وصايا الشعراء

وصايا الشعراء

وصايا الشعراء

ينفرد الشعر الشعبي بإسداء النصائح للابناء وسائر الناس، ويحظ على اكتساب الفضائل وتنبيها لاجتناب المخاطر والرذائل من خلال تجاربهم في ميادين الحياة يلخصون هذه التجارب في وصايا لأجيالهم ويصوغونها في قصائد معبرة يحثون فيها أبناءهم على تقوى الله والوفاء بحقوق الوالدين واكرام الضيف وحسن الجوار والصبر عند الشدائد والوفاء بحقوق الخوي والحفاظ على المرجلة والاتسام بالشهامة والرجولة.. والبعد عن الصفات الذميمة

وصايا الآباء لأبنائهم تنوعت مصطبغة بقيم المجتمع والتي بدورها تنبع من حاجاته حينا ومن موروثه الاجتماعي حينا آخر، مستندة في كثير من مضامينها إلى الدين والأمثال ذات الدلالة على الفضائل، وأكثر الوصايا للأبناء يضع فيها الآباء ما يتمنون أن يكون عليه أبناؤهم في حياة آبائهم وبعد مغادرتهم، ولهذه الوصايا أهمية بالغة في تخليد القصائد وانتشارها.

يقول الشاعر راشد الخلاوي:

أوصيك يا ولدي وصاةٍ تضمها
إلى عاد مالي من مدى العمر زايد

وصية عود ثالثت رجلينه العصا
وقصرت خطاه اللي من أول بعايد

والنصيحة مهما علت أهميتها فهي ثقيلة إلا أن انفراد بعض قصائدها بشمولية المجال ودقة التأثير وملامسة المشاعر فتظل مطلب الجيل المتقدم، وزهد الناشئة، لأنهم المستهدفون فيثقل عليهم تلقيها لأنها تمنعهم من متعة هوى النفس.

وإقبال الشعراء على قصائد الوصايا والنصح يجيء لاستدراك ما فات من كان قبلهم وإدراك درجة تفوق في الشمولية والسبك المؤثر، وحرصوا على لزوم قافية البادئ مثل قصيدة بركات، وقصائد الوقداني وغيرها.

فمن وصايا الشعراء لابنائهم نختار هذه المقتطفات:-

قصيدة الشاعر الكبير سليمان الهويدي يوصي فيها ابنه صالح… ويحثه على الالتزام بالصفات الطبية.

يا صالح البحث خله واترك الماضي
عوج الليالي عسى ربك يعدلها

لاتتبع النفس ترث فيك الامراضي
وادع الحواسيس عنك لا تخيلها

واعمل بدنياك وآخرتك وكن راضي
وارزاقنا عند رب العرش كافلها

واسلك طريق سليم فيه تعتاضي
بعض المواقف تبيض وجه فاعلها

واحذر تسارع على الهرجه وتغتاضي
ودعوى تعداك لا تشرح بفايلها

عندك خبر بالعلوم اطوال واعراضي
ما تقضي الحاجه اللي ما تقوم لها

وافطن لوقتٍ رمى راعيه بالحاضي
دنيا لشروى الفهد تنصب حبايلها

الوقت كالوقت والافراض الافراضي
هاذي نجوم السماء وهاذي منازلها

به ما تبدل ومد البحر ما فاضي
تبدلن الضماير من يحللها

لو تنصف الناس ما نحتاج للقاضي
تلقى المحاكم خفيفاتٍ مشاكلها

ولو مالغنايم تجي وهبات وحضاضي
كان أكثر الناس ما تشوفه محصلها

ومن راقب الخلق يكسب هم بالفاضي
وكلٍ هدومه على قده يفصلها

والختم اصلي عدد ما بارقٍ ناضي
على نبي بدا السنه وكملها

اما الشاعر الكبير مرشد سعد البذال يوصي ابنه عبيد:

يا عبيد انا أبوصيك مني بثنتين
ثنتين هن شر البشر وحسناته

اوصيك لا تبحث سدود المغيبين
لا تجهر اللي غارقٍ بغفلاته

ترى النميميه تمحق الرزق والدين
والمنزل العالي تهد اطبقاته

لاتحسبن اهل الظليمه بخيتين
كلٍ يوافق ماعمل في وفاته

وانذرك عن حق الضعيف المسيكين
اللي على حقه تهل عبراته

ترى الضعيف ليا غدا الليل ليلين
يدعي وعند الله توافق دعاته

أما الشاعر أبو زويد السنجاري الشمري فيقول يوصي ابنه:-

دخيل اخذ من والدك لك مساله
مسالةٍ مايفهمه كل رجال

احشم خويك عن دروب الرزاله
ترى الخوي عند الاجاويد له حال

والمرجله بالك ترخي حباله
وبالك تعيل ولا تريخم لمن عال

الشاعر الكبير محمد بن شلاح المطيري يوصي ابنه بقوله:-

اوصيك يا ماجد ترى الموت غدار
ما انته بعارف ساعة الارتحالي

ولاعمر جاء للموت منذر وسبار
ولا اعمره اعطي للمسافر مهالي

ولاحدٍ زرع من بعد قصاف الاعمار
ياكود شيٍ تزرعه هالليالي

فاذا فعلت الذنب للذنب غفار
استغفر الله واجتهد بالسوالي

وخلك على غرات الاجواد ستار
واحفظ لسانك دام فيك احتمالي

كم كلمةٍ توردك مارد هل النار
ولالك ورا مصدارها راس مالي

واصحى ترى عانيك مامنه معذار
اول مايطلب من طرفك القبالي

واصحى ترده خايبٍ بعد مازار
ابذل له المهجود في كل حالي

الشاعر أحمد بن رفاده يوصي ابنه على بقوله:

يا علي كانك تظم الوصايه
ضم الوصاه اللي تسمع من أبوك

ان امهلت فيك الليالي ورايه
رحب باهل عوص النضا كل ماجوك

والشايب اللي ماضي له حكايه
ياعلي كبر واجبه كنه أبوك

قصيدة الشاعر إبراهيم بن جعيثن وفيها وصايا مطلقة إلا أن بها تحليلاً للشخصيات التي ينصح بمصاحبتها رجالا ونساء ومن يدعو إلى تجنب رفقتها من الجنسين وقد وردت القصيدة المكونه من أكثر من ستين بيتا في كتاب روائع من الشعر النبطي للشاعر عبدالله لويحان

فيقول بن جعيثن :

يا سامعٍ مني وصية ناصح
أظن بعض الناس ما حظوا بها

الاولة صِرْ مجهداً بالطاعة
تفرح إلى جا حد وزن ذنوبها

والثانية هدي الرسول اعمل به
تستَرّْ نفسك في لقا محبوبها

والثالثة حذرا جروح لسانك
ترى جروحه ما تسر طبوبها

والرابعة حذراك عِرض الغافل
اعرض على نفسك جميع عيوبها

والخامسة لياك توذي جارك
ولا توقّف للنسا بدروبها

والسادسه لياك تجفى ضيفك
اعط الرجال حقوقها وما جوبها

والسابعة احلم على اللي جاهل
ولا تكثِّر للصديق عتوبها

والثامنة صِرْ للرفيق مواضع
صِرْ له ذلولٍ عن طبوع صعوبها

والتاسعة احذر تصاحب جاهل
يجذي اذا وردت عليك خطوبها

والعاشرة صِرْ للرجال ملازم
يبين لك مما جرى تجروبها

هذي وصاتي للرجال احفظها
واسمع وصاة البيض يا مشيوبها

كل عليهن داخل في غبة
يجيب حص وياكله شاذوبها

ولا تليِّن للعذارى جانب
خلّه تهاب الداب هي واسلوبها

بهن من تعطيه زين مشورة
وهي تعدّل شدها لركوبها

إلى اخذت سده وطاوع شاورها
ركْبت عليه وركَّبت جاذوبها

وبهن من تغري برق لسانها
وهي بجلده ناشب كالوبها

وبهن من كنّه تشح بماله
وهي تبيه لوسطها وجنوبها

عمالها بالجابية مسناتها
ما تمتلى والنقص في ساروبها

وبهن من تومر وهي عجّازة
كن المقوط ان جت تقوم طنوبها

هذيك فارقتها وجذ حبالها
عطها ثلاث او زد لها بحسوبها

وبهن من تورّي نجوم القايلة
تجي بحلقه غصة بعصوبها

هذيك لا تقعد ببيتك ساعة
ترخص بها لو جابها جالوبها

وبهن قاصرة اللسان غْمَيْمة
تجهد وبعض الربع ما فازوا بها

وبهن من تجهد وهي مجفية
وليا عطوها عيشة منوا بها

ترى بغيض الدار هو وراثها
لو انها تصبر فهو من صوبها

ترى بهن جضيعة نوامة
من عجزها ترى العرق بجنوبها

وترى بهن غرارة بهدومها
ويبين نقص لحومها بكعوبها

وبهن من تزهى الجمال جميلة
يومي لمن يحظى بها نبنو بها

تهتم لهمومه وتجلا همه
صميل دوٍ في ليالي شوبها

تفرح ليا جاها القريب لحاجة
منجوبة تعب لها منجوبها

هذيك دوِّرها عسى تلقاها
روِّحْ لابوها بالعجل مندوبها

أقول ذا والحظ مني عاجز
على خْشِبْةٍ صابر مصلوبها

ذا قول ملهوف الفواد مجرب
ساس الأنام حسوبها ونسوبها

لنا بذا عن ذاك فرق بيّن
ربي جعل قبايل وشعوبها

وترى الكرامة عند راعي الطاعة
ومضيعين الدين ما حظوا بها

ومن لا يْعَرْف الحق هو والباطل
كبِّر عليه من الجلود غروبها

اما الشاعر محمد بن عبيد البلوي يوصي ابنه عبيد

لا شِفْت دلوٍ فيه فَتْقٍ وشقّا
اعرف ترى الما ما يجي وافياً فيه

ولا شفت حبل السانية فيه دقّا
خذ الحذر من قبل تقطع مثانيه

ولا اوحيت جرح بالمعاليق لقا
اعرف ترى ما عاد ينفع تداويه

والجرح لاما انه بسمٍّ تسقَّى
حَمّ الحديد الصلب بالنار واكويه

والظلم لاما انه لبس ثوب حقّا
لابد ما تخلع ثياباً تغطيه

ومن طق باب الناس بابه يطقّا
بخير والا بشر ربه يجازيه

وما صابكم ما اخطاك مهما توقّى
وما اخطاك ما صابك ولو صاب راميه

روم المعاني يا عبَيْد وترقّى
بالعلم والإيمان تاصل لعاليه

والصالحات اخير يا عبيد وابقى
أدِّي حقوق الله ولبِّي مناديه

وعن لازم يلزمك حرصك تتقّى
لا خير في رَجْل يخلِّي عوانيه

وفي عشرة الانذال حرصك تَهَقّى
كم واحد بالنذل ضاعت هقاويه

وحرصك ورا المقفي تصيح وتنقّى
من باعكم بالرخص بيعه بغاليه

وسط المجالس لا تَهَرْج وتلقّا
اصمت ترى ان الصمت ميزة لراعيه

وليا هرجت اهرج بلطفٍ ورقا
وافصح لسانك لا تجي لكنة فيه

إن انكر الاصوات صوت النهقَّا
وفم الرجل واحد وثنتين اذانيه

بعض العرب بالوزن ما يوزن اقّا
لكن فعل الطيب تندى أياديه

وبعض العرب مثل الذهب له تشقَّى
اتعب على الطيب إلى ما تلاقيه

يا عبيد هذا واعرف اللي تبقّى
حق الجوار وضيفكم لا تخلّيه

هذا كلام ابوك قولٍ منقّى
قولٍ قليل وزبدة الهرج تكفيه

اما الشاعر الكبير بركات الشريف فينصح ابنه مالك ويقول :

يَا اللهْ يَا اللي كُل الأُمّاتْ تَرْجيكْ
يَا واحِدْ مَا خــّابْ حيٍّ تَرَجَّاكْ

يّا رُبَّ عَبْد مَا مَشَى في مَعَاصيكْ
وَ لا يَمْشَى إلاّ في مَحَبَّتْكْ وِ رْضاكْ

يَا مِرْقِب بِالصُّبْحْ ظلَّيتْ ابَادِيكْ
مَا َواحِد قَبْلي خـــَبَرْتُهْ تَعَلاَّكْ

وَلِّيتْ يَاذَا الدَّهْرْ مَا اكْثَرْ بَلاوِيكْ
اللهْ يِزَوِّدْنَا الســـَّلامهْ مِنَ اتْلاَكْ

يا الِّلي عَلَى العُرْبَانْ عمَّتْ شَكَاوِيكْ
وَلِّيتْ يَادَهْر الشَّـقا وَلْ مَقْواكْ

وَاليومْ هَا اْلكانُونْ غَاد شَبَابِيكْ
تَلْعَبْ بَهَ الأرْيَاحْ مِنْ كُلَِ شِبِّـــاكْ

يا مالِك اسْمعْ جَابتِي يُوم أَوصِّيكْ
وَاعرفْ تَرى يَابوكْ بآمُرْك وَانْهــاكْ

وصَيّة مِنْ والد طَامِـــعٍ فيكْ
تَسْبِقْ عَلَى السّـــاقَهْ لِسَانُهْ العَلْيَاكْ

أُوصِيكْ بالتقوى عسى اللهْ يهديكْ
لَهَا وَتِدْرِكْهــا بتوفيقْ مـــولاكْ

أللهْ برَب أَجْدَادَكْ الغُر يَعْطيكْ
مَرْضاتِهْ مَعْ مَا تَمَنَّى مِنَ اَمْنَــــاكْ

إحْفَظْ دَبَشْكْ اللِّي عَنِ الناسْ مِغْنيكْ
اللِّي لِـيـا بانَ الْخلَلْ فِيكْ يَرْفَاكْ

وِاعْرِفْ تَرَا مكَّهْ وَلاَهَـا بنَاخِيـكْ
لَوْ تِشحَذُهْ خَمسَهْ مَلاَلِيمْ مَعْطَـاكْ

إِجْعلْ دُرُوب الْمرْجَلَه مِنْ مَعَانِيـكْ
واحْذَر تِمَيِّلْ عَنْ دَرَجْهَا بمَرْقَـاكْ

لاتِنْسَدِحْ عَنْهَا وَتَبْغيني اعْطيــكْ
جَمِيعْ مَا يَكْفِيكْ مَا حَاصِل ذَاكْ

أَدِّبْ وَلَدْكْ إن كَانْ تَبْغيه يَشْفِيـكْ
وِنْ ضَاقَتْ امُّهْ لاَتِخَلِّيهْ يَــالاكْ

إِمَّا سَمَجْ وَاسْتَسْمَجَكْ عِنْدَ شَانِيكْ
وِيَفِرّْ منْ فِعْلَهْ صَدِيقَكْ وَشَرْوَاكْ

وَلاَّ بَعَدْ جَهْلُهْ تَرَاهُو بِيَاذِيـــكْ
لَوْ زِعْلَتْ امُّه لاَتَخَلِّيْـهْ يالاَكْ

واحْذَرْ تِضَيِّع كُلّ مَنْ هُو ذَخَرْ فِيكْ
مَعْرُوفْ لاَتَنْساهْ وَاوْفِهْ بِعِرْفَاكْ

تَرى الصَّنَايِعْ بَيْنَ الاْجْوَادْ تَشْريـكْ
إِلْيَا طِمِعْتْ ابْغَرْسَهَا لاَ تَعَدَّاكْ

وَاحْذَرْ سُرُورْ ابْغَبَّةَ البَحْر يَرْميـكْ
ولاَعِنْدُهْ افْلَسْ مِنْ تَشَكِّيكْ وِابْكَاكْ

وَاوْفِ الرِّجالْ احْقُوقَهَا قَبْلَ تُوفِيكْ
لاَ تُوفِه بِالْقَولْ فَالْحقّ يَقْفَـــاكْ

وَهَرْجَ النَّمِيمَهْ والْقَفَا لاَ يَجِي فِيك
وِايَّـاكْ عرضْ الغَافِلْ ايَّاك إِيَّـاكْ

تَبْدِي حدِيث لَلْمَلاَ فيهِ تَشْكِيـكْ
وِتْهِيمْ عِنْد النَّاسْ بِالْكِذْبْ واشْراكْ

وَاليَانَوَيتْ احْذَرْ تِعَلِّمْ بَطَاريــكْ
كمْ واحِد تَبْغِي بَـهَ العِرْفْ وَاغْوَاكْ

وَاحْذَرْ شَماتَتْ صاحِبْ لَكْ مِصَافيكْ
وِلْيا جرى لَكْ جارِي قالْ لَوْلاكْ

وَ لا تَحْسَبَنَّ اللهْ قُطُوعٍ يِخَلّيــكْ
وَ لاَ تَفْرحْ اِنَّ اللهْ على الخَلْقْ بدَّاكْ

الضَّيف قدِّمْ لُهْ هَلاَ حينْ يَلْفِيــكْ
ومِمَّا تِطُولُهْ يَا فَتَى الْجُودْ – يُمْنَاكْ

إِحْذرْ تَلَقَّى الضَّيف مِقْرِنْ عَلابِيـكْ
خَلَّهْ مِحِبٍّ لِكْ صَدِيق إذا جَــاكْ

وَوْصِيكْ زَلاتْ الصَّدِيقْ إِنْ عَثَافيكْ
ماَ زَالْ يغَطَّاهَ الشَّعَرْ فَاحْتمِلْ ذَاكْ

رَاعِهْ وَلوْ مَا شُفْتْ أَنُّـهْ ما يَرَاعِيكْ
عَساكْ تِكْسِرْ نِـيَّـتَهْ عنْ مَعَادَاكْ

وَاحْذَرْ عَدُوّكْ لوْ ظَهَرْ بِي يصَافِيكْ
خَلَّكْ نَبِيهْ و رَاقِـبُهْ وينْ مَاجَاكْ

لاَ تَأْمَـنُهْ واطْلُبْ منَ اللهْ يَنَجِّيـكْ
ويكْفيكْ ربَّكْ شرّْ ذُولاَ وِ ذُولاَكْ

شُفْني أَنَا يابُوكْ بآمُرْكْ و انْهِيــكْ
عَن التَّعرُّضْ بَين الاثنَـين حَذْرَاكْ

إذا حَضَرتْ اطْلاَبَة معَ شَرَابَـيـكْ
إسْع لَهُمْ بالصُّـلْحْ وَاللاَّشْ يِفْدَاكْ

إبْذِلْ لَهُمْ بَالطِّيبْ رَبّكْ يِنَجِّيـكْ
وَلاَ تِجْضَعْ الْمِيزَانْ مَعْ ذَا وَلاَ ذَاكْ

أمَّا الشَّهَادهْ فَادِّهَا إنْ دَعُوا فيـكْ
بَيِّنْ عَمُودْ الدِّينْ لاَ عِمْيتْ ارْيَاكْ

بَالَكْ تِمَاشِي واحِد لَكْ يِرَدِّيـكْ
طَالِعْ بَنِي جِنْسَكْ وَفَكِّرْ بِممْشَـاكْ

رابِعْ أصِيلٍ في زَمانَكْ يشَاكيـكْ
لاَ شَافْ خِلاَّتَكْ عنِ الناسْ غَطَّـاكْ

وَ احَذِّرْكْ عنْ طَرْدْ المِقَفِّي حذَاريكْ
علَيك بِالْمِقْبِلْ وَاتْرُكْ اللِّي تَعَدَّاكْ

ثمَّ الْعَـن الشيْطانْ لَيَّاهْ يِغْوِيــكْ
تَرَى انْ تبِعْتُهْ لِلشّـرَابِيكْ ودّّاكْ

واوصِيكْ لاَ تَشْكِي عَلَيناَ بلاَوِيكْ
أنتَ السَّبَبْ طَرْفَكْ اعْيُونَكْ بِيُمنَاكْ

واعرِفْ تَرا اللِّي وطَا الفِعْرْ وَاطِيكْ
وَلاَ انَتْ أعزْ امْنَ الجمَاعهْ هَذُولاَكْ

ألْمَسْكْ يَا رَاسِي مِنَ الذُّلْ واخْطِيكْ
وَاحذَرْ تَكَلَّمْ يَا لِسَانِي حــذَارَاكْ

والْطُفْ بِجَارَكْ وَقُمْ مِنْ دُونْ عانِيكْ
وافُطَنْ لِما يَعْنِيكْ عنْ ربعةَ اَخْواكْ

يَا ذِيـبْ وِنْ جَتْكَ الْغَنَمْ فِي مَفَالِيكْ
فَاكْمُنْ إلَيـنْ أنَّ الرّّعَايَا تَعَـدَّاكْ

فِيما مَضًى يَاذِيبْ تَفْرِسْ بيَادِيــكْ
وَاليومْ جَا ذِيبٍ عنِ الفَرْسْ عَدَّاكْ

يَا ذِيبْ عَاهِدْنِي وَعَاهِدْكْ مَرْمِيـكْ
مَرْمِيكْ أنَا يا ذِيبْ لَوْ زَانْ مَرْمَاكْ

وَالنَّفْسْ خَالِفْ رَأْيَهَا قَبلْ تَرمِيـكْ
تَرى لهَا الشَّيْطانْ يَرْمِي بِالاهْلاَكْ

وَمِنْ بَعْدِ ذا لاَ تَصْحَبَ النَّذْلْ يَعْدِيكْ
وَعَنْ صُحْبَةَ الأنْذالْ حَاشَاكْ حاشاكْ

تَرَا الْعَشِرَ النَّذْلْ يَخْلِفْ طَوَارِيـكْ
وانَا اَرْجِيَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ آبَاكْ

والْهَقْوَةَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ اَهَالِيكْ
ولا ظُنّْ عُودَ الوَرْدْ يُثمِرْ بتُـنْبَـاكْ

والحُرّْ مِثْلَكْ يَسْتَحِي يَصْحَبْ الدِّيكْ
وإنْ صَاحَبُهْ قَافَا مِقَافَاةَ الاَدْيــاكْ

لاَ تَسْتَمِعْ قَول الطّرَفْ يَومْ يَلْقِيـكْ
بَالْكِذْبْ يقْضِي حاجَتُهْ كُلّْ مَا جَاكْ

مَنْ نَمَّ لَكْ نَمّْ بِكْ وَ لاَ فِيهْ تَشْكِيكْ
واليَاهْ قَدْ زَرَّى رَفِيقَــكْ وَ زَرَّاكْ

عِندكْ حَكَى فِينَا وَعِنْدِي حكَى فيكْ
واَصْبَحْت كَارِهْنَا وَحِنَّا كِرهنَـاكْ

مَا اَ خْطَاكْ مَاصَابَكْ وَلوْ كانْ رَامِيكْ
وَاللِّي يَصِيبَكْ لَوْ تَتَقَّيتْ مَا اخْطَاكْ

مَيْر اسْتَمِعْ منِّي عَسَى اللهْ يَهْدِيـكْ
النُّصح يَا مَالِكْ لَكَ اللهْ المَـولاَكْ

عِنْدِي مَظِنَّـهْ مَا تَمَثَّـلْتَـهَا فِيكْ
واطلُبْ لَكَ التَّوفِيقْ مِن عِنْدْ مَولاَكْ

اما الشاعر الكبير سليمان بن شريم له هذه القصيدة التي يوصي بها ابنه:

يا مل عين في محاجيرها شوك
والقلب به عن لذة النوم تكاك

لا دك في قلبي من الهم داكوك
جاوبت طربات الحمايم على الراك

عزي لحالك يا عزيز وأنا ابوك
كان الزمان اللي توطاني توطاك

افهم وصاتي يا عزيز وأنا ابوك
دامك صغير وغاية العلم يقراك

على عشير دونه الباب مصكوك
ما غير امرّه واتعداه منّاك

بابٍ وراه حروس ما هو بمفكوك
ومبرزٍ دونه مكاين وشباك

وبقيت انا في حضرة الوقت مملوك
دولة زمانٍ بين جاك وتعداك

افهم وصاتي يا عزيّز وانا بوك
دامك صغير وغاية العلم يقراك

تراه ما ينفعك خالك ولا أخوك
لا صار ما تقضي لزومك بيمناك

وربعك ليا بان الخلل فيك عافوك
أقرب قريب لك من الناس يشناك

ان كثر مالك صدقوا لك وطاعوك
وان قلّ ما بيديك شانت حلاياك

لو تطلب الما عندهم كان ما اسقوك
ابعد مزارك عن وطنهم ومرباك

ان جاد حظّك صدقوا لك وحبوك
وان بار كلٍّ ما يبي غير فرقاك

والا اعترض لك من صروف النيا صوك
كلٍّ تبرا منك ماهوب ويّاك

وهرّاجة المجلس الى جيت ورّوك
منازلٍ تطرب نظيرك بدنياك

والى قضوا منك اللوازم وخلّوك
تفرقوا وانت احتمل كل ما جاك

كنّك سراج البيت للنور شبّوك
والى قضى الوارد حد الربع طفّاك

والا كما ليمونة الحمض مصّوك
والى قضى منه الطعم فرغوا إلذاك

واللي يجي من رفقته ريب وشكوك
احذر عنه ليّاك تصدق بمسراك

والى جفوك اهل الوطن واستخفوك
قلّع غريسك منه واهدم ركاياك

تراك لو تنجع على الرجل صعلوك
احسن من الي تلتجي له وياطاك

عطهم وضايفهم الى منهم جوك
وغلّق ضميرك لا تعلّم بقصياك

ان طبت ما حبوك وان عبت زالوك
تمضي حياتك ناقل داك برداك

والى نفوك من الوظيفة وعافوك
خفت موازينك وكلن تهقواك

واصحى لخلان الرخا لو تغالوك
اعرف ترى اطيبهم الى احتجت يجفاك

كنك خوي مقيط دهووك وأغووك
وحقك عطاك رشاك وأقفى وخلاّك

واحذر عن العلة ترى الحق مدروك
مثل العمل يدركك ما منه فكّاك

وان كان عدوانك على الضيق حدّوك
اخصم طلابتهم بعجفاك وقداك

وان كانهم لمشرّف الحق ماشوك
ناظر مطاليع الفرج قبل مبداك

وان طاوعوا شيطان الانفس وهانوك
فاصبر على البلوى ودفنة رزاياك

زرهم تراك اليا توانيت زاروك
ان ما بديت بصاحب السو يبداك

ما دامهم ما طاوعوا لك وعرفوك
اضرب على الكايد الى عمست رياك

لو هذّبوك من المصايب وضدوك
ما يذبحونك قبل تدني مناياك

واحلم عن الجاهل ترى الحلم مبروك
وقم للضعيف اللي من الضيم ينخاك

وادمح خطا جيران بيتك الى اوذوك
ترى القصير وحرمة الجار بحماك

عطهم لوازم حقّهم لو تناسوك
في كل ما يصلح لدينك ودنياك

وقم للضيوف الى عنوا لك وضافوك
اغلى كرامتهم حجاجك وبشراك

واعرف ترى مالك من الضيف مشروك
لولاه يطلب حاجته فيك ما جاك

وقم للرجال ان ريّعوا لك وحبّوك
واحشم خويك واكرمه عند ملفاك

والى اعتبرت بسيرة الناس كفّوك
ما كثر من شيٍ تعبته وعنّاك

ولا تبات بهم دنياك مضنوك
ما طاب لك ما دام لك وافتهم ذاك

لو يطلبون اخفايك الناس ما اخفوك
والرجل مثل النجم في كل الافلاك

وصلاة ربي عد الاوراق والشوك
ما ناض برّاقٍ وماهل سفّاك

على الذي ما فيه ريب ولا شكوك
محمدٍ ما دك بالقلب دكّاك

الشاعر مروي بن دويس الشاطري قال قصيدة فيها وصايا لاولاده منها هذه الأبيات :

يا عيال أباوصيكم وصايا كثيره
وأنتم تعرفون الوصايا المفيدات

متوسم فيكم علومٍ كبيره
للمرجله فيكم وسوم وعلامات

معها مشيتوا فالحياة الصغيره
الكم عليها ساس منشا ومنبات

لكن في نفسي مع الوقت غيره
هذا الزمان أحدث أعلومٍ غريبات

وشفت الكبر والموت جاني نذيره
وحبيت اذكركم وليه وصيات

الشاعر محمد بن جازع المطيري عبر عن ما في نفسه من وصايا تجاه ابنه خالد في قصيدته وقال :

يا خالد اسمع ردي وأفهم جوابي
عقب النصيحة ود مني رساله

من لا يعظ ابرطمه في شفا الناب
عقب الكبر ما ادرك بعمره جماله

ومن لا نفع في شبته قبل ما شاب
عقب الكبر والشيب يصعب مجاله

ومن لا حكي له بأول العمر مضراب
لا مات تطوى بالصحايف أفعاله

اما الشاعر متعب بن عيسى العنزي كتب قصيدة يوصي فيها ابنه منها هذه الابيات :

أرق يا عيسى على الصلب بإذن الله يذوب
لا يغيرك حامي الوقت أو كثر علله

وأحفظ الواجب وخلك مع الناس محبوب
ولا حصل في يوم أخطيت بالطيب اغسله

لا تجي درب الرديين ولو كنت مغصوب
لو نخيته حس بارد ويا كثر كسله

لا يغرك لو توسمت في ناره شبوب
يمنعه عرقه عن الطيب لوصف فلله

زي وصاتي لك وأنا أبوك والمومن طروب
شاهب مقفي.. وعفشه على متن جمله

اعداد وتحرير
الباحث والإعلامي
ناصر بن حمد الفهيد الأسعدي
تويتر