قصة أم كلثوم بنت محمد ابنة الرسول

قصة أم كلثوم بنت محمد ابنة الرسول من سلسلة قصص نساء عظيمات في التاريخ الإسلامي
umm kulthum bint muhammad story

أمّ كُلثُوم بنت محمد بن عبد الله هي ثالث بنات النَّبي محمد من زوجته خديجة بنت خويلد بعد زينب ورقية. زوجها النبي لعثمان بن عفان بعد أن طلقها عتيبة بن أبي لهب بغضا لأبيها وبعد أن أمره أبوه بذلك.، وُلدت قبل البعثة النبوية بست سنوات، وأدركت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتُوفيت سنة 9 هـ عند زوجها عثمان بن عفان وعمرها يومئذٍ 27 عامًا.

حياتها

وُلدت أمّ كُلثُوم في مكة سنة 19 ق.هـ الموافق 604 أي قبل بعثة النبي محمد بست سنوات، وعمره يومئذٍ أربعةٍ وثلاثين عامًا. تزوّجها ابن عم أبيها عتيبة بن أبي لهب، ولمّا بُعث النَّبي محمد، أسلمت أم كلثوم وبقي زوجها على دينه، ولمّا أُنزلت سورة المسد في ذم أبي لهب وزوجته، أجبر أبو لهب ابنه عتيبة على طلاق أم كلثوم ولم يكن قد دخل بها. وتروي كُتب السير أنّ عتيبة لمّا فارق أم كلثوم جاء إلى النبي محمد قائلاً: «كفرت بدينك، وفارقت ابنتك، لا تحبنى ولا أحبك»، ثم سطا عليه وشق قميصه وهو خارج للشام تاجرًا، فدعى عليه النبي محمد بقوله: «أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه»، فلمّا خرج في تجارته هجم عليه أسد فافترسه.هاجرت مع النبي محمد إلى المدينة المنورة مع أختها فاطمة الزهراء وغيرها من أهل النبي محمد، تزوّجها عثمان بن عفان سنة 3 هـ بعد وفاة زوجته رقية بنت محمد سنة 2 هـ، وكان نكاحه لها في شهر ربيع الأول، وبنى بها في شهر جمادى الثاني سنة 3 هـ، وتُوفيت عنده ولم تلد له ولد. وقبل زواجها من عثمان كان عمر بن الخطاب قد عرض على عثمان أن يزوّجه من ابنته حفصة، فسكت عثمان عنه لأنّه قد سمع النبي محمد يذكرها، فلمّا علم النبي محمد بذلك قال: «ألا أدل عُثْمَان عَلَى من هُوَ خير له منها؟ وأدلّها عَلَى من هُوَ خير لَهَا من عُثْمَان؟» فتزوج النبي محمد حفصة وزوّج عثمان أم كلثوم، وقال النبي محمد أيضًا: «ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلّا بوحي من السّماء».

شرف نسب أم كلثوم

السيدة أم كلثوم هي بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد.

تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بُعث رسول الله ، وأنزل الله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ} [المسد: 1]،  عن قتادة بن دعامة قال: تزوج أم كلثوم بنت رسول الله عتيبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب, فلما أنزل الله U: {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ} [المسد: 1], قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة: رأسي من رأسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد, وقالت أمهما بنت حرب بن أمية وهي حمالة الحطب: طلقاهما يا بني فإنهما قد حبتا فطلقاهما.

وأم كلثوم أسن من رقية ومن فاطمة. وخالفه غيره والصحيح أنها أصغر من رقية؛ لأن رسول الله زوج رقية من عثمان، فلما توفيت زوجه أم كلثوم, وما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى والله أعلم.

قصة إسلام أم كلثوم

أسلمت أم كلثوم حين أسلمت أمها، وبايعت رسول الله مع أخواتها حين بايعه النساء، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله .

خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي مع فاطمة وغيرها من أولاد النبي فتزوجها عثمان بن عفان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.

من مواقف أم كلثوم مع الرسول

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أم كلثوم بنت النبي أنها قالت: يا رسول الله، زوجي خير أو زوج فاطمة؟ قالت: فسكت النبي ثم قال: “زوجك ممن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله”، فولت، فقال لها: “هلمي ماذا قلت؟”، قالت: قلت: زوجي ممن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، قال: “نعم، وأزيدك دخلت الجنة فرأيت منزله, ولم أر أحدًا من أصحابي يعلوه في منزله”.

زواج أم كلثوم

لما توفيت رقية بنت رسول الله خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله وكانت بكرًا وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.

وروى سعيد بن المسيب أن النبي رأى عثمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفان فقال له: “ما لي أراك مهمومًا”, قال: يا رسول الله, وهل دخل على أحد ما دخل علي، ماتت ابنة رسول الله r التي كانت عندي وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك. فبينما هو يحاوره إذ قال النبي : “يا عثمان هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها”. فزوجه إياها.

لما زوج النبي بنته أم كلثوم بعثمان قال لها: “إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد”.

وتقول أم عياش: إن رسول الله قال: “ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء”.

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال لعثمان: “يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها”.

وفاة أم كلثوم

توفيت أمّ كُلثُوم في شهر شعبان سنة 9 هـ الموافق 630، وصلّى عليها النبي محمد بنفسه، وجلس على قبرها وعيناه تذرفان، ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد وغسّلتها أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب، وشهدت أم عطية الأنصارية غسلها

وعن أم عطية قالت: دخل علينا رسول الله ونحن نغسل ابنته أم كلثوم. فقال: “اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر, واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور, فإذا فرغتن فآذنني”, فلما آذناه, فألقى إلينا حقوه, وقال: “أشعرنها إياه”.

وعن أبي أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله في القبر قال رسول الله : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55], ثم لا أدري أقال: “بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله” أم لا.

وعن أنس: رأيت النبي جالسًا على قبرها -يعني أم كلثوم- وعيناه تدمعان فقال: “فيكم أحد لم يقارف الليلة”. فقال أبو طلحة: أنا, قال: «فانزِل في قبرِها» فنزلَ في قبْرِها فقبَرَها.