عمة الرسول صفية بنت عبد المطلب
قصة عمة الرسول صفية بنت عبد المطلب
صَفِيَّة بنت عبد المطّلب بن هَاشِم القُرَشية الهاشمية (وُلدت سنة 53 ق.هـ – تُوفيت سنة 20 هـ المُوافقة للعام 640/641م) صَّحابية وشاعرة، وعمّةُ النبي محمد، وشقيقة حمزة بن عبد المطلب لأبيه وأمه، وأمّ الصحابي الزبير بن العوام المُلقب بـ«حواري رسول الله».
وُلدت صَفِيَّةَ في مكة ونشأت بها.
تزوجت في الجاهلية من الحارث بن حرب بن أمية، ثّم تزوجها العوام بن خويلد فأنجبت له الزبير بن العوام، وقُتِل العوام في حرب الفِجار. أسلمت صفية، وبايعت رسول الله، وهاجرت إلى المدينة.تذكر بعض المصادر أن صفية شهدت مع النبي المشاهد كلها، وعاشت إلى خلافة عمر بن الخطاب، وتُوفِّيت في خلافته سنة 20 هـ، ودُفنت بالبُقِيع،
وتُعدّ من رواة الحديث النبويّ.
نسبها
هي: صَفِيَّةَ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ بْن هَاشِمِ بْن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ
بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.أمها: هالة بنت وُهَيب وقيل: بنت أهيب وَيُقال بنت وهْب بن عَبْد مَنَاف بن زهْرة بن كِلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وصفية هي شقيقة حمزة، والمُقَوّم، وحَجْل بني عبد المطلب.
حياتها قبل الإسلام
ولادتها ونشأتها
وُلدت صَفِيَّةَ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ في مكة، قبل الهجرة بثلاثة وخمسين عامًا،
نشأت في بيت والدها عبد المطلب بن هاشم الذي كان من سادات قريش وكانت له الرئاسة في قومه، وكان في قومه شريفًا وشاعرًا، ولم يدرك الإسلام.ولما حضرت عبد المطلب الوفاة، وعرف أنه ميت جمع بناته، وكن ست نسوة: صفية، وبرة، وعاتكة، وأم حكيم البيضاء، وأميمة، وأروى، فقال لهن: «ابْكِينَ عَلَيَّ حَتَّى أَسْمَعَ مَا تَقُلْنَ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». فَقَالَت صفيّة بنت عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَبْكِي أَبَاهَا:
أَرِقْتُ لِصَوْتِ نَائِحَةٍ بِلَيْلٍ عَلَى رَجُلٍ بِقَارِعَةِ الصَّعِيدِ
فَفَاضَتْ عِنْدَ ذَلِكُمْ دُمُوعِي عَلَى خَدِّي كَمُنْحَدِرِ الْفَرِيدِ
عَلَى رَجُلٍ كَرِيمٍ غَيْرِ وَغْلٍ لَهُ الْفَضْلُ الْمُبِينُ عَلَى الْعَبِيدِ
عَلَى الْفَيَّاضِ شَيْبَةَ ذِي الْمَعَالِي أَبِيكِ الْخَيْرِ وَارِثِ كُلِّ جُودِ
صَدُوقٍ فِي الْمَوَاطِنِ غَيْرِ نِكْسٍ وَلَا شَخْتِ الْمَقَامِ وَلَا سَنِيدٍ
طَوِيلِ الْبَاعِ أَرْوَعَ شَيْظَمِيٌّ مُطَاعٍ فِي عَشِيرَتِهِ حَمِيدٍ
رَفِيعِ الْبَيْتِ أَبْلَجَ ذِي فُضُولٍ وَغَيْثِ النَّاسِ فِي الزَّمَنِ الْحَرُودِ
كَرِيمِ الْجَدِّ لَيْسَ بِذِي وُصُومِ يَرُوقُ عَلَى الْمُسَوَّدِ وَالْمَسُودِ
عَظِيمِ الْحِلْمِ مِنْ نَفَرٍ كِرَامٍ خَضَارِمَةٍ مَلَاوِثَةٍ أُسُودٍ
فَلَوْ خَلَدَ امْرُؤٌ لِقَدِيمِ مَجْدٍ وَلَكِنْ لَا سَبِيلَ إلَى الْخُلُودِ
لَكَانَ مُخَلِّدًا أُخْرَى اللَّيَالِي لِفَضْلِ الْمَجْدِ وَالْحَسَبِ التَّلِيدِ
وقالت صفية ترثي أخاها الزبير بن عبد المطلب:
بكَي زبيرَ الخيرِ إذ ماتَ إنْ كنتِ على ذي كرمٍ باكيهْ
لو لفَظتْهُ الأرضُ ما لُمتُها أو أصبحتْ خاشعةً عاريهْ
قدْ كان في نفسيَ أن أترُك الموتى ولا أُتبِعُهمْ قافيهْ
فلمْ أُطِقْ صَبْرًا على رُزئِهِ وجدتُهُ أقربَ إخوانيهْ
لو لَمْ أَقلْ مِنْ فيَّ قولًا لهُ لقَضَّتِ العَبْرةُ أضلاعيه
فهو الشامي واليماني إذا ما خضَّروا ذو الشّفرةِ الدّاميهْ
زواجها وأولادها
لمّا بلغت صفية مبلغ النّساء خطبها الحارث بن حرب بن أمية أخو أبي سُفيانَ بنِ حَرْبٍ،
فأنجبت له صَيْفِيَّ بْنَ الْحَارِثِ أو الصفياء بنت الحارث، ثم مات الحارث فتزوج صفية العوام بن خويلد بن أسد أخُو خديجةَ بنتِ خُوَيْلِد، فأنجبت له الزبير بن العوام، والسائب بن العوام، وأم حبيب بنت العوام، وعبد الكعبة بن العوام. وقيل: إن العوام تزوجها أولًا، وليس بشيء.وقد قُتِل العوام بن خويلد في حرب الفجار قتله مُرَّة بن مُعتِّب الثقفيّ، وقال رجل من ثقيف متباهيًا بمقتله:
منَا الذي ترك العوَّام مُنْجدلًا تَنتابه الطيرُ لحمًا بين أَحجارِ
كانت صفية تكني ابنها الزبير بن العوام أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب.
وكانت تضربه وهو صغير وتُغلِظ عليه، فعاتبها عمه نوفل بن خويلد وقال: «ما هكذا يُضرب الولد؛ إنك لتضربينه ضَرْب مُبْغضةٍ» فقالت:
مَنْ قَالَ إِنِّي أُبْغضه فقد كـذب وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَـي يَلَبْ
وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِـي بَالسَّلَبْ وَلا يَكُن لِمَالِهِ خَبْأٌ مُخَبْ
وقاتلَ الزّبيرُ رجلًا بمكّة، فكَسَرَ يَدَهُ؛ وكان ما زال غلامًا، فحُمِلَ الرجل إلى صفيّة، فقالت:
كَيفَ رَأيْتَ زَبْرَا
أَأَقِطًا حَسِبْتَهُ أَوْ تمرا
أمْ مُشْمَعِلًا صَقْرَا؟
حياتها بعد الإسلام
إسلامها
أسلمت صفيّة، وبايعت رسول الله، وقال الذهبي: «وَمَا أَعْلَمُ هَلْ أَسْلَمَتْ مَعَ حَمْزَةَ أَخِيْهَا، أَوْ مَعَ الزُّبَيْرِ وَلَدِهَا»، وهي من عمات النبي محمد التي لم يُختلف في إسلامها ولكن اختلف في إسلام عاتكة، وأروى. قال ابن الأثير الجزري في كتابه «أسد الغابة»: «واختلف في عاتكة وأروى، والصحيح أنه لم يسلم غيرها».جاء في «صحيح مسلم» عن عائشة بنت أبي بكر قَالَتْ: «لما نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى الصَّفَا، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ»». فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه.وروى مسلم أيضًا عن أَبَي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، سَلِينِي بِمَا شِئْتِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا»».
هجرتها