صقر النصافي وسليمان بن شريم

صقر النصافي وسليمان بن شريم

صقر النصافي وسليمان بن شريم شاعران من اعلام الشعر في الخليج بالقرن الماضي

جمعت بينهما صداقة دامت سنوات طويلة عندما عمل ابن شريم بالكويت واستقر فيها وبرز كشاعر كبير مجيد في كل معنى يعالجه بشعره فردد الناس أشعاره وأصبح ذكره في كل مكان وكانت «القلطات» جمع قلطة في أوج عظمتها بالكويت بذلك الوقت فتحول إلى النظم المرتجل وبرز بالقلطة كشاعر فحل يحسب حسابه كل شاعر يريد أن يبارزه وشكّل هو وشاعر الكويت الكبير صقر النصافي ثنائياً يكمل أحدهما الآخر ولا يطيب لجمهور القلطة الغفير إلاّ بوجود الشاعرين سليمان بن شريم وصقر النصافي وكان بينهما قصص ومساجلات كثيرة

في البداية خلونا نتعرف على سيرة الشاعرين

الشاعر سليمان بن ناصر بن عبد الله بن إبراهيم الشريم شاعر شعبي من أعلام الشعر النبطي في القرن الرابع عشر، ولد عام 1300هـ (1883م) وذاع صيته في الجزيرة العربية وتغنى بشعر عدد من المطربين المعاصرين.

ونسبه من فخذ الحراقيص من قبيلة بني زيد النجدية وأسرة الشريم تسكن في شقراء والسر وهي أسرة ينتمي لها إمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم

ولد الشاعر سليمان بن شريم في (عين ابن قنور) في إقليم السر التي كان والده يقيم بها وبعد بروزه بالكويت ومعرفة الناس له كشاعر كبير يحرصون على متابعته أخذه الحنين إلى بلده فعاد لها واستقر في مدينة بريدة بمنطقة القصيم وعاش فيها سنوات طويلة وتوفي ببريدة ودفن فيها سنة 1363هـ (1944م) وعمره رحمه الله 61 سنة ولو قدر الله له أن يعيش أطول لكان شأنه أعظم رغم أن المكانة التي وصل إليها لا يستهان بها أبداً إلاّ أن وفاته أوقفت مدّه الشعري الذي بدأ يجتاح جزيرة العرب كلها فهو الشاعر الذي ربط الشعر النبطي القديم بالحديث ووصل بين مرحلتين مهمتين في مسيرة الشعر النبطي عبر العصور ولكنه ببراعته وتمكنه استطاع المحافظة على مستوى الشعر النبطي الرفيع وجذب الناس إليه في تلك المرحلة وأعاد الاهتمام إليه من جد ولم تكن قصائد «ابن شريم» بالمستوى العادي أبداً بل كانت كلها تشكل عبقرية شاعر أحس بأهمية الكلمة وآمن بدورها فعرف كيف يوصلها إلى قلوب الناس فيحبونها ويتفاعلون ويتعاطفون معها

اما شاعرنا الآخر فهو لا يقل عنه بل هو عملاق الشعر النبطي الكويتي وعلم من أعلام الشعر النبطي في شبه الجزيرة العربية الشاعر صقر بن مسلم بن زيد النصافي الرشيدي الذي ولد عام 1878 م في منطقة القبلة ، وكان شعره يعرف بجزالة المعنى وسلاسة الأسلوب وواقعيته، وزادت شهرته الشعرية بعد إتجاهه لشعر (القلطة)، حيث اشتهر بالشعر العذب الذي ليس به تجريح أو هجاء، وكان شاعراً من الطبقة الأولى بين شعراء النبط في القرن العشرين، وله حضور مميز في الذاكرة الشعبية، وكان مقرب لاسرة آل صباح حكام الكويت وبعض حكام الخليج بشكل عام، وصديق للشيخ أحمد الجابر الصباح، وأيضا كانت تربطه علاقه وثيقه بالملك عبد العزيز آل سعود وكذلك الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وكان من فحول الشعر في الجزيرة العربيةوقال عنه حاكم الكويت العاشر عندما مات الشاعر صقر النصافي : (راحت القلطة) حيث توفي في 10 أكتوبر 1948 وعمره (70 سنة)

بعض قصص ومساجلات صقر النصافي وسليمان بن شريم

هذه سالفه قديمه و موقف صار بين الشاعر صقر النصافي و الشاعر سليمان بن شريم

كانو يتمشون في في سوق قديم بالكويت (سوق بن رشدان) وهم في السوق كانو يسولفون فمر من أمامهم بنتين لابسات عبايه وبرقع

فسكت سليمان بن شريم وقعد يطالعهم (اعجاب! )

فقاله صقر علامك قطعت الهرج

فقاله سليمان انت تشوف الزين وشلون قايل

فقال صقر خل عنك وامش !

ولما راحت البنات

قال سليمان بن شريم……

الا ياصقر يا صقر الندم يا مرتخي الجنحان
علامك يوم مرتك الحباري ما تدميها

نطحني محمل الجرمل يضده محمل السلطان
عساكرها تراطن والمكاين سوها فيها

عليهن من ملابيس الغوى من سوق بن رشدان
نفانيف على الموضه جديدات مطاويها

فرد عليه صقر النصافي وقال…

انا ماني بطير مايصيد الصيد ياسليمان
يبات بجوع والجنحان بالتكفيخ موذيها

اوقع لين اشوف اللي تسر القلب والاعيان
وابادرها بمخلاب مقره في ثناديها

توقع لاتطير مع الهدوم ولمحه الزيلان
مجاهيم شعرها ما يغطي روس اذانيها

نفانيف على الموضه كما ريش على عيدان
يفز ابها الغشيم ومن بخصها ما يدانيها

===

ومن المساجلات التي بين صقر النصافي وسليمان بن شريم

أرسل الشاعر سلميان بن شريم هذه القصيدة للشاعر صقر النصافي يشكو بها له نوائب الزمان وما قد حل به من لوعة الهوى.. قال:

يا صقر يا صقر النصافي بلاوي
بلوىٍ بلتني لا بليتك المصيبه

غديت مثل اللي تنحى جلاوي
عن الرفاقة عقب ما فاح طيبه

والا كما اللي فيه جرح مخاوي
ما ظنتي يا صقر يبرى عطيبه

والله يا لولا قولة الناس غاوي
وأخاف من هيسٍ ردي نصيبه

هماز لمازٍ علومه ملاوي
تلقى هل المجلس تصفر بغيبه

لجي كما المذهب وداوّج خلاوي
وأهذل هذيل الذيب وأقنب قنيبه

على عشيرٍ ما لجرحه مداوي
يا صقر داه دواه عوقه طبيبه

يا بو مهلّي يازبون الجلاوي
يا ريف أهل هجنٍ اخطاهن تعيبه

عجّل ترى عشب المعاليق ذاوي
عله سحاب الغيث وأخطا شعيبه

أبا اتصبر مير مانيب قاوي
يا صقر جرح الحب ما ينهزي به

يا صقر عزم وجزم خل الهقاوي
قولة كذا والاّ كذا ما تجيبه

علمي بهم يا صقر فيضة مساوي
بالمنزل النازح بعيد جريبه

سميّها في راس حيدٍ قراوي
جذيبةٍ تزمي براس الجذيبه

وعندما وصلت القصيدة الى الشاعر صقر النصافي وقرأها تأثر بها كثيرا ..

ورد على الشاعر سليمان بن شريم ملبياً نداءه بما خبره من التجارب التي مرت عليه ففي طرق الهوى ولوعاته ..

فقال الشاعر النصافي مواسيا لصديقه الشاعر سليمان بن شريم :

قال الذي يلعب أبيوتٍ نقاوي
يختار في نجر الفنون الغريبة

مما طراله يوم سمع النخاوي
من واحدٍ كنّه بحامي اللهيبه

يقول طاويني من الهم طاوي
ويقطع صحيبٍ ما يفازع صحيبه

أمسيت أدوس الراي وارمق هقاوي
ما بين فكر وهجس واريا صليبه

وأصبحت من كثر التفاكير رأوي
رايٍ سديدٍ صاملٍ ينعديبه

وأدنيت من لا قربوه الرواوي
ولا حطه الزراع يسنا جليبه

تسعين ليله بالنبات إمتساوي
يقطف زماليق الزهر من خريبه

إمتيهه يومٍ ماني ابناوي
واليوم في نوي بدت حاجتيبه

يا ما طردنا.. الصيد عقب النخاوي
وأقفا.. مع الريعان حامٍ حطيبه

ان عاش راسي من جميع الشكاوى
وسلم القعود اللي يطرب نديبه

لجيب خلك لو بهوش ولقاوي
الا ان قصاف العمار ايغديبه

وأسوق من مالي فلوس وحلاوي
وأبدي له الجهده وهو من نصيبه

وقطعت من فوقه دروب ومضاوي
وحفته وجبته بالدجى ما دري به

ذا حق من يفضي عليَّ الدعاوى
خلك نجيبه طيب والا غصيبه