قصة أسماء بنت عميس

قصة أسماء بنت عميس من سلسلة قصص نساء عظيمات في التاريخ الإسلامي
asma bint umais story

أسماء بنت عميس الخثعمية صحابية كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبي بكر الصديق ثم لعلي بن أبي طالب. هاجرت أسماء للحبشة ثم إلى يثرب، لذا فتُكنّى «صاحبة الهجرتين».

نسبها

اسمها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن خثعم بن أنمار، وتكنى بأم عبد الله. وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، وأختها لأبيها وأمها سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب، وإخواتها لأمها أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة ولبابة الكبرى بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب.

سيرتها

أسماء بنت عميس رضي الله عنها أسلمت في بداية الدعوة قبل دخول رسول الله دار الأرقم، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها ابن عم رسول الله جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهي عروس وكان لزوجها جعفر موقف عظيم دخل بسببه ملك الحبشة النجاشي في الإسلام، وعاشت في الحبشة مع زوجها وأنجبا 3 أولاد عبد الله وعون ومحمد، ولم يرجعا إلا ورسول الله قد فرغ من فتح خيبر سنة 7 هـ ففرح بهم رسول الله أيما فرح وقال: «والله ما أدري بأيّهما أنا أشد فرحاً، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟»، وقسم لهم من غنائم خيبر
ولما قتل جعفر بمؤتة سنة 8 هـ، بعد ذلك تزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان، فولدت له محمد ، توفي أبو بكر عنها سنة 13 هـ، وأوصى بأن تُغسّله أسماء. ثم تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى ، وعون ، وفي رواية: ومحمد، وظلت معه حتى وفاته.وقد روت أسماء بنت عميس عن النبي بعض الأحاديث، وروى عنها ابنها عبد الله بن جعفر وابن أختها عبد الله بن شداد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والشعبي والقاسم بن محمد بن أبي بكر
وتوفيت أسماء سنة 38 هـ، وقيل: بعد سنة 60 هـ.

صاحبة الهجرتين

كان الناس يتنافسون بخدمة دين الله تعالى، فجاء سيدنا عمر بن الخطاب وقال لأسماء: (يا حبشية، سبقناكم بالهجرة).

فأجابته: (لقد كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويُعلّمُ جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله)، فأتته، فقال: «للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان».

فسرّت لذلك أيما سرور، وفي هذا درس يعلمنا إياه رسول الله، ابحث عن الخير في كل إنسان، وامدحه به لتحفّزه على البذل والعطاء.

أسماء زوجة العظماء

عاشت أسماء مع زوجها جعفر وأولادهما في المدينة، ثم كانت معركة مؤتة التي كان سيدنا جعفر أحد القادة الثلاث الذين عيّنهم رسول الله، وأثناء المعركة جاء الوحي يخبر رسول الله باستشهاد جعفر وبأن الله أبدله بيديه اللتين قطعتا في المعركة جناحين يطير بهما في الجنة: فسمي (جعفر الطّيّار).
ثم جاء رسول الله إلى بيت جعفر، وكانت أسماء قد استعدّت لاستقبال زوجها وهيّأت أطفاله، فضمهم رسول الله وجعل يبكي، فقالت: (يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء؟)، قال: نعم لقد استشهد، فصرخت حزناً، فواساها رسول الله صلى الله عليها وسلم وأمرها بالصبر.
ولما انقضت عدّتها تقدم لخطبتها الصديق أبو بكر رضي الله عنه، فقبلت وأنجبت له: (محمد بن أبي بكر الصديق)، وعاشت معه حتى توفي رحمه الله، ثم تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ورزق منها بولديه: (يحيى وعون)، هذه الزيجات الثلاث تدل على المكانة الرفيعة التي كانت تحظى بها رضي الله عنها.

المصدر : الدكتور طارق السويدان