زينـه لـه
لوطـال لازانـت معانيـه تغليـه

رضا الملا عسر علـى بـاغ لـه
هذايبـي رايـه والاخـر يخطيـه

والكبـر لله والشقـى لابـس لـه
من تاب يغفرله ومـن زاد يهفيـه

والكذب هو البخـل عيـب ومذلـه
وراع الصخى كل مايحبه ويغليـه

يالايـم المفتـون عنـدك مزلـه
لاتنصح المبلـي بذمبـه وتاتيـه

تقرى الكتاب ولاتهـاب المضلـه
ذا قول شيخ لابتـه تعتـزي فيـه

من رافق العاصي يجازي جزا لـه
بالحبس يرمنـه جرايـم مماشيـه

اعقل ركابك والتوكـل علـى الله
راقب رقيبـك والسبـب لاتخليـه

شمناعـن المنقـود دقـه وجـلـه
شومـه منيـب عـن معاصـيـه

حقي على الطيب ايلا شـاف خلـه
سد الخلل وان شاف عيب يغطيـه

والاش لاش ولااحـد سامـع لـه
عيبه يجيه ظاهـر مـادرى فيـه

الظلم ظلمـة خاسـر فاعـل لـه
والعدل مثل الغيث تكبـر نواميـه

وطاعـه ولاتـك وارده بالادلـه
وفرقا الجماعه ذل ياجاهـل فيـه

العز بالجمعا ومـن ضـاع خلـه
ومن يقتدي بالشرع يرفع معانيـه

يامحمـد بـن فهيـد دن السجلـه
مبـداه بذكـر الله ومثلـه بتاليـه

الشاعر والراوي منديل الفهيد الاسعدي العتيبي

قصيدة الشعر الشعبي من قصائد الراوي والشاعر الكبير منديل بن محمد بن منديل بن فهيد الاسعدي الروقي العتيبي رحمة الله

من مدة 20 سنة كثر الجدال عن الشعر الشعبي ، منهم من يسميه الشعر النبطي، ومنهم من يسميه الشعر العامي، ومنهم من يسميه الشعر الشعبي أو الشعر البدوي، وكثر الجدال بهذا الموضوع..

وقال منديل الفهيد قصيدة حول هذا الموضوع وتسمية الشعر.

وهذه القصيدة الشعرية النادرة التي يتحدث فيها عن أهمية الشعر الموزون المقفى الهادف في حياتنا ومذكراً النقاد والمسؤولين عن صفحات الشعر أنه سبك وحبك معنى ويجب أن يرتقي لمستوى الجودة العالية كما يجب عليهم تنقيحه من السرقات والهزل، ومبدياً استياءه عن دعوى الشعر الحر او الحديث او النبط ومؤكداً أن اسمه الشعر الشعبي فقط :

قال من قاس المعاني بالمثل
وإلى بدا المعنا يباريه الزمل

يخاف من نقد الحسود المغرض
والآدمي متعرضٍ طرق الزلل

قد قيل في عين الرضا والمبغض
تبدي المساوي ذي وذي فيها كلل

الزود هو والنقص من عند الله
والآدمي ما هو معز ولا مذل

اعنز على الله وانس ما قالوا جميع
واتعب على كسب المعالي والعمل

الناس مشكاهم على خالقهم
وسيل النحاما ظنتي أنه ينعدل

إن قلت أبنصح ذا وابقنع مخطي
فتحت باب للمزيد من الجدل

الشعر قد قالوه ناس قبلنا
جزل ومتوسط وبه ضعف وعلل

سلبي ومسروق وفيه مكرر
وضعف ونقص أوزان مع كثر الخلل

ومردد المعنا بخلف القافيه
معناه واحد ظاهر مع ما دخل

سبعة عشر عدة بحوره أو تزيد
من كل نوع وفيه سجع وبه زجل

واللي يسمي الحر ذا عنهن بعيد
منثور لا وزنٍ ولا له مستهل

من عجز عن سبك المعاني والبحور
الجزل ما يقواه عود للهمل

به شاعر يجري ولا يجري معه
صعب المعاني صاخرٍ له من جبل

يبصرك بالخافي ويفتح لك طريق
يفتح لك أبواب تخلص من وحل

يجيب لك بيت على المعنا غريب
ويبقى إلى التالي مع العالم مثل

الشعر أدبنا واسمه الشعبي صحيح
بادي مع أولنا وفينا لم يزل

واللي يسميه النبط ماله دليل
هذا لغتنا واضح المعنا عدل

هالاسم لا معنا ولا هو مستحب
ياهل المعرفة علمو به من جهل

يستعملونه للحقوق وللحروب
انشد عن العوني وشعره وش فعل

تاريخ يثبت للحوادث والمحيط
شواهد المعنا وفيها يستدل

يوقظ الغافل ويدرك به حقوق
ويخلص المشكل إلى قال وفصل

ويبقى مع الباقي كما نقش الحجر
شواهد السيره وفيها مستهل

لوله عوارف مثل فعل الأولين
للنقد والتنقيح عن سرق وهزل

ما ينشر إلا بعد ما يشرف عليه
ينشر ويطبع عقب ما صح وكمل

وياخذ مكان لا يق به من قديم
ما قيل به ضعف ولا قالوا نزل

ارجي من القاري لها غض النظر
القيل به قاصر وفيه المعتدل

خذ ما تراه وترك اللي ما يجوز
وان شفت فيه قصور سدد للخلل

هذا وصلى الله على سيد قريش
أعداد ما وبلٍ على البيداء نزل

ومن قصائد الراوي والشاعر الكبير منديل الفهيد

هذا تراث أهل المروات والجود
أهل الشرف وأهل الفعول الحميده

تاريخ ماضينا سما كنه الطود
يا جب علينا طبعته وتخليده

جمعت شتات من الشعر مفقود
معه القصص واسما هله والبديده

عميت ما خصيّت والصدق مشهود
ولاني من اللي يزرعون الحصيده

اللي عليه الوسم لو سلب مردود
لو حرفوا به صاحبه يستعيده

وهذه القصيدة كذلك في الحكمة:

من لايثمن مطلعه مع مباديه
ويصون منطوقه ويدى الخيانه

ويستسمح الطلاب لاجا يحاكيه
وبالمنطق الطيب بلطف وليانه

لابد مايكثر خطاه وتخطريه
ويهفيه مع زود التسرع لسانه

كل يحاذر عملته من سمع فيه
والدين مطبوق عليه بضمانه

واللي يعامل كان ماخاف واليه
زود وغش وخان فيه الامانه

لابد والي العرش باكر يجازيه
يوم الجزا بالفوز والا الاهانه

في سنة من السنين سافر لإجراء بعض الفحوصات إلى لندن وعندما وصل هناك تذكر وطنه وأولاده، المرافق اللي معه قام يمدح له الهدو زيني الجو والهدوء وقوة الصناعة هناك، وقال في هذا الموضوع أبياتا من الشعر يقول:

ما شاق لي لندن مطرها وجوه
وأنهار وأشجار وبيض عواري

وقوة صنايعها وكثرة هدوه
وأموال وأشكال وبايع وشاري

تمشي على كيفك وما شيت سوه
والرب في ما تفعل الخلق داري

لولا ولي العرش ضعنا بهوه
ضيعة غريب في دجا الليل ساري

يشيلك التيار معهم بقوه
لمسارح فيها الخطر والنكاري

تصير مثل اللي بليل يبوّه
يموت قلبك ما تهاب المداري

الله يعدينا بلاها وسوه
ويصلح عملنا والاهل والذراري

يالله يا مرجع لخلقه بنوه
تردنا لديارنا بالاثاري

شفي مع أهل الدين وأهل المروه
وقربي من المسجد وبدر ومشاري

لافات نصف الليل والصبح توّه
دعيت ربي في ظلام الغداري

وإلى طرى المسيار عندي جروه
لشيخ(1) بفعله بالمجالس انمارى

ينبيك مدحه مع جميع السموه
الشط ما توصف عليه الخباري

سجيت معهم في معزه وخوّه
مع المسير والخوي والمباري

وعمري ورى السبعين ما به اكنوه
وللحق عندي كل ساعة محاري

لا بد من يوم رحيله يفوه
أدعو لي الغفران لا حل طاري

(1) الشيخ بفعله بالمجالس انماري يقصد سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن

نصيحة للشاعر قالها عندما وجد احد الطلاب رسب في الدراسة وأخذ يندب حظه

فقال له هذه الابيات:

الراي لاتندم على فايت فات
وتعطل الأسباب بالانجظاع

لا انصك باب فالمسالك كثيرات
بيبانها من الخلايق وساع

أما بيع ومشترى في صفقات
وصل من الله ماتخاف انقطاع

أو مهنة بها مصالح ونفعات
حلال من كد التعب والذراع

حظك وظلك تابعاتك مطيعات
وانت من الخير في طمان ورفاع

ومن قصائد شاعرنا في لزوم ما يلزم (وهو ماكن على ثلاث قوافي، ينظم على سبيل الاعجاز ، وربما يوضع عليها جوائز)

دنياك لو زادت قريب نقوصة
نرج الهدى فيما بقى والخلاصي

لافكرت بطباع الرجال مخصوصة
ولا احد مقر للنصف والقصاصي

العشرة اللي كاملات نصوصه
عشرة غلا ماهيب عشرة الهاصي

من طاوع الجاهل تبين نقوصة
ومن رافق العاصي طبع بالمعاصي

وهذه كذلك من الاعجازيات

لاشفت راعي الطيش متهور جمش
جنب وهو يبلى بدهان كتره

من لايعلمه الولي ماتعلمش
ماهوب يفرق بين ذراعه ومتره

لاجنبك شر الملا جنبه وامش
لابد للموتور ياخذ بوتره

اذنيك لاتصغي للانقاش والهمش
وان شفت ذنب الغير واجبك ستره

راع العيون الحور تشقى بها الطمش
وياقل من يسلم من المستهترة

وهذه من قصائده أيضاً :

ياحلو شوف البر بالمنزل الدمث
الى اختلط عشب الوسامي وفقعه

كثر الدبش والدر ماصار به لمث
يطربك مرواح السحايب وصقعه

بارض مساس حمضها خالطه رمث
والجار ماطالب قصيره بقعه

ويقول – رحمه الله – هذه القصيدة وأُنشدت في شريط حورنيات الأول

شاقني برق سرى ليل وضا
سيل الوديان لرعوده نزيز

في ديار نبتها رمث وغضا
كل وادي في مضيقة له حزيز

مسكن العتبان في عصر مضى
يسعتز المال والبادي عزيز

عايشين بالفيافي والغضى
فوق خيل والاسنة له هزيز

لاحسد فيهم ولا بغضا
ماسعى الشيطان فيهم له وزيز

معتبين للعدا خيل ونضى
عزهم بظهور عجلات الفزيز

هم سهوم الموت لاتم القضا
مكرمين الضيف حاضين البريز

بالتعاون كنهم وصف العضا
من نخاهم جوه في وقت وجيز

شيخهم لو قال طبو في لظى
الهدف واحد نوادر اللزيز

للمشاكل عندهم حل وقضا
حجتهم بالصدق ماعنها نحيز

أيضاً له نصيحة :

المسعد اللي قام لله بعتمه
لافات نصف الليل للبيت ناصي

يطلب من اللي كل خلقه بحتمه
القلب يخشع والعضا والنواصي

للمغني المفني يتيم بيتمه
اللي جعل جرم الخلايق قصاصي

ما هوب ينضر زين لبسه هتمه
لا شافعٍ دونه ولا به تواصي

يغفر خطا عبده وعمله يختمه
في خير قبل الموت ماهو خراصي

خسران من يجدي على أمه بشمه
يلعن وهو يلعن الى قصا القواصي

تلقي على قلبه من الذنب غمّه
يجني على نفسه كبار المعاصي

لاتم حتن العبد موته بكتمه
وحنا على الدنيا الدنيه احراصي

ما يحتمل في قدرة الرب ضمته
لحظة بصر لا سيف لا هو رصاصي

هذه قصيدة معارضة الشاعر منديل الاسعدي على (حائية بن احمد)

في عام 1367هـ قال الشاعر فهد بن أحمد من أهل القرينة بضواحي حريملاء صاغ قصيدة يتقصد فيها حرف الحاء وذات طابع غريب.. وهي على الوزن الطويل
وقال ما أحد يقدر يرد عليها واتحدا من يرد عليها

يقول ابن احمد :

يقول بن أحمد الحيدان حالي حالة المجروح
ولا يا أحوالهم لاحت ولاح الوقت ونحت وناح

انا ان حنيت ما حنيت وان حنيت شلت النوح
كما حنت احيام مع حمادٍ ناحرين ارماح

يما حول ولا حول ولا بالحبل ولا بالصوح
يحول بالحبل والحبل والحبل حل من الحبيب وطاح

حلا حلين بحمرا اشفاه حلين بحل انجوح
الى وضاح مثل وضاح لا حمن ولا طفاح

ذبحني حب حل الحاليه بالحاجر المملوح
حناني حنيها بين المحاني مثل حد رماح

دخل جرحي وكيف أحيا وكيف أوحي وانا مذبوح
وانا ما أحسب احزون الحب تذبحني بغير سلاح

حرمنا من منيحتنا منحها واحدٍ ممنوح
حلب لي صلبة حلوه وطاح به محمد الاجناح

عسى من حال واحتال وتحيل بالبها المكلوح
يحرول ويتحرول حيل حيثه ما سعى باصلاح

الا يا صاحبي وان حال بك حالٍ فرح مسموح
حدوني عنك حد الحد وانت احلم على ما راح

الا يا صاحبي وان كان ما توحي نحيب فوح
حكيم الحب له حكمن حرير وعنبرٍ فياح

حلمت البارحه ايلاي انا وصويحبي البسطوح
يحي بي واحييه واحبه ونشق الارياح

انا حظي على حظه وحظي كالحٍ مكلوح
الى حال الحباري حار حظي وانحر الملواح

وكد حظي يفرحني بحرب اعداي وهو مذبوح
الى منه تحزم و احتزم للحرب صارح وطاح

اللي حصلت لي حصه حرامٍ تتقلب ذر نوح
وانا ان حصلت حمل الزل يقلبه وصار سياح

وعندما دارت هذه القصيدة بالمجالس أعجب بها منديل لما فيها من المعاني والتعسير بكثرة حروف الحاء، علماً أن منديل لم يقابل فهد بن أحمد ولا يعرفه والقصيدة ما تعنيه، لكن من معنى القصيدة أنه يقصد زوجته التي زعلت والسبب والدها ولما فيها من العفة والمعاناة والمشاكل الذي حالت بينه وبين شريكة حياته زوجته براله منديل بقصيدة مماثلة، وابن أحمد ليس من اهل سدير من اهل القرينه بالشعيب
يقول أبو محمد- رحمه الله- نرجو من الله سبحانه أن يتغمد الجميع بواسع رحمته بهذه القصيدة (ووضع بآخر القصيدة خمسة ألغاز )

لمح برق على وادي سدير وشاقني له ضوح
امحنٍ يفرح الفلاح بحلول الشقا يرتاح

محل اهل الند للضيف حلو الحالي النقروح
حلاحيل تحلالي بمدح حاشه المداح

تحاليت الحروف الواضحه من حايرٍ مجروح
وأحاذر من بحور حذوها يبحل به السباح

مشيح محرجن حاله بحيلات تحس الروح
حزين الحال محروم حياته حالة الفلاح

صحيح أن المحبة بالحشا جاحت حليفه جوح
توحوح لو توحوح بالمحايل بك حزن وافراح

تخزب واحذر المنحي تنح وترك المملوح
حصيل محايل المقفي حصيل مطرد الضحيضاح

تحذر واحتذر واحذر مراح الحادر الممدوح
تحيل في حصين الحصن حيطن حاصله تفاح

تنزح وانتزح وانزح تحوش الربح والمصلوح
نصح بالنصح نصاح يصحح حاصل الصحصاح

حصيل محايل الاحباب غير الصلح دعوة نوح
يزحزح حب محبوبٍ يغير حبهم بطماح

حلول الحل لحلول الملامح في حروف اللوح
تحرا حباية الحبابي واحب احباتيه يا صاح

حريتك لا حدث بحثن ولو حبه وزين الروح
يحدك للصحيب احذر بحالك لا تجي بياح

حري من استحا يمدح ومحروم الحيا مفضوح
وحري من كثر الرده لخله بان به ملواح

من امرح في مراح الجرب حل به الجرب بفضوح
تحكك واحترم مرح الصحاح وللبياح ايزاح

تسمح وانسمح وادمح اتحب ومن دمح مدموح
وحاسب واحتسب واحسب حلول الحول للارباح

تحفظ واحتفظ واحفظ محبة خير ممدوح
زحازيح الرجال من احتفظ فيها ينام اشطاح

انا بنشدك عن رجل وهو في حالته درموح (1)
وهو شر على الوالد يحربه فارس نطاح

وانا بنشدك عن رجل سرق بيض لهن اشبوح (2)
وهن حمل لغيره كيف يا طاهن وهن القاح

وانا بنشدك عن ورعٍ صغير ويرطمه مفلوح (3)
وهو مفتاح خير وشر ويقص بجرته لاراح

وأنا بنشدك عن رجل على ذريته ذا بوح (4)
يبقى ثلث والثلثين ملكتهم تروح اسفاح

وانا بنشدك عن رجل حمل واضنا وهو بالدوح (5)
وبغير الدوح ما يعرس ولا له خاطر ينساح

حمام ناح مرتاح بدوح لاحن سانوح
سنحن وحوحي الانتحاما بوجهه راح

لكحن مع ضحاح الصبح بقاع صحصح صحصوح
زقح يلفح يجنحان صحاح ومخلب سطاح

تحمل للحبارى يوم رحرح بالمراح تفوح
تلحلح يوم حام الحر واحرت بالمراح اذباح

حفل حفالهن حام يطحطح دونهن بشفوح
محاه الحرمحي احساب حب صحصحه فلاح

حلول الالغاز:

1- يقصد يد النجر
2- الميل والعيون المكحلة
3-القلم (وبرطمه الريشه)
4- لقاح النخل
5- صميل اللين والزبدة

ومن مساجلاته مع سليمان بن شريم نختار لكم هذة المساجلتان :

كان بين الرواية والاديب والشاعر منديل الفهيد والشاعر سليمان بن ناصر بن شريم موعد اجتماع خارج البلد للنزهة والتمتع برؤية الاعشاب والبر والقنص و بن شريم في بريدة ومنديل بالاسياح فكتب ابن شريم رسالة الى منديل وتأخر منديل بالرد عليها فقال سليمان بن شريم:

إلى صد الرفيق اللي توده
فلا تشفق ترى ما هوب وده

ترى مارية المقفي إلى أقفا
من أسهل ما تعرض له يرده

ولكنه يجازا مثل فعله
ولو كان اقرب الجدان جده

جزا الاقفاي بالاقفاي مثله
ولا تتبع هواه ولا ترده

فأجابه منديل معتذرا منه وموضحا له انه سمع أنه مسافر وغائب:

هلا بالخط واللي لي يمده
سلام ما احصي كثره وعده

نعم مضمون ما قلتو فهمنا
وحبينا نعرفكم مرده

انا من سلت عنكم قيل غايب
ومنع كتابكم ما هيب صده

ترى بالحلم هو والصبر طوله
ولارد الجمل راسه لبده

إلى صار الخطا منا تشيله
عط الجاهل من الأبدان قده

وبعد مدة من ذلك أرسل سليمان بن شريم إلى صديقه منديل هدية (طيب) دون أن يرسل معها كتابا فاغتنم الفرصة منديل لكي يجد مدخلا إلى مداعبة صديقه ابن شريم يعاتبه على عدم إرسال الكتاب لأنه يرى ذلك قصورا في حقه فما كان منه إلا أن أرسل كتاب شكر ويستشهد بطير مع راعي سفينة، حيث حبست الطيور لأصواتها في الأبيات التالية :

شكا طير البحر يبغي خلاصه
على مثله يفكه من قفاصه

تسبب له وفكه وقت حاضر
بلا فتنه ولا ثور رصاصه

شكيت العام من منعي ردودك
وجتني هالسنة منكم قصاصه

ورى ما ارسلت لي ربع الجراده
وصاة الهرج للغالي نقاصه

ولولا شاهدٍ عندي بحبك
على هالفعل زادتكم رخاصه

انا شاهدت بك من عمر خصله
بعرف المتقي فكر ولباصه

حلاة الالف نصح ودمح زله
وتوقر صاحبك لوبك خصاصه

وباق الناس كل له مقام
طريق مرور تشرح له ابباصه

صحيح ان مبتدا الالغاز صنعه
وحله لقطةٍ مثل الغياصه

فأجابه سليمان بن شريم موضحاً له انه لم يعرف الطائر الذي ورد ذكره بأبيات منديل وضمن أبياته بعض الألغاز قال ابن شريم:

هلا بالخط لو فيه انقراصه
ويرهبني من الحبل انقصاصه

قرصني قرصة من غير سبٍ
ورفا بشت الوفا عقب انحصاصه

شريف المجد منديل المحمد
عن الماجوب ما فيه انملاصه

هو يحسبني على مثلي من أول
موات الزرع ينقص عن خراصه

انا حملي من الدنيا ثقيلٍ
وسيل المنحني ضيق اعراصه

انا كزيت لك خط مورخ
مع الجمّال جعله للرصاصه

وانا طير البحر مالي وماله
ولا انطح ضرب موجه واختباصه

ولكن قيل لي كوده يموت
ويرخصه الوكيل من احتراصه

وانا ما أثبت المعنى بفكري
ولكن نشقص المعنى شقاصه

ولكن خبروني عن ثلاثٍ
لهن في كل ميدان رقاصه

وعجوز لا تهيد ولا تبيد
زعولٍ عينها مثل الخلاصه

يذكر أن الطير الذي ذكره منديل في قصيدته السابقة انه كان هناك صاحب سفينة صاد بلبلين فربط واحداً وترك الثاني فصاح البلبل المربوط بلغته وما الخلاص من القفص فأجابه البلبل الثاني من يريد الافلات فليمت فأوحى بأنه ميت في قفصه حتى ظن صاحب السفينة انه مات ففتح القفص ورماه خارج القفص فطار من امامه وكانت الحيلة سببا في نجاته فأجابه منديل بقوله:

هلا بالحظ لولا زاد بغباصه
وثلث الكاي ما يصبغ مواصه

وتوقّض راقده ذمٍ مجرب
وعميلك كل ما قاصاك قاصه

تنشد عن ذهوب بلا وسوم
من الشارات لو كبر القصاصه

لهن باللهو والمشروب معنى
ووقت الحرب في لمة اشخاصه

يلم الخيل مع جند وصنايع
وشديد الباس تفصيل بماصه

ولكن راجح المعنا بفكري
هزيل الجزل مذموم الشحاصه

ومتاع غرور إلى قفّت كسيفه
وإلى دّرت يروى من قلاصه

وأنا إن تهت القدا خذني برفقٍ
رموك الطير ينسيه القناصه

وانا فكري بهالمعنا سقيم
وطفل الديد يسقم عن مصاصه

ومن المساجلات بينهم ايضا كان لمنديل صديق مزارع واسند اليه ابياتا مضمنها بعضا من الالغاز واحب ان يعرضها على ابن شريم لكي يأخذ رأيه في صلاحيتها لكن ابن شريم ظن ان الابيات موجهة له وليست لصديق منديل كما ذكر

يقول منديل:

انا بنشدك عن شين عند وجهك جملة الايام
وهي تصلح لمثلك وانت ما تصلح بلياها

وهي خضر كثيرة ملح من فوق الخدود وشام
مجاوزها من الشبان والشياب تنفاها

وهي لا صكت الجمعين دايم تمترح قدام
وهي تقضي لزوم اللي على الحاجات يقداها

وانا بنشدك عن شيء مسكت ما يبي مرسام
قليل وله مراميس الى دورت تلقاها

وانا بنشدك عن شي يسميه العرب دهام
جميلات المحاسن لا حضر يكشف مغطاها

كثير الناس متياهه وهو من حسبة الانعام
وهو ما يفرق الجوزاء ولا حسبة اثرياها

وانا ما اظهر مهماتي لنطار معه مرجام
أثمن سلعة الجلاب من جنسه وحلياها

وانا ما اعيل بالغاره مخليها على الحكام
والي عال المقابل ناخذه بالثار وقصاها

وعندما اطلع عليها ابن شريم صار عنده شك ان الابيات موجهة له وليست لصديق منديل
فما كان من ابن شريم الا ان يجاوب منديل بابيات مماثلة مضمنها بعضا من الالغاز
يقول سليمان بن شريم:

اللي بداله ما طراله والله العلام
تشابهت المعاني واشكلت من طول مبناها

انا ما ادخل يدي لو طالن افعالي بحجر الهام
ولا ارقد عند باب المجحرة والنمر باقصاها

ترى كثر الدهايا والظلايم تذهب الحكام
كما شداد الاول زخرف الجنه ولاجاها

انا بنشدك عن ورع صغير ولا عليه احكام
ثلاث اجواز زوجاته يقبلها وياطاها

يمر الغاليات بساع ثم يعجل المهزام
وعند الثالثة يرقد طوال الليل واياها

وهن حمل لغيره كيف يا طاهن وهن تهام
وهذي معجزة يابو محمد كيف يقواها

وانا بنشدك عن ورع جراله هو وابوه خصام
خذ الفرسة على الشايب ونفس العود وطاها

وهو ما يقتدر حرب المره لو حق منه وقام
الى من المره قامت بحربه ما تهقواها

وابوه الى فكرت بسيرته والياه ما ينظام
عجايب كيف يقوى ذا وذي ما هوب يقواها

وتقول ان المخابر والمناضر تخلف الاسوام
وترى تريك القزازه من صفاوتها ومن ماها

وانا اقول المواكر بينه والهند غير الشام
وفرخ الذيب مثله والدجاجة مثل حلياها

وانا اقول البسامه والجسامه قسمن اقسام
خلقها الله وحط ارزاقها تبرى لمجراها

وبعد ما وصلت ابيات ابن شريم الى منديل واطلع عليها اجابه معتذاراً منه قائلاً ان القصيدة السابقة لا تعنيك ولم تكن موجهة لك
بل هي موجهة لصديق لي مزارع وانت لست مزارعاً واني اعني فيها المسحات التي بيد المزارع وهي التي تمترح قدام
كما ضمن منديل ابياته حل لغز ابن شريم يقول:

انا ما اريد ترديد الجدال وبحثة الاظلام
كثير من عرض عينه يريد دواه واعماها

اظن الصمت خير لي كما قصر عليه اطمام
يحملونه على اطيب ظن قبل يفك مجراها

انا اشكي لك ردا عرفي وابيك توقضن لا انام
وتعرضني لضلعان وانا ما اطيق مرقاها

نفيدك راعي الزوجات ياريس هل الفهام
هذاك الميل والزوجات ما يخفاك معناها

واظن العود وابنه صنعة من وافي الاهيام
واظن ان المره يكفيك ربي عن مصالاها

اما صديقه غالي بن معزي المطيري فهو بآخر عمره تزوج وتأخرت زوجته ما حملت
وعندما بشر اخوه قاعد منديل بأن زوجته حامل قال منديل ابياتاً منها:

يابو محمد لازياره ولا خط
الحول فات وزايد به ليالي

اكبر مصيبة من رفيقك الى شط
لا انحت به الدنيا وهو كان غالي

اخوك قاعد لك محب ويصفط
سمع كلام خايف واشتكالي

وانا سمعت العلم من واحد حط
بالغوج قال ان القوايم اهزالي

تسحب قيونه مع طريق لهن خط
ايا صل الميراد هو والمغالي

ويوم قاعد بشرن يذكره عط
عط الرهيم ونط روس الجبالي

قال ابشر ان البذر بالمزرعه حط
والبذر له فوق السموات والي

ان صح علم واضح عقب ما غط
فالمبغضه تلهم دقاق السهالي

وعندما سمعها غالي اجاب عليها بأبيات مماثلة قال غالي:

يا بو محمد يوم كزيت لي خط
مناً تبي رده على كل حالي

حنا على رد المكاتيب نبسط
فزيت انا بالخط وانساح بالي

ساعة قريته شفت به علم اوسط
لقيت به تشويش والجو خالي

ابو محمد بالمثل ما تخبط
سمع كلام وصار بالقلب صالي

ترى كلام جاك من مبغض قط
عسى تقطع به طوال المدالي

من هرجهةالعاقل ترى النصف يسقط
وهرج الوشاة المبغضة ما يشالي

الى آخرها,,,.

اما عبدالمحسن الحمد العبدالعزيز الفهيد رحمه الله فهو ايضا له مساجلات مع منديل كثيرة من ضمنها رؤيا رآها بالليل

وقال ابياتاً يسندها على منديل قال عبدالمحسن:

طال النهار وطال شوف يعنين
ولمست لي علم خطفته اخطافي

حلمت حلم ضاع فيه التثامين
تسعين شطر يحلبن من اعطافي

انتاج اهلهم مشبعين المجيعين
خلوه لاجل التنبله بالذلافي

وعشرين منهن بين كاتب ومملين
اهل الكراسي والملابس نضافي

وعشرين منهن شفتها مع سفاهين
كثير هن مع لابسات الغدافي

وعشرين للي كاتبين عناوين
مكتب عقار ومشترى بالجزافي

وثمان بين اهل القرايا المقيمين
مقلطين الحيل فوق الصحافي

واثنين ملويات بين الرسينين
تأخروا من عقب ركب الشعافي

واصبحت غير الحلم ما في يدي شين
وقصيرك الايمن والايسر عوافي

وعندما اطلع منديل عليها اجابه بابيات مماثلة قال منديل:

عادة حلوم الليل تسهر بتفطين
توريك سيل ومصبح في جفافي

والوقت الاول غير هالوقت هالحين
بالدين والاخلاق مابه اطفافي

صارت مجالسنا بحسب الملايين
وكثير ما يلزم عطيناه قافي

الخلط والبيئة وشوف المفاتين
والحبل بالغارب نزيد انحرافي

أمن وفراغ ووجد زدهن بثنتين
صحه وغفلتنا عسى الله ايكافي

انشد جبل طارق وبدر وحطين
امجادهم مثل الجبال النوافي

ان ما تبعناهم فحنا خطيرين
يارب تمنعنا عن الانحرافي

حنا رحمنا الله بنصرة هل الدين
نسل الملوك اللي علمهم يشافي

حموه بالنية وفعل بحدين
حد من السنه وحد الرهافي

والى انفتح باب تلاشوه عجلين
صاروا لنا كالطود واجبال قافي

لولا فعايلهم كلتنا السراحين
الحكم به دفع الضرر والخلافي

ادعو لهم يالمخلصين المصلين
بالعز والجمعا لهم والتصافي

أما الشاعر محسن بن حميدان الوسيدي من الوسده من قبيلة حرب كان بينه وبين منديل عدة مراسلات ومساجلات

ففي عام 1364 قال أبياتاً متوجداً على معشوقته ويشتكي لمنديل بالابيات التالية قال فيها:

البارحة نامت عيون الدهايا
وأنا أتململ كن عضمي كسيري

من هاجسٍ بالقلب ما ينتنايا
انحا كما سيل الشفا للمسيري

يا الله ياللي عالمٍ بالخفايا
يا واحد بأحوال عبده خبيري

بالبر سخرت لعبيدك مطايا
واجريت سفن مع ظلام الغزيري

إلطف بحالٍ ما بقا به بقايا
انت الذي من كل كرب تجيري

أشكي على منديل ريف الونايا
منديل زبن اللي جواده عثيري

واعم فيها أهل الصخا والحمايا
عيال الفهيد مخضبين الشطيري

لباسة الجوخ الحمر للمنايا
ذيب السرايا عن لقاهم ينيري

أبديت أنا شكواي لأهل الشكايا
أبو محمد للشكايا بصيري

أنا بليت بحب زين الحلايا
وده رماني وأشهد إني خطيري

أبو عيون به سهوم المنايا
عيون خرشاً رفرفت للمطيري

أبو ثمان بين حمر الشفايا
مثل اللوالو في سلوك الحريري

مع زين وصفه فيه زين السجايا
حلفت أنا ما أحط دونه عشيري

هذا وأنا أرجي من جزيل العطايا
يجعل لنا بهداه نورٍ سفيري

وصلوا على المعصوم خير البرايا
اللي من المعبود جانا نذيري

فأجابه منديل الفهيد قائلا:

حي الكتاب اللي بيوته ملايا
من فاهمٍ بالقيل ذرف بصيري

حيه عدد ما يثمرن الودا يا
عد السهال وعد نبت زهيري

باللي من الهجره دفع لي شكايا
محسن حجا للجار والمستجيري

وأثنى هل البلها وساع النحايا
هل السموت مدلهين القصيري

تشكي وأنا فكري قليل الدرايا
ياخوك فكري قاصر وتعبيري

والعشق معنا ما بقاله بقايا
ويذكر مع اللي يبتون الحجيري

العشق يذكرله دروب فضايا
من حال والآحال دربه عسيري

بالزرق والمغري ودفع المطايا
والفن والحيله وكتم السريري

وقصر القدم واحذرك كثر الوصايا
والذيب يرمس بالصغر والأخيري

هذا والا ريا به سمان وعرايا
بذلت لك رايٍ ولو هو حقيري

وان كان ما عندك فزوع وحمايا
ازبن على اللي يحتمون النشيري

اخوان حسنا مشبعين القوايا
أهل المواقف بالنهار الكبيري

جلال صلب الراي جزل العطايا
مركي على كبد المعادي صهيري

والا بني سالم اكعام العدايا
أهل مناخ ولا ضروا للمنيري

وانشدك عن بنت تخلص قضايا
تضم حمل ولا ذكر به دريري

عذر وبها تترك عياله قوايا
ما منهم اللي يتبعه بالمسير

ومنديل بينه وبين محسن اكثر من ست مراسلات

كان من ضمن أصدقائه علي الأصقه ومساعد الصاهود يجمعون العشب في بلدة قبة وتذكرا صديقيهما منديل الفهيد فوقع عندهم طير باشك
ومن نوع المداعبة والمزح قالوا نبي نرسله لمنديل مع أبيات من الشعر قالوا :

لبو محمد قضبنا طير
طير الندم والخساراتي

طيرٍ ردي ولابه خير
هده الى رحت كشاتي

يصخر الحمره تصخير
ماله عن البيت نوهاتي

الا وشاور عليه خضير
تراه راعي محاماتي

فأجابهم منديل قائلا:

يا راعي الهدو قدرى غير
ساري بليا علاماتي

قضب القفا عندكم تكبير
لو كان راعي جمالاتي

ولو السوالف تجبر
صرتوا على الناس باشاتي

ومن نوع المداعبات مع الأصدقاء قال منديل أبياتا مسندها على الشاعر سند بن قاعد الخمشي من عنزة من نوع المداعبة فيما بين الأصدقاء قال:

يا راكب اللي فزى
من ساس هجنٍ لابن جازي

أسبق من اللي إلى اهتزي
من شدة النار والقازي

لولاك يا سنيد ماكزي
ما هو على هضبت غازي

دور لنا لابس القزي
غيره من البيض ما جازي

ابو ثمان تقل رزي
والراس سيفان واجوازي

وهي أطول من ذلك

اجابه سند قال

يا راكب فوق متوزي
من طقة العود نزازي

ملفاك فهو لنا كزي
تاتيه مع هضلة البازي

أسعدك بالنصر والعزل
قرمٍ يورد الى هازي

إلى آخرها لأن القصيدتين أطول من ذلك

ثم قال منديل:

كرب على الحرب يا مساعد
من ساس هجن لابن لبده

لاردت وركك على الجاعد
ما تسمع الصوت من هبده

سلم على القرم في قاعد
عطه خبر سدنا وأبده

ذلك زمانين لي تاعد
خضيض مي بلا زبده

لا انتب مقرب ولا مباعد
ما نفرق الزرق من ربده

وهن أطول من ذلك

كان قبل 50 سنة بينه وبين سليمان الخضير وعبدالكريم الأصقة صداقة حميمة وكل واحد يحب للثاني مثل ما يحب لنفسه.

وبإرادة الله توفيت زوجة صديقهما سليمان الخضير، وبعد مدة تزوج

وأحب عبدالكريم الأصقة أن يبارك له بالزواج بأبيات من الشعر ومن ثم يرد عليه منديل..

علما بأن عبدالكريم كان متزوجاً وأخذ عشرين سنة لم يرزق بأولاد

فقال عبدالكريم الأصقة أبياتاً يسندها على سليم الخضير
يقول:

مبروك يا سليم اليوم عندك وليده
عساه يا سليمان لك ناصية خير

عساك دور اليوم عندك وليده
آمين يا سليمان وتسمي خضير

عساه تصفي لك على ما تريده
الله يجمع بينكم بالمنا عير

الله يساعد كل راعي جديده
لعاد جاري له عذاب وعواثير

مثل العليل اللي بلع له حديده
عشرين عامٍ ما تلوه المصاغير

ما شاف في دنياه غير النكيده
يقنص بعش ما بوسطه عصافير

لا صرت ما ترجي ورى الحجر صيده
هموز ريش مقتفيهن معاصير

يا سليم اقبل عايبات القصيده
وإلا البيوت الصالحه كلها خير

منديل يوم اطلع على القصيدة أجابه نيابة عن سليم الخضير:

مشكور يا راع العلوم الحميده
راع الحميه بالقفا والمحاضير

بعرفٍ ومعروف ووصل البديده
وطاعة لرب الخلق يرجي بها خير

حمولته بدع المثل ما يكيده
يصرخون معو سر القيل تصخير

مشكور يا من لي طلب بالنشيده
مقبول شورك يا عشير المسايير

وأمثالك اللي قلت كله وكيده
أحسن من أطباب بعضها تزاوير

قالوا ورى الهدهد بفخ نصيده
وشوفه بوسط القاع طول المناقير

هذي مقاسيم من الله مريده
قل البصر يعميه حكم المقادير

أفعل سبب والله يدبر عبيده
هذي سوات الناس ورد ومصادير

وأيضاً كان بين منديل وسليم العيد مراسلات ومنادمات

من ضمنها انه في يوم من الايام قبل 40 سنة أرسل سليم إلى منديل كتاباً وتأخر الجواب من منديل، وأحب أنه يقول أبيات يسندها على منديل كمداعبة
قال:

يا بو محمد كان خطي قريتوه
فانا على رده حريص ومشتاق

أعد له من راح لين استلمتوه
ما زل يوم ما تطلعت الافاق

لا جاكم المضيوم فأنتم منحتوه
وانا صوابي ناشر مخة الساق

فأجابه منديل الفهيد، فقال :

يا بو عبيد ما أنت بالرد مسفوه
عذري من الغيبه وللهرج مصداق

تكفيني الشاره بخطٍ ذكرتوه
من طاعم الليمون يكفيه ما ذاق

دارت رحا الرابع وما شفت شفتوه
من حادثات بالدهر جل ودقاق

وعندما اطلع سليم على رد منديل ما يزال متأثراً من تأخير الجواب من منديل وقال سليم:

واخطى اللي راح له سبع أسابيع
مدري غداً وإلا قليل وفوقه

لو به طمع قلنا خذوه الطما ميع
والا تحير ناقله عاق عوقه

ورد على هداج مسقي القواطيع
ماهو على رسن قليل غبوقه

منديل وا قلبي كثيرا لرواميع
من كثر ما يدلاه يبست عروقه

لولاي أدل البيت مخطور أضيع
نشرب هماج وزادنا ما نذوقه

فأجابه منديل قائلاً:

حي الكتاب اللي عليه الطوابيع
أعداد ما هل المطر من حقوقه

احلا من البارد عذي القراطيع
في ساعة والكبد تقل محروقه

من صاحب يرجي المدد والمفازيع
نفرح لهم بالزاد لو ما نذوقه

ربعتها يا قرم الأولاد تربيع
ندى الجهد والراي والمال أسوقه

أن كان ذكرك يقبل السوم والبيع
ترى الحرق بالهدم تكثر اشقوقه

وان كان كد حامت عليه المراضيع
فالشك يلحق من تردد بسوقه

والطير لا عاود الصيد الجرابيع
لا تامنه لازم يقطع اسبوقه

وهن أطول من ذلك

كان منديل الفهيد – رحمه الله – يقوم بجولات من أجل جمع قصص لمؤلفاته وبرامجه وكان الوقت في الربيع وكانت جولته هذه في الشمال

وفي صباح أحد الأيام ترك رفاقه وأخذ يتمشى على الأقدام لوحده في الصحراء فشاهد أمامه بيتاً وقابله صاحب البيت يحميه من الكلاب

فسلم عليه سلام المعرفة ولولا أن رأى في البيت نسوة قبل وصوله لظن أن ما في البيت نساء من قلة كلامهن حيث وضعن القاطع بين النساء والدلال وجلس ولا سمع ولا رأى زول واحدة من النساء رغم قرب المسافة

الشايب قعد معه ويسولف عليه والولد شب النار واخوه الثاني اختفى يسعى بغدا

وعندما رآهم

فقال: أنا ماني ضيف ربعي قريب منكم

فقال له الشايب: لاتحسدنا لو من حلالنا كما قيل المشببين يلحق وراهم خير

وقد تعجب منهم ضيفهم منديل من عدة أوجه منها حفظ النساء لأصواتهن وأنفسهن ومنها سرعة الكرامة وسوا المعزب القهوة مرتين وإذا هم يقدمون قراهم له كرامة لواحدٍ لا يعرفونه وهو ما يعرفهم وثم بشاشتهم

وهو ما عرفهم إلا من راعي غنم لعد ما مشى من عندهم سأله فقال هذا صالح الواقف الحميطري من السويلمات من عنزة وأولاده عبيد وعبدالله

وبهذا قال منديل عندما سأله أحد خوياه وين أنت رايح فقال:

يا ابو فهد مع طلعة الشمس سجيت
يشوقني ممشا بنبت الوسامي

كن الزهر زل العجم يوم راعيت
ضافن على كل السهل والعدامي

هذي طراة البدو رعي الدبش هيت
وبأطرافهم قب سواة الادامي

حين تقول أنس وحين عفاريت
إذا اعتلوا قب نهار الزحامي

هم مادة الإسلام قول وتثابيت
مكارم الأخلاق فيهم تمامي

في ما مضي لو كان فوضى لهم صيت
واليوم به راحة ورغد وكمامي

حكم آل سعود مطوعين العناتيت
مشوا لهم طوع بليا خزامي

يطول شرح افعالهم كان عديت
عدل ومشاريع عملهم نظامي

يالممتني جت لك على ما تمنيت
علم وعمل هبت لكم بالولامي

فازوا بها اللي بادروا وانت خليت
واللي بدا يلحق ولاله ملامي

لومي على العاجز الى قال ياليت
يتبع هوى نفسه بحب المنامي

لاحظت اهل بيت على الدرب مريت
من دون عرفي بادروا باحترامي

وكرامة ماقط مثله تحليت
اسرع من الطبخة وهي باوتلامي

نسوانهم كنه ورى ضلع حليت
ماشفت زول ولاسمعت الكلامي

حاجاتهم رمز بليا تصاويت
مالامحن وارخن مثان اللثامي

شفت السلوم الوافية وارجهنيت
وشفت العرب كله عليها تحامي

امدح على فعل وانا ما تقصيت
والمرجلة لولا الثنا ما تسامي

ونختم بسيدة قصائده ألا وهي الملحمة الأسعدية يقول رحمه الله :

ملحمة الاساعدة هي قصيدة قالها الشيخ المؤرخ الشاعر: منديل بن محمد ال فهيد الاسعدي عن عوائل وديار الاساعدة من عتيبة في نجد والقصيدة لم تغطي كل العوائل ولم يكن للشيخ مقصد ان يلم الجميع بل كان التركيز كما هو ملاحظ على اساعدة منطقة القصيم والزلفي والاشارة الى الجوف وبقعاء لذا هناك الكثير الكثير من عوائل منطقة بقعاء والتي يصل عدد سكانها الى حوالى 35 الف نسمة وغالبيتهم الساحقة من الاساعدة لم يشر لهم الشيخ فالقصيدة لم يكن والله اعلم يريد ان يسرد اسماء العوائل اكثر من رغبته لتوضيح المعالم الرئيسية للعشيرة من امجاد واماكن وانتماء

يقول من بعض الامور حداه
على القيل باسباب يطول مداه

لو اذكر الاسباب طولت شرحها
أو زادها هذا لذاك رواه

ما اعد نفسي شاعر مع هل العدد
احفظ مثل وافهم بعض معناه

ما قلتها وافد ولا هي تغزل
ولا اعيل والمخطي نعد خطاه

والقيل به واضح وغامض ومشتبه
معنى المثل في بطن من سواه

أرى كل شاعر قوم يمدح قبيلته
أيضاً يصادم بالجواب عداه

وانا من الهيلا هل الفعل والظفر
لو عد عشر افعالهم كفاه

تشهد لهم ساكنة البر والبحر
ومعارك غطا الجبال سناه

من أولاد روق اللي عريبٍ ساسهم
وبرقا وهم جسم كمل بأعضاه

هيلا تهايل بالفعايل والعداد
برقا وروق من أوله لا تلاه

ولزمهم بالجار والوجه والخوي
ومن له لزم من الجميع أداه

سكنا رهاط وبه تركنا غروسنا
رهاط المسمى بالحجاز رباه

اساعدة جينا مع أولاد عمنا
احفاة وسميري وما والاه

تفرقوا في نجد حضر وبادية
وكثيرهم بأرض العراق نصاه

اساعدة بأرض الحويقة وغيرها
خذوها بفعل ما عطوا مداه

ومسامير منا أهل عنان وفرس
مع الظفير مدلهة من جاه

لوهم قريب نفتخر بافعالهم
لا شك في بعد الوطن مجفاة

بعضهم بنجد بداة تشهر فعولهم
سميري عددهم واسعدي واحفاة

عددهم قليل وبينتهم فعولهم
معارك تسجل والنشيد أحياه

لقوة مسيمير وشمر وغيرهن
والصدق تشهد به كثير عداه

اساعدة يا سعد منهم ربعه
اقطع من الهندي بحد سناه

جنوبنا الزلفي شهير مع الملا
واللي يعاندهم يضيع جداه

فروع عربان وصاروا قبيلة
وسما ذكرهم حتى العدا تدراه

من يعتزي بجريس في كل ديرة
من كثرهم يصعب علي احصاه

منهم من السلمان جو في عنيزة
هم والذكير بشهرة تزهاه

أيضاً حمد وحمود وهم الشايع
وملحم مع الراشد فعول وجاه

جو بالكويت وسجلوا به طايل
يستاهل النوماس من شراه

اللي يريد الطيب دربه واضح
واهل الردى عسر لهم مرقاه

وبني عمنا الفوزان جو في بريدة
هم والرشود وجا من زعماه

ضحيان والقناص هم والصقري
كل لما قدم ينال جزاه

انشد وتلقى الاسعدي فوق ذكرهم
مع اولاد علي مدمرة لعداه

ومنا سكن بقعا هي أول بلادنا
بنوا بها مجد وطال بناه

يا كثر مع زايد كرمهم شجاعة
مواريث جد من ولاه بناه

ومنا القعيد والمويشير قد ربوا
مع لابة مدح العرب يزهاه

هل الجوف اهل فعل وجو من خيارهم
ورجا المشتهر ما احد ينول حماه

سطا على المنصوب ماهاب قوته
غيرة مواطن والسطار حداه

والاسياح كله ما انسل الجد صالح
وراشد بظني هو كبير ضناه

نزل بعلقة من عقب سكنا المجمعة
وأكبر عياله رحل وابداه

مع الطوالة قيل عشر يزيدن
سنين وهم في قصرة ما احلاه

تبادلوا بالطيب وأكبر ماقف
حصار الحريب اللي زموا بنحاه

هل الفعل والنوماس والطيب والصخا
عزوتهم الهدلا يزاد ثناه

وعقب الطوالة قاصروا لابن نملة
على البرود ومنه تم شراه

واستكملوا باقي التنومة بالثمن
وزاد البلاد وساعفت دنياه

وتفرقوا منها بالاسياح كلها
باملاكهم كل تبع مشهاه

وصاروا مداهيل لركابة النضا
وشمخ ذكرهم حتى البحور عداه

وشمالنا ابا الدُّود زراعة الثنا
دنيا ودين والاله سقاه

بنو عمنا نفرح الى عد فعلهم
حنا وهم يمنى وذي يسراه

اما حنيظل به نوادر خوالد
واللي مدحهم مقتدي ما تاه

معهم من المطران وعنوز مثلهم
كل نقل حمله وزاد وراه

وبالاسياح من كل القبايل نزايع
فروع وحمايل فعلهم شفناه

سلوا عن بدايدهم وحنا نودهم
كل من الثاني يزيد غلاه

وبني عمنا بطريف غربي بلادنا
ريف لمن جوع المحول وطاه

بذارة المعروف حرابة الردى
في وقت من صاد الجراد شواه

ومنهم الخمشة اللي ربوا مع جدودنا
قالوا بنا مدح يلوح ضواه

راع الطيب نمشي له على قد طيبه
وراع الردى اللي مرخصه رداه

ايضاً الهجر معنا جهدهم وعدهم
منا وحنا ما وطوا ناطاه

مطير وعنوز ومن حرب لابة
يا وي قصرة جنسهم تشهاه

كل العموم أجناب واليا تقاربوا
غدوا مع بعضهم كاللبن مع ماه

أساعدة وسمه على الهجن حلقة
واللي خلطهم يا سمه برضاه

من روس واعيان أي دار ربوابها
سنان القنا مفهوم هو مبداه

أساعدة هذي موقع ديارهم
واللي نشد عن طيبهم يلقاه

شجعان كرمان يعزون جارهم
مداهيل ذا خاطر وذا يقفاه

اما فهيد ارث محمد واخوته
هم الفهيد ونفتخر باسماه

عبد العزيز اللي تومر عقبه
واخوه عبد الله مشا ممشاه

وبنيخيهم المنديل هم والعامر
وكل الجماعة ما وطوا تاطاه

حاموا على الديرة بعسره ويسرها
إلى اليوم ذا ما بدلوا سكناه

واما محمد عقب خونة ثويني
بلدهم وكهال الرجال افناه

نزح للعراق وعاد منها على الوطن
كما قيل كل عايد مرباه

وعطا العين له عبد العزيز المحمد
واللي حكم بعده عطوا بعطاه

بدا حفرها وأسس بناها على الصخا
بداها وحيد وساعده مولاه

بزروع وربوع يبالغ بكثرها
ورقيق يامرهم على مشهاه

شهد له مهلهل بالنشيد وغيره
سجل له التاريخ لين ملاه

وحبوه من عرفوه حضر وبادية
على كثر ما ينفق وزين نباه

وارث عياله اربعة مثل فعله
يني خي السبيلة ذا لذاك لداه

ومعهم بني خيهم ضنا عبد الله
الجد واحد والفعول اشباه

وعيال العيال اللي تورخ فعالهم
كل تحوش الطايلة يمناه

وتراوحت رسم الامارة بينهم
من صار منهم ما يحوش افناه

قنوا مماليك وجيش واصاليل
خيل عريب ساسها وغياه

مماليكهم ساووا بهم مثل نسلهم
وهم اخلصوا كن العمام أباه

قنوهم بحشمة واعقوهم بلا ثمن
كل على الرب الاله جزاه

وغزوا مع آل سعود بالمال والجهد
بجيش وخيل مركمين غذاه

وزكايا لبيت المال الوف مولفة
بدفاتر يقرا اوله واتلاه

وجهاد بنقود تساعد بوقتها
على الاصل واهل كدادته معفاة

ندافع مع آل سعود بالمال والجهد
والصدق يشهد له على طرياه

الصدق مثل النور ما ينتغطى
ما يقدر المغرض يفل غطاه

اللي يريد الصدق ينشد هل البخت
يعدون شي ما بعد قلناه

والناس كل له فعولٍ قديمة
وان عدها الهراج صدّقناه

واللي حداه القل والعسر يعذر
جود الفتى بالوجد من مولاه

واللي له افعال قديم يعدها
هل القرى كل يعرف اخاه

بالناس من حصّل جميلٍ على القصى
يوم أن الاكثر يكْهله عشاه

واليوم من فضل الولي كل اغتنى
الفرق بالحاجة على مبداه

ما تطلب الما وانت بالسيل ماشي
كل شرابه من تحت ما طاه

عسى الله يعز حكومة وفرت لنا
كل المعاني نشكر الاله

حق لها نخلص وندعي له البقا
والعروة الوثقى نشد عراه

ماني بحال اللي يعارض وينتقد
قصده نغر والا حداه هواه

أن كان هو كفو من الراس أقابله
بالصدق وان صح الغلط نمحاه

وان كان هولاش دوا اللاش تركه
ولاني مطول للطقاق عصاه

قبل الختام استغفر الله عن الزلل
رب كريم كلنا برجاه

والدين راس المال والعمر فاني
واللي عمل خير وشر لقاه

هذا وصلى الله على صفوة الملا
عداد ما هل السحاب بماه

وفي يوم الأحد ليلة الاثنين 18-9- 1425هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ منديل بن محمد بن منديل الفهيد راجين من الله سبحانه أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جنته إنه على كل شيء قدير.

رحل الفهيد بعد عمر قارب المئة عام، وكان مشواره حافلاً بالعطاء، والنجاح، والتميز بعد أن حقق السمعة العطرة، ومحبّة الناس له.. فقد رحل ولكن أخلاقه النبيلة، وسجاياه الحميدة، ومؤلفاته الثمينة، وذكرياته الجميلة سوف تبقى في قلوبنا ولن تنمحي في أي حال من الأحوال.

الشاعر عبدالعزيز بن عبدالرحمن الصالح الناصر من الزلفي عندما علم عن وفاة منديل الفهيد – رحمه الله – قال أبياتاً يرثيه ويدعو له بالرحمة والمغفرة يقول فيها:

يا هل الشعر والشعار صبر جميل
والله المستعان المتصف بالدوام

الأجل ما يؤجل لو نحط ونشيل
والزمان يتقلب والمنايا حيام

بأخر الثلث الأوسط من شهرنا الفضيل
ساع فضنا من المسجد صلاة القيام

عم جو الكدر والله علينا وكيل
وجو الأفكار ينتابه عجاج وعسام

صم الآذان علمٍ للمسامع يهيل
من سمع به حريٍ ما يذوق المنام

عن وفاة الروايه عن وفاة الأصيل
عن وفاة القريب الشهم نسل الكرام

الفجيعة كبيرة والمصاب الجليل
فيك يالاسعدي منديل عالي المقام

يا عميد الرواية وين نلقى البديل
يرحم الله رجلٍ له دعا بالرحام

همزة الوصل يربط بين جيل وجيل
بين الأجداد والاحفاد نعم الإمام

ما يضيف الكلام اللي بليا دليل
غير يبراه شاهد مثل بدر التمام

جامع بين راوي بين شاعر جزيل
الأدب من ثراه أثرى وبلغ المرام

أحسن الله عزانا كلنا في سهيل
فيك بالاسعدي منديل عال المقام

*****

جمع وبحث واعداد وكتابة التقرير

الباحث والإعلامي

ناصر بن حمد الفهيد

القصيم – بريدة

تويتر https://twitter.com/alfheedn