قصة آسية زوجة فرعون

قصة آسية زوجة فرعون من سلسلة قصص نساء عظيمات في التاريخ الإسلامي
asiya wife of pharaoh story

آسِيَة بنت مُزاحِم هي امرأة فرعون التي تلقت النبي موسى من اليم وآمنت به وأسندت رضاعته لأمه. عاشت في أعظم القصور في ذلك الزمن، يخدمها العديد من الجواري والعبيد، أما زوجها فرعون فقد طغى وتجبر، ونصب نفسه إلهاً وأمر شعبه أن يعبدوه ويقدسوه ولا أحد سواه، وأن ينادوه بفرعون الإله، وكانت آسيا قد تلقت النبي موسى من اليم، وأقنعت فرعون بالاحتفاظ به، وتربيته كابن لهما، في البداية لم يقتنع بكلامها، ولكن إصرارها جعله يوافقها الرأي وعاش النبي موسى معهما وأحبته حب الأم لولدها.

مكانتها في الإسلام

يقول ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية»:

«وذكر المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه، فلم يتجاسرون على فتحه، حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون: آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد، الذي كان ملك مصر في زمن يوسف. وقيل: إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى. وقيل: بل كانت عمته، حكاه السهيلي، فالله أعلم. فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب، رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية، والجلالة الموسوية، فلما رأته ووقع نظرها عليه، أحبته حبًا شديدًا جدًا، فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه. فاستوهبته منه ودفعت عنه وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ فقال لها فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا. أي: لا حاجة لي به والبلاء موكل بالمنطق. وقولها: عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا سورة القصص:الآية 9، وقد أنالها الله ما رجت من النفع، أما في الدنيا فهداها الله به، وأما في الآخرة فأسكنها جنته بسببه. أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وذلك أنهما تبنياه؛ لأنه لم يكن يولد لهما ولد. قال الله: وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أي: لا يدرون ماذا يريد الله بهم، حين قيضهم لالتقاطه من النقمة العظيمة بفرعون وجنوده، وعند أهل الكتاب: أن التي التقطت موسى دربتة ابنة فرعون، وليس لامرأته ذكر بالكلية.»

في القرآن

ذكرها القرآن مثالًا للنساء المؤمنات، جاء في سورة التحريم: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ سورة التحريم، الآية 11

في السنة النبوية

قال أحمد بن حنبل:
«حدثنا يونس حدثنا داود بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله في الأرض أربعة خطوط وقال: ” أتدرون ما هذا؟ ” قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله: ” أفضـل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون “.

ورد في الصحيحين من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري
«عن النبي قال: ” كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام “.

تعذيب فرعون لها

هان على آسية امرأة فرعون ملك الدنيا ونعيمها، فكفرت بفرعون وألوهيته، فعذبها زوجها فصبرت حتى الموت، وقد ذكر ابن جرير الطبري تعذيب فرعون لها وقال:«كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس، فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة، وكانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت برب موسى وهارون، فأرسل إليها فرعون فقالت: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته، فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت بيتها في الجنة، فمضت على قولها، وانتزع روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح»

 مع الخالدة اسيه

قال تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
[التحريم:11]
– حلقة فى سلسلة تكريم القرآن للمرأة ففى كتاب الله سورة باسم ” النساء ” ، وسورة باسم امرأة ” مريم ” ، وآيات نزلت فى مخدع امرأة ” عائشة ” ، وآيات تنزل لتبرأها ، وقرآن ينزل ليزوج امرأة ، وعشرات الآيات التى تبين حقوقها وواجباتها .
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للرجال
– وها هى ذى امرأة كرمها القرآن ، خلد ذكرها المنان ، فى آية تتلى ما بقى الجديدان ، ضرب الله – عز وجل – بإيمانها المثل . إنها آسية – امرأة فرعون – السراج الذي أضاء في ظلمات القصر ، آسية التى غزا الإيمان قلبها ، وملك عليها أمرها .
– يرتفع قدر هذه المرأة أضعافاً ، وتعلو مكانتها علواً بمجرد أن يقع طرف البصر على الآية التى تليها حيث إفرادها بالذكر مع مريم ابنة عمران.
وهما الاثنتان نموذجان للمرأة المتطهرة المؤمنة المصدقة القانتة يضربهما الله لأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمناسبة الحادث الذي نزلت فيه آيات صدر السورة , ويضربهما للمؤمنات من بعد في كل جيل .

 فى ظلال الآية

قال تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
– ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ) وضرب الله مثلاً لحال المؤمنين- الذين صدَّقوا الله ، وعبدوه وحده ، وعملوا بشرعه ، وأنهم لا تضرهم مخالطة الكافرين في معاملتهم – بحال زوجة فرعون التي كانت في عصمة أشد الكافرين بالله ، وهي مؤمنة بالله .
– ( إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) حين قالت: رب ابْنِ لي دارًا عندك في الجنة .
قال ابن القيم: فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في الجنة فإن الجار قبل الدار.
– ( وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ) خلصني من طغيان فرعون وتعذيبه وعمله الشنيع .
– (وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وخلصني من القوم التابعين له في الظلم والضلال ، ومن عذابهم .
– وجاءت هذه الآية والتى تليها مثلين لمؤمنتين صادقتين عاشتا فى بيئة كفر ( آسية ومريم ) بعد ذكر مثلين لامرأتين كافرتين خائنتين عاشتا فى بيئة نبوة ( امرأتي نوح ولوط ) تعريضاً بامرأتين ( أمى المؤمنين عائشة وحفصة ) لما تظاهرا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان الترهيب بذكر مثل الكافرتين ، فإن صدرت منهما معصية ، لن يفيدهما كونهما من زوجات النبي لدفع العذاب ، ثم ذكر مثل المؤمنتين ترغيباً في التمسك بالطاعة والثبات على الدّين ، وحثاً للمؤمنين على الصبر في الشدة ، كصبر آسية على أذى فرعون ، وصبر مريم على أذى اليهود واتهامها بالفاحشة ، فصبر المؤمن والمؤمنة على الأذى ينجي من القوم الظالمين ، والتقرب إلى اللّه يكون بالطاعات .
قال تعالى : (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) [التحريم4:-5]
وقال تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) [التحريم:10-12]

 مثل للاستعلاء على عرض الحياة الدنيا

– دعاء امرأة فرعون وموقفها مثل للاستعلاء على عرض الحياة الدنيا في أزهى صورة .
امرأة فرعون أعظم ملوك الأرض يومئذ . في قصر فرعون أمتع مكان تجد فيه امرأة ما تشتهي . . ولكنها استعلت على هذا بالإيمان . ولم تعرض عن هذا العرض فحسب , بل اعتبرته شراً ودنساً وبلاء تستعيذ بالله منه . وتتفلت من عقابيله , وتطلب النجاة منه !
– هي امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية . . وهذا فضل آخر عظيم . فالمرأة أشد شعوراً وحساسية بوطأة المجتمع وتصوراته . ولكن هذه المرأة . . وحدها . . في وسط ضغط المجتمع , وضغط القصر , وضغط الملك , وضغط الحاشية , والمقام الملوكي .
– في وسط هذا كله رفعت رأسها إلى السماء . . وحدها . . في خضم هذا الكفر الطاغي !
– نموذج عال في التجرد لله من كل هذه المؤثرات ، وكل هذه الأواصر , وكل هذه المعوقات , وكل هذه الهواتف . تحدت آسية زوجها، وشمخت بإيمانها، ولم تفتنها الدنيا ومباهجها.

وخلدها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

– لله درُك يا آسية ! لقد خلدك القرآن – كلام ربي أعظم كتاب – وها أنت على درب الخلود سائرة ، ولم لا ؟! وقد مدحك أعظم الخلق ، ذُكرتِ على لسان أفصح الخلق محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فتارة يشهد لك بتمام فضلك وكمال عقلك ، وتارة يروى مشهد عذابك ، وملحمة صبرك وثباتك .
– عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ” [متفق عليه]
– عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ” . [أحمد والترمذي]
– عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ ، قَالَ: ” تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ ” فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : ” أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ” .
[أحمد والحاكم]
– عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة فقالت : ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) فكشف لها عن بيتها في الجنة .
[رواه أبو يعلى فى مسنده ، وقال بركة الزمان وحسنة الأيام الألبانى : و هو في حكم المرفوع ؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي]
وفى رواية : عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ: ” كَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ تُعَذَّبُ بِالشَّمْسِ ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عنها أَظَلَّتْهَا الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، فَكَانَتْ تَرَى بَيْتَهَا مِنَ الْجَنَّةِ ” .
[ رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ]
وفى رواية : عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : ” وَتَّدَ فِرْعَوْنُ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جعَلَ عَلَى بَطْنِهَا رَحًى عَظِيمَةً حَتَّى مَاتَتْ ” .
[ رواه البيهقي فى شعب الإيمان / بَابٌ فِي شُحِّ الْمَرْءِ بِدِينِهِ حَتَّى يَكُونَ الْقَذْفُ فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ ]
– حُق لك أن يخلد ذكرك فى كتاب الله ، وسنة نبيه ، ما أرجح عقلك ! ما أكمله ! حين آثرت الباقية على الفانية ، وكأنك فى آتون المعاناة المريرة ، والمأساة المريعة ترددين بلسان الحال : الدنيا … ظل غمام وحلم نيام ، من عرفها ثم طلبها فقد أخطأ الطريق ، وحرم التوفيق ، والآخرة … يقظة وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قد أبت علىَّ نفسي إلا أن أدخل الجنة فبعتُ لله نفسي واللهُ اشترى .