قصة قصيدة بركات الشريف عفا الله عن عين

قصة قصيدة بركات الشريف عفا الله عن عين

كلمات و قصة قصيدة بركات الشريف عفا الله عن عين للاغضا محاربه مكتوبة

الشاعر بركات الشريف من أشهر شعرائنا الشعبيين وأجملهم شعراً ومن أقربهم للشعر الفصيح، له نفس عزيزة ، وهمة عالية، وحكمة جيدة وهو بركات بن مبارك بن مطلب بن حيدر بن المحسن بن محمد بن فلاح المشعشعي أحد أمراء الدولة المشعشعية العربية التي تأسست في إقليم عربستان عام 840هـ / 1436م المسماة حاليا الأهواز بالفارسي أو الأحواز بالعربية عندما تولى الحكم محمد بن فلاح القرشي الهاشمي واتخذ الحويزة عاصمة له وامتد نفوذها على مناطق الحويزة وعربستان لمدة خمسة قرون

 ولا نعرف متى ولد بالضبط والارجح أنه عاش في القرن الحادي عشر

و من الأخطاء الشائعة اعتقاد الكثير من الرواة أن بركات الشريف من أشراف مكة والواقع أنه من أمراء الدولة المشعشعية و شخص آخر مختلف عن الشريف بركات بن حسن بن عجلان الحسني المكي حسب ما أكده مؤرخي الشعر العريفي في كتابه الشريف بركات وكذلك الدكتور سعد الصويان في كتابه الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص

وللشريف بركات المشعشعي – رحمه الله – قصة عتاب مع والده الشريف مبارك بن مطلب المشعشعي – رحمه الله – فرغم اعتزاز والده به إلاَّ أنه وجّه له كلمة قاسية وأهانه في مجلس الحكم الحاشد، فكبرت في نفس الشريف بركات خاصةً أنها صادرة من أبيه وفي حشد من الناس

وتقول القصة ان الشاعر تلقى لوماً وتعنيفا من أبيه على مشهد من جلسائه إذ دعاه يا «ثبر» فشق ذلك على الابن الفارس وآلمه إيلاماً وأشد ايلاماً لو استقبلها الشاعر استقبالاً عابراً وعدها مما يستنهض به الآباء أبناءهم، وأشد إحراجاً أن يدافع عن نفسه أو أن يواجه أباه لوما بلوم، فقرر الاغتراب عن مجتمع شهد إهانته ولا بد من أن يكون هناك أسباب أخرى غير ذلك، ولكن «ثبر» كانت قاصمة ظهر البعير

على أية حال غادر الشاعر الحي ورحل تعبيراً عن عزة نفس ورغبة في إثبات وجود دون الاعتماد على صلات قرابة، وكان لابد له من كلمة يلقيها بين يدي والده فصاغ قصيدة عتاب طويلة يعاتب فيها والده عتاباً فيه حرارة ومرارة ومبينا معاناته وهو يتخذ قرار الرحيل ومبديا مبررات اغترابه وأسباب الغضب والرحيل وأنه اختار البعد والنزوح لأن نفسه لا تقبل الاهانة وفي ذلك عزة نفس ومعلنا علو همته ومتوجا القصيدة بمديح يليق بأبيه

عفا الله عن عين للاغضا محاربه
وقلبٍ دنيفٍ زايد الهم شاعبه

أسهر إلى نام المعافى ومدمعي
كد انهلّ من فوق النضيرين ساكبه

أقول لما عيل صبري ولجّ بي
رفيقٍ شفيقٍ جيّداتٍ مذاهبه

دع العذل عني يانصوحي وخلّني
فشرواك ما يرضى هوانٍ لصاحبه

إذا ما هدانٍ أضعف البعد عزمه
يعيش بذلٍّ راكبٍ فوق غاربه

شهرت عن الزهدا وهي لي فِضِيّه
ولا يدفع المخلوق ما الله كاتبه

وقد قلت لما اشرفت ذات عشيةٍ
على مرقبٍ عالى الذرى من مراقبه

فيا مبلغ عني ذوى الجود والصخا
ومن شب شارات المعالي مكاسبه

مبارك زبون الجاذيات ابن مطلب
ذرى الجار والجالين عن كل نايبه

ثم ابلغه مني سلام مضاعف
عدد ما همل وبل السما من سحايبه

وقل ياحمى دنّ السبايا من القنا
إلى احمَرّ من عود البلنزا ذوايبه

يامورد الأسياف بيضٍ حدودها
ومصدّره حمرا من الدم شاربه

يازبن راعي عودةٍ قصّرت به
مْعَقّبِةٍ في تالي الخيل تاعبه

ياكعبة الوفّاد للضيف بالقسا
إذا النذل ذلّ ولاذ واغضى بحاجبه

إلى قلّ درّ المرزمات وأجدبت
وقل الحيا وأوقات الأمحال كاهبه

بنيت لنا بيتٍ من العز شامخ
سل الله ألا يهدم الضد جانبه

لا تحسب اني بعد حسناك والرضا
أبغضبك بالدنيا ولا هيب واجبه

فلا شك جاني منك ملفوظ كلمه
على حضرة الرمّاق والخلق قاطبه

تقول لي: (يا ثبر) وأنا غذوّتك
ولا ثِبْرٍ الا من يفاجي قرايبه

ولا ثِبْرٍ الا من يهد وينثني
في ساعةٍ والهوش حامٍ جوانبه

وعاتبتني من غير ذنبٍ جنيته
عساه يحظى بالغنى من تعاتبه

أراك تعاتبني ولا دست زله
والغير لو داس الخنا ما تعاتبه

ترى عرق وجهي وجاهي وشيمتي
معي حاضره بالوجه ما هيب غايبه

ولاني غويٍّ بك ولا بي سفاهه
عزيزٍ ولا نفسي لدنياك طالبه

وانا اخترت بعد الدار في نازح النيا
ولا قولةٍ بركات كد هين جانبه

وفي كل دارٍ للرجال معيشه
والارزاق كافلها جزالٍ وهايبه

وربك لو كثْرت خطوبي فإنني
صِبِيّ الشقا ما لان للضد جانبه

عساك تذكرني إلى جاك ضيقه
وجا المال يحدى جافلٍ من معازبه

ولك بان مركاضي إلى اشرفت للعدا
وتماوجت بالعج فيها سلاهبه

بيوم من الشعري تواقد به الحصا
تلوذ بظلال المطايا جخادبه

بيومٍ كداجي الليل ضافي قتامه
فيه السبايا كالخواطيف لاعبه

كأن القنا ما بين ذولا وبيننا
كما أرشية بيرٍ طوالٍ مجاذبه

وريش القنا حومه كغربان دمنه
على رمَمٍ بين الخميسين عاطبه

تسمع هويد الخيل من شد وقعها
كصلصال رعدٍ في مثاني سحايبه

وانا فوق قبّا تقحم العود عندل
شعوا مرفّعْةٍ طوالٍ حواجبه

طويلة عظم الساق وافي شبورها
لها مثل عرف الديك طوعٍ أجاذبه

لي فوقها درعٍ ونصبٍ وطاسه
وسيفٍ بيمنى أبلجٍ يستلاذ به

مع طول عشرٍ فيه زرقا سنينه
كما النجم تاضي في دجى الليل ثاقبه

بيومٍ فرح بي من يودّون حضرتي
إلى شاف ما يكره والاضداد حاضبه

والى ما شكت روس البلنزا من الظما
سيفي ورمحي من دما الضد شاربه

فالى نبحتنا من قريبٍ كلابهم
ودبّت من البغضا علينا عقاربه

نحيناه باكوار المطايا ويَمّمت
بنا صوب حزمٍ صارخاتٍ ثعالبه

بيومٍ من الشعراء يستوقد الحصا
تلوذ بأعضاد المطايا جخادبه

قلته على بيتٍ قديمٍ سمعته
على مثل ما قال التميمي لصاحبه

إذا الخل أورى لك صدودٍ فأوره
صدودٍ ولو كانت جزالٍ وهايبه

وكن عنه أغنى منه عنك ولا تكن
جزوعٍ إلى حقّت بالاقفا ركايبه

ترى ما يعيب الدوحه الا من اصلها
وما آفة الإنسان إلا قرايبه

ولا قلته الا والركايب زوالف
عن الواش والحساد والنجم قاطبه

موت الفتى في كل دو سِمَلّق
خليٍّ من الأوناس قفرٍ جوانبه

قفرٍ يحير به الدليل مخافه
شجر المفالي طامساتٍ مراقبه

على الرجل أشوى من قعوده بديره
يقيم بها والذل دومٍ مطانبه

من قلّط الهندي ومن وخّر العصا
جلى الهم واصبح نازحٍ عن قرايبه

ومن وخّر الهندي ومن قلّط العصا
يصبح بذلٍّ راكبٍ فوق غاربه

خاطر بنفسك في لقى كل هيّه
تحوش الغنايم والمقادير غالبه

فلا خطرٍ يومٍ بيدني منِيّه
ولا حذرٍ ينجي من الموت صاحبه

وشم واغتنم واطلب من الله بالدجى
فهو خير من يعطى العطايا لطالبه

وصلوا على خير البرايا محمد
نبي الهدى وازكى قريشٍ مناسبه

اعداد وتحرير
الباحث والإعلامي
ناصر بن حمد الفهيد
تويتر https://twitter.com/alfheedn