قصة إسلام الكوستاريكيه اليهودية ناتاشا

قصة إسلام الكوستاريكيه اليهودية ناتاشا كاملة مكتوبة

ناتاشا، سيدة نشأت لأب يهودي وأم مسيحية في كوستاريكا وعاشت بسبب ذلك في دوامة البحث عن الله في كلا الديانتين. زارت اسرائيل عندما كان عمرها عشرين سنة، وبعد ذلك فضلت الأنتقال الى الولايات المتحدة وتزوجت هناك من رجل يهودي أرثوذوكسي، الا ان زواجها لم يستمر لاسباب دينية. تعرفت بعد ذلك على عدد من المسلمين المصريين وحصلت المفأجاة التي غيرت حياتها.

تقول الأخت ناتاشا: ” نشأت لاسرة نصف يهودية ونصف مسيحية في كوستاريكا. كنت أشعر دائما بالأمور الروحانية، الا ان قلبي كان يتطلع لشيء أعمق. أتذكر عندما كنتُ طفلة كيف كانت الأحلام تراودني، وكنت أشعر فيها بان الحياة تقترب الى الأيام الأخيرة مثل يوم القيامة، ولهذا السبب بدأت قراءة الكتاب المقدس من بدايته الى نهايته منذ سن الثانية عشر. أخترتُ في البداية المسيحية، وهي ديانة والدتي، على أمل ان تكون لي علاقة أوثق مع الله، ولكن جاءت العبارة التي غيرت حياتي: يجب عليك ان لا تصلي الا لله. شعرت في هذه العبارة كما لو انني كنت آثمه لفترة طويلة بالصلاة ليسوع المسيح عليه السلام بدلا من الله “.

تضيف الأخت ناتاشا: ” قررت بعد ذلك ترك ديانة والدتي المسيحية، وانتقلت الى ديانة والدي اليهودي، فبدأت أذهب الى الكنيس بالرغم من معارضة والدتي. لم أكن في الواقع أعرف شيئا عن الاسلام في ذلك الوقت، فقررت في وقت مبكر من عمري العشرين زيارة اسرائيل. انتقلت بعد ذلك الى مدينة نيويورك وفيها بدأت حياتي الجديدة مع تعاليم الديانة اليهودية. تزوجت من رجل يهودي أرثوذكسي، الا انه لم يتقبلني لان والدتي لم تكن يهودية، كما انني عشت معه في حالة من الارتياب والخوف، فانفصلنا عن بعضنا وفضلت الأنتقال الى كاليفورنيا. عشت في كاليفورنيا نمط الحياة اليهودية، وفي ذات يوم التقيت بعددا من المسلمين المصريين، وأصبحوا على تواصل معي، الا ان احدهم وأسمه عُمر كان ذو علاقة جيدة جدا معي”.

تكمل الأخت ناتاشا: “طلبت من عُمر ان اراه وهو يصلي عندما ذكر أمامي لأول مرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. رأيته بعد ذلك وهو يصلي، فتعلقت به، وكنت أعرف ان الاسلام لا يسمح للمسلمين بالزواج من خارج الدين: (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)، البقرة: 221. كانَ أبني الصغير من زواجي السابق شديد التعلق بعُمر، وكلما رأى عُمر وهو يصلي يشعر بالراحة والسلام الى درجة لا تصدق. وفي يوم من الأيام، طلبَ ابني ان اذن له بالصلاة مع عُمر، ولم أعترض على ذلك”.

وتقول الأخت ناتاشا: “سافرَ عُمر الى مصر لمدة أربعة اشهر لقضاء بعض الوقت مع أهله. بدأت خلال هذا الوقت بجمع البحوث التي تتحدث عن الاسلام. عثرتُ في ليلة من الليالي في شبكة الانترنت على موضوع بعنوان لماذا الاسلام؟ ففهمت من خلاله ماذا يمثل الاسلام في حياة الانسان. بدأت بعد ذلك بقراءة القران الكريم، وفوجئت بانه يختلف تماما عن الكتاب المقدس، اذ يبدو القران بانه مصفوف الكلمات والمعاني بطريقة واقعية تتحدث عن حياتنا السابقة والحالية على عكس الكتاب المقدس الذي يبدو وكأنه قصة. بتُ لا افارق القران الكريم بتاتا وخاصة في الليل، وكنت اسمعه في السيارة وخلال تحضير الطعام وفي كل مكان اتوجه اليه، حتى أصبحت مؤمنة فيه أكثر من أي وقت مضى. اشعر بالهدوء والامان والسلام أثناء قراءة القران الكريم، وامنت ان هناك ملائكة وجنة ونار ويوم قيامة”.

وتضيف الأخت ناتاشا: “ذهبت بعد ذلك الى المسجد واعلنت الشهادة وارتديت الحجاب بحمد لله. أبقيت اعتناقي للاسلام سرا حتى يعود عُمر من مصر. وبعد عودته، ساعدني كثيرا في معرفة المزيد عن الاسلام، وتزوجنا في مسجد أنهايم بكاليفورنيا. أذهب مع زوجي الى المدرسة الاسلامية خلال العطل الرسمية، وأحصل في المدرسة على المزيد من المعرفة حول الاسلام، وكذلك أتعرف فيها على اخواتي المسلمات. أشعرُ بأني من المحظوظين جدا وأشكر الله بانه أعطاني الفرصة لمعرفة الاسلام”.

وتختتم الأخت ناتاشا بالقول: “انا حذرة جدا في حياتي كي لا اسيء لديني. سمعت الكثير من التعليقات القاسية التي رددها بعض الجهلة من الناس بعد اعتناقي الاسلام، ومنهم من هددني وفقدت الكثير من الأصدقاء، بل ان علاقتي مع والدي ووالدتي قد تغيرت. يعلم الله وحده بأنني واجهت الكثير من المصاعب بصبر وحكمة، ولم أكن اسيء اليهم. لا احكم على الناس بلسانهم ولا يمكن ان اتحدث عنهم بسوء. أشعر بأنني محظوظة جدا -الحمد لله- وأشعر ايضا بان علي واجب كبير وهو تعليم أولادي الحياة الاسلامية، ليكبروا ويصبحوا مُسلمين صالحين ان شاء الله. انا سعيدة جدا مع زوجي عُمر واطفالنا أكثر من أي وقت مضى، والحمد لله الذي أكرمنا بالاسلام”.