قصة قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما

قصة قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما

كلمات و قصة قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما مكتوبة



من القائل قصة قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما ؟

قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما حدث فيها اشكالات تاريخية عن من هو شاعرها وفي من كتبت واختلف كثير من المؤرخين فالكثير منهم ينسبها لشاعرها الحقيقي محمد بن مسلم والقله نسبها للفارس نمر بن عدوان وللاسف ان الاعلام والجمهور رسخ في ذهنه أنها لابن عدوان

ومن الأمانة الصحفية ولحفظ التاريخ وحقوق الشعراء لدي كإعلامي أكثر من 40 عاما ان لا أقرر وأحدد الشاعر الحقيقي لها قبل البحث والتقصي في كتب التاريخ والتوثيق والبحث عن الحقيقة والتي اكتشفت بعدها ان القائل لقصيدة البارحة يوم الخلايق نياما هو الشاعر السعودي الكبير محمد بن مسلم – رحمه الله بل ان البحث كشف لي كذبة كبيرة يتداولها الاعلام والناس بأن نمر بن عدوان قتل زوجته وضحا بالخطأ وهذا لم يحدث نهائيا بل كانت وفاتها بسبب المرض وسأتناول هذه القصة في مجريات هذا البحث

الشاعر الفارس نمر بن عدوان شاعر من شعراء الشعر النبطي وزعيم قبلي وفارس مشهور من الأردن كنيته أبو عقاب ، وأسمه بالكامل نمر بن قبلان بن نمر بن حمدان بن عدوان بن فايز بن حمود بن شهيل بن فواز بن حمود بن عدوان العدوان الظفيري اشتهر بنبله وشهامته وشجاعته وكرمه وسجاياه الحميدة

ولأنه من الأردن فليس هناك احد يكتب سيرته الا شخص من نفس البيئة والمكان لانه الاقرب والاعرف والادرى بكل قصائده وحياته ومن أشهرهم الأديب العلامة الأردني روكس بن زائد العزيزي

ولد روكس بن زائد بن سليمان العُزيزي في مادبا عام 1903و وتوفي في عمان بتاريخ 21/12/2004 عن عمر يناهز الـ 101عاما ودفن في بلدته مادبا

انتخب عام 1976 رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين و نال من التكريم ما لم ينله أديب أردني آخر تقديراً له على جهوده العظيمة في البحوث التراثية والدراسات

وقد أفنى سنوات من حياته قاربت العشرين عاما في جولاته بالبادية الاردنية من عام 1922م وحتى العام 1938م وكلها بحث واستقصاء عن نمر وحياته واشعاره وتتبع قصائد نمر الحقيقية وأخباره عن الرواة وبالأخص أحفاده الذين يعرفون كل شاردة وارده عن جدهم نمر مثل الشيخ خلف الفهد النمر العدوان الذي كان هو الآخر يدون ويخفظ سيرة وقصائد جده نمر

ولعشق روكس لسيرة نمر واشعاره وتتبع اخباره وثق عنه كل شي

وألف له كتاب اسماه ( نمر العدوان ..شاعر الحب والوفاء .. حياته وشعره )

ووثق في الكتاب كل شي عن نمر حياته وقصائده ورحلاته حيث يقول في مقدمة كتابه ان الكتاب مشتمل على كل حياة نمر واخباره واشعاره لا بل تأوهات روحه ولم يأتي ذكر قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما نهائيا في هذا الكتاب وقيل له بعد اصدار الكتاب اين قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما فقال انها ليست لنمر وأنه أول مرة يسمع بهذه القصيدة

كما كتب وانتج مسلسل بدوي أردني اسمه نمر العدوان من إنتاج تلفزيون دبي عام 1975م من 13حلقة

وقد كتبه روكس بن زائد العزيزي وسيناريو وحوار خالد حمدي وعبد العزيز هلال ويحكي قصة حياة الشاعر والفارس الشيخ نمر العدوان وكان من بطولة: محمود أبو غريب وطلحت حمدي ونبيل المشيني وسلمى المصري ومحمد العبادي ووليد بركات وهالة شوكت. وقام بإخراجه صلاح أبو هنود وقد مثل دور نمر الممثل السوري -طلعت حمدي وقد عرض هذا المسلسل قصة نمر كما هي بدون زيادة ولا نقصان اللهم زيادات في السيناريو فقط وايضا لم يأتي ذكر قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما نهائيا في هذا المسلسل

كما كتب وانتج روكس مسلسل نمر العدوان الدرامي الإذاعي بث في راديو الاردن من 30 حلقة في عام 1975م وايضا لم يأتي ذكر قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما نهائيا في هذا المسلسل

وهذا يثبت بدليل قاطع تماما بأن قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما ليست للشاعر نمر بن عدوان نهائيا وانها لشاعر آخر بل ان روكس قتل الرواية والقصة الاسطورية الكاذبة التي تقول ان نمر بن عدوان قتل زوجته وضحا بالخطأ وهي تربط الفرس حيث اشار في الكتاب انها توفيت بسبب المرض وان نمر كان مسافر وغير متواجد ايام وفاتها وايضا غير صحيح ان نمر تزوج بعدها 40 امرأة لينساها بل هي كذبة ! والحقيقة انه تزوج فقط اربع زوجات وهن وضحا وبعدها اختها وطفا ثم صيته واخيرا الجازي التي مات وهي قي ذمته ولم يجمع او يعدد زوجتين في آن واحد بل كان يطلق ثم يتزوج

سبب وفاة وضحى زوجة نمر بن عدوان الحقيقة من الكتاب

وبعد هذه المعلومات الدقيقة والحقيقية من اديب اردني مهتم في نمر نأتي لمصادر أخرى اشارت ان القصيدة للشاعر محمد بن مسلم وليست لنمر

ومن اهم هذه الوثائق والكتب كتاب خيار ما يلتقط من الشعر النبط – لمؤلفه عبد الله بن خالد الحاتم وفيه مجموعة ضخمة من نظم كبار شعراء النبط في الجزيرة العربية والكويت جمعها مؤلف هذا الكتاب وطبعها في المطبعة العمومية بدمشق سنة 1371 هجرية 1952 ميلادية وطبع عدة طبعات بعد نفاذه من الاسواق

ذكر ونسب القصيدة في الصفحة 124 و125 في كتابه الجزء الثاني ان القصيدة لابن مسلم في الجزء الخاص لاشعار ابن مسلم

وابن مسلم – رحمه الله – ليس غريباً على الكويت وبما أن ابن حاتم من أهالي الكويت وكتب عنها وعن بعض شعرائها وابن مسلم كان يتردد على الكويت ويمكث بها أياماً طوالاً في ضيافة الشيخ جابر الصباح الملقب جابر العيش نظراً لكرمه فقد مدح ابن مسلم هذا الحاكم الكريم وبعض أفراد الأسرة الحاكمة، كما الشيخ جراح بن سالم بن صباح فابن مسلم شخصية معروف لدى أهالي الكويت ورواتها ومنهم ابن حاتم الذي لم يتردد في أن القصيدة لابن مسلم حتى انه رواها بلهجة أهالي الكويت والاحساء في ابدال القاف جيماً في قول ابن مسلم البارحة يوم الخلايج نياماً وهذه ليست لهجة بادية الاردن ومن حولهم من البوادي وقد رواها ابن حاتم – رحمه الله – 40بيتاً والكتاب طبع عدة طبعات

كذلك المؤرخ الرواية محمد بن عبدالرحمن بن يحيى – رحمه الله- في مخطوطته لباب الأفكار اشار ان القصيدة للشاعر محمد بن مسلم وليست لنمر

وابن يحيى من المصادر الموثوقة في الأدب الشعبي ومن الذين أفنوا اعمارهم في تقصي وجمع الشعر الشعبي منذ ان كان شاباً حتى بلغ عمره تسعين سنة – رحمه الله – وهو مرجع يعتمد عليه

وقد دون في كتابه لباب الأفكار في القسم الذي دون فيه أشعار محمد بن مسلم تأكيداً لنسبه القصيدة انها لابن مسلم وقد رواها ابن يحيى في مخطوطته 42بيتاً وتعد الرواية الوحيدة التي رواها كاملة

كذلك المؤرخ الرواية الأديب الباحث الكويتي عبدالله بن عبدالعزيز الدويش توفي 1414هـ – رحمه الله – تعالى نسب القصيدة لابن مسلم في كتابه مختارات من اعلام شعراء النبط الجزء الاول وقد رواها 29بيتاً وهي ناقصة لم يأتي بها كاملة له عناية جيدة في الرواية الشعبية الكويتية وغيرها ومن اوائل الناشرين للأدب العامي

كذلك المؤرخ والكاتب الباحث السعودي عبدالله العلي الزامل 1407هـ – رحمه الله – في كتابه اضواء على الأدب الشعبي
ويعد الزامل من المحققين في الأدب الشعبي والرواية الشعبية وله عدة مؤلفات ومصنفات ولم يورد من القصيدة إلا عدة أبيات ونسب القصيدة إلى ابن مسلم – رحمه الله تعالى-

كذلك المؤرخ والكاتب الباحث المتخصص في الشعر الشعبي الباحث السعودي محمد الهزاع تطرق إلى هذه القصيدة في كتاب “مجموعة طلبة مهنا” في جزئه الأول وأكد في حديث صحفي أن القصيدة للشاعر محمد بن مسلم.. واوضح إن هذه القصيدة ربما أقلقت الكثير وبالتالي لم انشرها في كتابي إلا بعد جهد كبير من البحث المضني والجلوس مع أحفاد الشاعر نمر بن عدوان في عدة مناطق، وقد تأكدت من خلال بحوثي صحة ما قالوا فوضعت الأجوبة الحاسمة على هذه التفسيرات، خاصة وأن الفلسفة اللغوية لهذه القصيدة بالذات تختلف عن بقية قصائد نمر بن عدوان ومفرداتها تعود إلى جغرافية محددة، ومن هذا المنطلق أجد أن هذه القصيدة للشاعر ابن مسلم رحمه الله وليست كما يظن أغلبنا من أنها لنمر بن عدوان.

كذلك المؤرخ والكاتب الباحث عبد الله بن أحمد آل ملحم المهتم بالبحث التاريخي نسب هذه القصيدة إلى محمد بن مسلم في مقالة نشرت قبل 20 سنة تقريباً.



وأما الذين نسبوا القصيدة إلى نمر بن عدوان لعل أولهم عبدالمحسن أبابطين – رحمه الله – توفي 1401هـ في كتابه المجموعة البهية الذي طبع أول طبعة عام 1381هـ ثم تلاه عدة طبعات

وتبعه في ذلك بعض مدوني الشعر الشعبي نقلا عنه غالبا كديوان الدرر اليتيمة من اشعار النبط القديمة – مؤلفه مجهول – 1977م الصفحة 22 وايضا محمد سعيد كمال في الأزهار النادية كذلك ديوان الموسوعة النبطية الكاملة – أعلام شعراء النبط -طلال عثمان المزعل السعيد – الجزء 1- 1987م الصفحة 463 في سيرة نمر بن عدوان نسب القصيدة لنمر بن عدوان وانها رثاء في زوجته وضحا

وغيرهم بدون تحقيق ولا تدقيق ولا بحث عن الشاعر الحقيقي فمسائل الأدب الشعبي وتاريخه يرجع اليها إلى مخطوطات الشعر والباحثين الذين يميزون بين معرفة الشعر والتاريخ لهذه الجزيرة ويميزون بين المصنوع والدخيل

الاديب الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه الادب الشعبي في جزيرة العرب – 1982م الصفحة 141 كتب في قسم الرثاء ابيات من القصيدة ولم ينسب القصيدة فقال يقال انها لنمر بن عدوان ويروى ايضا انها لمحمد بن مسلم

الراوي السعودي المشهور والمبدع محمد الشرهان ذكر قديما انها لنمر بن عدوان الا انه استدرك بعدها وقال ان القصيدة هي في الحقيقة للشاعر محمد بن مسلم وهو احد شعراء الاحساء واصله من اهالي الحريق الا انه مولود بالاحساء، وتعود مناسبة القصيدة في انها رثاء في زوجته التي كان يحبها حباً شديداً والتي توفيت في شهر رمضان المبارك كما يذكر ذلك في القصيدة

ويذكر الراوية الشرهان ان من دواعي الاشتباه قد يكون ان كلا الشاعرين يرثي زوجته ولهما قصائد بها ذلك المطلع “البارحة”

فالشاعر ابن مسلم ذكر “البارحة يوم الخلايق نياما”

والشاعر نمر بن عدوان ذكر في قصيدة له: “البارحة في هجعة النوم غرقان”.

ولو طالعنا مفردات القصيدة وأسلوبها ونفسها فهي ليست لشاعر من بادية الأردن وبادية سورية بل من وسط الجزيرة بل هو شاعر نجدي من واقع عامل جغرافية المنطقة والطبيعة اللغوية الشعبية لمفردات القصيدة.

ويذكر روكس العزيزي في كتابه نمر العدوان ان وضحى كانت زوجة لنمر لمدة عشرين سنة بينما بيت القصيدة يقول

أخذت أنا وياه سبعة اعواما
مع مثلهن في كيفة مالها لون

ومن سيرة ابن مسلم أن زوجته مكثت معه 14سنة قبل وفاتها وهي عدد السنوات في القصيدة

وأيضاً يلاحظ القارئ للقصيدة ان شاعرها حضر موت زوجته وتكفينها والصلاة عليها ودفنها حيث يقول

كسوه من عر الخرق ثوب خاما
وقاموا عليه من الترايب يهيلون

راحوا بها حزوة صلاة الأماما
عند الدفن قاموا لها الله يدعون

برضاه والجنه وحسن الختاما
ودموع عيني فوق خدي يهلون

بينما نمر بن عدوان لم يحضر موت زوجته بل كان غائباً

ومن المؤسف انه تم انتاج مسلسل بدوي درامي تشويقي رومنسي اسمه نمر بن عدوان – شاعر الحب والوفاء هو مسلسل عن سيرة ذاتية لنمر بن عدوان من كتابة مصطفى صالح، إخراج بسام المصري، بطولة ياسر المصري عام 2007م وهو ملئ بالمعلومات المغلوطة عن نمر وموت وضحى وقصيدة البارحة

وكان على المهتمين والمؤلفين التحري والبحث عن السيرة الحقيقية في الجانب الشعبي والقصصي والافلام والمسلسلات الوثائقية والرجوع للمصادر الموثقة واصحاب الدراية حين الرغبة في انتاج او اصدار اي فيلم وثائقي يحكي تلك القصص منعاً للخلط وحفظاً لحقوق الجميع وصحة الروايات والقصائد ومن تنسب له كون تأثير المادة التلفزيونية أشد وقعاً وأسرع وصولاً للمشاهد من المادة الورقية

والحقيقة أن المتلقي من المفترض أياً كان يجب ان لا يرجع إلى هذه الأفلام والمسلسلات ويأخذ منها الحقائق التاريخية والأدبية والفكرية بل أن الكثير من هذه الأفلام والمسلسلات شوهت التاريخ وأصبح القادة العظام في صدر الإسلام وما بعده عرضة لسيناريوهات غرامية أدخلت فيها حكايات الحب والغرام وغيرها من الحشو الدرامي الغير حقيقي وما مسلسل عمر بن الخطاب ومسلسل خالد بن الوليد رضي الله عنهما الا دليل على السيناريوهات الغير صحيحة التي يختلقها كاتب السيناريو من أجل إثارة المشاهد وهذا غلط لأن المسلسل التلفزيوني او الفلم بانتشاره الواسع يعتبر عملية توثيق وخطورته تكمن في أنه قد يكون توثيقاً لمعلومات غير صحيحة

وبعد كل هذه الحقائق والأدلة يتضح ان الشاعر الحقيقي لقصيدة «البارحه يوم الخلايق نياما» هو الشاعر محمد بن مسلم

فمن هو هذا الشاعر



الشاعر محمد بن مسلم الأحسائي من مشاهير شعراء الاحساء من سكان مدينة المبرز بالتحديد قرب عين الحارة واصله من نجد من بلدة الحريق

كان معاصراً للشاعر بن عبدالحي في القرن الثالث عشر الهجري غير أنه لم يثبت تاريخ ميلاده وكان يعمل في التجارة في سوق القيصيرية بالهفوف آنذاك حسب كلام الرواة

وقد نهج أسلوب الشاعر محسن الهزاني في الغزليات وله قصائد في المدح والاستجداء كانت منهجاً لشعره في بداياته
وعرفه الناس ورددوا أشعاره بعد وفاة شاعر الاحساء الكبير (سليم بن عبدالحي) ثم انطلقت شهرته على مستوى الخليج العربي والجزيرة العربية

وحمل شاعرنا (ابن مسلم) لواء الشعر النبطي ولمس مكانته بين الناس حتى اتجه بشعره الاتجاه الصحيح

ومن بين قصائده المشهورة قصيدته التي قالها في عين الحارة إحدى عيون الماء العذبة في الإحساء بعد أن توقف تدفق مائها

وتعد قصيدة الشاعر الكبير محمد بن مسلم – رحمه الله – التي يقول في مطلعها: «البارحه يوم الخلايق نياما» إحدى أشهر وأجمل قصائد رثاء الزوجات في شعرنا الشعبي

وإذا ما استثنينا قصيدة ابن لعبون التي يقول في مطلعها: «سقى صوب الحيا مزن تهامى فلن نجد قصيدة أخرى في غرض الرثاء حظيت بمثل ماحظيت به قصيدة ابن مسلم من الاهتمام والحفظ من قبل الرواة ويعود السبب في ذلك إلى براعة ابن مسلم في تصوير مشاعر الألم والحزن التي أصابته بعد فجيعته ورثى فيها زوجته وأسمها لطيفة لكنه يدلعها ب (لطوف) التي عاش معها 14 عاماً وتغنى بها المطربون مثل الفنان الراحل بشير حمد شنان والفنان راشد الماجد وغيرهم الكثير

وقد توفي شاعرنا الكبير محمد بن مسلم الأحسائي حوالي عام 1312هـ الموافق 1895م.

كلمات قصيدة البارحة يوم الخلايق نياما

البارحه يوم الخلايق نياما
بيحت من كثر البكا كل مكنون

قمت أتوجد وانثر الما على ما
من موق عيني دمعها كان مخزون

ولي ونة من سمعها ما يناما
كني صويب بين الأضلاع مطعون

وإلا كما ونة كسير السلاما
خلوه ربعه للمعادين مديون

في ساعة قل الرجا والمحاما
فيما يطالع يومهم عنه يقفون

والا فونة راعبي الحماما
غاد ذكرها والقوانيص يرمون

تسمع لها بين الجرايد حطاما
من نوحها تدعي الحمايم ينوحون

وإلا خلوج سايفه للهياما
على حوار ضايع في ضحا الكون

وإلا حوار نشقوا له شماما
وهي تطالع يوم حروه بعيون

يردون مثله والظوامي صياما
ترزموا معها وقاموا يحنون

وإلا رضيع جزعوه الفطاما
أمه غدت قبل أربعينه يتمون

عليك يا اللي شرب كاس الحماما
صرف بتقدير من الله مازون

جاه القضا من بعد شهر الصياما
صافي الجبين بثاني العيد مدفون

كسوه من عر الخرق ثوب خاما
وقاموا عليه من الترايب يهيلون

راحوا بها حزوة صلاة الأماما
عند الدفن قاموا لها الله يدعون

برضاه والجنه وحسن الختاما
ودموع عيني فوق خدي يهلون

حطوه في قبر عساه الهياما
في مهمة من عزب الاموات مسكون

يا حفرة يسقي نزاه الغماما
مزن من الرحمة عليها يصبون

جعل البختري والنفل والخزاما
ينبت على قبر هوا فيه مصيون

مرحوم ياللي ما مشا بالملاما
جيران بيته راح ما منه يشكون

واوسع عذري وأن هجرت المناما
ورافقت من عقب العقل كل مجنون

من طيب خيم الى ذكرته بلاما
ومحاسن ما عنهن الناس يدرون

أخذت أنا وياه سبعة اعواما
مع مثلهن في كيفة مالها لون

والله كنة يا عرب صرف عاما
يا عونة الله صرف الأيام بس لون

وأكبر اهمومي من غويش يتاما
وإن شفتهم قدام وجهي يبكون

وأن قلت لا تبكون قالوا علاما
نبكي ويبكي مثلنا كل محزون

قلت السبب تبكون قالو يتاما
قلت اليتيم آنا وانتم تسجون

مع العيال وكل جرح يلاما
الا جروح بخاطري ما يطيبون

جرحي فنيع مثل كسر السلاما
إلى عثم عنه الطبايب يعجزون

قمت اتشكا عند ربع عداما
وجوني على فرقا خليلي يعزون

قالوا تجوّز وانس لامه بلاما
بعض العذارى عن بعضهم يسدون

قلت إنها لي وفقت بالولاما
ولو بقى ثلثينهم ما يسدون

جرحي معا جرحهم ما يلاما
الا ولا فيهن على السر مامون

وأخاف أنا من غاديات الذماما
اللي على ضيم الدهر ما يتاقون

أو خبلة ما عقلها بالتماما
تضحك وهي تلدغ على الكبد بالهون

توذي عيالي بالنهر والكلاما
وانا تجرعني من المر بصحون

والله يلولا هالغويش اليتاما
واخاف من السكة عليهم يضيعون

لاقول كل البيض عقبة حراما
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون

عليه مني كل يوم سلاما
عدة زها الوارد حجيج يلبون

وصلوا على سيد جميع الاناما
على النبي يللى حضرتوا تصلون

اعداد وتحرير وبحث من مصادر الكتب
الباحث والإعلامي
ناصر بن حمد الفهيد
تويتر https://twitter.com/alfheedn