قصة قصيدة يا مجيب الدعاء

قصة قصيدة يا مجيب الدعاء من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية

الشاعر محسن عثمان الهزاني من محافظة الحريق بالسعودية قال قصيدة استغاثة مشهورة وذلك بعد ان ساد الجفاف والقحط على شبه الجزيرة العربية قبل 200 عام تقريباً , مما اضطر الناس الى اللجوء الى صلاة الاستسقاء ولم يكن معهم الهزاني ثم بعد ذلك قام وجمع الاطفال وكبار السن وتوجه بهم الى البرية وصلى صلاة الاستسقاء والدعاء لله وبعد الصلاة قال القصيدة

الشاعر:

هو محسن بن عثمان الهزاني من بلدة الحريق ولد عام1145هـ وتوفي عام1240هـ وقد اشتهر (رحمه الله) بغزلياته ومغامراته العاطفية وقد اختلقت عليه بعض القصص، وله مراسلات عديدة مع شعراء عصره، ولشهرته الواسعة بالغ البعض وقالوا انه أول من أدخل الأوزان السامرية على الشعر النبطي وكذلك أول من أدخل النظم المروبع وهذا خطأ ينفيه الواقع التاريخي لقصائد شعراء من قرون سابقة للقرن الذي عاش فيه محسن الهزاني.

مناسبة النص:

تذكر الروايات أنه في إحدى السنوات تأخر سقوط المطر على البلاد ومنها بلد الشاعر فأجدبت المراعي وغارت مياه الآبار فخرج أهل البلدة لصلاة الاستسقاء ولم يكن معهم محسن فلم يمطروا،ثم أن محسن جمع الصبية والرعاة وخرج بهم مع ماشيتهم إلى الصحراء فصلى بهم صلاة الاستسقاء وصدح بهذا النص الابتهالي متضرعاً إلى الله أن يغيث البلاد والعباد وهم يرددون من خلفه ما يقول ولم ينصرفوا من صلاتهم إلا وقد تراكم السحاب وانهمر المطر.

دراسة النص:

يلاحظ أنه عند مقارنة النص بين بعض المصادر فانه يوجد اختلاف كبير بينها في بعض الأبيات وما ذلك إلا من تدخل الرواة في النص بالتعديل والحذف والإضافة ومثال ذلك هذا البيت الذي جاء مرتبكاً مختل الوزن عند ابن يحيى رحمه الله:

ثم من بعد ذا افعل بنا يا يلاهي

كل ما تريد انت له اهل

كذلك هذا البيت الذي بدل فيه المفردات فأصبح:

ظاهرٍ باطنٍ خافضٍ رافعٍ

واسعٍ قادرٍ كلما شاء فعل

كما يخطئ من يعتقد أن التوبة غرض لهذا النص بل أن الشاعر قصره على الاستغاثة وهي الابتهال إلى الله عز وجل لطلب نزول الغيث والنص من أشهر النصوص وأجودها في غرضه، فقد بدأ الشاعر قصيدته حاثاً نفسه والمتلقي في الحرص على العبادة وأداء صلاة التهجد جوف الليل وان يدعو الله ويتضرع إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ويسأله أن يغيث الأرض فيرسل السحاب الذي يسح الماء سحا ويشبه لمعان البرق بلمعان السيوف الهندية ويسترسل في وصف مراحل تكون السحاب وانهمار المطر الغزير واكتظاظ الأودية والشعاب بالسيول المندفعة بقوة مما يؤدي إلى تغذية الآبار السطحية بالمياه واكتساء الأرض بألوان الربيع المختلفة وكأنها قد مدت عليها الفرش الملونة، ثم أن الشاعر يحدد الوقت الذي يدعو الله فيه أن يكون سقوط المطر وهو وقت الوسم وبالأخص في النجم الثاني من نجوم الوسم نجم (السماك الأعزل) وبتحديد يكون أكثر دقة بحيث يكون متبقيا من السماك أربع ليال وفيه يكون المطر غزيراً نافعاً بمشيئة الله، وأن يكون هذا الغيث النافع بإذن الله سبباً في سقيا أشجار النخيل السامقة التي بثمرها المختلف لونه بين الأصفر والأحمر تمثل الأمن الغذائي لأهل بلدة الحريق عندما تشتد عليهم سنين القحط والجدب، ثم أن الشاعر يمتدح أهل الحريق ويصفهم بالكرماء الذين يقصدونهم الضيوف القادمون من الصحراء ليلاً وقد أنهكهم الجوع، وفي ختام النص فإن الشاعر يتوسل إلى الله عز وجل أن يقبل دعوته ويتجاوز عن سيئاته فقد تقدم به العمر والإنسان محل الخطأ

نص القصيدة

دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
واستقم في الدجى وابتهل ثم قل
يا مجيب الدعاء ياعظيم الجلال
يالطيف بنا دايم لم يزل
واحد ماجد قابض باسط
حكم عادل كل ماشاء فعل
ظاهر باطن حافظ رافع
سامع عالم ما بحكمه ميل
اول آخر ليس له منتهى
جل ماله شريك ولا له مثل
بعد لطفك بنا يا الله افعل بنا
كل ماانت له يا إلهي أهل
يا مجيب الدعا ياولي علا
اسألك بالذي يا إلهي نزل
به على المصطفى مع شديد القوى
واسألك بالذي دك صلب الجبل
الغنى والرضى والهدى والتقى
والعفو للعفو ثم حسن العمل
واسألك غادي مادي كلما
لج فيه الرعد هل فينا الوجل
وادق صادق غادق ضامك
باكي كلما ضمك مزنه هطل
المحث ان برق المحن المرن
هاجي سامي داني مقصل
اسألك بعد ذا عارض سايح
كن به طق مثنى سحابه طبل
داير صاير عارض رايح
كل من شاف برقه تخاطف جفل
من سحاب حقوق صدوق جفول
عريض مريض وني عجل
كن في مقدمه لارتدم وارتكم
في متاني السدى دامرات الحلل
ناشي غاشي كاسي افق السما
كن مقدم سحابه يجرجر عجل
مدهش مرهش مرعش منعش
كن به لمع هند بكون تسل
كن فيه الطهى يوم هب الهوى
جول ربد جفل وارتهش واجتول
كل ما اختفى واصطفق واندفق
ماطره ابتهل واستهل وانهمل
ادهم مظلم موجف مرجف
يرتكب جورماه االجبل والسهل
به يحط الحصا بالوطا من علاه
منحي بالرفا والغثاب بالشلل
حينما ارتوى واستوى واقتوى
استقل وانتقل واضمحل الخجل
بعد ذا آخر ماحمى جورماه
يشيل الشجر في مسيل الفحل
كلما ازدجر واندجر وانفجر
ماه حط الحجر في جروق الجبل
والفياض اخصبت والرياض اعشبت
والركايا ارجعت والمقل اسفهل
والحزوم اربعت والجوازي سعت
والطيور اسجعت فوق روس النفل
كن وصف الزهر با ختلاف الرياض
اختلاف الفرش والزوالي تفل
بعد ذاعلها مرهش قالط
بباقي اربع سماك من سماك العزل
ثم بعد ذاله زلال بدلال
ربع شهر سقى راسيات النخل
يسقى الله بها جازيات النخل
منصلات المقادم جريد مضل
حيثهن للذخاير الى مابقى
بالدهر ما يدير الهدير الجمل
تغتني له رجال بوادي الحريق
هم قروم كرام الى جا المحل
هم جزال العطايا غزار الجفان
هم لباب لفيف بليل هشل
امح لي سيتي واعف عن زلتين
فانتي يا الهي محل الزلل
فاني الذي فيك مد الرجا
فلا خاب من مد فيك الأمل
وانت الذي تهدي لمن يقول
دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
ثم صل يا الهي على المصطفى
عدد ما تناهي سحاب وهل

وقيل انه عندما انتهى من القصيده اتاهم سيل واغاثهم الله بمطر شديد جدا

وقيل بعد 3 ايام استجاب الله دعائهم برحمته ومغفرته ثم بصدق نيتهم ودعائهم

وهذه القصيده اشتهرت كثيرا مع انها حصلت من قرنين تقريبا

سعد الحافي