قصة قصيدة قالوا علامك يوم تبكي على حرب

قصة قصيدة قالوا علامك يوم تبكي على حرب

كلمات و قصة قصيدة قالوا علامك يوم تبكي على حرب كامله مكتوبة

هذه القصة قديمة تدل على تقدير الجار وإكرامه والحفاظ على حقوق الجيرة

وقد رواها الأستاذ فايز موسى الحربي ووثقها الأستاذ إبراهيم اليوسف في كتابه (قصة وأبيات) كما وثقها الأستاذ نافل بن علي هادي الحربي في كتابه

ومضمونها أن هناك رجلاً من قبيلة (عنزه) يدعى حصبان المطوطح العنزي كان جاراً على قوم من الكتمه من بني علي من قبيلة حرب في اوائل القرن الرابع عشر الهجري وقد أمضى معهم فترة طويلة وهو جار لهم ومعزز ومكرم بينهم وقد وجد منهم حسن الجوار وطيب المعاشرة..

وكانت ابل حصبان المطوطح جرب<<اي مصابه بداء الجرب>>ومرض الجرب داء ينتج عنه تساقط شعر او وبر الحيوان المصاب به ويظهر على جلده بثور صغيره لها حكة شديده وهو معدي سريع الانتشار بالعدوى وتحتاج الابل الجرب الى عناية خاصه ومعالجه شاقه لا يستطيع القيام بها الا عددا من الاشخاص ويلزمها عزل عن الابل السليمه الاخرى خوفاً من انتقال العدوى بين الابل وحراسة لها من الاختلاط بغيرها وايجاد مأوى دافي تاوي الابل اليه ليلا في فصل الشتاء فيتم علاجها بغسل جلودها وتطهيرها يوميا ووضع بعض الادويه عليها

وعندما اصاب هذا الوباء ابل المطوطح أصروا جيرانه بني علي على أن تبقى إبل جارهم (العنزي) مع إبلهم تقديراً منهم لجارهم ووفاء بحقوق الجيرة وقاموا باستقبال الامر برحابة صدر ولم يتطيروا منه واتفقوا بينهم على ان يتقسموا ابل جارهم بينهم فيأخذ كل منهم ما يستطيع حفظه ومعالجته من الابل حتى يبرأ فتقاسموا الابل كما اتفقوا واحرقوا بيت جارهم القديم وجميع مالديه من رحل واثاث مما سبق له ان لامس جلود الابل الجرب او يخشى ان يكون قد علق به شي من رذاذ الوباء منعا لانتقال العدوى واشتروا له كل مايحتاج اليه من بيت ورحل واثاث حتى برئت ابله فأعادوها اليه

وبعد مدة من مجاورته لهم جاء اليه بعض اقاربه فطلبوا منه بالحاح وأصروا عليه بالعودة معهم إلى مضارب قبيلته وأهلهم وجماعتهم

فوافق على ذلك إلا أنه لم يستطع عند وداع جيرانه إخفاء دموع الفراق فبكى

فلاموه على بكائه على جيرانه فقالوا له:

اتبكي على قوم أعداء لنا؟؟

يقصدون التعادي المستشري بين القبايل دون استثناء حين كان بين كل قبيله وبين القبايل الاخرى عداوة وغزوات متداوله آنذاك

وبعد ان رحل حصبان المطوطح عن جيرانه الحروب قال قصيده منها هذه الابيات:

قالوا علامك يوم تبكي على حرب
وهم لنا عدوان ما ينبكوني

قلت البكا ماهوب للبعد والقرب
ابكي عليهم عقب ما جاوروني

عن دربنا يا ليت ما جالهم درب
ولا هلت العبرة عليهم عيوني

أربع سنين وزملنا عندهم جرب
ما اوموا عليهن بالعصا يضربوني

عن ذودهم ذودي قدم على الشرب
مر حولنا يشرب وهم يقهروني

يا عنك ماهم من هل الهزب والزرب
ولا هم بغرة جارهم ينظروني

ربع على الشدات والهون والكرب
ما اذمهم بأفعالهم يمدحوني

وإن حل عند اقطيهن بالقنا ضرب
يتلون أبو جلال حام الضعوني (1)

تلقى دماء الفرسان منهم لها سرب
هذا طريح وذا غميق الطعوني

انشر لهم بيضا من الشرق للغرب
والله ما أنسى لابةٍ قدروني

الهوامش:

أبو جلال: الشيخ محسن الفرم رحمه الله شيخ بني علي

جمع وبحث من مصادر الكتب واعداد وتحرير
الباحث والإعلامي
ناصر بن حمد الفهيد الأسعدي
تويتر