قصة قصيدة يقول الزناتي والزناتي خليفه

قصة وكلمات قصيدة يقول الزناتي والزناتي خليفه من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية

قصيدة يقول الزناتي والزناتي خليفه القائل هو الشاعرخليفة اليفرني الزناتي

هو أبو سعدى ‎خليفه بن بدير بن زنات بن صولات بن جديلان بن عبدالله بن الرحال بن شداد بن كعب بن معاوية الأخيل بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وهو الحاكم الثالث لتونس بعد جده زنات وابوه بدير وكان فارس شجاع يمتاز بالحكمة والعقل وهو الذي حارب التشيع بشمال افريقيا في القرن السابع هجريا

ويذكر ابن خلدون انه لما غلبوا العرب صنهاجة اجتهدت زناته في مدافعتهم بما كانوا أملك للبأس والنجدة والبداوة، فحاربوهم ورجعوا إليهم من أفريقية والمغرب الأوسط، وجهز صاحب تلمسان من بني خزر قائده أبا سعدى اليفرني فكانت بينهم وبينه حروب طويلة إلى أن قتلوه بنواحي الزاب وكان ذلك في أواسط القرن الخامس الهجري.

حربه مع الهلاليين:

‎جاء شعار الى الأمير حسن بن سرحان أمير بني هلال فمدحوه كما جرت العادة أعطاهم هدايا وكان من ضمن هذه الهدايا جارية تسمى مي فشكره على هذا الجمــــيل ثم ذهـــــبوا حتى وصلــــوا تونس ودخلوا على الزناتي ومدحوه فأحسن إليهم ثم باعوا تلك الجارية على سعداء بنت الزناتي وكانت بنت الزناتي من أجمل البنات تتصف بالإنس والمحاسن وتجالس الادباء وقد شاع ذكرها في جميع الأماكن (وكانت تسمى بالصفيرا) وفي ذات يــــــوم سألت تلك الجارية عن سبب وقوعها في أيدي أولئك القوم فأخبرتهم بالقصة وكيف أن الأمير حســـــــن أوهبها لهم على سبيل الهدية فقالت وهل يوجد مثلي بين نســــاء العــــرب فقالت الجــــارية انه يوجـــــد مـن يشبهك في الجمال والمكارم والشيم وهو الأمير مرعي ولد الأمير حسن أمير بني هلال فلما سمعت سعداء هذا الكلام تعلق قلبها بمرعي فقالت سعداء إذا كان كلامك هو حقيقي فأوصفية فأخذت مي توصفه لها شعرا وعندما أفرغت قالت سعــداء قومـــي بنا الى البســـــتان وانا اضرب هناك الرمل وانظـــــر أحوال من ذكرتي فقد تعلق قلبي بهم وضربت الرمل فتأكدت من ذلك وبين هما في الحديث إذا اقبل عليهم العلام ابن عم الزناتي ونائبة فسلم عليهم وكان مشهورا في ضرب الرمل فطلب منه أن يضرب الرمـل ويخــــــبرها بما يراه فكشف لها أخبار وان هؤلاء قادمون فطلبت منه أن يكتم ذلك فأجابها ووعدها بالمساعدة ثم ودعها وذهب الى الصيد .
‎أما أبو زيد الهلالي فقد وصل الى تونس ومعه مرعي ويحي يونس وكان ذلك في الظــــــلام فبــأتوا خــــــارج المدينة وفي اليوم التالي ذهبوا يتأملون في مبانيها وأبراجها وقلاعها وأنهارها الغزيرة وخيراتها الكثيرة وقاموا يتعرفون عليها ويتبصرون كيف يكون الهجوم عليها ثم دخلوا بستان واخذوا يأكلون من ثماره وفجأه اقبل عليهم فرسان ليقبضوا عليهم حيث أرسلهم الزناتي لما بلغة أمرهم من بعض الفرسان بأنهم في البستان فلما نظرا ابوزيد ذلك الفعل استعد للحرب والقتال وهجم عليهم فقتل منهم عدة رجال ولم يستطيعوا عليه فتكاثر عليه العساكر وأحاطوا بهم وقبضوا على مرعي ويحيى ويونس وقيدوهم ولم يقدروا على أبو زيد في الحرب والقتال فتقدم اليه العلام ابن عم الزناتي وقال له ماسبب مجيئكم الى هذه البلاد فقال أبو زيد نحن شعراء وعاداتنا نمدح الأمراء والزناتي قد شاع ذكره وكرمه فقصدناه وكان وصولنا مساء ولاننا لانعرف أحدا بتنا في هذا المكان الا أنكم هجمتوا علينا والحقتوا بنا الاذاء وانا أسمي محمود وجماعتي شداد وحماد ومسعود فقال العلام أنت تكذب فأنت أبو زيد الهلالي وجماعتك مرعي ويحي ويونس وقد أتيتم الى هنا لتتعرفوا على بلادنا وعلى أحوالنا وقواتنا ثم تهجمون علينا وتحتلون بلادنا ثم امر الفرسان بالقبض عليه وان لايؤذوه واخذوه مع أصحابة إلى الزناتي فلما دخلوا على الزناتي اخبروه بان هذا الرجل قد الحق بهم الضرر وقتل خيرة فرسانهم فأغتاظ الزناتي من هذا الخبر وقال لأبو زيد مالذي أتاء بكم إلى هنا فقال له مثل ماقال لابن عمة العلام فقال الزناتي لقد كذبت انكم جواسيس علينا ولكم غاية في بلادنا فلابد من قتلكم وكان الزناتي قد استطلع على الأمر عن طريق المنجمين وبعد مشاورة الزناتي للمقربين له استقر الرأي على شنق أبو زيد ومن معه فأخذهم العسكر ومروا بهم من تحت قصر الأميرة سعداء فلما سمعت ضجيج العساكر قامت جاريتها تستطلع الخبر فطلت من الشباك فرات أبو زيد ومرعي ويحي ويونس فصاحت في مولاتها الأميرة سعداء وأخبرتها بان هؤلاء الثلاثة هم مرعي ويحي ويونس وان الرابع العبد هو أبو زيد الهلالي فلما سمعت سعداء الكلام تضايقت لأنها قد تعلقت بمرعي فصاحت على العساكر وقالت لهم ارجعوا إلي أبي بهؤلاء وإياكم إن تقتلوهم وأنا سوف اللحق بكم فلما سمعوا كلامها رجعوا في الحال وهي لبست افخر ثيابها واتت الى أباها ونصحته بعدم قتلهم لعدم ثبوت شئ عليهم

‎وقالت :

يايبه لاتذبــــــحون ضـــيوفنا
لنا عــــتاده مانذبح الـــــخطار

‎قال :

يابنت أنا قلبي من العبد خايف
يطـــاير من عـــــــيونه شـــــرار

أشوف عين الـــــعبد بها نماره
يهوم علي لوما الاحبال قصــــار

‎قالت :

يايبه هــــــذا عــبد فــي بلاده
وعـــــــيونه من كثر التعبيد كبار

‎قال :

ياسعدى قلبي من العبد خايف
يهـــــــرج علي هرج وفيه وعيد

‎قالت :

لايايبه والله مامن مــــــــخافه
مساكين هزلاء والاهــــــل بعـــيد

‎قال:

ياسعدى هــــــذا خيال مجوب
وعقبيه من الكد الـــحصان كبــار

‎قالت :

لايايبه واللــه مامن مــــــخافه
عــــــقبيه من لكد الحصـــــى كبار

‎قال :

ياسعدى هـــذا خيال مـــــجرب
كفـــــيه من قبض السيــــوف كبار

‎قالت :

لا يايبه هذا خباز وراعي مدينه
وكفـــيه من لطخ العـــــجــين كبار

‎واقترحت عليه حبسهم في قصرها فوافق على طلبها .

‎فأخذتهم إلى قصرها وقدمت لهم الطعام واجتمعت بمرعي وقالت له كل ولا تخبر أحدا وأحفظ ذلك بالسر ثم فعلت ليحيي ويونس وقالت ليونس أن يرسل لها ابوزيد فلما حضر قدمت له شيئا من الطعام فشكرها على هذا وقسمه الى سبعة أقسام فسألته عن سبب ذلك فقال لها اعلمي انني انا وجماعتي أربعة وأنتي والجارية اثنان والحصة السابعة سأحـــــزمها وأرســــــــــــلها الى ابنة عمي عليا فقالت له سعـــــداء لماذا لا تأكل وحدك فقال .

إذا أكلت أنا وجـاعت جمــاعتي
فلا عشت عمري لسكــــب الصفائح

واذا جمعت أنا وأكلت جماعتي
احمد ربي وهو كــــــــريم مسـامح

أيا ست زاد اثنين يكـــفي ثلاثة
ويكفي أربعة أيا سـت والكل رايـح

ويكفي خمسة من أجاويد حينا
ويكفـــــي لستة من هلال السـتائح

‎فضحكت سعداء من كلامه وأعجبها وأخرجتهم من الحبس وأحضرتهم الى عندها وأكرمتهم وأخذت تحادثهم وتسألهم عن بلادهم فقال أبو زيد نفس الكلام الذي قاله للغلام والزناتي بأنهم شعراء يأتون لمدح الأمراء طلبا في الثناء عليهم فقالت لهم أنتوا تكذبون فأخبرتهم بأحوالهم وأحوال بلادهم وبما حصل لهم في الطريق وقالت لبو زيد :

انا شفتكم من يوم سرتوا من أهلكم
ومن يوم تعليتوا على الاكوار

‎فقال أبو زيد :

أشوف عـــدينا وعــــــدي ركابنــا
وأنا أشــــوف عدينا بغير انكار

‎فقالت :

مأنت مـــــرعي ويحـــيى ويونـس
وما أنت ابـــو زيــــد يا المــكار

تبي بمكرك تاخــــــــذ بالغرب كله
وتدعــي قراياها العامرات دمار

مار انا من هوى مرعي بليت بحبكم
لـــوقطـــعوني بســــيوف بتـار

حيــــاة لبيني مــــا أبيح ســـدكم
مــن شـان مرعي لو شويت بنار

‎ولما فرغت سعداء من كلامها شكرها أبو زيد على اهتمامها وبأتوا تلك الليلة في سرور ولما أصبح الصبح أمر الزناتي بإحضارهم فلما حضروا قال لابو زيد إذا أطلقناك إلى أن تأتي جماعتكم فكم يوم تغيب عنا وماذا تجيب لنا فقال أغيب ثلاثة شهور وأجيب لك أربع مية إلف مدرع فقال الزناتي وماهو مقصودك من المدرع فأخرج من جيبه قطعة من الفضة وقال هذا هو المدرع ففرح الزناتي بذلك وقال أذهب فقال أعطني عدة حرب وحصان فأعطاه ماطلب وذهب حتى اشرف على وادي الغباين فوجدها كثيرة المياه والنبات وتصلح للحرب والقتال ومرعى للإبل وذهب إلى أماكن أخرى فوجدها أحسن مكان لامتلاك تونس وتعرف على السهول والوديان ولما دخل الى قصر سعداء فرأه مطليا بالرصاص وكان الوقت نصف الليل فأرعدت السماء وأمطرت بشدة فأخذ مرعي ينشد شعرا ممزوجا بالخيبة وكان أبو زيد واقف تحت القصر ويسمع كلام مرعي فراه حارس الباب ففتح له ودخل عندهم وسلم عليهم فقالوا له أين كنت يأبو زيد إلى الآن فقال إنني تهت عن الطريق وانا مسافر الآن واتيت لأودعكم ثم أوصي سعداء عليهم ثم بكى بكاء شديد وودعوه وقال لهم ابوزيد سوف ابذل أقصى جهدي لتخليصكم ثم ودعهم وذهب عنهم وسار لمدة عشرين يوما حتى وصل حلب فجلس في ظل شجرة للراحة فبينما هو جالس اقبل عليه تاجر وحياه وسلم عليه ثم سأله أبو زيد عن حاله فقال أني تاجر قاصد بلاد المغرب فقال له هل تعرف العلام فقال له هو من اعز أصحابي فقال له ابوزيد بأعطيك له كتاب (رسالة ) توصله اليه فوافق التاجرفاخذ أبو زيد يكتب للعلام ويقول : ــ

يقول ابو زيد الهـــــــــلالي ســــلامه
فمن كان شقــي لاتسعده الايام

اوصيك في مرعــــي ويحيى ويونس
اولاد اختـــــــي من فــروع اكرم

فلابد ماأرجـــــــــــــع اعود وانثني
ولابد مااتي بقــــــــــوم لــــــزام

بأربع تسعينــــــات الوف عـــدادهم
تشبه جرادا منتشـــــر بغمــــــام

ولابد مــــن لطمـــــة على باب تونس
ويبقى الدما فوق الثـــرى عـوام

ولابــد من قـتل الوهـــيدي بصارمي
وابقى الزناتي بالقـــــبور ينــام

واهـــلك بلاد الـغرب بــــحد صارمي
وامـــــلك في الغــــــرب ياغــلام

ثم طوي التاجر الكتاب وذهب الى تونس وعندما قابل العلام اعطاه الكتاب وأما ابو زيد ذهب الى نجد واستقبلوه بنو هلال وقابل الامير حسن وقال أين الأبناء فقال بسجن الزناتي وغضب عليه وقال انت المسؤول فأنت من أخذتهم وانت ماترجعهم فقال ابو زيد لا تخف فانهم في احسن حال وساعيدهم كما اخذتهم وجمع الامير حسن بن سرحان جيشاً يقارب عدد أربعة وعشرين مقاتل ومعهم نسائهم وينقسم هذا الجيش الى ثلاث أقسام قسماً لبني الزحلان بقيادة الامير حسن وقسماً لبني ربيعه بقيادة ابو زيد الهلالي وقسم لبني زعب بقيادة ذياب بن غانم وشدو الرحال الى تونس وهم ذاهبون بالطريق كل ما مروا قبيله او مدينة اخذوا إبلها وغنمها بالقوه ليجمعوا كثيرا من الحلال ليستعدوا لقتالاً طويل مع الزناتيين وعندما وصلوا الى مشارف تونس عزلوا ذياب بن غانم وجيشه ليحرص الإبل والغنم وغضب ذياب وعندما ألحوا عليه قال أوافق بشرط ان اردتوني أشارك بالحرب يأتيني الامير حسن وأبو زيد الهلالي بأنفسهم يطلبوا مني المشتركه فوافقوا واشتدت الحرب وطالت واستمرت الى 10 أشهر وفقدوا بني هلال خيرت فرسانهم وقد أصيب ابو زيد الهلالي وارسلوا الى ذياب بن غانم ورفض ذياب اذهاب اليهم حتى يوفون بشرطه ولكن لضيق الوقت لا يستطيعون الذهاب الى ذياب وكانت الجازيه اخت الامير حسن حاضره في المجلس قالت سوف اجعل الهلاليات يقصن خصلةٍ من شعورهم يستنجدن بذياب وفعلت وارسلت شعور الهلاليات الى ذياب وسرعان ما ركب الخيل وانطلق الى الهلاليين ومع جيشه

واستبشروا الهلاليين بالنصر وقال ابو زيد الهلالي

يقول الهلالي والهلالـي سلامـه
شوف الفجوج الخاليـات تـروع

يقول الهلالي والهلالـي سلامـه
يبغي الطمـع وهـو وراه طمـوع

لابد عقب الوقت من لايـح الحيـا
من بارقن يوصـي سنـاه لمـوع

لابرقـن إلا فـي حجـا مستهلـه
ولا طرقـي إلا مـن وراه نجـوع

ولا ضحك إلا البكـا مردفـن لـه
ولا شبعـة إلا مقتفيهـا جــوع

ولا يـدن إلا يــد الله فوقـهـا
ولا طايـرات إلا وهـن وقــوع

ألا يا حمامتين فوق نبنوب دوحـة
وراكـن فرقـن والحمـام ربـوع

حمامتيـن جعـل تبلـن بـنـادر
حر قطـوع وجـاري لـه جـوع

وراكن مـا تبكـن عليـا مظنتـي
لو كان ما يجـري لكـن دمـوع

أبكي عليها لين حفيـت نواظـري
ولاني بمن تدبيـر الإلـه جـزوع

حشى ما لاق غير الجازي أم محمد
عليها ثويـب الطيلسـان لمـوع

تنفق كما نفق الوغيـد مـع أمـه
وتحط الهوى في قلب كـل ولـوع

وهذه من قصائد الزناتي خليفه

يقـول الزناتـي والزناتـي خليـفـه
نفـس الفتـى لا بدهـا مـن زوالهـا

حلمت ليا ناش(ن ) من الشرق مزنـه
تمطـر كمـا شـوك البلنـزا خيالهـا

مشت خميس( ن) وامطرت يوم جمعـه
وهلـت علـى قومـي مقـدم فعالهـا

مطرهـا السبايـا والصبايـا وبرقهـا
سيوف( ن) تلظا في يمانـي رجالهـا

ياليتنـي مـا صـرت شيـخ لقابـس
واهني نفس ( ن) ما عليهـا ولا لهـا

واهني نفس(ن) ما كلـت مـال مسلـم
ولا اخلطـت مـال اليتامـا بمالـهـا

نظرت بقومي نظرة (ن) مـا تسرنـي
وجيـه العـذارى طلقوهـا رجالـهـا

كبـار اللحـا لا بـارك الله باللـحـي
صغار اللحـي شبـوا بقومـي فعالهـا

الا وابـلادي زينـة الـمـا مريـفـه
مدعوجـة (ن) بالنيـل تنـدا جبالهـا

مساس عن الرمضا دكاك عن الحصـا
والبق والبرغـوث مـا جـا بجالهـا

واشيب عينـي مـن عريـب تنزلـوا
على مجنـب البطحـا وبنـوا حلالهـا

بنـوا حـلال مـن حلالـي قريـبـه
بنـوا حـلال شـاق عينـي دلالـهـا

تـرى خيلنـا تسعيـن الـف نعدهـا
وتذكـر لنـا خيـل الهلالـي مثالهـا

ولوتجتمـع خيـل الهلالـي وخيلـنـا
ابـا زيـد يركيهـا ويركـي مثالـهـا

خان الصفيـرا يـوم خانـت بابوهـا
ولا بنـت الا فـان ابـوهـا دلالـهـا

تشير بربط القـوم واطـلاق عبدهـم
واثـر عبيـد القـوم حامـي ثقالهـا

اثـر عبيـد القـوم زيـزوم سـربـه
يجـر القنـا جـر السوانـي حبالهـا

يشل الدمي شـل الدلـي يـوم تمتلـي
لاماحهـا الزعـاب ثــم ارتكالـهـا

سيفه تعايـوا عنـه صنـاع دمشـق
ليـا ولا جمجمـة الــراس شالـهـا

لكن عوى شامان في طـوس روسنـا
عوا ذيبة ( ن) تعوي لذيب (ن) عوالها

وانا شاهد(ن) للعبد فـي ربـع هدتـه
ثمانيـن مـن قومـي قلايـع رجالهـا

هـذا لـو ان العبـد قـد هـد مثلهـا
علـي كـان التـرك تيتـم عيالـهـا

اثـره اميـر ولـد امـيـر مـجـرب
ليـا هـد تعطيـه السبايـا كفالـهـا

ترى ما يجي عني مثل حذفـه العصـا
واسـرع مـن دور الرحـا اشتغالهـا

ولولا بخـط الرمـل شيفـت منيتـي
بسيـف ذيـاب قـد لابازيـد ازالهـا

هـو قـدم قومـه وانـا قـدم قومـي
وهـو فهـد القنـاص وانـا غزالهـا

حذرا من اللي كفيـت القـدر وجهـه
لا جا جنوب الخيـل صيـروا شمالهـا

اللـي قلـع حـدري ثمانيـن سابـق
كبيشات ما فـي نجـد ربـي امثالهـا

واللي قلعت حدره مـن الخيـل تسـع
والعاشره بالسيف انـا زلـت حالهـا

اليا اعقـر لـه سابـق جـاه مثلاهـا
واليا اعقر لـي سابـق جـا مثالهـا

ان امهلـت دنـاي وادركـت هقوتـي
لازيل الصفيـرى عـن حيـاة تنالهـا

مهبول يا مهبـول مـن يامـن النسـا
ومن يامن الحرمـه الا اقفـت بفالهـا

ليـا بغـت درب الـردا مـا يكودهـا
تاطـاه لـو انـه حمـاقـا رجالـهـا

وكانهم يعلم انه سيقتل وعندما بدأت المعركة طلب ذياب بن غانم منازلت الملك الزناتي خليفه ونازله الزناتي وتقارعوا بالسيوف وطال القتال ولم يصبر الجيشان واشتيك والبنهاية قُتل الزناتي بيد ذياب بن غانم

ورثت سعده بنت الزناتي ابوها في قصيده تقول فيها

تقول فتاة الحيّ سعدى وهاضها
لها في ضعون الباكيين عويـل

أيا سايلٍ عن قبر الزناتي خليفه
خذالنعت مني لاتكـون هبيـل

تراه العالي الـواردات وفوقـه
من الربط عيّساوي بناه طويل

وله يميل الغور من سايل النقـا
بهالواد شـرقٍ والبـراع دليـل

أيا لهف كبدي يالزناتي خليفـه
قد كان لعقاب الجيـاد سليـل

قتيل لفتى الهيجاء ذياب بن غانم
جراحه كأفـواه المـزاد تسيـل

ياجارنا مـات الزناتـي خليفـه
لاترحـل ألا ان يريـد رحيـل

وأنشد ذياب بن غانم مفتخرا وقال

يقول الفتى ذياب بن غانم
‎والنار من جوّ الضلوع شجونها

‎يامير حسن لولا ذياب بن غانم
‎غدا ضعنكم بحرب الزناتي رهونها

‎ولما قتلت الهيدبي وأنت شاهد
‎وأبو زيد حاضر كيفكم تنكرونها

‎طعنته رميته والقنا يقرع القنا
‎بيض العذارى شاخصاتٍ عيونها

‎وملكتم نجد العذيـّه وراضها
‎وقفت بها بيض العذارى فتونها

‎تكاونت أنا والزناتي خليفه
‎وماتعلم الأرواح منهو زبونها

‎وقد راحت الخضرا وشتت بها النيا
‎ومن طول عمري من عدا الوقت اصونها

‎وجاؤوني بني هلال وعامر
‎وجاؤوني بنات هلال ينبونها

‎وجابوا. القماش الحرير الغالي
‎وجابولي الخضراء يكفنونها

‎حفرت لها بالأرض قامه ومثلها
‎خايف وحوش البر لاينهشونها

‎أن مت بالله ادفنوني بجنبها
‎في وسط روضه موضعٍ يدفنونها

‎عسى نلتقي يوم القيامه جميعا
‎وأقبل الخضرا ومسح عيونها

وخاض بني هلال معارك كثيره ومن ضمنها معركه اصيب فيها الفارس ذياب بن غانم الزعبي وكان بني هلال في هذه المعركه ثلاثين رجل هرب منهم عشره وعشره خافوا ولم يتقدموا وتقدم لهم عشره منهم ابوزيد الهلالي وذياب بن غانم وسرور بن قايد وهو من فرسان بني هلال وكان العدو قد نصب كمين لبني هلال وجهز الف رجل للقاء بني هلال وبعد ان التقوا واشتبكوا تقدم واحد من العدو واسمه ( وهق ) وضرب ذياب ضربه جرحته وافقدته الوعي وعندما صحي انشد قصيده يمتدح فيها فعل جماعته الذين صمدوا ويذكر فعل عدوه وهق الذي اصابه يقول ذياب :

يقول الفتى الزعبي ذياب بن غانـم
لي راي(ن) اقسى من حديد المبـارد

ولي حربة (ن) سميتها (سم ساعه)
اعـرض بهـا فالكـون مـا كايـد

حنـا بلينـا فالخـلا بالـف فـارس
وحـنـا ثلاثـيـن ولا زاد زايــد

اهل عشر منا تـدب الخيـل بالقنـا
كز(ن) ليا شـروا هشيـم الوقايـد

ابا زيد من ايمنهم وانا من شمالهـم
كما النار لا شبت ببعـض الحصايـد

واهل عشر منا هملوا روس خيلهـم
واهل عشر منا موكديـن الشهايـد

ينخون خيال (ن) بهم مـا عرفتـه
يقولون يا وهـق يـا ابـا العوايـد

ضربني وهق وانا مشيح(ن) لغيـره
وليا الدرع غاد(ن) فوق متني بجايد

ضربني برمح (ن) تسعة ابواع طوله
وقنطاره اللي من ورى الباع زايـد

سديته بسمـاي وثوبـي ومشلحـي
ايضـا ولا سـده جميـع السدايـد

ولكن طاحت الدهما وانا طحت فوقها
يا طيحة(ن) ما هـي لنـا بالعوايـد

ولكن قامت ا لدهمـا تومـي بعدتـه
وانا كما شن (ن) على القـاع بايـد

وانا رفعت الراس من بعـد سـدره
ليا الخيل يدبها سـرور بـن قايـد

على سرج قبا عنـدل بنـت عنـدل
مرفوعة الذرعان مـن خيـل قايـد

قل عشت يا قرم(ن) ثنا دون ربعـه
بيوم (ن) به المسناد والـرد كايـد

حنا عصافير (ن) وابا زيـد سـدره
نلوذ بـه عـن مرهفـات الحدايـد

دراسة النص:

وفي دراسة لقصيدة يقول الزناتي والزناتي خليفه قال الناقد في جريدة الرياض سعد الحافي ان أبيات الزناتي تتقاطع مع أبيات بنت الشثري

حيث قال انني وجدت هذا النص في مخطوط لباب الأفكار في غرائب الأشعار جمع وترتيب محمد بن عبدالرحمن بن يحيى (رحمه الله) وكذلك ذكره منديل الفهيد (رحمه الله) في سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية، ويتناقله بعض الرواة في شمال الجزيرة العربية. ولم أجد لها مشابه في مقدمة ابن خلدون أو في الروايات المصرية أو التونسية أو الليبية، وقد أوردت الأبيات السابقة وفقا لما جاء عند ابن يحيى، ويعتبر هذا النص من النصوص المصنوعة في السيرة الهلالية، فالزناتي لن يكون بهذه الشاعرية ولم تكن هذه لغته إضافة إلى أن أسلوب الشاعر انهزامي حيث يمجد خصمه أبو زيد الهلالي ويعظم من قوته وفي المقابل يحط من نفسه وقومه ويصفهم بالنساء ثم لغة الخطاب في البيت الأخير قد تغيرت من لغة الشاعر المتحدث عن نفسه إلى لغة الراوي المتحدث عن غيره حيث يقول:

خان الصفيراء يوم خانت بابوها

ولا بنتٍ الا فان ابوها دلالها

فهذا يكشف بجلاء أن مؤلف هذه الأبيات ليس الزناتي وإنما شخص آخر، وفي هذا النص إثبات لمقولة أن بعض أشعار السيرة الهلالية كتبت في زمن أتي بعد زمن هجرتهم ولكن لا يمكن تحديده بدقة.

كما يوجد في النص أبيات تتقاطع مع نصوص أخرى ومن ذلك قوله:

الا واديرتي حلوة الماء عذية
مطلية بالنور حتى جبالها

عزاز عن الرمضا دماث عن الحفا
وارق من زل الزوالي رمالها

حيث تتطابق رغم اختلاف القافية مع أبيات لشاعره سماها ابن خميس في كتابه(معجم اليمامة) بنت الشثري أمير الافلاج وذكرها بعض الرواة ووثقها الدكتور محمد بن ناصر الشثري في كتاب (سيرة الأجداد)وذكر أن الشاعرة من أهل القرن العاشر الهجري تقول فيها:

ألا وا بلادي عذبة الماء مريه
قليل وباها عشبها عند بابها

عزاز عن الرمضا دماث عن الحفا
وارق من زل الزوالي ترابها

وفي هذا السياق يذكر بعض الرواة أبيات لنفس الشاعرة تنصح والدها بعدم بيع مزرعة مشيرفة والتي هي الآن من أحياء مدينة ليلى تقول فيها:

ترا مشيرفه يا ابوي ملك مبارك
قصيرة المنحاه جم قليبها

إلى تردا غربها جاء ثلاثة
والا اربعه من غير ما جاء جنيبها

المراجع والمصادر

القصة ذكرت في العديد من كتب التراث والسيرة الهلالية قديما وافواه الرواة مع اختلاف بعض التفاصيل بينهم