قصة قصيدة ياليل خبرني عن أمر المعاناة

قصة قصيدة ياليل خبرني عن أمر المعاناة من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية

القصيدة للأمير الشاعر خالد الفيصل وليس لها قصة انما هي حيال شاعر وقد يكون كتبها عن معاناة على لسان شخص يعرفه .. والشعر صنو المعاناة، فهما روحان في جسد واحد، جسد الشاعر الذي يعيش لحظات المعاناة ليعكسها شعراً من ذوب قلبه ووجدانه.

والشاعر بحكم تكوينه النفسي، وحبه العميق للتعبير عن وجوده وتفاعله مع الحياة، يعيش دائماً مع المعاناة، ويتصالح معها، لأنه إنسان ذو إحساس رقيق وشعور مرهف.. يستطيع أن يصنع من هذه المعاناة شعراً رائعاً يحبه الناس ويعشقون ترديده وسماعه..

وعندما يكتب الشاعر القصيدة فإنه يعيش أجمل ساعات وجوده بالرغم من معاناته في تولد المعاني والألفاظ، لكن الشاعر يرى أن قدره هو توليد المعاني والأفكار ووضعها في صورة فنية رائعة، والشيء الذي يحلم به كل شاعر هو أن يرى أن رسالته الشعرية والفكرية قد وصلت إلى الناس، بل أنها في أحيان كثيرة قد نقلت عدوى هذه المعاناة إلى قلوب كل من يعجب بشعره وأفكاره…

ومهمة الشاعر العظيم أن يعيش المعاناة الصادقة، وأن لا ينام على الظلم، وأن يعلن الرفض والعصيان على كل ما هو قبيح ورديء وشرير في هذه الحياة، وهذا العالم الذي نعيش فيه..

وعندما يبدأ الشاعر في التخلي عن مبدئه أو ينسحب من معركته ضد الظلم والجور والحرمان، فإنه يفقد مصداقيته عند الناس، يخسر المجد والعزة والكرامة من أجل المصالح المادية أو المعنوية.

والشعراء العظام هم أكثر المبدعين إحساساً بالألم والمعاناة، لأن الألم والمعاناة هما القوة التي تجعل الشاعر أكثر قدرة على هدم أسوار الشر والظلم والقهر والحرمان، وأكثر قدرة على استشفاف أعماق النفوس. وعندما يفقد الشاعر إحساسه بالمعاناة والألم، فإنه يتوقف عن الوصول إلى أعماق الشعر ونبض الأحاسيس والمشاعر، وهو بذلك يخسر قدرته على الوصول إلى قلوب ونفوس القراء، بل قلوب ونفوس جميع الناس.

المعاناة هي قدر الشاعر في الإحساس الصادق، وهي الدرع الذي يرتديه الشاعر ليقتحم ساحة الحياة والوجود. إن الشاعر الحقيقي غير مسموح له دائماً أن ينشد الراحة والسعادة دون أن ينقلها إلى الآخرين، بل مطلوب منه دائماً أن يزيح المعاناة عن كل المظلومين والمقهورين والمتألمين، حتى لو كان ذلك بكلمات ربما تجعل الخيال الجميل واقعاً في يوم من الأيام…

نص قصيدته الرائعة «المعاناة»:

يا ليل خبرني عن امر المعاناة
هي من صميم الذات والا اجنبيه

هي هاجس يسهر عيوني ولا بات
أو خفقة تجمح بقلبي عصيه؟

أو صرخة تمردت فوق الأصوات
أو ونة بين الضماير خفيه؟

أو عبرة تعلقت بين نظرات
أو الدموع اللي تسابق هميه؟

أعاني الساعة وأعاني مسافات
وأعاني رياح الزمان العتيه

واصور معاناتي حروف وابيات
يلقى بها راعي الولع جاذبيه

ولا نيب ندمان عل كل ما فات
أخذت من حلو الزمان ورديه

هذي حياتي عشتها كيف ما جات
آخذ من ايامي وارد العطيه

د. أحمد عبدالقادر المهندس