قصة قصيدة حنا هل العوجا

قصة قصيدة حنا هل العوجا

قصة حنا هل العوجا

من العادات الشائعة عند العرب قديما وحديثا ما يسمى الانتخاء والاعتزاء، وهي جملة أو عبارة يتلفظ بها عادة في حال الغضب والعجب في حين لا تضج بها الأصوات ولا تلج بها الأسماع إلا في ساعات الضيق والشدة أو المواقف الحرجة الرهيبة، ولذا فهي تتلازم مع الوقائع الحربية، لأنها التوقيت الحاسم الذي يتم من خلاله استحضار لغة التحدي للأعداء بصوت عال اعتزازا بالنفس وتباهيا بالفعال مصحوبة بالتهديد والوعيد مع الفخر بالأحساب والانتماء للأنساب في صيحات متتابعة تتجاوب بها الفرسان وتصدح بها الأبطال حتى تبلغ الحماسة منتهاها فتصل الشجاعة إلى مداها وتخشى الأعداء بلواها.

فكان لكل قبيلة نخوة أو عزوة عامة معروفة تتنادى بها في معارك الصحراء ليتميز أفرادها عن غيرهم إذا حمي الوطيس والتحم الخميس بالخميس فيتعرف بعضهم على بعض في حومة الوغى، بينما كان لكثير من المحاربين إضافة إلى ذلك نخوته أو عزوته الخاصة، ونجد الفرصة مواتية في يوم التأسيس 22 /فبراير للحديث عن أشهر نخوة في الجزيرة العربية منذ تأسيس الدولة السعودية ألا وهي نخوة حكامها «أهل العوجا» بالقصر – وقصر الممدود من لغات العرب منذ القدم – أو هي «هل العوجا» كما تتداولها ألسنة العامة اليوم، ولعلنا نوفق في هذه الإلمامة إلى تسليط الضوء على جوانب غير مطروقة في هذا الباب من خلال المصادر التاريخية والأدبية.

1- الانتخاء والاعتزاء:

الانتخاء مصدر انتخى الرجل انتخاء: إذا تعظم وافتخر وتكبر، وأصح من ذلك، إذا هاجت في صدره عاطفة العظمة والحماسة والمروءة، بما يتلفظ به من الكلمات التي تثير في نفسه تلك المشاعر.

فالنـخوة في اللغة تعني: العظمة والكبر والفخر، يقال: نـخا ينـخو وانتـخى ونـخي، وهو أكثر، قال العجاج:

وما رأينا معشرا فـينتـخوا

من شنإ الأقوام إلا فرخوا

وقال الأصمعي: ويقال: نـخي فلان وانتـخى، ولا يقال نـخا. ويقال: انتـخى فلان علـينا أي افتـخر وتعظم، ومن ذلك قول ذي الرمة:

فرب امرئ ذي نخوة قد رميته

بقاصمة توهي عظام الحواجب

وأشهر ألفاظ النخوة عند العرب الأواخر أن يقول أحدهم: أنا أخو فلانة! ويذكر اسم امرأة قد تكون أخته حقيقة أو مجازا فتكون من نساء قبيلته أو عشيرته، قد اشتهرت بحسن الخصال، وقد تكون هذه المرأة قديمة الشهرة لارتباطها بحادثة تاريخية أو لأنها أصبحت رمزا لأنه لم يأت بعدها في قبيلتها من يفوقها في الفضل والذكر، وهو ما يؤكد مكانة المرأة الرفيعة في المجتمع العربي منذ القدم خلافا لمزاعم الشعوبية ومن لف لفها.

ولذا فقد ظهر الرأي الذي يرى أن كلمة «النخوة» منحوتة من «أنا أخو» فقيل «نخو» ثم صارت «نخا» بالإبدال بعد الإعلال. وينتخي الرجل بالمرأة، لأن المرأة شرف الرجل وعرضه الذي يؤجج في نفسه كوامن الفخر والحماسة، ويؤكد الكرملي أنه قد بحث في اللغات السامية «كالعبرية والأرمية والحبشية والندائية» عن النخوة فلم ير فيها ما يؤيد هذه المادة بالمعنى الذي أشير إليه هنا، وهذا دليل على أن الانتخاء بهذه الطريقة خاص بالعرب، وإذا وجد عند غيرهم فإنهم أخذوه عنهم.

وللانتخاء عند العرب أسماء كثيرة تأتي مرادفة له وإن كان بينها خاص وعام ومطلق ومقيد فمنها الاعتزاء: عزا الرجل إلى أبيه عزوا: نسبه، ويقال عزوته إلى أبيه وعزيته. وعزا فلان نفسه إلى بني فلان يعزوها عزوا. وعزا واعتزى وتعزى: كله انتسب صدقا كان أو كذبا. وانتمى إليهم مثله. والاسم العزوة والنموة وهي بالياء أيضا. والاعتزاء: الادعاء والشعار في الحرب منه، والاعتزاء الانتماء ويقال إلى من تعزي هذا الحديث؟ أي إلى من تنميه أو تسنده. وفي الحديث من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا: قوله تعزى أي انتسب وانتمى. ويعتزي الرجل عند شيء يعجبه. فيقول: أنا ابن فلان. والانتماء من مرادفات الاعتزاء وقد ذكره جميع اللغويين.

قال الشاعر النبطي هاني الدوامي:

لاصار باطراف العرب خاش خرباش

وكل نخا في عزوة له ندبها

ومنها: الوصل بفتح فسكون والاتصال مصدر اتصل. جاء في التاج: وصل واتصل: دعا دعوى الجاهلية بأن يقول: يا آل فلان. وقال أبو عمرو: الاتصال: دعاء الرجل رهطه. ويقال أيضا: اتصل الرجل إذا انتسب كما قال الأعشى:

إذا اتصلت قالت لبكر بن وائل

وبكر سبتها والأنوف رواغم

2- الشعار وصيحة الحرب عند العرب:

يشير الدكتور جواد علي الطاهر في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» إلى أن محاربي العرب أثناء المعارك يتصايحون بشعاراتهم، إذ كان لكل قبيلة شعار ينادون به، ويحافظون عليه. فإذا وقعت حرب، أو حدث غزو، نادوا بذلك الشعار لإيقاظ الهمم، وإذكاء النيران في القلوب. وقد كان شعار بني عامر في الحرب شعارا واحدا، هو «يا جعد الوبر» وشعار بني نمير «يا خضراء».

وشعار القوم في الحرب، أي: علامتهم التي يتعارفون بها، وهي هنا ليست رسما أو علامة بل عبارة مختصرة يتيسر تذكرها وترديدها تتميز بها كل طائفة أو جماعة وترمز إلى شيء وتدل عليه، فإذا قيل شعار بني فلان: فهو النداء الذي يعرفون به. واستشعر القوم إذا تداعوا بالشعار في الحرب، قال النابغة:

مستشعرين قد ألفوا، في ديارهم

دعاء سوع ودعمي وأيوب

فالشعار يوقظ في النفس العزة والشجاعة، ومن فوائد الشعار اللفظي في الحرب أن يعرف القوم بعضهم فلا يقتل بعضهم بعضا، خاصة إذا كانت المعركة بياتا، ولذا فقد كان لكل فرقة شعار خاص إضافة إلى شعار عام للجيش، ولهذا قال الشيباني «ت 189هـ»: «وينبغي أن يتخذ كل قوم شعارا إذا خرجوا في مغازيهم، حتى إن ضل الرجل عن أصحابه نادى بشعارهم، وكذلك ينبغي أن يكون لأهل كل راية شعار معروف، حتى إن ضل الرجل عن أهل رايته نادى بشعارهم فيتمكن من الرجوع إليهم، ولذلك فقد كان شعار عامة المسلمين في بدر «يا منصور أمت»، وكان شعار المهاجرين «يا بني عبدالرحمن»، وشعار الخزرج «يا بني عبدالله»، وشعار الأوس «يا بني عبيدالله»، واستعمل شعار «يا منصور أمت» في غزوة المريسيع وخيبر وفتح مكة وحنين والطائف، واستعمل شعار «أمت أمت» في أحد وفي سرية زيد بن حارثة.

وكان هناك نداءات خاصة يصدرها القادة للجند، فعند إغارة عيينة بن حصن على المدينة نادى ابن الأكوع «القزع. القزع» واستعمل نداء «يا خيل الله اركبي» إذا ما أريد نداء الفرسان لركوب خيلهم فقد نودي بذلك في غزوة الخندق وبني قريظة وغزوة ذي قرد. وقال ساعدة بن العجلان الهذلي من قصيدة يذكر فيها أخاه مسعودا وقد قتل فثأر له:

ورميت فوق ملاوة محبوكة

وأبنت للأشهاد حزة أدعي

وأبنت للأشهاد: أي بينت لمن حضرني. وحزة أدعي: أي حين أدعو فأقول: أنا فلان ابن فلان.

ونخلص هنا إلى أن الانتخاء والاعتزاء عادة متجذرة عند العرب في الجاهلية والإسلام، ولذا فإنها تظهر في أجلى صورها في حالة الحرب لبعث الحماسة وإرهاب العدو، ولذا فهي «صيحة الحرب» لدى العرب.

3- النخوة والعزوة عند العرب المتأخرين:

لقد ورث العرب المتأخرون هذه العادة عن أسلافهم فكان لسائر البادية والحاضرة جمل وعبارات مختلفة تنتخي بها وتعرف بها وتتخذها شعارا في الحروب، وقد تجد هذه الجمل والعبارات عند القبيلة عموما كما قد تجدها بألفاظ مخصوصة في البطن والعشيرة، بل في البيت، وربما برز الفارس بنخوته الخاصة التي يستخدمها مرادفة للنخوة العامة.

والعرب اشتهروا بالدفاع عن أنفسهم وأنعامهم، ومن كانت له إبل كثيرة معروفة كثر الطامعون به، لذلك كان بحاجة لأن يتدرع بالشجاعة والقوة واقتناء الخيل ليدافع عن نفسه ويحمي إبله، فإذا كان ناجحا في الدفاع عن نفسه كانت له الشهرة والتفوق على أقرانه، ثم يحق له أن يفتخر بتلك الإبل التي أحسن المحافظة عليها لأنه خيالها المجرب وفارسها المقدام، والغالب عند البادية خصوصا أن أصل هذه النخوة اسم لتلك الإبل التي حافظوا عليها، وكانت تلك المحافظة من عنوان عزهم ومنعتهم.

وقد تحدث الشيخ محمد بن بليهد في كتابه صحيح الأخبار عن النخوة عند العرب المتأخرين فذكر أن هذه عادة عامة عند أهل نجد بل عند العرب، فجميع قبائل نجد كل قبيلة لها سمة «عزوة أو نخوة» تعرف بها في القتال، وذكر أنه لولا الإطالة لوضح السمة «العزوة أو النخوة» التي تعرف بها كل قبيلة ولكنه بعد ذلك ضرب أمثلة للتوضيح فذكر أن من قحطان قبيلة آل روق وعزوتهم «مبعد مساريح البكار وأنا ابن روق»، ومنهم الخنافر وعزوتهم «خيال الرحمن وأنا ابن دراج»، ومنهم آل عاطف عزوتهم: «خيال سمحات الوجيه وأنا ابن عاطف»، وسمحات الوجيه في هذه العزوة الإبل، ومن قبيلة عتيبة المقطة عزوتهم: «خيال الرحمان كريزي»، وذوي زياد من النفعة عزوتهم «خيال الحرشا زيود» والحرشا اسم ناقة، والمساعيد من النفعة عزوتهم «خيال الشرفا مسعودي»، والشرفا اسم ناقة وآل محيا من الحناتيش من الروقة عزوتهم «خيال الحردا وأنا أخو غزوا»، وغزوا: أخت للمعتزي، والدوشان من قبيلة مطير عزوتهم «خيال الرحمن وأنا ابن مدوش»، والجبلان من قبيلة مطير عزوتهم «خيال صبحا جبلي»، وصبحا جبل في عالية نجد الجنوبية. فيما كان لكل قبيلة من القبائل ولكل مدينة أو إقليم في وسط الجزيرة العربية نخوة خاصة بهم فأهل القصيم «أولاد علي» وأهل الجبل «السناعيس» وأهل حوطة بني تميم «أولاد حماد» وأهل الخرج «العثامنة» وأهل سدير «السدارى» وأهل الوشم «أولاد زيد» وقبيلة الدواسر «أولاد زايد» وقبيلة العجمان «أولاد المرزوقي» وبريه من مطير نخوتها «أولاد علي» والروقة من عتيبة نخوتهم «أولاد روق»، ولسنا بصدد تعداد أو رصد هذه العزاوي لأنه من الصعب حصرها إلا أن هناك كتبا عنيت بهذا مثل كتاب «الحاوي لأشهر الألقاب والعزاوي» لعبدالله بن زايد الطويان أو كتاب «الجامع المختصر للألقاب والعزاوي عند البدو والحضر» لإبراهيم الخالدي، فكانت النخوة هي النداء الذي يعرف به كل فريق أو جماعة من فرق الجند المشاركة في الجيوش العامة للدولة منذ نشأتها أو لنقل إنها كانت شعار الحرب أو صيحة الحرب في تلك المرحلة. وإن كان غلب في وقت من الأوقات المتأخرة على هذه النخوات نخوات أخرى كانت وليدة الدعوة الدينية لم تكن معروفة من قبل مثل «خيال التوحيد، أخو من طاع الله» أو «أهل العوجا.. إخوان من طاع الله» ولكن النخوة الأصلية لكل فريق أو جماعة ظلت حاضرة وما زالت البادية والحاضرة إلى اليوم تحتفظ بنخواتها الموروثة وتستحضرها على البديهة عندما يستدعي الموقف ذلك. وبالجملة، فإن الشعر النبطي في عصور العامية ظل هو الذاكرة التي تختزن هذه النخوات بحكم أنه أدب البيئة الذي سجل ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.

وبقدر ما نلاحظ وجود نخوات جامعة في مجتمع الجزيرة العربية، فيظل لكل فريق من العرب مفخرة يسمونها عند الاعتزاء، بل لكل فرد منهم نخوة يعتزي إليها، ودرج كثير من العرب الأواخر على الفخر بالاعتزاء إلى أكبر أخواته فيقول «أنا أخو فلانة»، كما قال الشاعر النبطي شديد الحثري:

وقمنا عليهم قومة تعجب النظر

والقرم باسم أخته عدا يعتزي بها

نشهر عزاوينا ونطلق مهارنا

ونطلق اللي طامح من خطيبها

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

الدرعية .. مهد النخوة الأصيلة على مدى 500 عام من الزمان

وكان للملك عبدالعزيز عدة ألفاظ في الاعتزاء يستعمل كل لفظة منها بحسب حالة الموقف من حماس أو استغراب أو غضب وأكثر ما يعتزي إلى جده الإمام فيصل فيقول «أنا ابن فيصل» وهو جده الأدنى، أو يقول «وأنا ابن مقرن» وهو جده الأعلى، وأحيانا يعتزي إلى أكبر شقيقاته «أنا أخو نورة»، وله نوع من الاعتزاء لا يسمع منه إلا ساعة الغضب الشديد فإذا قاله فاعلم أنه في أشد حالات الغضب وهو قوله «أنا أخو الأنور معزي» فإذا قال هذه اللفظة وهو يوجه شيئا من اللوم أو الزجر أو التقريع لأحد فقد فرق قلب كل من حوله وأصبح الشجاع فيهم الجبان الرعديد. ومن القصص التي أشار إليها الزركلي في استحضار هذه النخوة وتأثيرها أن قوات الملك عبدالعزيز في وقعة الحريق 1328هـ تراجعت في بداية المعركة بسبب وابل الرصاص المفاجئ لهم، فأخذ ينخاهم ويبث فيهم الحماسة والحمية قائلا: «يا أهل العوجاء يا أهل العوجاء» ثم لم يلبث حتى سل سيفه وقطع عضد فرسه وأقبل على القوم ماشيا على قدميه وهو يقول: «يا أهل العوجاء: لا تقولوا ما رأينا عبدالعزيز، فالذي يريد أهله فهم أمامه، والذي يريد طريقي فأنا هاجم وحدي»، فلما رأوه بالفعل سائرا وحده بكل ثقة وشجاعة، ارتفعت روحهم المعنوية واقتحموا المعركة حتى تحقق النصر. ومن عزاوي الملك عبدالعزيز التي ذكرتها المصادر أيضا «سور العوجا وأنا ابن مقرن». وقال الملك فهد بن عبدالعزيز في بيت من الشعر:

حنا هل العوجا ولابه مراوات

شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

4 – أهل العوجا:

أما النخوة الأشهر في الجزيرة العربية في القرون الأخيرة فهي تلك النخوة العريقة ذات البعد التاريخي والدلالة الجغرافية، نخوة تشير بعض المصادر إلى أنها وجدت منذ نحو 500 عام، وأن جذورها تمتد إلى الزمن الذي أسست فيه الدرعية لتصبح فيما بعد قاعدة آل سعود ومنطلق الدولة السعودية. إنها النخوة التي ارتبطت بالمكان وبالدولة وبحكام الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود، فأصبحت علما جغرافيا للمكان وشعارا تاريخيا للدولة ورمزا شعبيا لآل سعود على مدى الزمان تصدح بها حناجر الفرسان فتمتزج بصهيل الخيل وصليل السيوف تحت رايات جيوش الدولة التي تخرج من الدرعية إلى ساحات الوغى

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

إنها النخوة التي ينتخي بها آل سعود خصوصا وأهل العارض عموما إلى هذا اليوم رافعين بها الأصوات كلما دعا الداعي «أهل العوجا… أهل العوجا»، وهذه الجملة المكونة من لفظتين إذا نودي بها في أضنك المواقف كان لها في النفوس أثر عجيب يفوق تأثير الكهرباء في الأجسام، ومتى تنادوا يا أهل العوجا في حروبهم، استطاروا من فرط الحماسة والحمية، ثم أقدموا إقدام الأبطال والموت أحب إليهم من الحياة حتى يقضي الله أمره. قال الشيخ أحمد بن عيسى «ت 1329هـ»:

أيا مفخر «العوجا» ذوي البأس والندى

أجيبوا جميعا مسرعين وبادروا

وقال الشيخ حسين بن نفيسة «ت 1369هـ»:

شعارهم «العوجا» إذا ما تنازلوا

وكل بها جهرا ينادي وينـدب

وقال أيضا:

بأيدي أولي «العوجا» أولي البأس في اللقا

هم الناس عند المعضلات الخلايل

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

ومن أبيات الشعر النبطي قول محمد العلي العرفج «ت 1258هـ»:

يا شيخ يا هجر السبايا وذيبه

يا هيبة «العوجا» وعلة حريبه

ما تنفع الشكوى لمن لا يثيبه

والعرف ما يعرض على اللي يعرفون

وقول زامل السليم «ت 1308هـ»:

مع «هل العوجا» كما السيل لا منه حدر *** من وقف بنحورهم ركزت نصايله

وقول عجران بن شرفي «1318هـ»:

جوكم «هل العوجا» كما النو زامي

ربع لهم مخ الفرنجي مساليك

فيما أشار البليهد في معرض حديثه عن العزاوي فقال «هذه عادة عامة عند أهل نجد، بل عند العرب جميعهم كقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم حنين: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب، وجميع قبائل نجد كل قبيلة لها سمة تعرف بها في القتال، فعزوة مليكنا وعشيرته في المعارك وغيرها «خيال العوجا وأنا ابن مقرن»». ومقرن هو الجد الذي ينتمي إليه آل سعود وهو مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي الحنفي.

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

بطولة الأجداد .. العز والشرف على حياض الموت

وذكر عبدالله بن خميس في معجم اليمامة أن ذكر العوجا عند النخوة كثير جدا وهي على ألسنة الناس صيغة مدح وعقد شرف يناط بجيد هذه المنطقة، وإذا جد الجد وبلغ الحزام الطبيين: زلزلها عبدالعزيز بصوته الجهوري النافذ: «راع العوجا وأنا أخو نورة»، أو «راع العوجا وأنا ابن مقرن»، أو «راع العوجا وأنا أبو تركي»، فـ «العوجاء» لها عنده الصدارة، فإذا جاءت فقد عزم الأمر وحزمه وقابله بالجد والحد والبطولة، وهكذا يفعل حكام آل سعود وأبطالهم، ويفعل أبطال أهل «العارض» ذلك تبعا لهم إذا «غطرفت» الراية الخضراء و»تكسرت» «العزاوي» والنخوات حولها يقدمونها إلى حياض الموت، ويدفعونها إلى حيث العز والشرف وإعلاء كلمة الله، ويصف ابن خميس المشهد شعرا فيقول:

إذا سمعوا «العوجا» تداعوا كأنهـم

ظمــاء دعتـها للـورود شرائع

وعلى أن الاعتزاء إلى الآباء والأجداد من لوازم الانتخاء في المواقف عموما، إلا أن تكرار الجمع بين العوجا وبين مقرن الجد الذي ينتمي إليه آل سعود، والذي ذكر ابن بشر في تاريخه «عنوان المجد في تاريخ نجد» أنه كان أميرا للدرعية مع أخيه ربيعة عام 1039هـ قد يشير من طرف خفي إلى قدم هذه النخوة وعمقها التاريخي وبحكم تسلسل الحكم في ذرية مقرن في مرحلة لاحقة فإنه لا غرابة في اقتران نخوة «العوجا» بآل مقرن، ونجد ذلك متجليا في اعتزاء الحكام وغير الحكام من أسرة آل سعود بقولهم «راعي العوجا وأنا ابن مقرن» أو «خيال العوجا… أنا ابن مقرن» أو «سور العوجا وأنا ابن مقرن».

كما نجدها في رثاء أبونهية للدرعية حيث بكى في قصيدته أولا آل مقرن جميعا وتألم لفراقهم ثم قال: «وأبكي على العوجا ربينا بربعها»، ومثل ذلك أخيرا قول الشاعر محمد أبا الحسن:

مع «هل العوجا آل مقرن» معفية المدر

هم عذاب اللي مع الصبح جرن الحنين

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

إلا أن هذا الاقتران ليس له أي دلالة على أن ظهور هذه النخوة كانت في زمن مقرن أو أنها مختصة به، بل هي أقدم من ذلك بكثير وهي ذات امتداد عميق يتعلق بالاستقرار في الدرعية منذ تأسيسها، ولعله يشمل ذرية مانع المريدي جميعا، فهذا الشاعر المعروف عبدالله بن ربيعة «ت 1273هـ»، وهو من آل وطبان بن ربيعة مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، ينشد مفتخرا بأنه من أهل العوجا ومباهيا بأمجاد أبناء عمومته الذين حكموا معظم أنحاء الجزيرة العربية واتسعت دولتهم لتشمل الحواضر والبوادي:

حنا هل الباس الشديد المناعير

وحنا إلى خرب المذاهب عماره

تشهد لنا عقال قومك بتفخير

وحنا «هل العوجا» وحنا فقاره

يا هيه من صنعا إلى ورا الدير

أنشدك من كم البوادي جواره

5- ما العوجاء؟

لقد شرق الكتاب وغربوا في معنى هذه النخوة «أهل العوجا» ودلالاتها ومنهم من شط في تفسيرها اللغوي، ومنهم من تمحل في دلالتها التاريخية اعتمادا على التشابه اللفظي، وبينهم من اعتمد على مرويات شفوية متداولة متأخرة وغير موثقة فتبعهم من جاء بعدهم دون إعمال للذهن أو تحقيق للمصادر أو بحث وتنقيب على الرغم من وضوح ذلك للمتأملين وللعارفين بثقافة البيئة وطبيعة المجتمع وتاريخ الحوادث.

فالعوجاء يقينا نخوة سابقة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بمئات السنين، بل عرف بها أسلاف آل سعود قبل أن يولد سليمان بن علي جد محمد بن عبدالوهاب، فيما اشتهرت بها دولتهم بعد تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود، ولذا فمن غير المنطقي القول بأن المقصود بها الدعوة الإصلاحية أو أي أمر آخر يتعلق بها ومحاولة اختلاق مبررات لغوية أو دينية لذلك أو محاولة ربطها بقصص معينة لإقناع الآخرين بصحة التفسير، وأعجب من ذلك القول بأن المقصود بها الملة الحنيفية أو كلمة لا إله إلا الله! لأن النخوة كما سبق بيانه تقليد اجتماعي سائد عند العرب منذ الجاهلية إلى اليوم.

ومن التفسيرات أيضا القول بأن أصل العوجاء فرس منسوبة إلى «بنات أعوج» وهو فحل مشهور عند العرب تتابعت سلسلة بناته في ربيعة بن نزار وورثها آل سعود عن آبائهم فأخذوا يعتزون بها، فهذا تفسير لا يعضده مصدر منقول أو تحليل معقول ولكنه اعتمد على المقاربة اللفظية لا أكثر ولا أقل.

وكذلك التفسير الذي يرى أن «العوجا» اسم لقطيع من الإبل أو لناقة أو ما شابه ذلك لأنه لا يوجد مصدر يؤكد ذلك خاصة أن هذه النوع من النخوة يكون عادة لأهل البادية الذين يعيشون في نزول وارتحال دائم وتشكل لهم الإبل عماد الحياة في الصحراء، وإنما استوطن أجداد آل سعود الدرعية واستقروا فيها قبل قيام دولتهم بنحو 300 عام.

ولعل الاختلاف في تفسير هذه النخوة هو الذي دفع دارة الملك عبدالعزيز إلى إخراج كتاب تحت عنوان «أهل العوجا» من تأليف الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام الدارة المكلف، والذي ناقش فيه جميع الآراء المنشورة وغير المنشورة وخلص إلى أن معنى العوجا في هذه النخوة يعود إلى المكان وهو هنا الدرعية منطلق الدولة السعودية، وهو ما نص عليه منير العجلاني نقلا عن صحيفة بريطانية التي اطلع عليها في مكتبة المتحف البريطاني، إذ جاء فيها: «إن صيحة آل مقرن التي كانوا ينتخون بها في الحرب هي: «خيال العوجا… أنا ابن مقرن» أو «راعي العوجا، أنا ابن مقرن» وكانوا ينطقون «مقرن» كالجيم المصرية، ويعنون بالعوجا: «الدرعية» لأن وادي حنيفة يتعوج عندها ويتعرج.

في حين أكد حمد الجاسر وقوع الاختلاف في معنى كلمة العوجا التي يكثر الاعتزاء بها من آل سعود، لكنه رجح أن المقصود بـ»العوجا» بلدة الدرعية الموطن الأول لآل سعود، فهي واقعة في اعوجاج وادي حنيفة وانحرافه من الجنوب نحو الجنوب الشرقي، وبهذا يتضح سبب اعتزاء الملك عبدالعزيز في إحدى المناسبات بجملة «سور العوجا وأنا ابن مقرن»، فالسور هو البناء الذي يحمي البلد المقصود بالعوجا وهو الدرعية.

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

وتحدث عبدالرحمن الرويشد عن هذه النخوة ثم قال نصا: «وهم يعنون بها مدينة الدعوة ومنطلق الحكم السعودي – بلدة الدرعية، المتعرجة تبعا لتعرج الوادي». فيما أشار الزركلي في معرض حديثه عن النخوات إلى أن العوجا اسم مكان وأنهم ينتخون بها منذ زمن طويل، ولكنه ذكر أنها من أسماء العارض، وبالفعل فإنها بعد سقوط الدولة السعودية الأولى لم تنحصر في دلالتها المكانية على الدرعية وحدها، بل شملت منطقة العارض مع كون الدرعية هي أصل النخوة ومادتها ومنطلقها.

والحقيقة أن الخرائط الجغرافية والشواهد الشعرية جميعها تؤيد القول إن النخوة اسم مكان ينطبق على الدرعية تماما لوقوعها في اعوجاج وادي حنيفة وانحرافه من الجنوب إلى الجنوب الشرقي.

ومن الشواهد الفصيحة التي تدل دلالة واضحة على أن المقصود بالعوجا الدرعية قول الشاعر أحمد بن دعيج «ت 1268هـ» في أرجوزته الشهيرة بعد دمار الدرعية:

ونازل «العوجا» بحرب صارم

لكن تنضنض دونها أراقم

حاصرهم بالروم سبعة أشهر

أبوسعد سكانها والأنجر

أبدى بها جده مع اجتهاده

لكن مولانا له مراده

ومن شواهد الشعر النبطي قول الشاعر محمد أبو نهية من قصيدته في رثاء الدرعية التي تبين مدى ما وصلت إليه الدرعية من نهضة حضارية في ذلك الزمن:

يا عين أبي أبكيهم ولو كان سيبوا

على شيوخ للضيوف ربيع

وأبكي على «العوجا» ربينا بربعها

صغار كبار نشتري ونبيع

دار إلى جاها الغريب يوالف

وجنابها للممحلين ربيع

خلت ما سوا جن تطارد بسوقها

وخراب جدران كذا ومضيع

غدت عقب هاك الدل والطر والبنا

غدت نجادي خاربات سفيع

تطب بها من غوغة قبيلة

وتشيل من بيبانها وتبيع

ما كنها للحكم… منصب

ولا رز فيها للغناة وضيع

ولا سوقت بأسواقها خرد المها

ولا كل عذرى كالغزال تليع

ولا سامرت فيها قروم ضياغم

ولا حاسبت فيها التجار بضيع

ولا حط فيها قبل هذا قيصرية

ولا موسم فيه العقول تضيع

ولا سوست… فيها مدارس

ولا مسجد لم الطريف رفيع

ولا مدت الركبان فيها لغيرها

ولا ورد فيها الطروش قطيع

وقالت موضي الدهلاوية أيام حصار إبراهيم باشا لمدينة الرس عام 1232هـ:

هيه يا راكـب حمـرا ظهـــيرة

تزعج الكـور نابيــة السنـــام

سر وملفــاك لـ «العوجـا» مسـيره

ديـرة الشــيـخ بلغه الســلام

فهي هنا ترسل منجوبة إلى الدرعية التي عبرت عنها بلفظ «العوجا» ووصفتها بـ»ديرة الشيخ» أي بلد الحاكم، وهو في ذلك الحين الإمام عبدالله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى. وقال الشاعر عبدالله بن خالد من أهالي الدرعية متحدثا عن حصار المدينة والحرب حولها مع جيوش محمد علي عام 1233هـ:

أرس يا غرس بوادي حنيفة

لا تزعزع يوم جاك النذر

بالمطارق والسيوف الرهيفة

سالت «العوجا» بدم حمر

حنا هل العوجا ولابه مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل

الروح المعنوية في آل سعود استعادت ملك الآباء بعد مرور 7 أعوام

كل هذه الشواهد تؤكد أن معنى العوجا إلى نهاية الدولة السعودية الأولى وبداية الدولة السعودية الثانية كان واضحا ومعروفا عند الناس بما لا يدع مجالا للشك أو محلا للجدل بأنه اسم لقاعدة الدولة وهي الدرعية، إنما الالتباس والاختلاف في تفسير معنى النخوة طرأ في مرحلة متأخرة نتيجة لتشظي الذاكرة الجمعية فتعددت الروايات وكثرت التفسيرات، في ظل انصراف كثير من المؤرخين والباحثين عن الشعر النبطي وجهلهم بأهميته ودلالاته رغم أنه من مصادر تاريخ نجد التي لا يستغني عنها الباحث الجاد فيما هو المحضن الرؤوم للنخوات ولكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية في عصور العامية.

وهناك شواهد كثيرة قيلت في عهد الملك عبدالعزيز تشير بشكل صريح لا يقبل التأويل بأن العوجا اسم مكان، فلا أدري أين غابت هذه الشواهد عن ذهن من فسرها تفسيرا آخر؟! ومن أمثلة ذلك: قول ابن دحيم:

لي قيل أبو تركي من «العوجا» نوى بالشديد

عبدالعزيز اللي يسوق المر بحلوقها

أو قوله:

نو من «العوجا» تظهر له رباب

فيه الغضب والغيظ غاد له صهيل

6- النخوة والدولة:

يلاحظ بشكل لافت الربط المباشر في بعض الشواهد الشعرية بين العوجا وبين الدولة، فأهل العوجا هم مؤسسو الدولة وحكامها منذ نشأت الدرعية وامتدادا إلى قيام الإمام محمد بن سعود بالأمر عام 1139هـ وبداية التوسع والانتشار، فالنخوة نخوة آل سعود والدولة دولتهم، وبالتالي فإن العوجا هي الشعار الذي تردده الجيوش تحت راية الدولة نرى ذلك في قول راكان بن حثلين «ت 1310هـ»:

والله لولا جمعــك اللي له أرداف

«دولة هل العوجا» سـواة النظـــام

وقول الشاعر ناصر العريني «ت 1335هـ تقريبا»:

يا شيخنا «دولة هل العوجا» نظام

نقالة المسقوف والحد الصريم

وقول فهد بن دحيم «ت 1364هـ تقريبا»:

«دولة العوجا» غلامينها

محتمين جملة أوطانها

والواقع أن هذه النخوة امتدت حقا واستمرت حقيقة حتى بعد سقوط الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ ثم قيام الدولة السعودية الثانية عام 1240هـ على يد الإمام تركي بن عبدالله، ويشير خالد الفرج في الخبر والعيان: لولا بقاء الروح المعنوية في آل سعود، لما قام هذا البطل بمفرده وليس معه سوى سيفه «الأجرب» ليستعيد به ملك آبائه بعد مرور سبع سنوات، وليس السر في الأجرب وإنما السر كل السر في ساعد تركي، لأن روح هذه الدولة كانت لا تزال حية قوية كامنة كمون النار في الحجر، ولولا هذه الروح نفسها لما خرج حفيده عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل بنحو 60 رجلا فإذا بالدولة قائمة كأن تلك النكبات لم تكن إلا بمنزلة صقل لجوهرها أو نار أذابت الذهب الإبريز ثم انطفأت فإذا بالجوهر جوهر والإبريز إبريز. لقد انتقلت عاصمة الدولة السعودية مع قيام الإمام تركي إلى الرياض ولكن بقيت العوجا/ الدرعية هي النخوة الثابتة للدولة لتظل شاهدا على التاريخ المجيد والمجد التليد تستذكرها الأجيال وتستلهمها الأبطال، بل أصبحت نخوة عامة لأهل العارض فأصبح ينتخي بها أهل الرياض والمحمل والشعيب وقبيلتي سبيع والسهول وغيرهم، على أن الدلالة على المكان في الشواهد الشعرية انتقلت مجازيا من الدرعية إلى الرياض أو إلى العارض أو إلى وادي حنيفة عموما، ومن ذلك على سبيل المثال قول فهد ابن دحيم:

لي قيل أبو تركي من «العوجا» ظهر

تزلزلت نجد ورقص شيطانها

7- تمازج النخوة والعرضة:

إذا كانت النخوة صيحة الحرب السائدة، فإن العرضة هي رقصة الحرب الخالدة، ولذا فإن تضمين الأهازيج الحربية للنخوة أمر بديهي لأنه يثير الحماسة ويوقد الروح القتالية ويشجع المحاربين على الاستبسال، بل يرهب العدو إذا قامت العرضة قبل المعركة بينما تقام العرضة أيضا بعد المعركة احتفالا بالنصر وحضور النخوة فيها عندئذ أشبه بالوسام الذي يبعث الفخر والاعتزاز ويشعر بقيمة الإنجاز وأهميته.

وفي الوقت الذي انتهى فيه زمن الحروب وتوحدت فيه الأشتات وعم الأمن والاستقرار في ظل هذه الدولة العظيمة، فقد أصبح للعرضة النجدية حضورها في جميع المناسبات الوطنية، بل أصبحت هي الرقصة التراثية الرسمية في المملكة وسميت بناء على ذلك العرضة السعودية، ومن النادر أن تخلو قصيدة من قصائد العرضة من ذكر للنخوة واستلهام لها لأنها شعار للأسر المالكة الذين هم حقيقة «أهل العوجا» منذ زمن تأسيس الدولة وما قبله، ولذا ستبقى هذه النخوة تتردد على الأسماع في كل مناسبة لتعرفها الأجيال وتختزنها الذاكرة لكونها النخوة الشعبية/ الرسمية للدولة السعودية في مراحلها الثلاث فتظل النداء الذي يلبيه الجميع، كما قال الشاعر عبدالله بن حمد الجبيلة «ت 1397هـ»:

زلزل «العوجا» بصوتك وعندي ما تضام

هم هل القلطات لين احتمت نار الجحيم

أنت «أخو نورة» إلى قلت تافي بالكلام

وأنت «أبو تركي» عظيم إلى جا أمر عظيم

إعداد: قاسم الرويس – باحث ومؤرخ

جريدة الاقتصادية