قصة وقصيدة هيا مفوز الهمزاني الشمري

قصة وقصيدة هيا مفوز الهمزاني الشمري

قصة وقصيدة هيا مفوز الهمزاني الشمري

الشاعرة هيا بنت حبيب بن مفوز الهمزاني الشمري المولودة عام 1344 هـ شاعرة معروفة في منطقة حائل وهي من آل همزان من قبيلة شمر عاشت حياة البادية وحياة الحاضرة ، وكانت مرجعا لكل من عاصرها ، في رواية الشعر والقصص الهادفة والطرائف ، مجلسها لايمل ، وكان لا أحد يتكلم وهي تتكلم ؛ سواء من الرجال أو النساء ، وكان يأتي إليها المهتمون بهذه الموضوعات من كل حدب وصوب لينهلون من معينها العذب في خضم بحرها المتدفق الفياض بالشعر والحكمة والقصص والتاريخ الشعبي والطرائف والفكاهة البريئة

ولقد عاصرت كل من الشاعرة فهدة بنت عمر آل جروان وأختها الشاعرة رهية والشاعرة ريوف بنت سطام الطاري والشاعرة هجاعة بنت محسن الطاري والشاعرة جوزاء بنت رجاء المشعان والشاعرة هديباء بنت غانم المصارع وغيرهن

كما حرصت على الاتصال بالشيخة المشهورة جوزاء التمياط ومجالستها حيث أخذت عنها الكثير كما روت عن سيرة هذه الشخصية النسائية الفذة الكثير والعجيب من القصص والمواقف الإنسانية ، يوجد لها عدد من الأشرطة الشعرية والمقابلات السمعية ، كما أذيعت لها الكثير من القصائد في برامج البادية ، ونشر البعض منها في الصحف ، وكذلك في عدد من الكتب ؛ كما جرى بينها وبين العديد من الشخصيات محاورات ومساجلات شعرية قيمة منهم :الشيخ إبراهيم الشويعر والشيخ عبد المحسن الهذيلي والشيخ محمد بن رشيد ، وغيرهم

ولكنها كصاحبتها الشيخة جوزاء التمياط من حيث أنها لم توفق في حياتها الزوجية ، فقد تزوجت مثلها بخمسة رجال ، لم تستمر حياتها معهم ، وقد عاشت حياة كلها معانات وشقاء ، فلقد توفي والديها رحمهما الله وهي طفلة وأخواتها أصغر منها ، أعتمدت على نفسها في إعالة أخواتها ، وكانت تتحاشى التكليف على الغير حتى أقرب المقربين منها ، وكانت تجيد بمهارة فائقة صناعة وحياكة كافة الحرف اليدوية النسائية المعروفة لدى كل من البدو والحضر جتى أنها قامت ببناء بيتها من الطين بنفسها

وقد ضلت روحها صافية متدفقة متأملة متألقة ، بالعمل الجاد وحب الخير للناس والتسامح والتفاني من أجل الجميع حتى توفيت رحمها الله رحمةواسعة وعمرها يقارب السبعين عاما بعد معاناة مع مضاعفات السكر وذلك في يوم السبت الموافق 12/ ربيع الأول / من عام 1413هـ الموافق 9/9/1992 م ودفنت رحمها الله بمقبرة حي الزبارة في مدينة حائل وقد خلفت ثلاثة أبناء وإبنتين منهم الشاعر والأكاديمي د.شائم بن لافي الهمزاني..

ومن قصص واشعار الشاعره هيا بنت مفوز الهمزانى فهذه القصه فهى حول حنان الام على اولادها كانت المذكوره تقيم مع زوجها بالحجره شمال صحراء النفود وكان ابنها محيا وبنت لها اسمها هله من زوج غير زوجها الاخير واخذت مده طويله لا تعلم عن ابنها شئ وفى ليله من الليالى كثرت عليها الهواجيس واشتاقت الى رؤيتهم والكل يعلم حنان الوالد وخاصه البنت التى تحتاج الى رعايه وتربيه اكثر من الولد فقالت ابيات من الشعر عندما جاها خبر انهم عند ضلع تثريب فى جبال سلمى بقولها :

يا مجيد شد اللى تسوج المحاقيب
اسرع من اللى للولع يطلقونه

حمراء تبوج الدو تهرف تقل ذيب
عزوم لولا بالرسن يقضبونه

كزه الى شوق البنات الرعابيب
شوق الهنوف اللى تنقض اقرونه

يا شوق من شقره تنثر على الجيب
اللى كما نظم اللوالو اسنونه

غديت مثل القد فوق المصاليب
عزى لمن مثلى تزليد اغبونه

عزى لمن مثلى عوى عوية الذيب
بارض خلا مثلى عوى الذيب دونه

الى قولها :

لا واهنى من طالعت ريع تقريب
بساعه ربيع ومسعداته عيونه

يا مجيد شوفات الحجر زود الشيب
وا شيب عيني من دروب المهونه

اخوك يا ماجد عوى دونه الذيب
باقصا الضماير يابسات اشنونه

واقصى الضماير صاير به لواهيب
ودي بهله والعرب ما يبونه

وفي قصة ثانية للشاعرة هيا الهمزاني الشمري في سنة من السنين ذهب ابنها الاكبر محيا إلى جهة القصيم
بحثاً عن المراعي الصالحة للابل وكانت في ذلك الوقت مسافة حائل عن القصيم تستغرق وقتاً طويلاً بعكس وقتنا الحالي.. لضعف المواصلات و الاتصال في ذلك الوقت..
و اشتاقت إلى رؤية ابنها والاطمئنان عليه.. حيث قالت ابيات من الشعر..
كلفت بها مرسول على ذلول طيبة قالت بالابيات تصفها
وتصف سرعة جريها ولونها وسره (تقصد زوله) وانها ذلول أصيلة. تقول الشاعرة هيا:

يا راكب حمرا زهت دلها الزين
حمرا ردوم زين القرم شده

حمرا ردوم تقطع الدو بشوين
عنك حلا من زين وسره وبده

لا روحت تشدا رفيق القطاتين
وسفايفه هن والمعاليق قده

سلم على اللي شوف زوله يعزين
اللي كلا قلبي بحب المودة

عيني قزت يوم المخاليق نيمين
والحال صارت مثل عود وقده

ياحن قلبي حن خلج البعارين
يا هوبت من عقب ما السرح مده

وفي قصة ثالثة تتوجد فيها على ابنها الذي انتزح عنها لظروفه المعيشيه

وكانت هذه السنه التى انتزح فيها تسمى كنده لان كثيرا من الناس ذاك الوقت يسمون تلك السنه ورد اليهم نوع من الذره الحمراء ونوع من الكنده وصار بعض الناس او بعض المزارعين يطلقون على هذه السنه بسنه الذره الحمراء

و فى تلك السنه قد طلبت من مضهور بن غضبان الشمرى يجيب لها خبر ابنها وتقول بالابيات على طرق الهجيني :

نطيت انا راس عليه
من عاليات المراقيبي

رجم عسير مراقبه
بس الهبايب تومى بي

بي راس هيف نحاويه
نخيت شوق الرعابيبي

نخيت مضهور مثنيه
يا شوق من رشت الجيبي

يا شوق بنت اسنافيه
وتروك المسك للطيبي

يالقرم شد العمانيه
تهرف كما يهرف الذيبي

يا روحت تقل مدعيه
تقطع اسهال عباعيبي

وعذيره شغل نشميه
ودويرعه والمحاقيبي

كن اشهب السحم وقفيه
يعضها بالعراقيبي

حالى غدت تقل مبريه
من دونهم يقنب الذيبي

المراجع والمصادر

القصة ذكرت من افواه الرواة مع اختلاف بعض التفاصيل بينهم