قصة جريمة قتل ووفاة الفنانة التونسية ذكرى

قصة جريمة قتل ووفاة الفنانة التونسية ذكرى

20 عامًا بالتمام والكمال، وتحديدًا في فجر يوم الجمعة 28 نوفمبر من عام 2003، حولت أصوات الرصاص داخل إحدى شقق حي الزمالك بالقاهرة الفنانة التونسية ذكرى إلى «ذكرى» التي قتلت بـ21 رصاصة من زوجها أيمن السويدي

من هي الفنانة ذكرى

ذكرى بنت محمد الدالي من مواليد 16 سبتمبر 1966 م مغنية تونسية راحلة، بدأت مشوارها الفني عام 1980، تميزت بغنائها بالعديد من اللهجات العربية، وشاركت في العديد من المهرجانات المختلفة، قدمت العديد من الألبومات الغنائية والأغاني الفردية، أصدرت خلال مسيرتها الفنية 16 ألبوم أولها كان عام 1995 بعنوان (وحياتي عندك) من إنتاج جولدن كاسيت. تركت ذكرى بعد وفاتها إرثًا كبيرًا من الأغاني الجميلة وشكلت وفاتها المفاجئة صدمة كبيرة لمحبيها في العالم العربي.

وصدر لها بعد وفاتها ألبوم غنائي بعنوان “وتبقى ذكرى” من إنتاج شركة فنون الجزيرة للانتاج والتوزيع، ضم الألبوم 7 أغاني لمجموعة بارزة من الشعراء (منهم الشيخ صباح الناصر الصباح والامير سعود بن محمد الفيصل وغيرهم). وكانت ذكرى سجلت هذه الاعمال بداية عام 2002 في استوديوهات القاهرة مع الملحنين ناصر الصالح، فهد الناصر، يحيى عمر وأعادت شركة فنون الجزيرة إصدار هذه الأغاني تخليدا لذكراها

طفولتها وتعليمها

ولدت ذكرى في مدينة المرسى في تونس وكان ترتيبها السابع بين اشقائها الثمانية، لها خمسة اخوات وثلاثة اخوة،

انضمت للمدرسة الابتدائية في وادي الليل وبعدها انتقلت إلى ابتدائية الخازندار وأكملت تعليمها. بدأت الغناء أثناء وجودها في المدرسة وكان والدها يشجعها على الغناء على العكس من والدتها التي لم تتقبل فكرة أن تكون مغنية. بعد وفاة والدها بدأت والدتها بدعمها كما فعل جميع أشقائها.

صرحت ذكرى في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي مصطفى ياسين في برنامج (نجوم لا يعرفها احد) الذي عرض عام 2001 بأن “ذكرى” هو اسمها الحقيقي، وأن سبب تسميتها بهذا الاسم هو أن والدها كان يعمل في الحرس الوطني، وصادف شهر ميلادها الذكرى 11 لتأسيس الحرس الوطني، فسماها ذكرى.

مسيرتها الفنية

في سنة 1980 شاركت ذكرى في برنامج المسابقات «بين المعاهد» بأغنية «أسأل عليا» لليلى مراد وهي نفس الأغنية التي شاركت بها بعد ذلك ببرنامج الهواة «فن ومواهب» وأحب الحكام صوتها وفازت بالجائزة الكبرى في النهائي يوم 23 يوليو 1983 بأداء مبهر ورائع لأغنية «الرضى والنور» لأم كلثوم. فانتبه لصوتها الملحن التونسي عز الدين العياشي وذلك كان تذكرة دخولها لكورال البرنامج.

في سنة 1983 سجّلت ذكرى أول أغنية لحنها عز الدين العياشي خصيصاً لها وهي «يا هوايا»، وفي نفس العام أدت أول حفلة في مهرجان قرطاج بتونس، انضمت بعدها إلى فرقة الإذاعة والتلفزة التونسية بقسم الأصوات وهناك قابلت السيد عبد الرحمن العيادي الذي لحّن معظم أغانيها فيما بعد. انت ذكرى معروفة بقوة صوتها وإمكانياتها لأداء جميع أنواع الأغاني بما فيها القصائد والموشحات والأغاني الطربية.

قدمت ذكرى 30 أغنية خلال 10 سنوات قضتها في تونس منذ بداياتها، قبل انتقالها إلى مصر، لتبدأ مشوارًا جديدًا من النجاح والشهرة، وشاركت عام 1987 بمهرجان الأغنية التونسية، وحصلت على الجائزة الثالثة بأغنية “حبيبي طمن فؤادي”.

في أوائل التسعينات، سافرت ذكرى إلى القاهرة، والتقت الموسيقار هاني مهنا الذي أنتج لها ألبومين، وهما و”حياتي عندك”، و”أسهر مع سيرتك”، ثم ألبوم “الأسامي” عام 1997، و”يانا” عام 2000.

انتهى المشوار الفني لذكرى سريعًا، فلم يمكنها القدر من إصدار أكثر من 5 ألبومات من القاهرة بعنوان “يوم عليك”، حيث كان أخر ألبوماتها صدر قبل وفاتها بـ3 أيام فقط حيث توقفت حياة «ذكرى» للأبد بطلقات من سلاح ناري لزوجها رجل الأعمال أيمن السويدي قبل أن يطلق الرصاص على مدير أعماله ونفسه برصاصة استقرت في رأسه، ليبدأ بعدها سيل من التكهنات والتوقعات وربما أيضًا الشائعات حول هذه الجريمة البشعة والمثيرة في نفس الوقت.

قصة حب أشبه بمجنون ليلى!

الفنانة كوثر عقب وفاة ذكرى ظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية لتروي تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل مقتل الفنانة الراحلة، لكنها أيضًا روت تفاصيل علاقة الحب التي كانت تجمع ذكرى بزوجها، والتي تحولت إلى “غيرة” من قبل زوجها وانتهت بقتلها في منزلها.

العلاقة بين أيمن السويدي وذكرى كانت أشبه بقصة مجنون ليلى الشهيرة، مثلما وصفتها كوثر رمزي، التي أكدت أن أهم شيء لدى ذكرى كان عملها وأصدقائها وأسرتها، لكن بمجرد ما تعرفت على أيمن السويدي وارتبطت به ابتعدت عن الجميع واكتفت به، فكان أول حب في حياتها.

وبالرغم من تحذير البعض لذكرى منه، ومن قوة شخصيته التي لن تستطيع التأقلم عليها، إلا أن ذكرى لم تكترث لتحذيرات أحد وأحبته بصدق وظلت تقول لهم إنه ذو قلب طيب ويحبها، وتزوجته بالفعل، لكنه كان شديد الغيرة عليها، لدرجة جعلته في بداية زواجهما يتشاجر مع أحد معجبيها خلال وجودها في شرم الشيخ، حيث طلب المعجب فقط أن يصافح ذكرى، مما أثار ذلك غضب أيمن السويدي.

وكشفت كوثر رمزي في حوار سابق مع الإعلامية المصرية هالة سرحان، أن “السويدي” كان يغضب كثيرًا عندما تسافر لإحياء حفل في أي دولة، أو خروجها لأي موعد خاص بعملها، لافتة إلى أنه بالرغم من غيرته الزائدة عليها إلا أن حنيته كانت واضحة جدًا معها، حيث يحتضنها دائمًا ويقبّل يدها أمام الجميع باستمرار.

مثيرة للجدل

قبل أي شيء ظلت «ذكرى» من أكثر الفنانات التي دار حولهن كثير من الجدل أثناء حياتهن الفنية، كما أن زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي كان رجلا لا تخلو حياته من المشكلات المختلفة في هذا التوقيت ما بين ديون ونزاعات مع البنوك ومشاكل مع زوجته السابقة نادية والتي طلقها بسبب زواجه من ذكرى.

شائعات هنا وأخبار هناك تحدثت حينها أن الدافع وراء الجريمة هو غيرة السويدي بشدة على زوجته، خصوصًا بعد إصرارها على إحياء حفل غنائي بدولة قطر نظرًا للصداقة الكبيرة التي كانت تجمع بين شقيق أمير قطر والمطربة ذكرى.

لم يكن الخلاف الذي وقع بين ذكرى وزوجها ليلة الحادث هو الأول؛ بل سبقه مشاجرات منذ الساعات الأولى للزواج، والذي كان الحديث عنه أنه زواج عرفيًا، وهناك خلفيات وكواليس تتعلق به، ستكشفها حلقات قادمة.

هنا دارت تساؤلات حول سبب تركها شقتها قبل الحادث بحوالي 15 يوما وعادت للإقامة في شقة زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، ثم بعد مرور عدة أعوام بدأ الحديث عن أن أغنية نادرة لها تهاجم إحدى الدول الخليجية كانت السبب لترحل الفنانة التونسية تاركة خلفها تساؤلات مثيرة.

جريمة الشقة 101

بدأت وقائع المذبحة البشعة في الشقة رقم «101» بالطابق الأول من العقار رقم «23 أ» بشارع محمد مظهر بالزمالك التي أودت بحياة المطربة التونسية ذكرى وزوجها رجل الأعمال أيمن السويدي ومدير أعماله وزوجته، فماذا حدث ليلة ارتكاب الجريمة؟

فجر يوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر من عام 2003، جلس رجل الأعمال أيمن السويدي على مائدة في مطعم بلوز القريب من كوبري الجامعة بالجيزة، وإلى جواره زوجته المطربة التونسية «ذكرى» وبصحبتهما مدير أعمال أيمن السويدي وصديق عمره عمرو الخولي وزوجته خديجة وبعض الأصدقاء.

مشادة كلامية حامية الوطيس شهدتها المائدة بسبب غيرة أيمن السويدي الشديدة على زوجته وتكرار تأخرها خارج المنزل لأوقات متأخرة من الليل بسبب أعمالها الفنية وتكرار تلقيها مكالمات هاتفية من أصدقاء لها في الوسط الفني في أوقات متأخرة من الليل.

كان أيمن السويدي معروف عنه غيرته الشديدة والمبالغ فيها على زوجته، وحاولت المطربة إقناع زوجها بطبيعة عملها، إلا أنه لم يقتنع بهذا الكلام وفجأة انقلبت السهرة والضحكات المتناثرة حول المائدة إلى خلاف شديد دفع المطربة التونسية إلى مغادرة المكان واصطحبت معها صديقتها خديجة زوجة عمرو الخولي مدير أعمال زوجها وانطلقتا إلى شقة ذكرى بالزمالك.

سهرة سوداء

حاول رجل الأعمال أن يظهر بعض التماسك وكأن الأمر لا يعنيه، عندما أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة فجر يوم الجمعة انتهت السهرة، غادر رجل الأعمال المكان بصحبة مدير أعماله، وعلى غير العادة لم ينطق رجل السويدي بكلمة واحدة طوال الطريق وكأنه كان يفكر في أمر جلل ستحمله الدقائق المقبلة.

بعد دقائق معدودات وصل السويدي ومدير أعماله لشقة الزمالك، دخل الزواج إلى الشقة فوجد زوجته المطربة ذكرى وبصحبتها خديجة زوجة مدير أعماله وممثلة كومبارس تدعى كوثر العسال، فطلب رجل الأعمال من الممثلة كوثر بعصبية شديدة مغادرة المنزل وتركهم بمفردهم، للدرجة التي دفعته أن يحضر لها حذائها الذي كانت قد خلعته أثناء دخولها للشقة.

الذكرى المفترى عليها

تجددت المشادة العنيفة مرة أخرى بين ذكرى وزوجها وكان سببها الأساسي هي الغيرة الشديدة عليها وشكه الدائم في سلوكها وتصرفاتها، وما دفعه أكثر للجنون كثرة المكالمات التي كانت تتلقاها على هاتفها المحمول وتحديداً من بعض المطربين التونسيين.

حاولت «ذكرى» أكثر من مرة أن تشرح لزوجها طبيعة عملها وعندما احتدم النقاش والخلاف بينهما بشكل لم يسبق له مثيل تدخل عمرو الخولي مدير أعماله وزوجته خديجة للحيلولة بينهما لحل الخلاف وكان تدخلهما لصالح ذكرى بشكل أكبر نظراً لإحساسهما أنها مظلومة وبريئة من هذه الاتهامات، ما أثار حفيظة أيمن السويدي وهرول إلى غرفة مكتبه.

أخرج السويدي من دولاب الأسلحة الخاص به مدفع رشاش «كلاشينكوف»، وخرج مندفعًا وهو يصيح في الجميع بشكل هستيري، توقفت الكلمات في الحناجر، اتجهت العيون صوب السويدي الغاضب، وخلال ثواني معدودات ضغط أيمن على الزناد وانهمرت الرصاصات كالسيل تحصد أرواح المطربة ذكرى بما يقرب من 20 طلقة واستقرت باقي الطلقات في صدر مدير أعماله عمرو الخولي وزوجته خديجة ليسقط الجميع قتلى وتتناثر الدماء هنا وهناك في كل أرجاء الشقة.

بعد ذلك بدقيقة أخرج رجل الأعمال مسدسه الخاص من جيبه وصوب فوهته إلى فمه لتخرج رصاصة واحدة قاتلة سقط بعدها جثة هامدة، لتزلزل أصوات الطلقات والرصاص هدوء المكان وتكسر حاجز الصمت في هذا التوقيت من الليل.

انتهت تفاصيل المذبحة لكن لم يعلم رجل الأعمال أيمن السويدي أن كل من الخادمة الخاصة بزوجته ذكرى ومساعدتها الأخرى كانتا في إحدى غرف الشقة وشاهدتا تفاصيل الجريمة كاملة لحظة بلحظة ولحسن حظهما أن رجل الأعمال لم يشاهدهما وإلا كان مصيرهما القتل مثل الجميع.

الناجيات من المذبحة

بعد انتهاء المذبحة لم يكن يعلم رجل الأعمال أيمن السويدي أن كلاً من الخادمة الخاصة بزوجته ذكرى ومساعدتها الأخرى كانتا في إحدى غرف الشقة وشاهدتا بنفسيهما تفاصيل الجريمة كاملة لحظة بلحظة، ولحسن حظهما أن رجل الأعمال لم يشاهدههما وإلا كان مصيرهما القتل مثل الجميع، ومن حسن حظ الفنانة كوثر العسال أيضًا أن السويدي بعدما دلف إلى شقة الزوجية وجد زوجته المطربة ذكري بصحبة العسال هي وخديجة زوجة مدير أعماله، فطلب من الممثلة كوثر بعصبية شديدة مغادرة المنزل وتركهم بمفردهم، للدرجة التي دفعته أن يحضر لها حذاءها الذي كانت قد خلعته أثناء دخولها للشقة، ولو ظلت كوثر العسال داخل الشقة لكانت واحدة من ضحايا المذبحة.

ورد بلاغ في تمام الساعة السابعة صباحًا إلى قسم شرطة قصر النيل يفيد سماع دوي إطلاق نار كثيف بالعقار رقم « 23أ» شارع محمد مظهر بالزمالك المجاور لفندق سفير بمنزل رجل الأعمال أيمن السويدي، انتقل رجال المباحث على الفور إلى مكان البلاغ لاستطلاع الأمر وكانت المفاجأة المذهلة،! عثر رجال الشرطة على 4 جثث ملقاة على الأرض وهم كل من«المطربة ذكرى، وزوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، ومدير أعماله عمرو الخولي، وزوجته خديجة» كما عثر رجال المباحث على فتاتين الأولى تُدعى أمل أحمد، والثانية تُدعى أم هاشم حسني، وكانتا في حالة انهيار تام وبكاء هستيري، وتبين أنهما الخادمتان الخاصتان بذكرى.

كان وجود الخادمتين بمثابة الخيط الرفيع الذي تمسك بتلابيبه رجال المباحث لمعرفة تفاصيل ما حدث، حيث اصطحب رجال المباحث الخادمتين للتحقيق معهما فماذا حدث خلال التحقيقات؟،

اتفقت أقوال الخادمتين على أنهما منذ تواجدهما للعمل في شقة ذكرى منذ 4 أشهر قبل الحادث والخلافات بين ذكرى وزوجها لم تنقطع طوال هذه المدة، مؤكدتين أن السويدي كان دائم الشك في زوجته بسبب غيرته الشديدة عليها وكان يسألها بشكل دائم ويومي عن أسماء المتصلين بها وطبيعة عملهم وطبيعة علاقتها بهم، وأضافت الشهادتان، أن السويدي كان يسألهما بشكل دائم دون علم ذكرى على من حضر إلى البيت ومن غادر، وكانت الخادمتان وكما ورد في التحقيقات تنقلان له كل كبيرة وصغيرة عما يحدث في غيابه، لكن للأمانة لم تذكر الخادمتان ذكرى بأي سوء أو سلوك من شأنه التقليل منها أو الشك فيها.

وواصلت الخادمتان اعترافاتهما قائلتين، يوم الحادث حضر مدير أعمال ذكرى إلى الشقة ويدعي فؤاد الشاعر ليناقشها في بعض الأمور الفنية والتي تتعلق بألبومها الغنائي الجديد والذي كان مقرراً نزوله في الأسواق بعد مدة بسيطة ثم غادر بسرعة قبل عودة زوجها أيمن السويدي نظرًا لعلمه بغيرة أيمن الشديدة منه، وأضافت الخادمتان أن ذكرى خرجت من المنزل ثم عادت بصحبة صديقتها خديجة زوجة مدير أعمال زوجها وهي في حالة مزاجية سيئة، ثم قامت بالاتصال بصديقتها الممثلة كوثر ودعتها لزيارتها وبالفعل حضرت نظرًا لعلاقة الصداقة التي تجمعها بذكرى إلا أن السويدي فور عودته للمنزل طلب من الفنانة كوثر المغادرة بعصبية شديدة، معللًا طلبه برغبته في مناقشة زوجته في بعض الأمور العائلية وبالفعل غادرت الشقة غاضبة من أسلوب السويدي، دون أن تعلم أنها نجت من الموت المحقق وأن القدر كتب لها عمرًا جديدًا.

اتهامات بالخيانة وتصفية بالرصاص

وتواصل الخادمتان اعترافاتهما قائلتين: حدثت مشادة كلامية بين رجل الأعمال وزوجته وبمجرد أن ارتفعت الأصوات هرولنا إلى غرفتنا وأغلقنا باب الغرفة نظرًا لخوفنا الشديد لأن السويدي كان عصبي المزاج يثور لأتفه الأسباب بسبب غيرته الشديدة على زوجته، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة فجرًا تطورت المشادة الكلامية إلى مشاجرة عنيف بين أيمن وذكرى، موجهًا لها اتهامات بالخيانة، كما أنه يشعر أنها على علاقة بشخص آخر، وهنا تدخل مدير أعماله عمرو الخولي وزوجته خديجة للحيلولة بينهما إلا أنهما كان يقفان في صف ذكرى، مؤكدين أن السويدي تحامل على زوجته، وعاتباه بشدة خصوصًا أن أسلوبه في التعامل جاف وتصرفاته أصبحت لا تحتمل، ما أثار حفيظة السويدي الذي هرول إلى غرفة مكتبه وقام بفتح دولاب الأسلحة الخاص به وأخرج منه «مدفع رشاش» من نوعية الكلاشينكوف وخرج مندفعًا وهو يصيح في الجميع بشكل هستيري، وأطلق الرصاص على الجميع بشكل مُكثف لمدة اقتربت من الدقيقتين وسط صراخ ذكرى وصديقتها خديجة ومدير أعماله وتوسلهم للسويدي بالهدوء والعودة إلى رشده لكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل حتى هدأت الأصوات تمامًا وسلموا جميعًا الروح إلى بارئها، بعدها أطلق السويدي النار على نفسه منتحرًا.

لغز الحقيقة الغائبة

وتستطرد الخادمتان قائلتين، بعد عدة دقائق خرجنا مذعورتين وفي حالة من الرعب الشديد ووجدنا ثلاث جثث على الأرض بينما كان أيمن السويدي ممسكًا بمسدسه في يده وملقى على الأرض غارقًا في دمائه ولم يكن قد فارق الحياة ثم لفظ أنفاسه الأخيرة بعد لحظات، لم يتوصل رجال التحقيقات بعد الاستماع لأقوال الخادمتين إلى إجابات شافية وقاطعة حول أسباب المذبحة، تبقت بعض الأسئلة التي تبحث عن إجابات حاسمة، هل أيمن السويدي قتل زوجته ثم انتحر؟، أم أن الخادمتين لهما علاقة بالجريمة؟، هل هي جريمة شرف أم جريمة انتقامية بدافع الغيرة ورد الاعتبار؟، أسئلة كثيرة وعديدة ظلت حائرة، لذا قررت جهات التحقيق التحفظ على الخادمتين واستدعاء الممثلة كوثر العسال لسماع أقوالها خصوصًا أنها كانت آخر من غادر الشقة قبل الحادث بساعة واحدة فقط.

كوثر تروي اللحظات الأخيرة في حياة ذكرى

أكدت الممثلة كوثر في التحقيقات التي أجريت معها أنها تلقت اتصالاً هاتفياً ليلة الحادث من صديقتها ذكري تدعوها إلى قضاء السهرة معها وكانت ذكرى بمزاج سيئ للغاية بسبب كثرة خلافاتها مع زوجها الذي لا يقدر طبيعة عملها كفنانة ودائم الشك فيها، وأضافت العسال أنها توجهت إلى شقة ذكرى في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل نظرًا لارتباطها بعرض مسرحي وفور انتهائها منه توجهت لزيارة ذكرى، وظلت معها حتى حضر زوجها أيمن السويدي في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا بصحبة مدير أعماله وكانت تبدو عليه علامات الغضب والعصبية الشديدة وبمجرد أن شاهدها طلب منها بإسلوب شديد اللهجة مغادرة المنزل للدرجة التي دفعته لأن يلقي لها بحذائها خلفها التي كانت قد خلعته أثناء دخولها الشقة، مؤكدة في اعترافاتها أن السويدي كان في حالة مزاجية سيئة جدًا، واحتدم النقاش والخلاف بينه وبين ذكرى على خلفية شكه في سلوكها واتهامه لها بالخيانة.

براءة ذكرى من تهمة الخيانة

شملت التحقيقات بعد ذلك حارس العقار وسائق أيمن السويدي وعدداً من الفنانين ولم تختلف أقوالهم عن كلام الشهود، واتفق الجميع على حسن سير وسلوك ذكرى واتفقوا على أن أيمن السويدي كان عصبياً جدًا بسبب غيرته الشديدة على زوجته ودائم الشجار معها، لكنّ شيئاً غريباً كشفت عنه التحريات وهو أن السويدي كان اقترض من البنوك أموالًا طائله قبل انتحاره بعدة شهور وعجز عن سدادها، ما شكل عليه عبئاً نفسياً آخر والسؤال الذي طرح نفسه بقوة هو هل خطط أيمن السويدي لارتكاب الجريمة ليتخلص من الديون خصوصًا بعد وضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر؟، أم أن الجريمة برمتها وقعت بالصدفة؟، خصوصًا أن رجال البحث الجنائي عثروا على خطاب في غرفة نوم أيمن السويدي مكتوب بخط يده موجه إلى شقيقه الأصغر يحذره فيه من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولي «المجني عليه» لأنه هو سبب الديون والمشاكل التي ألمت به.

وكشفت التحريات عن اقتراض أيمن السويدي من البنوك أموالًا طائلة قبل وفاته بعدة أشهر وعجز عن سدادها، ما شكّل عليه عبء نفسي آخر، والسؤال الذي طرح نفسه بقوة هو هل خطط أيمن السويدي لارتكاب الجريمة ليتخلص من الديون خصوصًا بعد وضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر؟، أم أن الجريمة برمتها وقعت بالصدفة؟، خصوصًا وأن رجال البحث الجنائي عثروا على خطاب في غرفة نوم أيمن السويدي مكتوب بخط يده موجه إلى شقيقه الأصغر يحذره فيه من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولي «المجني عليه» لأنه هو سبب الديون والمشاكل التي ألمت بأيمن، وتوقف بنا الكلام عند طرح مجموعه من الأسئلة كان أبرزها:

الخطاب المفاجأة!

طبقاً لكلام الشهود وخصوصًا الخادمتين فإن الملامح الأولي للجريمة كانت تسير في اتجاه أنها مجرد مشادة كلامية عنيفة تطورت لمشاجرة ما أفقد الزوج أعصابه وجعله يقوم بقتل الجميع ثم انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه، لكن مفاجأة مذهلة كشفتها تحقيقات النيابة غيرت مجرى القضية من مجرد جريمة قتل وقعت أحداثها بالصدفة إلى جريمة انتحار كان مخطط لها مسبقًا، وتبين ذلك أثناء معاينة رجال النيابة العامة لشقة رجل الأعمال أيمن السويدي وزوجته ذكرى «مسرح الجريمة» حيث عثر رجال النيابة على خطاب بخط يد أيمن السويدي هذا الخطاب كان موجها إلى محمد الشقيق الأصغر للسويدي.

نص خطاب السويدي لشقيقه الأصغر

حمل نص الخطاب تحذيرات واضحة من أيمن السويدي لشقيقه محمد يحذره من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولي، كما نصحه بالابتعاد عنه لأنه شخص غير مخلص، واستغل علاقاته بالبنوك وساعد أيمن علي اقتراض مبلغ مالي ضخم يقدر بـ150 مليون جنيه من عدة بنوك، كما حذره من الاقتراض من البنوك، وأكد السويدي لشقيقه أنه ترك له أموالًا في خزينة الشركة، وترك له الرقم السري في خطابه، كما ترك أيضًا الرقم السري الخاص بحقيبته والتي تضم بعض الأوراق الهامة ودفتر الشيكات وأسرار تعاملاته المالية، وأشار السويدي في خطابه أنه ترك قطعه أرض بالإسكندرية وقطع أراضي أخرى لا يعلم أحد عنها شيئًا، كما أوصى السويدي بضرورة الاهتمام بزوجته السابقة ناديه «زوجه أيمن السويدي وهي مغربيه الجنسية وشهرتها لبني»، كما أوصى بحسن معاملة نجلها وأمها ومنحها أي مبالغ ماليه تطلبها.

الديون دفعت السويدي للجنون!

استمر أيمن السويدي في توجيه النصح لشقيقه محذرًا إياه من الاقتراض من البنوك، كما أكد في خطابه أنه يشعر بقرب نهايته وأنه سيموت، نظرًا لمروره بأزمة نفسيه كبيرة بسبب تراكم الديون وعجزه عن سدادها، وختامًا طلب السويدي من شقيقه بيع قطع الأراضي التي لا يعلم البنك عنها شيئًا ومن ثم تهريب الأموال إلى خارج البلاد وذيل السويدي الخطاب بتوقيعه.

غير هذا الخطاب من مجري القضية تمامًا ودفع الجميع للحيرة وتوقف الجميع أمام السؤال المهم إذا كان أيمن قد خطط للانتحار فهل يوم ارتكاب الجريمة كان مخطط له أيضًا؟ آم أن ما حدث كان بمحض الصدفة؟ كما أن الخطاب يتضح منه أن السويدي لم يكن ينوي قتل أي شخص وإنما اقتصر خطابه علي انتحاره فقط، لكن الأمر المؤكد أن هذا الخطاب أزاح الستار عن السبب الحقيقي وراء ارتكاب الجريمة وهو تراكم الديون علي أيمن السويدي، ما جعله يمر بحاله نفسيه سيئة دفعته لاتخاذ قرار الانتحار، لكن وفقًا لما جاء بالخطاب لم يحدد السويدي وقت التنفيذ، كما لم يوضح السويدي التاريخ الذي كُتب فيه الخطاب، لكن اتضح من تحقيقات النيابة أن الغيرة لم تكن السبب الأساسي وراء ارتكاب الجريمة، ما أضفى علي الجريمة بعض الغموض حيث مات السويدي ومات السر معه.

مفاجآت المعمل الجنائي

جاء تقرير مصلحه الطب الشرعي بعد أيام من وقوع الجريمة، وحمل التقرير تفاصيل ما حدث بكل دقة، أوضح التقرير أن الشقة رغم اتساع مساحتها إلا أن حوائط الشقة مزودة بمواد عازله للصوت وهو ما يفسر وجود هذا العدد الكبير من الطلقات دون أن يسمعه أحد بشكل واضح، كما كشف التقرير أن ذكرى قُتلت بـ25 رصاصه منها 22 رصاصه بالصدر والبطن ورصاصه واحده في الذراع اليسرى وأخرى بالذراع اليمني والثالثة بالفك الأسفل، ما أدى إلي حدوث تهتك بأحشاء البطن وتجمع دموي متجلط بالبطن.

أشار أيضًا التقرير أن ذكري لم تمت فور إطلاق النار عليها وإنما ظلت أكثر من ربع ساعة على قيد الحياة بعد أن أطلق عليها زوجها رصاصتين في البداية ثم أجهز عليها بباقي الطلقات في أنحاء متفرقة من الجسم، وأوضح التقرير أن الطلقات المستخدمة في الجريمة كانت من عيار 45 وهي 9 مللي.

أما عمرو الخولي مدير أعمال أيمن السويدي فأوضح التقرير أنه تلقي 29 طلقه بأنحاء متفرقة من الجسم وتحديدًا بمنطقه الصدر والبطن والرئتين والذراعيين وتهتك بالأحشاء، أما أيمن السويدي نفسه فأثبت التقرير أنه قام بالانتحار بعد أن تلقى رصاصه واحده واستخدم مسدس مختلف عن المسدس والمدفع الرشاش الذي استخدمه في قتل ضحاياه الثلاثة.

خلاف حول مكان دفن ذكر ما بين مصر وتونس

كان الفنان هاني مهني الصديق المقرب لذكري وزوجها اتفق مع بعض الفنانين على دفن ذكرى بمصر، إلا أن أسرتها في تونس رفضت هذا الكلام وأصروا أن تدفن بتونس وعلى هذا الأساس تم ترتيب كل شئ مع القنصل التونسي لنقل جثمانها إلى تونس، رافق الجثمان عدد من الفنانين المصريين مثل المطربة أنغام والمطرب إيهاب توفيق وصابر الرباعي وحميد الشاعري ولطيفه والملحن حلمي بكر إلى غير ذلك من الفنانين من أصدقاء ذكرى، لتدفن ذكرى في مدافن أسرتها بتونس وتنتهي قصتها المُثيرة للجدل، حتى الآن فان البعض لا يصدق كل ما حدث ويكاد يجزم بأن هناك أمر خفي دفن مع الضحايا الأربعة.

عفاريت شقة ذكري ؟!

ظن الجميع أن ملف القضية أغلق تمامًا بعد ورود تقرير المعمل الجنائي ودفن جثث الضحايا، لكن الغريب فعلًا أن قضيه ذكرى تأبى أن تنتهي بسهوله فكلما هدأت الأمور تعود بعض الأحداث لتتصدر بؤرة الاهتمام مرة أخرى لتعيد للأذهان تفاصيل الجريمة بكل تفاصيلها، ما حدث بعد ما يقرب من عاميين على الحادث كان أمر يستحق التوقف أمامه، حيث تقدم محمد شقيق أيمن السويدي ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بإعادة معاينه مسرح الجريمة مره أخرى وذلك لأن العفاريت والأشباح بدأت تظهر في شقه ذكرى وقام سكان العقار بالشكوى من هذا الأمر!.

توقف المصعد!

مر عامان على مذبحة الزمالك لكن أحداثًا جديدة وقعت على مسرح الجريمة أعادت للأذهان تفاصيل الجريمة مرة أخرى؛ إذ أن تلك الشقة كانت موجودة بالطابق الثاني من العقار وهي الوحيدة التي تواجدت فيه.

لاحظ حراس عقار سراي السلطان وجود أشياء غريبة وعجيبة تحدث في «شقة المذبحة»، كان أولها توقف «المصعد» فجأة أمام الشقة فجرًا أي في نفس وقت ارتكاب الجريمة تقريبًا دون أن يستدعيه أي شخص.

وبمرور الوقت بدأ الحراس يسمعون أصوات جرس الباب تدق بشدة أكثر من مرة دون سبب واضح، خصوصًا أن هذا الطابق ومنذ وقوع الجريمة لا يقترب منه أي شخص خوفًا وهلعًا.

في البداية ظن الحراس أن ما يحدث مجرد أوهام لكن ما حدث بعد ذلك جعل القلوب ترتجف وأيقن الجميع بأن ما يحدث ليس بمحض الصدفة وإنما هناك شيء غامض ومريب يدعو للقلق والرعب.

غناء في شقة ذكرى

لم تكد تمر أيام قليلة حتى عادت الأشياء الغريبة تلقي بظلالها في الشقة مرة أخرى، لكن هذه المرة انتبه الحراس إلى أن النوافذ تفتح وتغلق وحدها أيضًا دون وجود أسباب واضحة ولم يكن هذا كل شيء؛ بل يسمعون صوت السويدي ويقوم بالنداء على الحراس ويطلب منهم فتح الجراج الخاص به.

ومع كل هذه الأمور بدأت أنوار الشقة تضاء بشكل لافت للنظر ثم تنطفئ وحدها وكل هذه الأمور الغريبة تحدث عادة في توقيت واحد وهو منتصف الليل «غالبًا في نفس توقيت ارتكاب الجريمة».

حراس العقار تحدثوا عن أنهم عادة ما يسمعون أصوات مشادات كلامية وعتاب قبل أن تتحول إلى صرخات واستغاثات أشبه بصراخ القطط، وقطع حجارة متطايرة من الشقة كل ليلة.

بلاغ ضد والأشباح

كل ما حدث في شقة ذكري لم يهتم به بعض الحراس لكن مع تكرار المشاهد، خصوصًا في ظل تبادل ورديات الحراسة وإجماع الجميع على ما يحدث فقد اضطر أحد الحراس إلى إبلاغ محمد السويدي شقيق رجل الأعمال المنتحر بالأمر ويرجوه إعادة فتح الشقة مرة أخرى وتشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم.

سارع السويدي «الصغير» إلى التقدم ببلاغ إلى نيابة قصر النيل مطالبًا بمنحه الإذن في فتح شقة أخيه مرة أخرى، خاصة أنها ومنذ ارتكاب الجريمة مغلقه بالشمع الأحمر بأمر منها.

كان البلاغ غريبًا واهتم به رجال النيابة الذين أصدروا قرارا بإعادة فتح الشقة مرة أخرى للتأكد من حقيقة الأمر، ورافقت قوة من رجال المباحث محمد شقيق أيمن السويدي إلى الشقة, وبدأ الحراس في رواية ما يشاهدونه ويسمعونه كل ليلة كان الجميع يملأهم الفضول في معرفة ما يدور في هذه الشقة المثيرة للجدل.

لكن الفضول ظل يغلفه الخوف والقلق من مجهول لا أحد يعمل عنه شيء، فعندما دخل رجال المباحث إلى مكان ارتكاب الجريمة مرة أخرى كان كل شيء هادئًا، لكن رائحة الموت تفوح من المكان خصوصًا أنه فور انتهاء النيابة من القيام بالمعاينة الأولى بعد ارتكاب الحادث وقرارها الذي قضي بإغلاق الشقة بالشمع الأحمر، ظل الوقع على حاله، ولم يتم تنظيفها فأثار الدماء كما هي والحوائط ملطخة بالدماء وكذلك الأثاث، كل شيء كما هو وكأن الجريمة حدثت أمس.

صراخ القطط

بدأ رجال المباحث يتحركون في جميع أرجاء الشقة وتحديداً غرفه نوم ذكرى التي شهدت فتح الشباك فجأة وبلا سبب وفعلًا أثبتت المعاينة أن الشباك قد تم فتحه من الداخل وليس من الخارج ولا تظهر عليه أي أثار للعنف، فأخذوا يحصرون جميع مقتنيات الشقة.

وجد رجال البحث الجنائي جميع المقتنيات سليمة ما جعلهم يستبعدون وجود شبهة حول محاولة سرقة الشقة، واحتار الضباط في هذا الأمر ولم يعثروا على أي إجابة شافية تجيب عن أسئلتهم من إذن الذي قام بفتح الشباك؟

وقبل أن يغادر رجال البحث الجنائي المكان شرعوا في سؤال الحراس عما يشاهدوه ويسمعوه وجاءت إجاباتهم محيرة وغريبة.. «أحد الحراس أكد سماع أصوات صراخ قطط في منتصف الليل ووجود استغاثات وأصوات غريبة تصدر من الشقة دون سبب واضح».

الحارس الثاني بدوره تحدث عن أن المصعد يعمل بمفرده قبل الفجر ودون أن يستدعيه أي شخص ثم يتوقف في الطابق الثاني أمام شقه ذكرى، ما سبب حالة من الخوف والقلق، كما أوضح الحارس أن العقار معظم سكانه من الأجانب غير المقيمين وهو ما أضفى هدوء الحركة داخله وزاد من الغموض.

رغم هذا الهدوء فإن بعض سكان العقار اشتكوا من حدوث ضوضاء وانبعاث أصوات غريبة من الشقة الموجودة بالطابق الثاني وهو ما دفع العديد من شاغلي العقار لإغلاق الشقق وتركها، ولم يستدل رجال النيابة والبحث الجنائي بعد المعاينة للمرة الثانية على أي شيء، لكن هذا لا يمنع وجود أمرًا غريبًا وخفيًا في هذه الشقة التي أصبحت في وجهة نظر الكثيرين مسكونة بالأشباح والعفاريت.

فشل مزادات البيع

بالعودة للوراء فإن رجل الأعمال أيمن السويدي كان قد اقترض من البنوك أموالًا طائلة عجز معها عن السداد لذا بدأ البنك في اتخاذ إجراءات بيع ممتلكاته لسداد بعض الديون المستحقة والتي كان من ضمنها «الشقة المسكونة التي شهدت مذبحة منتصف الليل»، لكن إجراءات البيع كانت عاده ما تتوقف عندما يعلم الجميع ما يحدث في الشقة للدرجة التي جعلت سعر الشقة يهبط من 8 ملايين جنيه كما ثمنها المثمن القضائي إلى 5 ملايين فقط.

بالفعل فشلت 4 مزادات متتالية في بيع الشقة حتى تم بيع الشقة أخيرًا في عام 2009 أي بعد ارتكاب الجريمة بخمس سنوات كاملة لأحد رجال الأعمال المصريين والذي اشتراها بمبلغ 6 ملايين جنيهًا في المزاد الخامس لبيع الشقة بعد أن أكد أنه اشترى الشقة لحاجته لها لعمل مشروع تجاري كما أنه لا يهتم ولا يقتنع بوجود الأشباح أصلاً.

المصدر :

د.محمد كمال – جريدة أخبار اليوم المصرية