قصة قصيدة الناس عليك ياريم

قصة قصيدة الناس عليك ياريم من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية

القصيدة لأحد أعلام الشعر التهامي اليمني في أواخر القرن العاشر الهجري وأول القرن الحادي عشر، إنه (الفقيه/ أبو بكر بن عبد القادر بن علي بن عبد الله مهير)، شاعرنا مهير ولد سنة 978هـ بقرية الحمرانية الواقعة بين حيس وزبيد الذي استطونها وتتلمذ على العديد من علماءها حتى أصبح من أعلام فقهائها وفيها توفي سنة 1059هـ.

والقصيدة ليس لها قصة بل هي خيال شاعر حيث يبدو ان الشاعر مهير كان متأثرا بقصائد الشاعر اليمني المشهور محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين بن يحيى الكوكباني المولود في مدينة كوكبان شمال غرب صنعاء والمتوفي سنة 1016هـ ويعتبر من افضل منظمي الشعر الحميني وكان يتغنى في أشعاره بالجمال والحب واعتزل الصراعات السياسية التي انخرط فيها أفراد عائلته وفضل عليها مجالس الطرب والشعر وقصائده في أغلبها نابعة من تجربة حب ذاتية

وكتب أبو بكر بن مهير قصيدته النونية على منوال قصيدة ابن شرف الدين التي مطلعها:

عليك سموني وسمسموني

وبالملامه فيك عذّبوني

وجردوا المصحف وحلّفوني

وقصدهم بالنار يحرقوني

حلفت ما حبّك فكذّبوني

وقبل ذا كانوا يصدّقوني

هم يحسبوني أضمرت في يميني

فقلت الله بينهم وبيني

حلفت لما أبدوا شجن ووسواس

وأجروا من الدمع الغزير أجناس

ياذا الذي سميتموه على الراس

قلتم بأنه بدر جنح الأغلاس

ما أراه إلا مثل سائر الناس

لو كنت أحبه ما علي من باس

أنساه وأنتم به تذكّروني

لا تظلموه بالله وتظلموني

قالوا فمالك حين تراه تخجل

يصفرّ وجهك إن بدى وأقبل

وتستحي يوم تذكره وتفشل

يغيب حسّك إن ذكر وتذهل

وانت قالوا عليه اليوم تغزّل

غزل رقيق في كل حين يقبل

قروا بخطّك له غزل حميني

يهزّ حتى قامة الرديني

فقلت خلوا ذا الكلام بالله

كلام يورث للصغير خجله

كلام يخجل راعي الأشلّه

مغير شمس الأفق والأهلّه

تكايدوه عاده صغير أبله

شأحمل لكم حاجه عليّ سهله

خلوا لكم كيده وكايدوني

تعاندوه بالله عاندوني

هو يرحمه قلبي لصغر سنّه

ماهو شفق في مبسمه وعينه

وأنتم تقولوا أعشقه لحسنه

وان قدّه غرّني بغصنه

حسنه لنفسه وايش عليّ منه

كيف أعشقه والهجر صار فنّه

قالوا كذب والا تصدقوني

وان لكم قدره فقيدوني

ياخل جيرانك شواني أعداء

قد ذوقوني المرّ فيك والداء

يشنوك ويشنوني صحيح جدا

يشنوك كما حسنك بديع مفدّى

داريتهم في عشقك فما أجدى

انه إذا أرهب بالذي تبدى

وأنا كما أنا عاشقك شنوني

ما شان في جدي وفي مجوني

مالي مع الناس ايش علي منهم

شأصبر على أقوالهم وشأحلم

والله ما قط أسأل عنهم

أخافهم في عشقتك فخفهم

وأنا كذا من يوم أنا ويوم هم

قد جرّعوني في المحبّه السم

شاقول منيع لله يتركوني

ولا عليهم عزتي وهوني

قالوا عشق هو عيب من تعشّق

قالوا فؤآدي بالهوى معلّق

قالو لمه قلبي عليه يحرق

من سكر حبه ما صحا ولا افرق

ومالعيني بالدموع تغرق

ونهرها فوق الخدود مطلق

الدمع دمعي والعيون عيوني

وما عليهم من بكاء جفوني

فشاعرنا مهير يقول:

الـنـاس عليك يا خل أقلقوني

وعـارضـوا بإسمك وسائلوني

فـقـلـت مـاذا الإسم عرفوني

ذا إسـم مـن لا تعرفه عيوني

قـالـوا رأوه الناس يوم عندك

وفـي يـده شـعـراً بخط يدك

وزاد وضـع خـده بـجنب خدك

وأنـت تـجـني خمره المديني

فـقـلـت حـاشى الله ما رأيته

إلا عـسـى في النوم قد رأيته

ولا نـعـم يـومـاً بجنب بيته

مـريت عليه والناس ينظروني

شـاقـسم بحق الله لست أعرف

قالوا تعال إحلف فقلت ما أحلف

عاد في زبيد دوله وشرع منصف

إن كـان لـكم دعوى فقابلوني

قـالـوا وقـلنا قلت ربي أخبر

مـاقـد فـعلت اليوم شي منكر

كـم مـن فقيه يعشق وقد تعذر

أمـا أنـا مـا قـلت فإعذروني

بالله خـلـوا خـلـي المربرب

يـسير في تيهه يخوض ويلعب

لا عـاد يـسمع ذا الكلام يتعب

إذا تـعـب خـلي التعب يجيني

بالله اتـركوه عاده صغير جاهل

خـلـوه يـلـعب خارج المنازل

فـي صـدره الألـواح والهياكل