قصة النبي هود عليه السلام كاملة مكتوبة

قصة النبي هود عليه السلام كاملة مكتوبة

قصة النبي هود عليه السلام كاملة مكتوبة

نبذة عن النبي هود عليه السلام :

أرسل النبي هود إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.

سيرة النبي هود عليه السلام :

من هو هود عليه السلام ؟

كان الطوفان العظيم أوّل عقوبة نزلت وعمّت البشر، ثم إنّ أول قبيلة كفرت بعده كانت “عاد” ذات المكانة العظيمة في الجزيرة العربية، فنشروا الكفر بالله تعالى في أرجائها فأرسل الله لهم نبياً كريماً، إنّه هود عليه السلام بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن أوس بن إرم بن سام بن نوح، نبي عربي.

من هم قوم عاد ؟

كان قوم هود يسكنون اليمن جنوب الجزيرة العربية في حضرموت، ومنطقة تسمّى الأحقاف -وتعني جبال الرمل- مطلّة على البحر، وفي القرآن الكريم سورتين تذكر قصتهم (هود – الأحقاف)، قال تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.

قوم عاد من العرب العاربة

ينقسم العرب قسمين:

العرب العاربة: وهم أصل العرب، نشأوا في اليمن وانتشروا في الجزيرة، ومنهم: (عاد – ثمود – قحطان – جرهم – مدين).
العرب المستعربة: ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فإسماعيل لم يكن عربيًا ولكنّه عاش مع جرهم وتعلّم لغتهم وصار أفصحهم لسانًا، ومن هؤلاء العرب المستعربة: قريش.
الأنبياء العرب الأربعة: جاء بيان ذلك في حديث النبي ﷺ لأبي ذر رضي الله عنه:

هود عليه السلام.
صالح عليه السلام.
شعيب عليه السلام.
محمد ﷺ.

عجائب قوم عاد

حبا الله قوم عاد وأعطاهم نعمًا كثيرة، فسارت جيوشهم في الجزيرة، وبنو حضارة عظيمة، وكانوا يسكنون السهول بخيم ذات أعمدة ضخمة كما كانوا ينحتون البيوت في الجبال، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (7) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (8) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ}.

وأعطاهم بنية جسمية قوية وضخمة، يصفهم المؤرخون: بأنهم بيض طوال جسام {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

صفات قوم عاد

عاش قوم عاد وهمّهم الحياة الدنيا ومتاعها، فكانوا جبّارين يتسلطون على الأقوام الأخرى، وكانوا يبنون القصور العظام للتفاخر والزينة، ويتخذون أقنية تمرُّ بها المياه {َتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (129) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (130) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}.
نبوة هود عليه السلام وتبليغ الرسالة

اغترار قوم عاد

بدأ هود عليه السلام بدعوة قوم عاد لكنهم إنهم استكبروا واغتروا بقوتهم {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، فدعاهم هود عليه السلام إلى عبادة الله سبحانه، ورغبهم وذكرهم بنعمه عليهم، وحذّرهم أن يصيبهم ما أصاب قوم نوح من قبلهم،

ولكنهم استكبروا وعاندوا { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (67) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (68) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (69) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

استهزاء قوم عاد بنبيهم

ثم يكتفوا بذلك بل أخذوا يستهزءون به هود عليه السلام، ويتهمونه بجنون أصابه به بعض آلهتهم عقوبة له، {قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (54) إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (55) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ}،

كما حصل مع قوم نوح، وصلت الأمور بين “هود” عليه السلام وقوم “عاد” مرحلة التحدي.

مرحلة التحدي بالكفر

أعمى الترف أبصار وبصيرة قوم عاد، واتّهموا نبيّهم بالكذب على الله تعالى، واشتدّ جحودهم وإنكارهم

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (34) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (35) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (36) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (37) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (38) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ}.

انقطع رجاء هود عليه السلام من قومه “عاد”، فدعا عليهم طالبًا النصر والتأييد من المولى سبحانه وتعالى، {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (40) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}.

عقاب قوم عاد

بدأ العذاب على قوم “عاد” بانقطاع المطر فأصابهم الجفاف، فحذّرهم هود عليه السلام وطلب منهم التوبة لله، فلما أصرّوا وعاندوا عندها جاءتهم سحابة من بعيد فظنوا أنّ النجاة فيها، ولكن الكفر أعماهم عن العذاب القادم {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
جاءتهم الريح شديدة عاصفة فجعلت تحمل العملاق منهم ثم نرميه أرضًا، فينفصل رأسه عن جسده كالنخلة بلا ورق، {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (9) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (20) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (21) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.
ويصف الله لنا ما حلّ بهم {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (7) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (8) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ}.

نجاة هود عليه السلام والمؤمنين

استمرّت الريح سبع ليال وثمانية أيام حتى أتت على قوم عاد، ولم تترك إلا أطلالهم عبرة لغيرهم من الأمم، ونجّى المولى سبحانه هود ومن معه من المؤمنين بحظيرة كانوا يختبئون فيها

{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}، ووصلت أخبار هلاك قوم عاد للأمم المحيطة بهم، وعاش هود ومن معه حتى توّفاه الله تعالى.