الشاعرة مويضي البرازية

الشاعرة مويضي البرازية

الشاعرة مويضي البرازية شاعرة بدوية سعودية من البادية من نجد عرف شعرها بالجزالة والقوة وبسرعه البديهه والاعجاب الشديد بالبطوله والكرم والاقدام

عاشت الشاعرة في ظل الدولة السعودية، ومن الصعب تحديد الفترة التي عاشت فيها، إذ يشير البعض لمنتصف القرن الثاني عشر الهجري، بينما يشير البعض الآخر لفترة لاحقة تقارب القرن الثالث عشر أو الرابع عشر الهجري واختلفت اراء الكتاب واناس حول عصرها إلا إن هذا الشي لا يغني عن عدم شهرتها وعن عدم جودت قصيدتها ومنهم من قال انها توفيت عام 1850 علي وجه التقريب والله اعلم

ولم تكن موضي البرازية الشاعرة الوحيدة آنذاك، لكنها برزت بصوتها، ربما لأنها كانت تتحدث بلسان القلب، بما يتضمن القوة أحيانًا، والضعف أحيانًا أخرى. كانت موضي ذات شخصية قوية، ولأنها امرأة، دفعت ثمن هذه القوة.

اسمها ونسبها

موضي بنت أبو شويط أبو حنايا البرازيه المطيريه هي شاعره غنيه عن التعريف وتُعرف بـ«مويضي» وهو تصغير لاسم «موضي»، ويعود نسبها من قبيله مطير (حمران النواظر) من فخذ البرزان

حياتها

تعد مويضي البرازية من الشاعرات المشهورات في الثقافة الشفهية الشعبية في السعودية، وشعرها يتسم بالإعجاب بالبطولة والفروسية وأحياناً بالفكاهة، ويعتقد بأنها تزوجت مرتين في حياتها، وأختلف في تحديد فترة حياتها؛ فالبعض يرجع بعض شعرها للقرن الثاني عشر الهجري، وآخرون يرون في شعرها دلالة لفترة لاحقة متأخرة وتقريباً القرن الثالث أو الرابع عشر الهجري، وتداول قصائدها الرواة وأورد بعضها المهتمون بجمع الشعر الشعبي.

والشاعرة (موضي البرازية) ويقال لها (مويضي) تصغير تمليح لا تصغير تحقير، بل وربما كانت تنادى منذ صغرها بهذا التصغير، كعادة سكان الجزيرة ومنطقة وسط نجد، حيث يقولون (نوير) لنورة، و(سويره) لسارة و(لطيف) للطيفة، و(جهير) للجوهرة، و(منير) لمنيرة.

ولعل التقدير بالتمليح والرعاية جعل ثقتها في شعورها يتحول الى تعبير صادق وجرأة تميزت بها فطرقت اغراضاً خاصة وعامة وحوارات عديدة وصلت الى الصغير والكبير في المناصب والوجاهات. فحاورت الأمراء ووصفت المعارك وتناولت الجانب الأسري الخاص بكل وضوح دون ان يتطرق الضعف لتعبيرها او الهبوط لشعرها ومعانيه.

والشاعرة موضي البرازية، شاعرة مجيدة اصطبغ شعرها بطابع الهوية الممتدة الذي يصعب تحديده بزمن معين مما جعل الشاعرة تعيش زمناً طويلاً في نظر المتتبعين لشعرها وفي ذاكرة المتتبعين لشعرها، بحيث تبدأ من منتصف القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر الهجري، هذا هو الامتداد الزمني الذي عجز ان يتوافق معه الامتداد الشعري او الكم المناسب لمثل تلك الفترة.

ان كلمة من شعرها اذا تأكدت فإنها ترجع بها الى منتصف القرن الثاني عشر، ولكن مجمل شعرها ينقلها الى عصر اكثر جدة وقرباً مما يمكن توقعه بحوالي مائة عام، بحيث تتواجد في منتصف القرن الثالث عشر ولعل بعض من يقربها لعصرنا يستطيع تقدير بقائها حتى القرن الرابع عشر الهجري، وكل ذلك ليس مهما، كما ان لكل رأيه ودلالاته سواء من خلال ورود اسماء اشخاص يتوقع ان يكونوا هم المدرجون في شعرها ولهم ذكر في تلك العصور او مسميات اخرى لأحداث وقعت تبرهن على ذلك، على ان مبحثي هنا هو شعرها فحسب وما تميز به.

تميزت بحسب ما نقل من شعرها بالوضوح في عباراتها وسهولة في طرحها وأبعد من ذلك جرأتها في ميدان طرحها للشعر وتناوله بحيث يتلقاه كبار القوم ووجهاؤهم، ولعل ذلك النهج سمة من سمات عصور مضت كان الشعر يحمل صفات الوجاهة والتأثير في القيادات كما نلاحظه في اشعار عدد كبير من السابقين في العصرين الماضيين ومن ابرزهم الشاعر حميدان الشويعر والشاعر جبر بن سيار، ورميزان بن غشام وراشد الخلاوي وغيرهم.

ولعل الأغراض التي طرحتها من خلال شعرها كانت منوعة وشاملة ويبدو انها كانت متميزة في مكانتها بالكلمة فضمنت شعرها رقي المعنى والارتقاء بهدفه كما انها تتميز بالصراحة والبوح بشاعرية تحاكي واقعها مجتمعاً وما فيه من احداث وما جرى فيه او حتى اماني لم تكن سوى شعور شاعرة تصور خيالاً خاصاً بها.

وقد نجد تناقضاً بين واقع الشاعرة وشعرها وحياتها وفي الوقت نفسه قد نشكك في بعض ما ورد على انه شعر لموضي البرازية، وإن كان لا يقطع بشيء من علامات الاستفهام الا ان التأكيد ايضا لا يقطع به في بعض اشعارها.

قالت كلاماً تتضح فيها فلسفتها ويدل على رجاحة في عقلها وعلامة على رصيدها الثقافي ومخزونها من الحكمة التي تطرح بعضاً منها في بعض ابياتها متميزة بثقل كبير في هذا الشأن، مما يؤكد تمكنها في جانب الحس الاجتماعي والرؤية الواضحة للعادات الطيبة والمثل الصادقة والدلالة عليها حيث تقول:

اللي يتيه الليل يرجي النهارا
واللي يتيه القايله من يقديه؟

وهذا البيت احتوى على تقريب لحالة من يضيع رأيه ويحتار في الأمور المتشابهة عليه وعلى غيره فهو في امل ان يلمح له نور البيان من احد الذين قد استنارت عقولهم فيرشده كما يرشد السائر في الليل نور الصباح وظهور الصبح ومهما تاه وفقد طريقه ليلاً فالصباح قادم.

لكن من يضيع في وسط النهار ووقت القيلولة حيث شدة سطوع الشمس فلا يعرف طريقه ولا يرى مسير خطواته ومواضعها فمن يأتي له بنور اكثر من هذا؟

فهي تشبهه بهذا عندما يفقد رأيه الى الطريق الصحيح والبراهين الواضحة بين يديه.

اما التناقض فيمكن ان يكون بين حالتين من واقعها وما تمنته ربما خيالاً في شعرها حيث تقول:

في البيت الأول:

نفسي تمنيني رجال الشجاعة
ودي بهم مار المناعير صلفين

وهذا البيت كان موجها لزوجها الأول المعروف لدى المتتبعين لحياة الشاعرة لكن تناقضت مع نفسها وأمنيتها وتطبيقها الفعلي في حياتها حيث طلبت منه طلاقها وقبلت بزوجها الآخر ولعله اقل شجاعة ويذكر اسمه لكن المهم في الأمر انها تناقضت فقالت:

احب مندس بوسط الجماعة
يرعى غنمهم والبهم والبعارين

وإن قلت له سو العشاء قال طاعة
دنى الهوادي والقدر والمواعين

لو اضربه مشتدة في كراعه
مهوب شانيني ولا الناس دارين

ولعل موضوع الشاعرة موضي البرازية وما له من جوانب وأطراف ذات شجون يحتاج الى مزيد من التناول والكشف خاصة وأنه يتعلق بالمحيطين بها من اختها ومجتمعها وهزلها ومواقف الجد في شعرها وتمييز هذا من ذاك.

قصص و قصائد الشاعرة مويضي البرازية

انتشر التدين في منطقة نجد ومناطق كثيرة من الجزيرة العربية في القرن الـ13 الهجري، وأصبح بعض أفراد المجتمع حرصاء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب فهمهم لذلك، وكان البعض لا يرغب في الشعر، خصوصا إذا كان هذا الشعر صادرا عن امرأة، وتنشده بصوت عال، إذ إن بعضا منهم يعدون صوت المرأة عورة.

اعتادت مويضي البرازية أن تنشد الشعر في الصحراء الفسيحة، حيث تعيش مع عشيرتها، ويبدو أنها في أحد الأيام كانت وعشيرتها مقيمين قرب إحدى المدن أو القرى، واستمرت كعادتها تنشد الشعر بصوت عال وتغنيه كعادتهم آنذاك، وقد ساء هذا الأمر بعض المتدينين

كانت موضي تحب الطرب كما يُحكى عنها، وكان طربها يمطر على الصحراء، لتبتل بالقصائد وتزهر بالأغنيات واعتادت أن تنشد الشعر في الصحراء الفسيحة حيث تعيش مع عشيرتها

وذات يوم بينما كانت تغني بين صديقاتها، مر بعض المتدينين، واستفزهم علو صوتها، فشكوها إلى للأمير فيصل بن تركي آل سعود حتى تتوقف عن الغناء وتصمت.

أرسل الأمير أحد عبيده ويدعى سلامة ليأمر موضي بأن تتوقف عن الغناء وقام يوبخها ويدعوها لعدم العودة مجدداّ للغناء، لكن الصمت لم يكن خيارًا لامرأة قوية كموضي، فظلت تغني، كأنها تحتج بالغناء، مما أثار غضب سلامة، فكان رده القاسي لا يتماشى مع صوتها الرقيق، إذ أمر بجلدها ليضطرها للصمت، وصمتت موضي حينها.

وفي أحد الأيام كانت تشدو بجانبها حمامة، فتتبعت الحمامة التي خافت عليها من السوط، وقالت تنصحها بأن تغني في غير هذا المكان الذي ضربت فيه بسبب الغناء ونبهتها للتحليق لئلا تقع في شباك الصمت ونصحتها بالذهاب الى (الفرعة) بلد الوداعين من الدواسر لانهم يحمون الجار، كأنها تتمنى بذلك لو كان لها جناحان تطير بهما إلى حيث تستطيع الغناء، وكانت قصيدتها للحمامة تشي بوجع الحكاية، وكأن طرب الحمامة استفز شوقها للغناء، ونفض الغبار عن شغفها، حتى خرجت عن الصمت حينما قالت لها:

يا سّعْد عينك بالطرب يالحمامة
ياللي على هدب الجرايد تغنين

عزي لعينك لو درى بك سلامة
خلاك مثلي يالحمامة تونين

كسر عظامي كسر الله عظامه
شوفي مضارب شوحطه بالحجاجين

وأن كان ودك بالطرب والسلامة
عليك بالفرعه ديار (الوداعين)

تنحري ربع تفكً الجهامه
فكاكة القالات بالعسر واللين

دخيلهم ما احدٍ على الحق ضامه
لو هو ضعيف الحال ما يلحقه دين

كانت قصيدتها للحمامة امتدادًا لرغبتها في التحليق بعيدًا. وكان للشعر الدور الأول في إعادة سرد الحكاية، وتجديد صوت موضي بعد صمتها: الحكاية التي شغلت حيزًا من الذاكرة، حينما نطقت موضي بالقصيدة، وامتد معناها لبطلات أخريات، يختلفن في الحكايا ويتشابهن في نهاياتها.

تزوجت موضي البرازية مرتين، في المرة الأولى برجل ذي شخصية شجاعة ومعرفة واسعة، اسمه حجول، كان الآخرون يستعينون به في السفر واستكشاف الطرق، حتى صار اسمه مصاحبًا لمن يحمل هذه الصفات. كان يقول عن نفسه مستشهدًا بمعرفته بالطريق:

دليلتهم وأنا حجول
لا غطى المرقاب نوا

أصدرهم وأوردهم دحول
بلا علامة ولا رجم مسوا

كان حجول كثير السفر، مما كان يشعر موضي بتقصيره تجاهها، وحينما تحجج بأنه يوفر التمر والسمن واللبن وسائر احتياجاتها ليشير إلى عدم تقصيره، ردت لتبدي رغبتها في الطلاق منه:

حتيش لو حطيت فتخة وباكور
مع جوخة تكسى قطاة العبية

اقطك وسمنك كنه الشري ممرور
لا طاب مقلوعك فعود عليه

طلقها حجول، وتزوجت رجلًا آخر ذا شخصية لينة، ويقال إن سبب طلاق موضي من زوجها الأول هو قوة شخصيتها، إذ لطالما كانت قوة المرأة في نظر الكثيرين تستوجب الاعتذار.

كان لموضي أخت اسمها بنَّا، وكانت أيضاً شاعرة ومتزوجة من رجل ذي شخصية قوية، وكانت شاعرة هي الأخرى. ذات يوم، بينما كانت تتباهى بزوجها أمام موضي ونظمت قصيدة تتشوق فيها للرجال الشجعان والكرماء، بحس دعابة يثير المقارنة بين زوجيهما، فتقول موجهة الخطاب لمويضي:

شوقي غلب شوقك على هبة الريح
ومحصّلٍ فخر الكرم والشجاعة

ركاب شوقي كل يومً مشاويح
واذا لفى صكوا عليه الجماعة

يالبيض شومن للرجال المفاليح
ولاتقربن راعي الردى والدناعة

وكانت موضي ذات لسان سليط، فاستغلت الفرصة للرد على أختها قائلة في قصيدتها المشهورة:

ما هوب خافيني رجال الشجاعه
ودِّي بهم بَسْ المناعير صَلْفين

اريد مـنّـدسٍ بوسط الجماعه
يرعى غنمهم والبهم والبعارين

وإذا نزرته راح قلبه رعاعه
يقول يا هافي الحشا وَيْش تبغين؟

وان قلت له هات الحطب قال طاعة
وعَجْل يجيب القِدْر هو والمواعين

لو اضربه مشـتدةٍ في كراعه
ماهوب شانيني ولا الناس دارين

في رد موضي ما يشير إلى معاييرها الخاصة لاختيار زوجها، بينما تتنافس الأخريات على المعايير السائدة للزوج ..ولأنها امرأة قوية، لم تستجب لمعايير بيئتها، وإنما فرضت معاييرها الخاصة على البيئة التي هي فيها.

وعصر مويضي البرازية حسب قصائدها يتضح انه في عهد الامير وطبان بن محمد الدويش ، ثم من بعده ولده الامير حسين بن وطبان الدويش ثم أخيه فيصل بن وطبان الدويش ،

حيث تقول الشاعرة مويضي البرازية في قصيدة قيلت في عهد الامير وطبان بن محمد الدويش ما يلي :-

قلبي يخايل بين ناصر ووطبان
وظلت هواجيسن بقلبي تدوسه

ناصر من أل حبيش ذربين الايمان
الى وطـا نجد عفـــا رمـــوســـه

ووطبان من الدوشان بالضيق شجعان
كم سابق بأطراف رمحه يهوسه

وقالت بعد مقتل الامير وطبان بن محمد الدويش ما يلي :-

لا واحسايف ذبحة الشيخ وطبان
عند أبيض المشعاب والبندقاني

ليته ذبيح شلي والا أبن بخان
ولا وكيدا عند راعي الحصاني

بقصد براعي الحصان جديع بن هذال شيخ عنزة.

وتقول في مناخ كير الشهير الذي حصل بين مطير من جهة وعنزة وشمر والظفير من جهه أخرى والذي أنتصرت به مطير ، وذلك في عام 1195 هجري ، هذة القصيدة التي ذكرها الراوي ناصر أبو حواس ، والذي أكد أنه أخذها من الشيخ ميزر المدلول العاصي الجربا ، من شيوخ قبيلة شمر في سوريا في مدينة القمشلي ، والذي توفي في 25 رمضان علم 1417 هجري ، تقول قصيدة مويضي البرازية وهي تفخر بقومها وتصف اللي حصل بــ ( مناخ كير ) وبالحرب ما يلي :-

يالله ياللي ماش غيرك خيارا
يا واحد كل يساله ويرجيه

تجعل لهم في مركز العز دارا
قصرا طويل وعاليات مبانيه

صاح الصياح وهلهلن العذارى
والمال جانا كِثر الأزوال حاديه

اللي خذاهم ضدهم بالنهارا
والبوق ما عمره رفع حظ راعيه

شيوخ الشمال أهل العلوم الكبارا
عطوا عهد مار العهد ما وفوا فيه

باقوا بنا ومن الله الانتصارا
ومن باق عهد الله ضعاف مراقيه

ركبوا عليهم سربتين تبارا
معاريٍ واللبس ما شال راعيه

ركبوا عليهم غوش «عِلوى» السكارى
الكل منهم عند الآخر يماريه

ولحق (بداح) فوق هدبـا تجارا
تنفض لحلاق الدرع والراس تعطيه

رموا بأبن هذال فأول مغارا
شيخ الشيوخ اللي سمعنا بطاريه

(جديع) ستر مخفّرات العذارا
زيزوم قوم وعوج الاسلاف تتليه

والشمري ذباح حيل البكارا
أقفى يجر مسنجدا في لواحيه

زقام عقب الزّوم دبّر ونارا
وبن سويط أقفى مطيعن يباريه

ومصيول التجغيف مثل الحوارا
وسيوف علوى شرّعت في علابيه

وأمدح عيال هضيب هاك النهارا
في ساعه لي ترك الهوش راعيه

هيلا عليكم يا أشباه النصارا
هاذي سواة البوق بانت مواريه

وراحن بالجربان شقر المهارا
مع السويط وشيوخ وايل هل التيه

اللي يتيه الليل يرجي النهارا
واللي يتيه القايله من يقديه؟

الحاصل إن الحرب هذه وقعت عام 1195 هـ بزمن شيخ مطير / فيصل الوطبان الدويش .

وهنا يتبين لنا أن مويضي البرازية عاشت من الفترة الثلث الاخير من القرن الثاني عشر ، الى الربع الاول من القرن الثالث عشر

وهذه سالفه اخرى تبين حبها للشجاعة والفروسية فقد امتدحت أعداء قومها

فعندما تصادم «مخلف الدغيلبي» من قبيلة عتيبة، مع قوم الشاعرة فغلبهم رغم أنه كان وحده

فقالت مويضي فيه:

وأديرتي عنها «مخلف» حداني
حدي الظوامي عن بيارٍ بها جم

واحدْ وخلا الدًم بالقاع قاني
وأبوي لو هو لاحق له ولد عم

إذا انتخى من فوق بنت الحصانيِ
الخيل من خوفه تفرًق وتلتم

خلا شيوخ «مطير» مثل السَّماني
أهل السيوف اللي لعافيظها دم

وقيل ايضا غضب عليها امير البرزان ( ابو شويربات ) وتوعدها
فسمعت انه اصيب بجرح في احدى غزواته فأرسلت له قصيده تمتدحه وتطلب منه السماح وقالت

أول نهارك زومعي وزومال
وتالي نهارك طير الربخ عنها

ملفاك بيت نايف كنه الجال
بيت لرمل العجايز كهنها

تلقى ساعة تلفي العصر فنجال
وحايل ثمان سنين يندي صحنها

قل كيف رجلك ياحمى كل مشوال
الى طار عن سرد السبايا يقنها

الى جاء يوم مثل يوم ابن هذال
حرارها تشهر وتخمر عدنها

خيالكم يسوى ثمانين خيال
لو تجتمع …. ولمه غصنها

خيالكم يوم أشهب الملح ينجال
هاذي مصوبها وهاذي طعنها

لعل شرك ينتشر بين الأنذال
وأقول يارب الملا عف عنها

ياريف عجز تشتكي رقة الحال
وحبالهن ببطونهن حزمنها

الى قام نجم سهيل يشعل بالاشعال
وحس الرحا ماعاد يسمع طحنها

تذبح لهم من دقة المال وجلال
واللي يعيشون العرب في لبنها

قيل انه حصل بينها وبين زوجها خلاف فجعل يسخر منها لطول قامتها فقالت له:

طول الحجب ماعذر به كل قبا
يوم اللقا مايركبه قاصر البوع

اقعد ببيتك جعل بيتك يهبا
لعل بيتك بين الأبيــات مشلوع

عسي الصغير بيننا ما يربا
عساه ما يلعب علي فرخ جربوع

رحم الله الشاعره مويضي البرازيه وامواتنا واموات المسلمين

المصادر

افواه الرواة وكتب تاريخ الشعر الشعبي في نجد قديما