قصة أنبياء أهل القرية

قصة أنبياء أهل القرية

قصة أنبياء أهل القرية

نبذة عن أنبياء أهل القرية:

أرسل الله رسولين لإحدى القرى لكن أهلها كذبوهما، فأرسل الله تعالى رسولا ثالثا يصدقهما. ولا يذكر ويذكر لنا القرآن الكريم قصة رجل آمن بهم ودعى قومه للإيمان بما جاؤوا بهن لكنهم قتلوه، فأدخله الله الجنة.

سيرة أنبياء أهل القرية:

 من هم أنبياء أهل القرية.. وأين بعثوا؟

يروى الله تعالى قصة أنبياء أهل القرية في القرآن الكريم فيقول في سورة يس: “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ، قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ، قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ، وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ، قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ”.. صدق الله العظيم.

لم يذكر القرآن الكريم قصة أنبياء القرية بالتفصيل، فلم يرد اسم الأنبياء الثلاثة ولا حتى اسم القرية التي بعثوا اليها، لكن المؤكد أنهم من أنبياء بني إسرائيل، المنحدر نسلهم للنبي اسحاق عليه السلام جد اليهود والنصارى.

وروى أئمة الإسلام مثل ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وقتادة، والزهري، وغيرهم، أنه اشتهر عن كثير من السلف والخلف أن هذه القرية الوارد ذكرها في القرآن الكريم هي أنطاكية، وهي مدينة في تركيا حاليا، وأنه كان لها ملك اسمه انطيخس بن انطيخس وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم صادق ومصدوق وشلوم، فكذبوهم.

 حقيقة انتماء أهل القرية إلى أنطاكية؟

يقول الإمام ابن جرير عن وهب، عن ابن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم المرسلين الأوليين كان شمعون ويوحنا، واسم الثالث بولس، وأن القرية المقصودة هي أنطاكية، لكن هذا القول ضعيف جدًا، لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح عيسى عليه السلام ثلاثة من الحواريين، كانوا أول مدينة آمنت به في ذلك الوقت، ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي تكون فيها بطاركة النصارى، وهن أنطاكية، والقدس، وإسكندرية، ورومية، ثم بعدها القسطنطينية، ولم يهلكوا قط، لكن أهل القرية المذكورة في القرآن هلكوا كما قال الله في آخر قصتها، يقول الله تعالى: “إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ”.

كما أن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله، حيث يقول الله تعالى: “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا” يعني الله محدثا محمد بأن يأخذهم مثلا لقومه، وقوله “أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ” يعني المدينة، وقوله “إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ”، أي أيدناهما بثالث في الرسالة، وقوله “فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ”، أي فردوا عليهم بأنهم بشر مثلهم، كما قالت الأمم الكافرة لرسلهم عندنا استبعدوا أن يبعث الله إليهم نبيًا بشريًا.

 رجل صالح من أقصى المدينة

يكمل الله تعالى قصة أنبياء أهل القرية فيقول: “وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ، وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ، إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ”.

وأتى إلى أهل القرية رجل صالح يروي قصة إيمانه حتى يتعظوا ويؤمنوا، ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن عبادة ما سواه، بما لا ينفع شيئًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، ثم قال مخاطبًا للرسل أن يستمعوا الى قصة إيمانه ويشهدوا له بها عند الله، وخاطب قومه بأن يؤمنوا برسول الله جهرة، فعند ذلك قتلوه، واختلفت الطريقة فقيل قتلوه رجمًا، وقيل عضًا وقيل وثبوا إليه وثبة رجل واحد فقتلوه.

وحكى الإمام ابن إسحاق، عن ابن مسعود انه قال إنهم وطئوه بأرجلهم حتى أخرجوا قصبته من دبره، ويقال إن اسم هذا الرجل حبيب بن مري، ثم قيل إنه كان نجارًا، وقيل حبالًا، وقيل إسكافيًا، وقيل كان يتعبد في غار هناك، فالله أعلم.

وأما عن تكمل الآية التي تقول: “قيل ادخلوا الجنة قال ياليت قومي يعلمون”، فالمقصود بها انه لما مات لرجل الصالح ادخله الله الْجَنَّةَ فنطق بهذا بعدما رأى النضرة والسرور فيها.

 العذاب يفتك بأهل القرية

يقول الله تعالى: “وَمَا أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ”.

أمر الله بحلول العذاب عل أهل القرية الظالمين، بعد قتلهم الرجل الصالح، فبعث إليهم جبريل عليه السلام، فإذا هي صيحة واحدة وإذا هم خامدون، أي قد أخمدت أصواتهم، وسكنت حركاتهم، ولم يبق منهم عين تطرف.

وهذا كله يدل على أن هذه القرية ليست أنطاكية، لأن أهل القرية أهلكوا لتكذيبهم رسل الله إليهم، لكن أهل أنطاكية آمنوا واتبعوا رسل المسيح من الحواريين إليهم، ولهذا يقال إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح.