قصة توبة الفنان حسن يوسف

قصة توبة الفنان حسن يوسف من سلسلة قصص التائبين

حسن يوسف (14 أبريل 1934  )، ممثل مصري، مثّل وأخرج العديد من الأفلام. اشتهر في الستينيات بأدوار “الولد الشقي”. اتجه للإخراج في السبعينيات حيث أخرج عدة أفلام مثّل في بعضها وشاركت في بطولة معظمها زوجته شمس البارودي. ومن تلك الأفلام ما اعترضت عليها رقابة المصنفات الفنية، مثل فيلم الجبان والحب. كما قدم عدة أعمال تليفزيونية ومسرحية أشهرها دوره في مسلسل ليالي الحلمية ودوره في مسلسل إمام الدعاة عن قصة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

حياته الشخصية

تزوج الفنان حسن يوسف في بداية حياته الأسرية من الفنانة لبلبة في عام 1964 وأستمر زواجهما 8 سنوات وانفصلا عام 1972 ، وبعدها في عام 1972 تزوج من الفنانة شمس البارودي ومازال حتي الان زواجهما مستمر.

ويتقلب حسن في زهوٍ بين المال والشهرة، ويتمتع بزهرة من الحياة الدنيا … فهو رائد من رواد الفن، عرف بأدواره الشقيّة، حبّ … معاكسات … مطاردات شبابية … وكل هذه الأدوار لا تنمّ عن شخصيته المتزنة الوديعة. ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يُدعى لأداء العمرة ممن أراد له الخير.

لقاء النور

ويزور حسن حرم المسجد النبوي الشريف، يدخله في وقت العشاء، ويقلب ناظرَيْه هنا وهناك بانتباه شديد لما يرى … إنه يرى البهاء والجلال، يرى الوجوه النيّرة.

ويجلس حسن إلى جانب شيخ مهيب ذي لحية بيضاء، يشتغل بذكر الله تعالى، ويتضرع إليه، ولم يلتفت ذلك الشيخ إلى حسن … وتقام الصلاة … حي على الصلاة … حي على الفلاح ويصلي حسن مع المسلمين…. ولكن ماذا بعد الصلاة؟
ينظر الشيخ إلى حسن فيعرفه ويستغرب وجوده بجانبه … وينطق لسان الشيخ ويقول.. يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم … مَنِ الشيطان؟ مَنِ الرجيم؟ وتدخل تلك الكلمات أذن حسن كالسهم المحمي، ويمسك بالشيخ قائلاً: هل أنا شيطان؟ هل تعرفني؟ ويقول الشيخ: رأيتك في بعض أعمالك تعلم الشباب الشقاوة … أنت تأكل من حرام وتشرب من حرام وتلبس من حرام.
وتبدأ علاقة حسن بالشيخ، ويصير للشيخ مثل ظله لا يفارقه إلا خارج المسجد، ينهل من حكمته ونُصحه.

متى القرار؟

وهنا يجد حسن نفسه أمام الأمر الواقع، أيستمر في أكل الحرام أم ماذا يعمل؟
ويستمر في عمله الفني بعد العمرة، فالقرار صعب، فهو مصدر رزقه ورزق أولاده. ويتابع أعماله الفنية، وتتدخل زوجته العفيفة شمس البارودي لتضيء في وجهه ومضات من نور … ماذا تمثل؟ ولمن تمثل؟ تمثل مع الفنانة فلانة وتعصي الله … ودبت بعدها كراهية هذا العمل في نفسه.

فصار حسن يتصور نفسه وكأنه يسير إلى حبل المشنقة، كلما همّ بتصوير مشهد تمثيلي، أو كأنه ينتظر حكم قاضٍ قد اعتلى منصة المحكمة، ليصدر عليه حكماً بإعدامه.

اتخاذ القرار

ويجلس بعدها مع الشيخ الشعراوي رحمه الله، يأخذ من فيض علمه وحكمته فيقول له: عليك يا حسن بأن تستغل موهبتك فيما يرضي الله وينفع الناس، ويتخذ حسن القرار الذي لا رجعة عنه … قرار التوبة والخروج من متاهات الفن وضلالاته.
وتهدأ نفس الأخ حسن وتقرّ عينه، بعد أن كانت لا تنام إلا بالمهدئات، فهنيئاً له هذه العودة الحميدة، ويتوب الله على من تاب.

وماذا بعد التوبة

ويأخذ حسن على عاتقه خدمة الدعوة الإسلامية، فصار يلقي محاضراتٍ هنا وهناك، يحذر الشباب فيها من الأفلام وأشرطة الفيديو، فقد توصّل – بعد دراسة مستفيضة – إلى أن من وراء هذه الأفلام والمسلسلات التي تقدّم للناس، مخططاً مرسوماً لتخريب عقول الشباب ودعوةً إلى انحرافهم. فنصح الشباب بعدم مشاهدة هذه الأعمال المفسدة.
وأخذ يقدّم أعمالاً متميزة ملتزمة للأطفال وللشباب فقدم مسلسل (مشرق النور) و (جند الخير) و (قطار المستغفرين) .