قصة قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود

قصة قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود

قصة قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود

قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود تعتبر أول إعلان تسويقي في التاريخ الإسلامي في عهد الدولة الأموية وتحديداً في ثمانينيات القرن الهجري الأول.

ترجع قصة القصيدة إلى رواية تقول أنّه في العصر الأموي الأول عاش ( مسكين الدارمي ) وهو أحد الشعراء والمغنين من اهل الكوفة وكان يتشبب ( يتغزل ) بالنساء الجميلات

إلا أنه عندما تقدم به العمر بالشاعر مسكين الدارمي اعتزل وترك نظم الشعر ومجالس الغناء واللهو وتنسك يرجو رحمة ربه وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة للعبادة

وفى إحدى زياراته للمدينة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً وكان قدومه إلى المدينة للتجارة ويحمل من ضمن تجارته (خمر عراقية) وهو ما تغطى به المرأة رأسها والمعروف الآن عند النساء (بالمسفع أوالشيلة)، فباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخمر ما عدى اللون الأسود

فشكى التاجر لصديقه الشاعر (الدارمي) عن عدم بيعه اللون الأسود ولعله غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة

فقال له: ( الدارمي ) لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع

ثم نظم ( الدارمي ) بيتين من الشعر تصوّر ناسكا اعتكف في المسجد واعتزل الدنيا ولكن سيدة ترتدي خمارا أسود أغوته وفتكت بمشاعره فهام في حبها

وطلب من مغنيين بالمدينة وهما (سريح وسنان) أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:

قل للمليحة في الخمار الاسود
ماذا فعلت بناسك متعبد

قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد

وأضاف إليها أحدهم بيتين آخرين هما:

فسـلبت منه دينــه ويقـيـنــــه
وتركتـه في حــيرة لا يهتــدي

ردي عليه صلاتـه وصيــامــه
لا تقـتـليـه بحـق دين محمــــد

وعلى الفور شاع في أحياء المدينة أن مسكين الدارمي ترك الزهد والنسك فتن بالمرأة ذات الخمار الأسود، فأقبلت النسوة على شراء بضاعة التاجر اعتقادا منهن بقدرتها على سلب ألباب الرجال ولشدة تأثير الخمار الأسود فبيعت جميع تلك الخٌمُر فنجحت القصيدة التسويقيه

والشاعر مسكين الدارمي اسمه الحقيقي ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح الدارمي التميمي شاعر عراقي شجاع، وهو شاعر من بني تميم كان محظيا عند أمراء بني أمية وخصوصا معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد، وعاصر أيام عبد الملك بن مروان
و لقب مسكيناً لأبيات قال فيها:
أنا مسكين لمن أنكرني

قصيدته قل للمليحة بالخمار الأسود جارها الكثير من الشعراء في العصور التاليه لعصره ومن اشهر ما قيل

قــل للمليـحـة فــي الخـمـار الـمـذهـب
أفسدت نسك أخي التقى المترهب

وجـمــعت بــيـن الـمـذْهَـبـيـنِ فـلم يــكن
للحـسـن فـــي ذهبيـهـمـا مـــن مـذْهــب

نور الـخـمــار ونور وجهـك نــزهـة
عـجـبا لخدك كــيـف لم يـتـلـهــب

وإذا بـدت عـيـن لـتـسـرق نظـرة
قال الجمال لها: اذهبي لا تذهبي

وآخر:

قُل للمليحـة فـي القناع العُصفـري
يا شمسها شفق الشروق فأسفري

ولكِ الأمان من اللِّحاظ إذا ارتمـت
إن الشُعـاع يصُـدُّ طــرف المبـصـرِ

أو مـا اكتفـيـت بــورد خــدك روضــة
عن روض وردي اللبـاس المُزهـر

هــذا القـنـاع سـمـا بـفـرقـك مـفـخـرا
عـن مغفـر قـد ضـمّ هامـة قيـصـر

وخــطــرت فــــي مـوشــيــة ذهـبــيــة
قد جانستـك بلونهـا فـي المنظـر

وبديـع حسنـك قـد تنـاسـب عنـدمـا
راعـى نظـيـرا فــي المحـيـا الأنـضـرِ

أرأيت حين خطرت في رمل الحمى
مابيـن بـان لــوى الكثـيـب الأعـفـرِ

وآخر:

قـل للمليحـة فــي القـبـاء الأطـلـس
أفسدتِ عقل أخي التقي المتقدّس

أومـا كـفـاكِ لـبـاس حسـنـك والبـهـا
حـتـى بــرزت لـنـا بأبـهـى ملـبـس

أخـجـلـت ولـــدان الـجـنـان وحـورَهــا
وخطرتِ من أثوابهـا فـي سنـدس

إن كـان لا يرضــيك إلا فـتـنــتــي
فرضـاكِ فــرض يا حـيـاة الأنـفـس

هذا مـحـبك نـاصــبـا أحــشـاءه
غرضا لأسهم مقلتيـك فقرطِسـي

وآخر:

قل للمليحـة فـي القميـص الأحمـر
مـــاذا فـعـلـت بـعـابــد مسـتـبـصـر

مـــازال يـــدابُ فـــي الـعـبـادة طـالـبـا
للـعـلـم , غـيــر مـفــرّط ومـقـصّـر

تــرك الصـبـابـة للـصِّـبـا متسـلـيـا؟
عـن ذكــر كــل غـزالـة أو جــؤذر

حتـى وضعـتِ عـن محـيّـاك الغـطـا
فانجـاب عــن بــدر منـيـر مقـمـر

ونـشــرت فـرعــا مـثــل لـيــل فــاحــم
لــولا مـجـاورة الصـبـاح المـسـفـر

فدهشت مـن ذاك الجمـال وحسنـه
ووقـفــتُ وقـفــة مــولــع مـتـحـيِّـر

حسنٌ به شُغِف الفؤادُ, وهاج لي
شجـنـاً, فـقـلَّ تجـلـدي وتصـبـري

سقْـتِ إلــى الجـسـم السـقـام وراءه
مـن ذاك أطـراف السقيـم الأحـور

وآخر:

قل للمليحة في الخمار الأحمر
لا تـجـهـزي بدمـائـنـا وتـسـتــري

مُكِّنـتِ مـن حـب القـلـوب ولايــة
فملـكـتِـهـا بـتـعـســف وتـجــبــر

إن تتصفـي فلـك القـلـوب رعـيـة
أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري ؟

سـخّـرتـنـي وسـحـرتـنـي بـنـوافــث
فـتـرفـقـي بـمـسـخَّـر ومـسـحَّــر

وآخر:

قـل للمليـحـة فــي الحـريـر الأحـمـر
مــــاذا فـعـلــت بـشــاعــر مـتـكـبــري

قد كان يرعى النجم في فلـك العـلا
واليوم يرعى منك عشق الجوهري

إن كـــان وجــهــك جـنـتـيـن لـمـغــرم
فهـبـي لـحـرّ الـنــار بـــرد الـكـوثـري

الحـسـن سـلـطـان , وأنـــت ملـيـكـه
فـاقـت بمُـلـك الـحـب ربـــة تـدمــري

فــــإذا رأيــــت مــــن الـمـحــب تــذلــلا
بالله يــا حـــســـنـــاء لا تـــتـــكـــبـــري

الشعر مـن لغـة الملائـك فاعلمـي
منـه شـعـور العـاشـق المتحـسـري

إن كـنــت لا تَـعْـديـن قـولــي يـا فـتـى
صـبــرا, فـــإن الـفــوز للمتـصـبـري

وآخر:

قــل للملـيـحـة فـــي الـخـمـار الأزرق
مـــاذا فـعـلـت بـنـاســك مـسـتـغـرق

قـــد كــــان شــمــر لـلـصــلاة ثـيـابــه
حــتــى وقــفــت لــــه بــكــل تــأنــق

قــد ضــاع مـنــه صـلاتــه وصـيـامـه
وأصبـت منـه بـراءة القـلـب التـقـي

فـمـضــى يـصـفــق لـلِّــقــا مــتـــزوداً
من نور وجهك , فأسفري , وتدفقي

وآخر:

ياعاشقـا ذات الــرداء الفسـدقـي
ومــتــيــمــا بــــهــــوى الــــريّــــق .

ذكـرتـنـي لـيــلاي والـحــب الــــذي
أودى بأحلامي وشيّب مفرقـي .

ذكرتـنـي لـيـل الصبـابـة والـجـوى
والآه تفضح لوعتـي وتشوقـي .

ذكرتنـي سـهـدي وأوهــام الــرؤى
ووجيت قلبي بالشجا المتدفق .

فلئن سقتك الصاب حين علقْتَها
وعـرفـت الآم الـغــرام الـمـحـرق .

فلقـد سقتنـي حيـن همـتُ بحبـهـا
ذوب الشجـا بغرورهـا المتـأنـق .

أضنت فؤادي بالصدود , وبالجفا
حتـى ذوى منـي شبابـي الريـق .

فرحلـت ألتمـس النـجـاة مــن الـهـوى
وأغيـب عـن صـهـد الـغـرام الـمـورق

وظنـنـت أن الـبـعـد يـطـفـيء لـوعـتـي
ويذيـب أشجانـي ويأسـي المـغـرق .

عامين في شوق قضيت وفي جوى
ثـم ارتحلـت إلـى الهـوى كالمـوثـق.

وقال اخر:

قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأبيضِ
مطرٌ وبردٌ حلوتي لا تمرضي

هل تسمحي لي أن أعيركِ معطفي؟
والرأيُ رأيُكِ.. إنما لا ترفُضي

وقال اخر:

قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بعاشقٍ متمردِ

أدى التحيه في مقامكِ هاتفاَ
لا سيد لي أنت وحدك سيدي

وقال اخر:

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأصفرِ
كم سعرهُ حتى قميصاً أشتري

هي نزوهٌُ مني لأكتب فوقهُ
تلك التي هزت جميع مشاعري

وقال اخر:

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الفستقي
لا حُسن في الدُنيا كحُسنُ المشرقِ

إني يزلزلُني سمادٌ ساخنٌ
ويريحُ أعصابي مذاقُ الفستُقِ

وقال اخر:

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأخضرِ
الناسُ للناسِ فلا تتكبري

إن كُنتِ قد أطلقتِ حسرة معجبِ
عيناكِ إغراءُ وجوك شاعري

وقال اخر:

قل للمليحــــهِ بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني

أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجنِ

وقال اخر:

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأحمرِ
أزرارُهُ أنيابُ ذئبٍ كاسرِ

وأنا جريءٌ والتحدي لُعبتي
إن عدتُ مهزوماُ فلستُ بخاسرِ

وقال اخر:

قل للمليحــــهِ ما لعطركِ ثاني
نعم.. أستفز رجولتي وكياني

هل منهُ نوعٌ للرجالِ أُريدُهُ
فتكرمي بالإسمِ والعنوانِ