قصة قصيدة وراك تزهد ياريش العين فينا

قصة وكلمات قصيدة وراك تزهد ياريش العين فينا من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية

قصيدة وراك تزهد يا أريش العين فينا للشاعر بداح العنقري

هو بداح العنقري من (( العناقرة )) من (( بني تميم )) القبيلة العربية المعروفة , ومن العناقرة أسر معروفة بنجد منهم شيوخ وعلماء دين لهم شهرتهم الواسعة

وذكرت بعض الروايات ان بداح العنقري هو امير ثرمدا بينما ذكرت رويات احرى بأنه تاجر ولديه محل لبيع المواد الغذائية والكسائية في بلدة ثرمداء لكن كل الروايات اتفقت على انه كان يتحلى بدماثة الخلق والطيب والرجولة وفارس وشجاع وكريم والكريم وجه الله .

وكان معروف عنه انه (طراد هوى) اي هواوي

وكان أهل البادية في فصل الصيف يقطنون بالقرب من القرى وآبار المياه وكان الغالبية منهم أصدقاء للعنقري حيث يشترون منه ما يحتاجونه وهو يمهل عليهم في السداد إذا تعسرت أمورهم، وكان أهل البادية يكنون للعنقري كل الاحترام والتقدير لما يتمتع به بداح من سمعة طيبة وتعامل نظيف

وفي إحدى السنوات نزلت قبيلة من قبائل البادية بالصيف بالقرب من قرية بداح، ونظرًا لما يربط بداح بهذه القبيلة من علاقات فقد خرج لهم وسلم عليهم وأعطاهم ما يحتاجونه من مؤن. وصادف أن رأى فتاة جميلة في هذه القبيلة أعجبه جمالها وتعلق قلبه بها بدون أن تدري هي عن ما يختلج في قلبه، ، وكان والدها رجلًا كريمًا ويعرفه بداح من تعامله معه، فقرر بينه وبين نفسه خطبتها.

وحين جاء موسم الأمطار رحلت قبيلة الفتاة إلى مرابعها وعادوا إلى منازلهم , وبعد فترة لحق بهم بداح العنقري ليخطبها من والدها وتبعهم ونزل ضيفًا على والدها الذي أحسن استقباله وقام بواجبه فالرجل شهم كريم وبداح يستحق حسن الاستقبال لما له من أفضال على تلك القبيلة.

وبعد أن قام والد الفتاة بواجب الضيافة ثلاث ايام فاتحه بداح برغبته بالاقتران بابنته طمعًا بنسبه، فلم يكن للوالد بد من الموافقة على طلب بداح ولكنه اشترط موافقة الفتاة أولًا لأن بداح سوف يأخذها للقرية إذا تزوج بها، ومن هنا كان لا بد من أخذ رأيها، وكانت الفتاة بالجزء الثاني من بيت الشعر بحيث أن بداح يسمعها فلم يكن بينهما سوى قاطع بيت الشعر الذي يفصل المجلس عن المخدع وهو لا يعزل الصوت، وكان بداح يسمع حوارها مع والدها.

قال لها الوالد: بداح يريد الزواج بك وسيأخذك لقريته فما رأيك؟

أجابت الفتاة: الحضري لي خيال نظره، زين تصفيح لا يصلح لي ولا أصلح له، وهي تعني أن أهل الحضر ذوو هيئة وملابس نظيفة فقط؛ لذا فهم لا يصلحون لها.

سمع بداح ما دار بين الوالد والفتاة يوم قالت ذي الكلمه ومير يشوم عنها وسكت

ولما عاد الوالد حاول أن يعتذر لبداح بأية طريقة، وقبل بداح عذره وشكره وطلب المبيت عندهم حتى الصباح ليعود ثانية من حيث أتى!

وفعلًا بات عندهم تلك الليلة.

وفي الصباح الباكر وقبل رحيل بداح حصل أن أغار قوم على أهل الفتاة وأخذوا حلالهم كله وابتعدوا به، فصاح الصياح بالمضارب وهرع القوم للحاق بإبلهم وتخليصها من أيدي الغزاة

هذا كله وبداح جالس يشرب القهوة ولا يحرك ساكنًا، والفتاة تنظر إليه بازدراء، وهي تردد على مسامعه: الحضري خيال نظره! وهو لا يكترث لها

ولما جاء الضحى عادت فلول القوم منهزمة لم تستطع تخليص حلالها من أيدي الغزاة، في هذه اللحظة تناول بداح سيفه ورمحه وركب فرسه وأغار بطلب الغزاة وحيدًا، والفتاة تنظر إليه.

ولما جاء العصر عاد بداح وقد هزم الغزاة وحيدًا وأعاد الحلال كاملًا ومعه خيل الأعداء، وبعضهم مأسورين، فتعجبت القبيلة كلها من فروسيته وهو الضيف الذي لا يلزمه شرع البدو بمناصرة مضيفيه إلا من باب النخوة، شعرت الفتاة بالخجل لما قالته له فوقفت تزغرد له وكأنها تعتذر وتقول قبلت الزواج بك ولما وقف بالقرب منها أنشد هذه الأبيات التاليه الي تجمع بين الحكم والفخر والغزل

الله لحد يا ما غزينا وجينا
ويا ما ركبنا حاميات المشاويحْ

ويا ما على أكوارهن اعتلينا
ويا ما ركبناهن عصير مراويح

ويا ما تعاطينا الهنادي يدينا
ويا ما تقاسمنا حلال المصاليح

وراك تزهد يا اريش العين فينا
تقول خيال الحـضـر زين تصفيح

ترى الظفر ماهوب للظاعنينا
قسم وهو بين الوجيه المفاليح

البدو واللي بالقرى نازلينا
كلٍّ عطاه الله من هبة الريح

يوم الفضول بحلّتك شارعينا
والشلف باخوان كسواة الزنانيح

يوم انجمر رمحي خذيت السنينا
وادعيت عنك الخيل صمٍّ مدابيح

الصدق عندك كان ما تجحدينا
هيا عطينا الصدق ياهابّة الريح

هيا عطينا الصدق هيا عطينا
وان ما عطيتناه والله لاصيح

لاصيح صيحة من غدا له جنينا
والا خلوجٍ ضـيعوها الـسـراريح

يا ابو نهيدٍ صنع فنجال صينا
عنهن جديد الثوب غادٍ شـراريح

يا عود ريحان بعرض البطينا
ومن اين ما هب الهوا فاح له ريح

لا خوخ لا رمان لا طلع تينا
لا مشمش البـصـرةْ ولا هم تفافيح

وخدٍ كما قرطاسةٍ في يمينا
وعيون نجلٍ للمشقى ذوابيح

سخفٍ ولطفٍ بانهزاع ولينا
ياغصن موزٍ هزّعه ناسم الريح

يقول الراوي:

لما أكمل العنقري قصيدته وسمعت الفتاة كلامه كما سمعه أبناء قومها أهدت نفسها إليه زوجة، فرفضها كما رفضته هي من قبل وعاد من حيث جاء وتركها تعض أصابع الندم حيث لا يجدي

ومير تقوم البنت وتقول يبه يحرمون علي الرجال غير بداح قال له الابو وانتي تحرمين عليه من بد بنات ادم

وتقوم البنت من غير شعور وتلحقه يوم انهم مشو وراها يبون يردونها ومير يلقونها ميته

المهم جاء ابو البنت ودفنها ……

البنت الي توفت لها اخت اجمل منها والاخت ذي قالت لابوها يابه الي ذبح اختي ابي اذبحه

قال الابو ابوك وش تذبحينه به ذا محد ينطحه تبين تذبحينه انتي؟؟؟؟؟؟؟

قالت لا مالك دخل انت حطني في بيت قدام قصر العنقري بثرمدا .

وافق الابو وفعلا سكنو قدامه

العنقري صار كل ماطلع مع قصره تجي البنت وتكشف له محاسنها ويوم بعد يوم العنقري حب البنت لكن هي لها مقصد ثاني الي هو تبي تولعه وبعدين تتركه وتجحده

العنقري جاه مرض الحب الله يكفينا شره

واشتد عليه المرض الين ماجاء احد جماعته اسمه علي .

واخذه لراس ضلع ماهوب بعيد عن الديره يوم بدأ العنقري يونس الموت وعلي حمى المخاطر يبي يكويه يحسب الي به الوثاب والوثاب مرض معروف .

ومير يقوم العنقري ويقول البيتين ذولي الي هن اخر ماقال بالدنيا

يا علي هذا الموت ماهوب وثاب
مير الله الله على الكفن والرهابه

وليا حملتوني على اللوح والباب
بالك تحرمن وقفتن عند بابه

واذا توايق الزين وضاح الانياب
قله توفى العنقري ياسفابه

ذا صاحبي ماهو لغيري بعجاب
وليا شافني قامت تلاعج عذابه

وليا شاف احد تغبى ورى الباب
وليا شافني ما فوق راسه رمى به

ويقول بعض الرواة أن بداح بعد أن أنهي قصيدته ركز رمحه ورمى نفسه عليه وانتحر

ولكن هذه الرواية لا أميل لتصديقها لأنه ليس هناك مبرر لانتحاره فقد تكون الفتاة هي المنتحرة حيث أن هناك سببًا ومبررًا أما فارس مثله فلا أتصور أن يستسلم لليأس بهذه السهولة.

ملاحظة / هالسالفة لها أكثر من رواية تختلف بتفاصيلها الدقيقة لكن مضمونها واحد .

معاني كلمات القصيدة

 الله لحد : قسم بوحدانية الله .
حاميات المشاويح : الخيل سريعة الانطلاق .
اكوارهن اعتلينا : ركبنا ظهورهن .
مراويح : عائدات وقت العصر .
الوجيه المفاليح : رجال الفلاح .
هبة الريح : يقولون فلان هاب ريح أي حرك وهي صفة شجاعة .
الشلف : جمع شلفا عود برأسه حربه .
ينحونك : يبعدونك . نحّى : أبعد .
انجمر : انكسر .
السنين : السيف من رهافة حده .
صم مدابيح : عن هزيمته للخيل وعودتها لا تصهل ثانية رؤوسها وكأن ها صمما .
الخلوج : الناقة فاقدة الجنين .
السراريح : جمع سراح وهو الراعي الذي يسرح بالإبل .
البطين : السهل المحاذي للهضاب .
المشقا : مأخوذة من الشقا ويعني المحب .
هزعه : أماله .