قصة قصيدة طار الكرى – السيف الأجرب

قصة قصيدة طار الكرى – السيف الأجرب

كلمات و قصة قصيدة طار الكرى – السيف الأجرب

قصيدة طار الكرى عن موق عيني وفرّا شاعرها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود

قام الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بمحاولة إعادة الدولة السعودية بعد سقوطها عام ١٢٣٣هـ فعمل جاهداً على التصدي للمحتل العثماني وتحقق حلمه بعد المقاومة الباسلة خصوصاً ما بين فترة عام ١٢٣٦هـ حتى تم له دخول الرياض في عام ١٢٣٩هـ واستعادة الامام تركي لحكم نجد

كان سيف الإمام تركي هو داعمه الكبير كون الشجاعة ومحركاتها تحتاج إلى أداة فكان السيف هو الرفيق والجامع.. فكان سيفه معيناً له في الكفاح ورفيق دربه في الخلاص من التسلط فاتخذ له اسماً وسماه ” الأجرب” وقد أشار إلى اسمه في قصيدته طار الكرى

ولعل اطلاق الامام تركي هذا الاسم السيف الأجرب لان السيف من الممكن به بقع من الصدأ تشبيها لبقع الجرب التي تكون في الجسم ولذلك سماه بالاجرب او وربما شبهه الامام تركي بمرض الجرب كون من يقع عليه الضرب به يقتله كناية عن فتكه وتدميره

وتحظى قصيدة الإمام تركي بن عبدالله بأهمية كبيرة وذلك بسبب قيمتها الجمالية فهي من روائع الشعر النبطي، إضافة إلى أن ناظمها هو مؤسس الدولة السعودية الثانية، ويمتلك محبة كبيرة في قلوب الناس وتميز بالتدين والحنكة ورجاحة العقل وسداد الرأي كما أنها تعد وثيقة تؤرخ لفترة زمنية من تاريخنا.

ونظراً إلى أهميتها فقد اعتنى مدونو وجمّاع الشعر النبطي منذ وقت مبكر بتسجيلها في دفاترهم التي جمعوا فيها نخبة من القصائد النبطية.

وقصة القصيدة هي جواب على رسالة بعثها الأمير مشاري بن عبدالرحمن بن مشاري بن سعود إلى الإمام تركي بن عبدالله يشكو إليه ما يلاقيه من هموم وضيم في مصر، فبعث إليه الإمام هذه القصيدة يلومه فيها على بقائه في مصر ويحثه على العودة إلى الرياض ويوضح له الحالة التي أصبحت عليها المنطقة من استتباب للأمن وحكم بالشرع ويبين كيف تمكن من استرداد الحكم كما يوصيه أن يبلغ سلامه للموجودين هناك من وجهاء نجد، وإخبارهم بالمضامين السابقة وهو يهدف من ذلك إلى ترغيبهم في الرجوع إلى الوطن وعدد ابيات القصيدة 31 بيتاً

كلمات قصيدة طار الكرى

طَارْ الكرى عن موْق عيني وفَـرّا
وفَزّيْتْ من نومي طَرَا لي طُوَاري

وابْدِيْتْ من جَاشْ الحَشَا ما تـدرَّا
واسْهَرْت من حولي بكثر الهَذَاري

خَطٍّ لفاني زاد قلبي بْحَرَّا
من شاكي ضيم النّيَا والعَـزَاري

سِرْ يا قلم واكتب على ما تـورَّا
مني سلامٍ لابن عمـي مْشَـاري

شيخٍ على دَرْب الشجاعة مْضَرَّا
من لابةٍ يـوم الملاقـى ضـواري

يا ما اسهروا من حاكمٍ مـا يطـرا
واليوم دنيا ضاع فيهـا افتكـاري

تشكي لمن يبكي له الجود طـرا
ضَرَّاب هَامَات العدى مـا يـداري

يا حيْف يا خَطْو الشجاع المضَرَّا
في مصر مملوك لحمر الحداري

من الزاد غادٍ لـه سَنَامٍ وسرّا
من الذل شبعانٍ من العز عـاري

وش عاد لو تَلْبَس حريـرٍ يْجَـّرا
ومْتَوّجٍ تاج الذهـب بالعزاري

دنياك هذي يا ابن عـمي مغـرا
لا خير في دنيا تور النكاري

تسقيك حلـوٍ ثـم تسقيـك مـرا
ولذّاتهـا بيـن البرايـا عـواري

اكفخ بجنحـان السعـد لا تـدرا
وما قدّر الباري على العبد جـاري

ما في يد المخلوق نفـعٍ وضـرا
والعمر ما ياقـاه كثـر المـداري

اسلَمْ وسلّم لي على مـن تـورا
واذكر لهم حالي وما كان جـاري

انْ سايلوا عنـي فحالـي تسـرا
قبقب شراع العز وان كنـت داري

يـوم ان كـلٍ مـن عميلـه تبـرا
ونجد غـدت بـابٍ بْلَيَّـا سـواري

رميت عنـي برقـع الـذل بـرا
ولا خير فيمن لا يدوس المحاري

ونزلتها غصـبٍ بخيـرٍ وشـرا
وجمعت شمل بالقرايـا وقـاري

ومن ثمن القافي جزا ما تبرا
وتازي حريمه للجواري جواري

ومن غاص غبات البحر جاب درا
ويحمد مصابيح السرى كل ساري

انا احمد اللي جاب لي ما تحرا
واذهب غبار الذل عني وطاري

واحصنت نجد عقب ما هي تطـرا
مصيونةٍ عن حر لفـح المذاري

واجهدت في طلب العلى لين قرا
وطمنت هامات العدى بالهواري

والشرع فيها قد مشـى واستمـرا
يقرا بناديها الضحى كل قاري

وزال الهوى والغيّ عنهـا وفـرا
يقضى بها القاضي بليا مصاري

ولا سلت عن من قال لي لا تـزرا
وحطيت الأجرب لي صديقٍ مباري

نعم الرفيق الى سطا هم جرا
يودع مناعير النشامى حباري

وشربت من كاس العسل عقب مرّا
وطاب الكرى مع لابسات الخزاري

والعمر ما يزداد مثقال ذرا
ما قَدّر الباري على العبد جاري

وصلاة ربي عد ما خطت الرا
على النبي ما طاف بالبيت عاري

واستشهد الامام تركي بن عبدالله في مسجد الرياض الكبير في في يوم الجمعة 30 ذي الحجة من عام ١٢٤٩هـ

المصدر العديد من كتب التراث والمقالات الصحفية

جمع وبحث واعداد وتحرير

ناصر بن حمد الفهيد
القصيم – بريدة
تويتر https://twitter.com/alfheedn