قصة وقصيدة يا ناشد عني تراني شليويح

قصة وقصيدة يا ناشد عني تراني شليويح

قصة وكلمات قصيدة يا ناشد عني تراني شليويح من سلسلة قصص سالفه وقصيده من حياة الباديه قديما مكتوبة بالعربية

قصيدة يا ناشد عني تراني شليويح القائل هو الشاعر الفارس شليويح العطاوي العتيبي

شليويح بن ماعز بن عواد المهيدلي العطاوي العتيبي فارس وشاعر ومؤسس إمارة آل شليويح حيث أنه لم يكن من بيت إمارة وقد بدأت عليه علامات الفروسية عند بلوغه 13 عاماً ووضع لنفسه مكانة عالية في قبيلة عتيبة واصبح أميرآ لقبيلته «المهادلة» واشتهر بالكرم والشجاعة وكان شاعراً مميزاً وله الكثير من القصائد المعبرة ومن اشهرها قصيدة وقعة طلال المشهورة.

نسبه ونشأته

هو شليويح بن ماعز بن عواد بن مغصن بن حمد بن مهيدل بن محمد بن عطية بن منصور بن مزحم بن زاحم بن روق، من الروقة من عتيبة المهيدلي العطاوي العتيبي، ولد الفارس شليويح في حدود عام 1208هـ تقريباً حسب ماتناقله الرواة الثقات وكان مولده في الحجاز ونشأ في بيئته البدوية الأصيلة التي كانت تسمو وتتزين بالعوائد البدوية العربية النبيلة. وعاش شليويح مع خاله مشعان أول حياته وعلمه الفروسية والمغازي واكتفى خاله فيه وترك المغازي وأخذ شليويح يغزو ويكسب.

وفاته

توفي شليويح في عام 1292هـ تقريباً في معركة في «جو» شمال المزاحمية وقد قتل وهو على فرسه.

كانت الصحراء منذ العصور القديمة ملهماً شعرياً استلهم منها الشعراء القدامى أشعارهم في حياتهم البدوية الصعبة وفي حروبهم، وغزواتهم، ومغامراتهم،

ومن هؤلاء الشاعر الشجاع شليويح العطاوي الروقي العتيبي من أهم فرسان الجزيرة العربية شهم وشجاع نشأ وترعرع على الشجاعة

فكانت مهنته وغايته فهو يغزو صيفًا وشتاءً، بالحر والبرد، بالليل والنهار، ولا يهجع أبدًا فما أن ينتهي من غزوة حتى يستعد للثانية حتى شاع صيته وذاع اسمه وسمع به من لا يعرفه وعرفه من لا يراه وذاع صيته بين الناس

وقيل انه كان يحكم بين الناس لرجاحة عقله، وبعد نظره، ووسع صدره، وكان فارساً شجاعاً نزيهاً، وشاعراً يصف بشعره مواقفه المشرّفة بأشعار جميلة تميزت بالجزالة والصدق

ترك لنا إرثاً شعرياً بليغاً ً.. ضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية، والوفاء، والشجاعة.. وقد تناقلت الرواة أشعاره

وما من أحد تسأله إلا وهو يعرف هذه الشطرة “يا ناشدن عني تراني شليويح” الكل يرددها فهي شائعة وحفظها سهل جدًّا

وقصته أن شليويح ورفاقه كانوا في إحدى الغزوات أصابهم العطش وشح عليهم الماء الذي كانوا يتقاسمونه ولم يبق منه إلا القليل نظراً لشدة الحرارة بالصيف

وأخذوا يبحثون عن الماء دون جدوى حتى عثروا على غار صغير فيه صخرة صماء تجمع بها الماء بعد المطر

فتسابقوا إليه الكل يريد أن يشرب فقد أدركهم الهلاك، وخافوا أن يشربه أحدهم ويترك الآخرين، فاتفقوا على أن يزنوا الماء بالوزنة وكل واحد منهم يشرب بالوزنة ولا يزيد عليها وكان كل واحد منهم يحرص على وزنته من الماء

ولكن لكون شليويح رجلا شجاعا ولشدة عفته ومرؤته وشهامته وتضحيته ورغم أن العطش قد بلغ منه ما بلغ إلا أنه كان يترك وزنته ويتنازل بها لأصحابه ورفاقه ويصبر على الظمأ في وقت كان الجميع في أشد الحاجة للماء حتى فرج الله لهم

ولكون هذا الفارس الفذ شاعراً حكيماً وبليغاً فقد عبر عن ما حدث بأسلوب الشاعر الذي يفاخر بصبره، وعفته، وتضحيته، بأجمل وأبلغ الألفاظ وفي هذا يقول :

يامل قلبٍ عانق الفطر الفيح
كنه على كيرانهن محزومي

ما أخلف وعدهن كود ما تخلف الريح
وإلا يشد الضلع ضلع البقومي

يا ناشدٍ عني تراني شليويح
نفسي على قطع الخرايم عزومي

إن قلّت الوزنه وربعي مشافيح
أخلى الوزنه لربعي واشومي

واليا رزقنا الله بذود المصاليح
يصير قسمي من خيار القسومي

واضوي اليا صكت عليّ النوابيح
واللي قعد عند الركاب مخدومي

وإن كان لحقوا مبعدين المصابيح
معهم من الحاضر سواة الغيومي

اليا ضربت السابق أم اللواليح
كلٍ رفع يمناه للمنع يومي

ومن طريف ما حصل لشليويح عندما اشتهر وذاع صيته بين الناس، وقيل انه كان يحكم بين الناس لرجاحة عقله، وبعد نظره، ووسع صدره، وكان فارساً شجاعاً نزيهاً، وشاعراً يصف بشعره مواقفه المشرّفة بأشعار جميلة تميزت بالجزالة والصدق، وقد تناقلت الرواة أشعاره

وكانت إحدى بنات البادية أحبته بدون أن تراه ولكن كعادتهن يعشقن الطيب والشجاع على ما يسمعن عنه فقد سمعت عن شليويح وعن شجاعته وذكره وتمنّت هذه الفتاة أن تراه ووضعت جائزة لمن يريها شليويح أو يكون سببًا لرؤيتها له جملًا تعطيه لها

وحصل أن شاهدته.. فكان ردّت فعلها أنها تمنت أنها لم تراه وقد عبرت عن ذلك بقولها : (ذكرك جاني، وشوفك ما هجاني) بمعنى ليتني لم أراك

فقد كان شليويح بالفعل قد غيّرت ملامح وجهه ولونه سموم الصحراء وذلك بسبب كثرة غزواته، وجعلت هيئته متعبة، وجسمه هزيلاً.. ولم يكن هذا الموقف محرجاً لشليويح لكثرة تعرّضه لمثل هذه المواقف بل إن الحرج أصاب تلك الفتاة فقد كانت إجابة أبن الصحراء قوله :

يا بنت ياللي عن حوالي تسالين
وجهي غدت حامي السمايم بزينه

أسهر طوال الليل وأنت تنامين
وإن طاح عنك غطاك تستلحقينه

أنا زهابي بالشهر قيس مدين
ما يشبعك يا بنت لو تلهمينه

مرّه نضحي.. والمضحا لنا زين
ومرّه نشيله بالجواعد عجينه

وكان رده لها كالمسمار بلوح الخشب فقد أسكتها، وكثيرًا ما كانت تواجه العطاوي مثل هذه المواقف فالفتيات يسمعن بحكاياته ويرسمن له صورة معينة بأذهانهن وعندما يرينه تتغير نظرتهن له.

المراجع والمصادر

العديد من كتب التراث وحياة البادية قديما وافواه الرواة مع اختلاف بعض التفاصيل بينهم