قصة مساجلة بين الشاعر منديل الفهيد والشاعر سليمان بن شريم

قصة مساجلة شعرية بين الشاعر منديل الفهيد والشاعر سليمان بن شريم

مساجله شعرية بين الرواية والاديب والشاعر منديل الفهيد والشاعر سليمان بن ناصر بن شريم حيث كان بن شريم الذي كان ساكن في (بريدة) ومنديل (بالأسياح) ويحصل بينهما اجتماع ومداعبات بالشعر وفي يوم من الأيام تأخر اجتماعهما وقت طويل وهناك موعد بينهما للخروج في نزهة برية والقنص فكتب ابن شريم رسالة إلى منديل وتأخر منديل بالرد عليها فقال بن شريم :

إلى صد الرفيق اللي توده
فلا تشفق ترى ما هوب وده

ترى مارية المقفي إلى أقفا
من أسهل ما تعرض له يرده

ولكنه يجازا مثل فعله
ولو كان اقرب الجدان جده

جزا الاقفاي بالاقفاي مثله
ولا تتبع هواه ولا ترده

فأجابه منديل معتذرا منه وموضحا له انه سمع أنه مسافر وغائب:

هلا بالخط واللي لي يمده
سلام ما احصي كثره وعده

نعم مضمون ما قلتو فهمنا
وحبينا نعرفكم مرده

انا من سلت عنكم قيل غايب
ومنع كتابكم ما هيب صده

ترى بالحلم هو والصبر طوله
ولارد الجمل راسه لبده

إلى صار الخطا منا تشيله
عط الجاهل من الأبدان قده

وبعد مدة من ذلك أرسل سليمان بن شريم إلى صديقه منديل هدية (طيب) دون أن يرسل معها كتابا فاغتنم الفرصة منديل لكي يجد مدخلا إلى مداعبة صديقه ابن شريم يعاتبه على عدم إرسال الكتاب لأنه يرى ذلك قصورا في حقه فما كان منه إلا أن أرسل كتاب شكر ويستشهد بطير مع راعي سفينة، حيث حبست الطيور لأصواتها في الأبيات التالية :

شكا طير البحر يبغي خلاصه
على مثله يفكه من قفاصه

تسبب له وفكه وقت حاضر
بلا فتنه ولا ثور رصاصه

شكيت العام من منعي ردودك
وجتني هالسنة منكم قصاصه

ورى ما ارسلت لي ربع الجراده
وصاة الهرج للغالي نقاصه

ولولا شاهدٍ عندي بحبك
على هالفعل زادتكم رخاصه

انا شاهدت بك من عمر خصله
بعرف المتقي فكر ولباصه

حلاة الالف نصح ودمح زله
وتوقر صاحبك لوبك خصاصه

وباق الناس كل له مقام
طريق مرور تشرح له ابباصه

صحيح ان مبتدا الالغاز صنعه
وحله لقطةٍ مثل الغياصه

فأجابه سليمان بن شريم موضحاً له انه لم يعرف الطائر الذي ورد ذكره بأبيات منديل وضمن أبياته بعض الألغاز قال ابن شريم:

هلا بالخط لو فيه انقراصه
ويرهبني من الحبل انقصاصه

قرصني قرصة من غير سبٍ
ورفا بشت الوفا عقب انحصاصه

شريف المجد منديل المحمد
عن الماجوب ما فيه انملاصه

هو يحسبني على مثلي من أول
موات الزرع ينقص عن خراصه

انا حملي من الدنيا ثقيلٍ
وسيل المنحني ضيق اعراصه

انا كزيت لك خط مورخ
مع الجمّال جعله للرصاصه

وانا طير البحر مالي وماله
ولا انطح ضرب موجه واختباصه

ولكن قيل لي كوده يموت
ويرخصه الوكيل من احتراصه

وانا ما أثبت المعنى بفكري
ولكن نشقص المعنى شقاصه

ولكن خبروني عن ثلاثٍ
لهن في كل ميدان رقاصه

وعجوز لا تهيد ولا تبيد
زعولٍ عينها مثل الخلاصه

يذكر أن الطير الذي ذكره منديل في قصيدته السابقة انه كان هناك صاحب سفينة صاد بلبلين فربط واحداً وترك الثاني فصاح البلبل المربوط بلغته وما الخلاص من القفص فأجابه البلبل الثاني من يريد الافلات فليمت فأوحى بأنه ميت في قفصه حتى ظن صاحب السفينة انه مات ففتح القفص ورماه خارج القفص فطار من امامه وكانت الحيلة سببا في نجاته فأجابه منديل بقوله:

هلا بالحظ لولازاد بغباصه
وثلث الكاي ما يصبغ مواصه

وتوقّض راقده ذمٍ مجرب
وعميلك كل ما قاصاك قاصه

تنشد عن ذهوب بلا وسوم
من الشارات لو كبر القصاصه

لهن باللهو والمشروب معنى
ووقت الحرب في لمة اشخاصه

يلم الخيل مع جند وصنايع
وشديد الباس تفصيل بماصه

ولكن راجح المعنا بفكري
هزيل الجزل مذموم الشحاصه

ومتاع غرور إلى قفّت كسيفه
وإلى دّرت يروى من قلاصه

وأنا إن تهت القدا خذني برفقٍ
رموك الطير ينسيه القناصه

وانا فكري بهالمعنا سقيم
وطفل الديد يسقم عن مصاصه

المصدر :
بتصرف من سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية