قصة واشرق يوم جديد واقعية مؤثرة

قصة واشرق يوم جديد من سلسلة اجمل القصص الواقعية الحقيقية المؤثرة من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية

بعد تردد كبير…. قررت ان اضع بين ايديكم قصتي للعظة والعبره ..وكم اتمنى ان لاتنسوني من الدعاء بظهر الغيب
القصه مليئه بالاحداث المؤثره وسأذكرها بكل مافيها ..فأرجوا من الكل الامتثال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) فإذا واجهت التجريح او الكلام السئ فإنني سأتوقف عن اكمال قصتي
القصه سوف تأخذ ايام عده لروايتها فارجوا منك الصبر وعدم التملل نظرا لانشغالي بشؤون بيتي
واذكركم احبتي اني لن اسامح ابدا من يسئ لي بكلمه

ولكم مني كل الود والتقدير

بدأت معاناتي من الصغر حين توفيت امي وتزوج ابي بعدها من انسانه اسأل الله تعالى ان يعفو عنها
لاني كلما اتدكرها اشعر بالألم وسرعان ما ادعوا ان الله يغفر لها….لازلت اتذكر كل تفاصيل حياتي من سن الخامسه فقد كانت زوجة ابي لديها ابناء ايضا من زوجها المتوفي وقد عشنا جميعا تحت سقف واحد وكم هي المراره التي عانيتها فقد كانت زوجة ابي تجعل بناتها ينامون على سرر مريحه اما انا فكان فراشي هو نفسه وظل معي 13سنه حتى كان يلامس الارض من اهترائه ولحافي لم يغسل من سنوات ..واما نومي فكان تحت السرير الركني..نعم تحته ….كان والدي يسألها لماذا تنام ابنتي تحت السرير ؟ فتقول لانها مريضه واخاف عليها من المكيف فكان والدي يشكرها على خوفها علي …واما حياتي وسطهم فكانت مؤلمه فقد كانت تضربني دايما وتحرمني من مشاهده افلام الكرتون…وانتظر بلهفه اختي من ابي لتقص على ماحصل …كانت تمنع الكل عن الحديث معي بحجه ان لاالتهي عن دراستي..مريولي المدرسي تمنعني من غسيله الا مره في الاسبوع ..عامين متواصلين نفس المريول ونفس الجزمه اكرمكم الله حتى ضاقت علي ..تقول تحملي والدك ماعنده يشتري لك
..حتى كان المعلمات يستغربن وصديقاتي يستعجبن …الله كم هو الالم الذي ينتابني عند بدايه كل عام وانا ارى صديقاتي بالجديد…مع ذلك كان المعلمات كل عام يخترن الطالبه المثاليه للمدرسه ويرسوا الاختيار علي لاكون الطالبه المثاليه للمدرسه وللحايزه بمسابقه القران الكريم كل عام…كان المعلمات يطلبن حضور والدتي او من ينوب عنها لكن زوجة ابي لا تقبل بل كانت تشكك في كوني الطالبه المثاليه وتقول مثلك لايستحق هذا اللقب… وبلغ بها الحد ان تأخذ هديتي لتهديها لاي شخص بحجة اني لااحتاجها
كم كان قلبي يعتصر لكنها تهددني بالضرب اذا شكوت لوالدي
فما كان مني الا ان اتحملها….كان يوم غسيل الملابس تخرج فيه ملابسي على حده لتطلب مني غسلها في (طشت)وحدي بحجة اني كنت اعاني من التبول اللااراي في بعض الايام

كم حاولت ان تستقصدني في كل شي حتى ان ابناءها كانوا يخافون من الصراصير وكنت مثلهم واكثر لكنها كانت تجبرني انا على قتله بحجج واهيه ويصل بها الحد لضربي ان امتنعت …وعندما يحين وقت العداء كانت تأمرني ان اجلس مع الخادمه بحجه انها وحدها وتحتاج من يجلس معها ..واما اليوم الذي اجلس فيه للاكل معهم كانت تعطيني الجلد من لحم الدجاج فيسألها والدي عن ذلك فتقول هي اخبرتني انها تحبه فيسكت والدي ..واما يوم السمك فيأكل اولادها اولا ثم تعطيني السمك بعظمه وتقول ماشاء الله انتي تجيدي اخراج اللحم من بين العظام …والله والله وحتى صلاتي كان لاتسمح لي بالسنن او التطويل فيها بحجة انها تحتاجني في بعض العمل..كنت اسرق الوقت لاقرأ صفحه من كتاب الله
واما الصوم فأعود من المدرسه وكلي اجهاد ..كانت تستقبلني بالسلم لتقول لي اصعدي ونظفي الجدران للعيد..اقول لها خليها مساءا تقول لا ..انتي الان اخف لانك صايمه واذا افطرتي كسلتي..
في مره كان والدي بياخذنا في رحله على البحر واستعد الكل الا عمتي لن تذهب لانها مجهده..امرني ابي باللبس سريعا ففرحت ولما جينا طالعين من البيت همست في اذن ابي.. وقال خلاص انتي خليك بالبيت تقول عمتك انك اخبرتيها انك ما بتخرجي من البيت الا بعبايه وهي لسه ما اشترتها.. ونظرت فيني وقالت نعم خلاص لازم تلبسين حجاب مع العلم اني كنت بالصف الرابع الابتدائي…لكنها لم تختر الساعه المناسبه ….

ذات مره طلبتني المشرفه الاجتماعيه في المدرسه (المرشده الطلابيه حاليا) واخبرتني انها تريدني في الفسحه ذهبت اليها
فقالت لي وهي محرجه :يافلانه ماعندك مريول آخر غير هذا القديم؟؟قلت لها لا…قالت تدبرين مريولا ام ندبر لك؟؟ فقط للغد!! فسألتها عن السبب فقالت كنت اود ان اجعلها مفاجئه لك لكني اضطررت لاخبارك من اجل تغيير المريول…وبالفعل دبرت مريولا …كان كبيرا قليلا لكن يؤدي الغرض…

وفي صباح اليوم التالي ..تلقي المرشدة الطلابيه كلمة طويله تضم مدحا وثناءا واطالت الوصف ليتشوق الطالبات ..من صاحبه الوصف ومن هي الطالبه التي ستتوج وتكرم..واذا بها تنادي اسمي ليصيح الطالبات ويعلوا التصفيق مما جعلني
لم اتمالك نفسي من البكاء.. حينها سلمتني مديرة المدرسه (طقم ذهب)وكثير من الهدايا من معلماتي

كان يوما مميزا في حياتي ….رجعت للبيت مخفيه طقم الذهب عن عمتي اما باقي الهدايا صودرت مني…وطقم الذهب اعطيته اختا لي متزوجه وطلبت منها بيعه وأخذت قيمته وتصدقت منها واعطيت اختي المتزوجه مبلغا يسيرا هديه مني والباقي طلبت منها شراء بعض الملابس الداخليه لي ولم تشعر عمتي بشئ والحمد لله

مع سن المراهقه كنت احتاج لبعض الراحه حين رجوعي من المدرسه ولو لنصف ساعه ..كانت عمتي ترفض هذه القيلوله وتقول اجلي نومك لليل فكنت احيانا لا اتحمل الجهد والعناء واذهب بشرشف صغير لافرشه خلف الحوش وانام فيه فكانت العمه اذا اكتشفتني ترفسني برجلها وانا نائمه وتبدأفي السب والشتم…

وفي مره زارتنا الجارات ولم تكن أي واحده منهن تعرفني ..لم تسمح لي العمه بالدخول ..وفضولي كمراهقه جعلني اختلس نظره سريعه للغرفه التي فيها الضيوف في حين انشغال العمه بالكلام …لمحني الجارات واجبروا العمه لدخولي ولكنها
اعتذرت منهم باسلوبها لتأتي الي بالغرفه وتشتمني وتقول لي من اذن لك بالدخول؟؟ ومما زاد المي انها اخبرتني ان الجارات قالوا من هذه القبيحة الشكل التي نظرت من الباب؟؟

بينما اخبرتني اختي الكبيره ان الجارات بالعكس سألوا العمه ؟من البنت الحلوه التي نظرت من الباب ؟والحوا على عمتي ان ادخل لكنها رفضت

وذات مره اصبت بزكام شديد مع سخونه وكتمه في الصدر شكوت لعمتي انسداد انفي وتعبي فقالت لي نامي وفمك مفتوح لتتنفسي منه الى ان تشفي…والذي حصل ان حالتي ازدادت سوءا.. فاسيقظت ليلا لاجد ابي في دورة المياه ..انتظرته
وحين خرج بكيت بشده واخبرته انني تعبه جدا فاحتضنني ابي بشده …والله لازلت اذكر المكان والوقت والشكل الذي احتضضني فيه أبي لانها اول مره….والحقيقه كان ابي لايملك في جيبه حينها الا 200ريال ذهب بي حينها لطوارئ اقرب مستوصف وقاموا باللازم واشترى لي ابي بعدها الدواء ورجعنا للبيت لاجد عمتي بانتظاري وكلها حقد وغضب ولم تظهر ذلك لأبي..كل مافعلته انها اخذت كيس الادويه مني وقالت يكفيك ما تلقيته في المستوصف من علاج…اما هذا
العلاج فسوف يضرك…وهددتني ألا اخبر والدي….عانيت المرض وصارعته الى ان شفيت ..كنت انظر اليها حينما تصاب بالزكام هي او ابنها تعالج نفسها بالقطره والأدويه التي اشتراها لي والدي…

اشترى والدي ذات يوم لحافا وفراشا جديدين فأستغرب الكل !! لمن؟؟قال ابي وقت النوم ستعرفون لمن؟وحان وقت النوم
ليرمي ابي فراشي المهترئ ويضع لي الفراش واللحاف والمخده الجديده وامسك بيدي وامرني بالنوم عليه ..صاحت العمه
لاتستاهله …وبدأت بالصياح على أبي..طلبت منك مرارا ان تشتري لولدي فلم تشتري له…اريد كل الجديد لابني وامرتني بالنهوض
فرفض والدي وهددها.. فغضبت.. وعندما نام والدي اخضرت لي لحافا قديما ومخده قديمه ورمتها في وجهي وأخذت الجديد… وتركت الفراش حتى لايثور والدي عليها وعندما اصبح الصباح اعادت الوضع كما كان حتى لايشعر ابي وظلت كذلك الى ان نسي أبي الموضوع…..
حضر الشاب مع والدته وجدته استقبلتهم عمتي في مجلسنا المتواضع ..كنت انا في حالة مضطربه وكانت عمتي تستعجلني بالدخول..لبست تنوره طويله وبلوزه بأكمام طويله وغطيت شعري وأخذت العصير لأقدمه للشاب واهله
دخلت الغرفه لأبدأ بتقديم العصير لجدة الشاب وأمه …ووصلت للشاب.. كان ذو بشره سمراء داكنه ….استغربت تأخر اخذه للعصير …فقد كان في عالم آآخر من الإنسجام وسرعان ما انتبه لمناداة امه له بأن يأخذ العصير…جلست في ركن الغرفه وانا المح نظرات الشاب التي لم تفارقني.. وكلما قمت من مكاني لأخرج …تطلب مني والدة الشاب الجلوس.. وأخيرا خرجت من الغرفه لأغوص في دوامه عميقه من التفكير…كيف ستكون حياتي مع هذا الشاب؟

سألني ابي عن رأيي في الشاب فلم أرغب اعادة الموال من جديد وقلت له الشور شورك يا أبي….قال أجل توكلنا على الله…خرج الشاب مع والدي لأداء صلاة المغرب في المسجد وجلست عمتي مع والدة الشاب وجدته….وبعد يومين تتصل بي اخت الشاب
وكانت في احراج شديد لتقول لي يؤسفنا عدم اتمام الخطبه …الوالده تقول نصيب..قلت في نفسي خيره ..ولكني سألتها عن السبب؟؟ لفضول مني فقط ….فسكتت لأن والدتها كانت قريبه منها ثم قالت مع السلامه وقفلت الخط…وبعد عشر دقائق اتصلت اخت الشاب ثانيه وقالت لي انت شابه مثلي واشعر بك وسأخبرك عن السبب ….وهو.. ان عمتك حذرت أمي منك وقالت لها بأنك فتاه قويه ومسيطره وانك اشبه (بالعقربه) واوصتها بالانتباه منكي

الحقيقه كنت فرحه لاني كنت لا اود الإرتباط بالشاب….لكن في اليوم التالي يأتي الشاب وامه بهديه الى البيت لتؤكد امه الخطبه وحضر الرجال لتأكيدها …استغربت أنا من التناقض!!لكن سرعان ماتتصل اخته لتقول رفض اخي بشده فسخ الخطبه
واخبر امه انه يريدني مهما كانت النتائج…..تكلم الرجال في المهر وتحدد يوم عقد القران….دفع والد الشاب الغني
مهرا كبيرا!!!(40 الف)!!! لتأخذ والدته 15 الف تقول هذه ثمن فساتين مكلفه سوف نفصلها للبنت لاننا نريدها ان
تلبس الفاخر في مناسباتنا …وبقي من المهر 25الف …تحججت عمتي انها تعرف لوازم العروس..لتذهب الى السوق وحدها والذي لم اكن اعرف شكله فلم انزل سوقا في حياتي وكانت اذا اشترت لي لحافا ب200 تقول لوالدي انه بألف

وهكذا ….جاء يوم عقد القرآن …عقد المأذون القرآن …ولم يكن والدي يملك قيمه مصاريف حفل او نحوه لكن ام الشاب اصرت على الحفل ودفعت تكاليفه ودعت من تحب للحفل…ذهبت للكوافيره القريبه من المنزل وكانت لاتعرف شيئا عن الحرفه لكن عمتي اصرت ان اذهب اليها لأن الكوافيره كان على حساب والدي ..وكانت تريدها بأقل تكلفه….

….جلست انا والشاب(زوجي) سويا واخذنا الصور الفتوغرافيه …وحان وقت زفتنا امام الناس……

يوم لاانساه فقد كنت اسمع عبارات اللوم من بعض الناس بينما كان زوجي يمسك يدي بقوه ولم ينتبه لأي عباره قيلت لانه كان في عالم آخر .. كنت اسمع الناس تقول (حرام عليهم) والمقصود اهلي ….وتأتيني معلمتي لتقول لي بهدوء هذا الشاب الذي رفضتي أخي لأجله؟؟ قلت لها النصيب وقدر الله وما شاء فعل…

انتهت حفلة القران ليعود الشاب اليوم التالي عصرا ويطلب من والدي ان ينعزل بي في غرفه ليتكلم معي.. لكن والدي رفض واخبره بأن لاعزله الا بعد الزواج… رجع الشاب لبيته وكلمني على الهاتف …واخبرني انه يريد رؤيتي بأي شكل …. كلمت اختي فقالت من حقه الجلوس معك.. وخططت لي خطه بأن يحضر وقت العشاء والكل مشغول.. وهي من ستحرس لي الأجواء ….وبالفعل حضر وجلس معي وأخذ مني كل ما يأخذه الزوج من زوجته… عدا المضاجعه ورفض الخروج بسرعه مما كان سببا في اكتشاف والدي للخطه ….تعرضت أنا للتوبيخ من والدي.. لكنه لم يخبر عمتي بشئ لانه كان يعرف لسانها…مرت عدة اشهر وهو يكلمني على الهاتف الى ان جاء يوم الزواج
وجاء يوم زواجي الذي لم تسمح لي العمه بأي عنايه قبله بجسمي او وجهي بل بالعكس طلبت مني في نفس يوم الزواج
القيام بكل اشغال المنزل من كنس وغسل ملابس وكوي حتى اذن المغرب وتتصل بي اختي من عند الكوافيره لتطلب مني
الحضور ..انتهيت من كل اشغال البيت على صلاة المغرب وذهبت للإستحمام وبعدها استأذنت عمتي للخروج فأذنت لي.. ولم اصل للكوافيره الا على صلاة العشاء حتى ان الكوافيره انبتني على التأخير …انتهت الكوافيره من تسريحي في تمام الساعه 12 لأذهب مع اختي الى قصر الافراح وكانت ليله مميزه عندي فقد وصلت للقصر لأجد صديقاتي ومعلماتي ومديرتي كلهم قد حضروا …لازلت اتذكر كلمة معلمتي وداد حين قالت انني أجمل عروس رأتها على الإطلاق …..

حان وقت الزفه طلبت مني ام العريس ان انزف مع ابنها فطلبت منها تأجيل ذلك ….ومشيت للكوشه وحولي الصديقات والمعلمات …وبعد فتره وجيزه حضر العريس ورجعت لأنزف معه مره أخرى وما ان وصلنا للكوشه …جلسنا فيها ربع ساعه ثم خرجنا الى تلك السياره الفاخره
المستأجره لأجد اهله وأقاربه بسياراتهم استعدادا لإنطلاق موكب بطئ للسيارات ووسطها السياره اللي تحملنا وماهي إلادقايق حتى طار العريس بسيارته تاركا الموكب ليذهب الى البيت…ذهبت معه حيث عش الزوجيه….وفوجئت بما رأت عيني ….ذلك المنزل الفاخر…صلينا ركعتين……وصارت الدخله التي انتهت بي الى المستشفى لأرقد فيها يومين بسبب غياب الثقافه الجنسيه من الطرفين ….ادى الى دخله فاشله…فقد كان والد زوجي مستحوذ عليه ليرافقه من الصباح الباكر حتى وقت النوم فلم يكن لديه الوقت ليخرج مع الاصحاب او حتى القراءه في كتب الجنس واما انا فقد كنت من النوع الخجول ….فلم اسأل صديقاتي او اخواتي.. في حياتي عن أي ثقافة جنسيه….وكان موقفا مخجلا ان نأخذ ثقافتنا الجنسيه من طبيبة النساء التي وجهت له اللوم بشده بسبب دخلته العشوائيه التي ادت الى ايذائي

وبعد عده ايام تم كل شئ….تمرالايام….. لاحظت غياب ادوات النظافه عن البيت واشياء اخرى مهمه
طلبت منه توفيرها لكنه طلب مني مرافقته الى السوق…..وكانت هي المره الاولى التي ارى فيها السوق …اشترينا الاغراض ورجعنا الى البيت وفي المساء ….اراه يتمتم مع امه في الهاتف بكلام غير مسموع….سألته ان كان هناك شئ ضايقه مني؟؟….اجاب .لا …وسكت قليلا ثم قال لي نعم لابد ان تعرفي …فهناك امور لاتعرفينها ….اضطربت وطلبت منه إخباري فقال اعذريني فمالاتعرفينه عني اني لا أعمل…اي بدون وظيفه…وليس لي دخل ..فأنا آآخذ مصروفي الأسبوعي من والدي الذي ينظر الي نظرة الصغير الذي لايحتاج المال….فحزنت وقتها وتذكرت ابي الذي نسي ان يسأل الشاب عن وظيفته بمجرد ان عرف ان اباه تآجرا….تألمت كثيرا ثم سألته وماذا تخفي عني ايضا..؟؟فقال ومالا تعرفينه عن ابي انه تآجر بخيل جدا وشحيح…وانه بصعوبه اعطاني هذه الشقه وسلمت على قدميه حتى اكمل لي تأثيثها …واخبرني انه سيكون دائما مع والده ليتقاضى منه راتبا اسبوعيا قدره(100)ريال له ولبيته…وبحكم انني كنت من بيئه فقيره فقد نظرت للمئة ريال…انها مبلغ كافي..لاتفاجئ بعدها بمراره الحياه..

مر الأسبوع الأول وأستلم زوجي (راتبه) من والده ..وكنت أسمع من خلف الباب وصايا والده له بأن يحافظ على المئة ريال ولا يعبث بها ..ليشتري مالا داعي منه…..كان زوجي في قمة الخجل مني …فلم يعزمني لأي مطعم الى الآن …وأخذني تلك الليله لمطعم ..لأدرك بعدها ان المئة ريال لاتكفي حتى لفاتورة عشاء…اقتصدنا كثيرا في الطلب لتصبح الفاتوره بعدالإقتصاد 85ريال ونعود للبيت ب( 15 ريال )مصروفا لباقي الأسبوع ….كلمت زوجي أن يطلب اباه زيادة المصروف 50 ريال ….ووقتها ادركت ان زوجي يخاف خوفا شديدا من والده….ورفض ان يكلمه….لم يكن لدي حيله إلا الصمت الذي قتلني…..تمر يومين …ليأتي يوم الجمعه …خرج زوجي واباه لصلاة الجمعه….لا انسى ذلك اليوم !! قال لي زوجي سأتاخر عن البيت وسأتجول بالسياره لعلي اجد مشوارا في الطريق واكسب منه بعض المال في يوم اجازتي

كنت البس يومها قميصا خفيفا وشفافا….سمعت صوت الباب يفتح …فاستغربت رجوع زوجي باكرا …قمت سريعا من سريري لأخرج للصاله ….وأرى والد زوجي أمامي…..تفاجئت وأسرعت لغرفتي…واذا بي اسمعه يصيح ….الا تستحين من ملابسك؟؟ الم يخبرك زوجك اني املك مفاتيح البيت ….واني سأتفقد اللبيت بين الحين والآخر ….حبست نفسي في غرفة النوم ولم يكن لدي أي وسيلة اتصال بزوجي….جلست انتظر خروجه ….وفجأه اسمع صراخه من خلف الباب!! من امركم بضرب مسمار في جدار المجلس؟؟ ولماذا لم تأخذوا الإذن مني؟؟ وكان ذلك المسمار يخص ساعه علقتها.. اهدتني اياها اختي….لم ارد عليه…ليخرج بعدها

حضر زوجي ولمته بشده….ماهذه المهزله ؟اين حرمة البيوت؟لكنه لم يستطع مناقشه ابوه في شئ…..مماجعلني أحمل ذلك عليه…..كل ما استطاع فعله انه قال لي: كوني دائما على استعداد لدخول ابي في أي لحظه!! استغربت من موقفه !!تمر الأيام والحال يشتد ويشتد….كنت اصعد لأم زوجي اشكوا لها ضيق الحال…فتقول لي لابد ان تصبري فهذه حياتنا وستتعودين عليها …وكنت اسمع من بناتها العبارت الجارحه..فقدكنت اسمعهم يقولون.. حالك هنا ارحم بكثير من حالك في بيت اهلك!! …وتتكلم اخته الكبيره …كلاما اوجع قلبي…لتقول: اساسا.. نحن من جعلناك كالبشر…لبسناك أحسن الملابس وأسكناك أحسن سكن لم تكوني لتحلمي به…..فاصبري واستري حالك(لاحول ولا قوة الا بالله)

طلبت من أم زوجي ان تغرف لي بعض الرز والسكر والدقيق لبيتي ففعلت المره الأولى ….وأما المره الثانيه ..وقفت أخت زوجي الكبيره في المطبخ …ورفضت أن آخذ شيئا بحجة (حتى لايتعود زوجي على الإعتماد على الغير) ولم تفكر فيمن يعيش مع أخيها..
نزلت لبيتي …اتأمل الحال….وتمر الأيام وننتظر المئة ريال بفارغ الصبر….وعندما أخذها زوجي نزلت معه الى السوبرماركت لنشتري الأغراض الضروريه جدا….وأما متع العروسين من خرجات وتمشيات فقد تناسيتها ..

تمضي 5 أشهر من التعب والمصارعه المره للحياه….حملت بأول مولود….وفتحت ملفا في مركز صحي لأتابع حملي .

كنت اشكو لوالدي سوء الحال فيتألم لأجلي ويلوم نفسه….لكن زوجه أبي كانت لاتتحمل زيارتي او رؤيتي خصوصا في عدم وجود والدي….ولم تكن تعرف عن حالي المعيشي شيئا…كانت تسبب لوالدي الإرهاق بكثره الكلام على رأسه مما جعلني اقلل زيارة والدي لتصبح مره في الشهر….

كنت امر بأيام قاسيه كلها دموع وأحزان ….ولم اجد في زوجي الإنسان الذي أنسى على صدره كل همومي….
الله ما اصعبها من أيام كانت تمر وليس في البيت حتى الخبز ….الثلاجه ليس فيها الا الماء….

كان مطبخي يطل على بيت الجيران… كنت انظف شباك المطبخ في يوم …لتناديني الجاره وكانت في سني,,وتطلب مني التعارف…رحبت فيها وقلت حياك الله في بيتي غدا ..حضرت الجاره …وفرحت كثيرا بمعرفتي وفرحت أنا بمعرفتها….تكررت الزيارات كثيرا….حتى لاحظت الجاره حالي…..لتعيد لي ايام ساميه صديقتي ….فكانت تدخل المطبخ لتفتش الدواليب وتستغرب ….معقول هذا التاجر الغني …هكذا يعيش ابنه في هذه الشقه؟؟

كانت تقسم علي ان آخذ كل ما تجلبه لي….فكانت تحضر لي الزيت والدقيق والأرز…لأقول لزوجي انها من والدي….مرت الأيام وأنتقلت الجاره لمدينه أخرى وتترك في نفسي فراغا كبيرا وحزنا شديدا فقد كانت لي اكثر من الأخت…
دخل علينا رمضان …كنت افكر كيف سأستقبل الأهل والأقارب …وكيف سأكرمهم في العيد؟؟وأنا حتى ملابس العيد لا استطيع شرائها….يقترب العيد وأنا في حيره

كلمت زوجي …فقال: ليس لي حيله إلا أن انتظر مصروف أبي للعيد….وانتظرنا وانتظرنا …جاء يوم 28 ولم نرى شيئا!! كلمت ام زوجي في الموضوع وكانت الصدمه ….قالت لي …اسمعي يا بنتي …عمك لن يعطيكي مصروفا للعيد الا اذا قبلتي رأسه وكلمتيه أكثر من مره…..نظرت إليها …وقلت …أقبل رأسه لابأس ..فهو في مقام والدي.. ولكن اترجاه لا !!! ارحم لي أن البس خيشة الأرز للعيد على أن أفعل ماقلتي…

ويعلن للعيد ….ليتسلم زوجي مبلغ 300 ريال مصاريف لملابس العيد وحلاوته ولكل شئ …نزلت وقتها لشراء أي لبس للعيد لأجد المحلات اغلبها قد أغلقت…وباقي المحلات ملابسها باهضة الثمن بالنسبه لحالنا….لأستقر أخيرا على ملابس من محلات(العشره)
زارني الأهل والأقارب وكنت لا ألح على جلوسهم بسبب غياب ما سأكرمهم به…

وزارني خالي وكان ميسور الحال…ولا يزور احدا من أهله حتى يكرمهم….بما جاد الله عليه….زارني الخال الحنون …ورأى منزلي الفاخر …ولكنه لايعلم بحالي ابدا….ولم يعطيني شيئا!! ظننا منه بأني ميسورة الحال…

حضنت خالي بشده وكأنني أشم فيه رائحة أمي ..ولم أخبره عن حالي ولم يلمح الخال دموعي…..وخرج ….ارتميت في سريري اجهش بالبكاء كالأطفال…

انجبت طفلي الأول …ليقاسي ويعاني معنا مرارة الحياه …فقد كنت اجهل امور العناية بالأطفال مما جعلني ابكي كلما سمعته يبكي ولم اجد من يقف بجواري …بل كان يشتد بكائي كلما سمعت عن اي وحده من اقاربنا ولدت عند امها …عانيت كثيرا وحتى حليبي كان غير كافي لإطعام طفلي مما اضطرني للرضاعة الصناعيه… وكان ثمن الحليب حوالي 18 ريال…وطفلي يحتاج لعلبه كامله كل 4 أيام….غيرمصاريف البامبرز…ومستلزمات اخرى…بمعنى ان مصاريف ولدي الأسبوعيه وحده كانت تقارب المئة ريال او تتعداها….والجد الحنون رفض زيادة المصروف !! …بل كل ما استطاع فعله انه قال لزوجي :اذا احتاج ابنك لمستشفى اخبرني وانا من سأذهب معكم لدفع اللازم…واما زيادة مصروف لا..

وبعد حوالي شهرين من المصارعه …ارتفعت حراره ابني الى39 وشارفت 40 في نصف الليل….والجد الحنون نائم والباب الرئيسي للفيلا يغلقه الجد بعد الساعه 11 ليلا فلا خروج الا بإستئذانه….صعدت انا وزوجي لبيت الجد..طرقنا الباب وطرقنا.. الكل نائم.. الى ان فتح الجد الباب.. لمس رأس الطفل …ثم لبس ثوبه لنخرج سويا انا واياه وزوجي..سألني الجد في السياره عن حاله الطفل بالتفصيل
دخلنا على الطبيب ثلاثتنا…وقد كان الجد هو (المتحدث الرسمي) ….وكأني حضرت فقط لحمل طفلي ..صرف الطبيب الدواء ليدخل الجد مع زوجي الى الصيدليه ليصرفه ….وعدنا الى البيت …وفي الطريق يؤنبني الجد ويوجه لي اللوم بشده وكأني انا من رفع حرارة الطفل…وبدأ بالكلام …انتي السبب في ارتفاع حرارة الطفل!! …لقلة اهتمامك فيه….لم اتكلم بكلمه احتراما له وتركته يتكلم حتى انتهى من كلامه ..وسرحت.. أتأمل حالي وأتأمل كأس المر الذي اتجرعه من صغري.. والآن اتجرعه وسط هذه العائله….
طلبت من زوجي ان يبحث عن عمل …لكنه تحجج بحاجة والده له….

كبر ولدي وبدأ يحتاج الأكل …فكنت أغلب ما اقدمه له قطع الخبز باللبن …حتى تحجرت بطنه….لا خضار ..لا لحوم ..لا فواكه…..

كنت اتحجج لأم زوجي بالملل صباحا حتى افطر انا وابني عندها….فكانت تطلب من الخادمه اعداد الفطور…لتضع البيض والأجبان والفول واضافات اخرى….كنت احرص ان يأكل ابني اولا….فكانت الخادمه بعد شبعنا من الفطور تستعد لسكب كل مابقي في الصحون ..داخل الزباله اكرمكم الله…فكنت اصرف الخادمه …لآخذ لبيتي كل ما كان مصيره الزباله…لأستفيد منه باقي اليوم((من يصدق !!))عائلة الرفاهيه والشكل الخارجي فقط!!…فقد كان كل الجيران يحسبهم اهل راحة من ملايين والدهم وحتى والدي لم يعرف الحقيقه المره الا بعد زواجي ..لكني عدلت له الصوره لما رأيته حزينا لأجلي وبدأت اظهر له الراحه..ولم تسمح لي نفسي في يوم ان اتكلم فيهم بكلمه امام الناس …
تمر الأيام واغلب اكلنا فطائر ناشفه مع الماء (دقيق معجون بالماء والملح)

كنت امر احيانا بحاله من البكاء الشديد..يتأملني طفلي ويبكي معي …لكني كنت احاول أغلب الأحيان ان أنشل نفسي من الهموم لأبحث في ارجاء البيت.. حتى أجد ما ابيعه على الجارات من هدايا زواجي…بعت كتبا قيمه كان يهديني اياها معلماتي… فكنت اذا حصلت على عشرة ريالات أشعر بالفرحه.. وأستأذن زوجي للخروج للبقاله حتى ادخل في قلب طفلي السرور بشراء بعض الحلاوه والبسكوت…

وتستمر وتستمر المأساه…..وتمر 5سنوات تجرعت فيها انواع المر والأسى والتعب وانجبت فيها طفلي الثاني(بنت)التي كان نصيبها من ولادتها (الحليب النيدو)فقد كانت ظروف زوجي لاتسمح بشراء حليب الرضع لها…مما جعلها عرضه للأمراض …ولم تتمكن من المشي الا قرابة السنتين..

وبعد فتره … سمعت من الجارات أن وزارة التعليم اعلنت عن (مكرمة ملكيه) لدخول الجامعه او الكليه للمتأخرات ..فقد كنت قد توقفت عن دراستي بعد زواجي….فرحت بهذه المكرمه وأستأذنت زوجي في تقديم ملفي لإكمال دراستي فأذن لي….وبدأت في اعداد اوراقي لتقديمها…

جمعت الأوراق اللازمه للتقديم وبالفعل ذهبت لتقديم ملفي في الجامعه ..كنت ارى العديد ممن هم قبلي قد رفضت ملفاتهم
وجلست ارقب الدور …وعندما اقبلت على مسؤولة التسجيل نظرت الي وابتسمت..ولا انسى ابتسامتها وأخذت ملفي مع تقليب بسيط في صفحاته…فرحت بأخذها للملف فرحا شديدا…وبعدها اخبرتنا ان اسماء المقبولات سوف تطرح في الجرائد في
التاريخ الفلاني..جلست ارقب الأيام والتاريخ ..

جاء التاريخ الموعود..لأرى اسمي ضمن المقبولات في الجامعه…طبعا الجميع منتسبات ….والشرط للإنتظام ان لايقل أول معدل للترم الأول عن 3.5 من 5

كنت اشعر بفرحه غامره بقبولي ..لكن في نفس الوقت كنت كلما فكرت في الإنتظام..افكر فيمن سيرعى اطفالي صباحا
علم العم(والد زوجي) بتقديمي للدراسه وبقبولي….وبدأ بسكب اللوم والخصام على زوجي بقوله(ماعندنا بنات تكمل دراسه بعد الزواج)…بدأ الإضطراب يسري في البيت…الزوج موافق والأب معارض..

استدعاني الأب وبدأ في نقاشي وتوجيه اللوم علي….لماذا لم تطلبي الإذن مني في إكمال دراستك؟؟(!!!) فقلت له استأذنت زوجي وأذن لي..فقال: انتم تسكنون في بيتي فلا بد ان تأخذوا الإذن مني في كل شي..!! ثم امرني بالتراجع عن إكمال دراستي…حاولت اقناعه دون جدوى…..تدخل زوجي واستغربت موقفه البطولي لأول مره!!! وقال لوالده:انا اريدها ان تكمل دراستها مهما حصل..
ثااار الأب ..وثارت الأم ..ورفضت ان تمسك اولاد ابنها في فترة تواجدي في الجامعه..وبدأ الأب يثور ويثور كلما شاهدني الصباح الباكر أذهب بأطفالي الى بيت اختي…وبدأ يفكر كيف سيعاقبنا على ما فعلنا

مرت أيام قلائل ….صحوت ذلك اليوم لأذهب بالأطفال كالعاده الى اختي وبعدها الى الجامعه …..لأجد والد زوجي يقف امام الباب الخارجي للفيلا..ويقول :لن تخرجي ولن تدرسي!!! ترجيته كثيرا لاني كنت على موعد مع احدى المنتظمات لآخذ منها اوراقا مهمه وملازم..لكنه رفض فتح الباب ..كلمه زوجي ورفض ..واخيرا قال لزوجي : اختار أحد الخيارين!!
ان تتوقف زوجتك عن الدراسه .. او انت تترك البيت لتستأجر خارجا…حينها شعر زوجي بنظراتي له ..لأنه كان دائما ذو مواقف سلبيه مع والده وأهله…

نظر وقتها زوجي لوالده وقال له : أختار ان اترك المنزل!! كان قرارا صعبا لكني فرحت به كثيرا …حتى يبدأ زوجي بتكوين نفسه
تثور ثائرة الأب ليطلب منا الخروج من البيت في تلك الساعه ..وأعطى زوجي مهلة يومين لترك المنزل

خرجنا للبحث عن منزل…ووجدنا المنزل المناسب …كان صغيرا جدا وبايجار 11 الف….اقترض زوجي قيمة الدفعة الأولى
ونقلنا بعض اثاث البيت…. ولما رآآه والده …طلب منه ترك باقي الأثاث بحجة انه ليس لزوجي وانما من مال والده
كنت ابكي كل ليله كلما اتذكر حالنا وماذا سنفعل في معيشتا….ووقتها تحتم على زوجي ان يبحث عن وظيفه …وبالفعل بدأ البحث….واما انا فقد كنت امر على اختي لأترك عندها اولادي..صباحا لأذهب الى الجامعه

كنت بذهابي الى الجامعه اجد نفسي وكياني بين الصديقات.. كانت صديقاتي المنتظمات تصرف لهن المكآفأه…وكوني انتساب ليس لي مكآفأه ….وبالصدفه عرفت عن وظائف الساعه ..في مكتبة الجامعه… اشتغلت فيها…لأتقاضى نهاية الشهر مبلغ 300ريال تزيد او تنقص …كنت اصور بعض المقررات لأني لا استطيع شراء الكتب
…واما عن افطاري داخل الجامعه فقد كنت اتعرض للإحراج كثيرا …فكنت انفر من الصديقات قرابة وقت الفطور حتى لا احرج منهم فليس لدي ما افطر به….

بعد حوالي الشهر وجد زوجي وظيفه بمبلغ 1500 ريال….فرحنا كثيرا
لكن كان علينا جمع ايجار البيت منها ولم يكن يتبقى لنا من الراتب غير 300ريال و300 التي كنت آآخذها من عملي بالساعه…

تمر الأيام وينتهى الترم الأول

انتهى الترم الأول وتمكنت من الحصول على معدل 4 من 5 واصبحت من المنتظمات وتحددت لي مكآفأه وتركت عمل الساعه لأتفرغ لمذاكرتي ..سعيت لتسجيل ابنائي في روضة الجامعه لكن ..لم اتمكن من تدبير رسوم الروضه فقد كانت
الرسوم باهضة الثمن 6000ريال في السنه.. للطفلين بعد الخصم …وعندما لم تنجح محاولاتي …سعيت جاهده لتوفير خادمه تمسك لي الاطفال صباحا …احضرت الكثير من الخادمات لكن لم تكن أي منهن مناسبه …حتى رسيت على خادمه اندوسيه جيده …فكنت اعطيها مكآآفئتي شهريا …..ورغم معاناتي لكني كنت انتظر بلهفه لقيا الصديقات في الجامعه .فقد كنت اشعر بسعاده غامره وانا والصديقات نتبادل الحديث والضحكات …كنت احاول ألا تشعر أي صديقه من الصديقات بحالي …

كان زوجي يزور اهله بين الحين والحين ..فأطلب منه الذهاب معه انا واطفالي خوفا من قطيعة الرحم….مع ان والد زوجي وامه كانا يرفضان استقبالي ظنا منهم اني احاربهم بدراستي….مع ذلك كنت اصر على صلة الرحم

تمر الأيام ويجد زوجي وظيفه أخرى براتب اعلى فقد كان 2800ريال ..كانت بالنسبة لنا حلم لايصدق …فرحنا كثيرا
وقرر زوجي تقسيط سياره جديده بدلا من سيارته المتهالكه ….

عرف والده بهذا القرار..وعرض على زوجي فكره ..فرح بها كثيرا وهي(ان يشتري له السياره كاش)على ان يسدد الأقساط لوالده….فرحنا كثيرا ولم نعلم السر في قرار والده إلا بعد شراء السياره….فقد كان تفكير الأب غريبا…حيث جعل السياره بإسمه وليس بإسم زوجي….والشئ الآخر والأدهى والأمر…انه طلب القسط الشهري 2000 ريال…..وهنا اظهر الاب نيته فقد قال لزوجي :ان راتبك كبير!!! ولابد ان تحافظ عليه من الضياع…فأنا سأجعل الاقساط 2000 بدلا من 1000 حتى تسرع بالسداد وحتى(لا تتعلم الإسراف)

وبعد محاولات ومحاولات ووساطات اقنع والده ان عليه ايجار بيت ومصاريف ليصبح القسط بعد معاناه 1500 ريال
وتمر الأيام عصيبه جدا… حتى وجد زوجي عملا حرا اضافيا …وكان بفضل الله بدايه خير علينا …فقد اشتغل زوجي
(سمسارا) لبضائع تخص تاجر من التجار وكان يتقاضى دلالته وقت البيع ….وابتسمت لنا الحياه بفضل الله بعد الشده
انتقلنا لبيت آخر واسع قليلا.. فقد كان دخل زوجي الشهري من 5الآف الى 6الآف مع راتبه ….فكان مبلغا طيبا بحمد الله
…….لم يعرف والده ولم يشعر بشئ وظلت الأقساط كما هي ….

وعند هذا الحال انتهت حقبة من الألم في حياتي …لأبدأ قصه حياة جديده…؟؟؟ في ثناياها الفرحه والحزن والحسرة والألم والندم والتحسف (كلها معا)….ولكن الحمد لله على كل حال

وفي بيتنا الجديد …كانت الخادمه تخرج لرمي (الزباله)أكرمكم الله …..وفي مره كانت احدى الجارات ماره قرب البيت وشاهدت الخادمه ….وسألتها اين بيتكم؟؟ فأشارت لها الخادمه على البيت… أعطت الجاره للخادمه رقم منزلها وقالت لها اعطيه المدام وقولي لها نحن الجيران ….وبالفعل اعطتني الخادمه الرقم وأخبرتني بما جرى….اتصلت بالرقم واذا بها امرأه لم اميز عمرها…اخبرتني انها هي والجارات سوف يأتون لزيارتي …رحبت بهم ….وفي اليوم التالي حضروا…فأدخلتهم الخادمه للمجلس لحين حضوري …وكن حوالي الخمس ….لبست جلابيتي ودخلت المجلس لأسلم عليهم …واذا بي ارى علامات الدهشه على وجوههم …بل انهم لم يتكلموا الا عن كيف الحال؟ والاولاد؟ واختار بعضهم الصمت لحين خروجهم…(كن كبيرات في السن)يعني فوق الأربعين ومنهم من تقارب الخمسين….بعد مرور نصف ساعه استأذنوا بالخروج ….استودعتهم الله ورحلوا….

في اليوم التالي تتصل بي احداهن….لتقول لي تفضلي عندنا على العشاء يوم غد….فاعتذرت منها..لإنشغالي…لكنها اصرت علي بشكل ملفت …لتقول لي إذا لم يناسبك الغد نأجلها لبعد الغد….فقلت لها لا تؤجلي وانما سأحاول ان احضر وبالفعل يأتي يوم الغد .. لبست جلابيتي وخرجت لتلك الفيلا الفاخره التي تسكنها الجاره…دخلت واذا بجميع الجارا ت ممن اعرفهم وممن لا اعرفهم ….ببناتهم الشابات جميعا كان العدد كبير …شعرت بالإضطراب ولكني تشجعت…جلسنا بالصاله المطله على المطبخ ..كنت ارى اعين الكل تراقبني….والغريب انهم كانوا كبيرات في السن لكن ملابسهن ملابس الصغيرات(البرمودات.والشورتات….وملابس غريبه)….كانت تجلس قربي امرأه خلوقه جدا ….سألتني عن اسمي واسم عائلتي….وكانت تتكلم معي …ولكني كنت طوال الوقت غير مرتاحه في جلستي فالأعين كلها تراقبني…..استأذنت بالخروج فلم تصر علي صاحبه المنزل ان ابقى للعشاء…بل وكأنها حققت غرضا واكتفت …
مر حوالي الأسبوع ….ولدت جاره لنا في نفس الحي ممن حضروا العشاء تلك الليله…سمعت عن ولادتها وذهبت لزيارتها…فرحت كثيرا بقدومي وكأني احرجتها بقيامي بالواجب نحوها … قالت لي انتي طيبه وقلبك طيب …وبدأت تحذرني من بعض الجارات…فسألتها انا عن سر النظرات التي كانت موجهه لي في بيت فلانه …فحلفتني بالله ان لا أخبر احدا بما تقول …ثم قالت لي تلك الجاره لما حضرت لمنزلك انبهرت من جمالك …ولماذا تخفينه خلف تلك الجلابيه الكبيره ..وانبهرت لكونك متزوجه من أسمر…ورجعت لتحكي لنا انها استغربت من حالك كثيرا….فجميعنا كنا في شوق لرؤيه هذه الفتاه الجميله (المتخلفه) كانت تلك الجاره هي من اطلقت علي هذا اللفظ… ثم أكملت ..جمعتنا جميعا مع بناتها وبناتنا….حتى نشاهد منظر (فتاة الأدغال)
الله كم أثر في نفسي كلامها..ولم اعرف ان هناك من البشر من يفكر بالمظهر ويترك الجوهر…ثم تابعت كلامها.. لما لاتبرزين انوثتك و جمالك؟؟..بلبس القصير والملابس الجذابه.. وتسرحي شعرك وتقصي القصات كباقي الفتيات

رجعت للبيت وانا افكر في كلام الجاره ولم أنم تلك الليله من التفكير ….وفي اليوم التالي أخبرت زوجي برغبتي للذهاب للكوافير لأرتب نفسي…ذهبت للكوافيره وطلبت مني الحضور3 ايام متواصله مابين تنظيف بشره وقص وصبغ….الخ

انتهت فترة التجميل …..كنت انظر للمرآه لأرى تغيراتي …حتى ان صديقاتي في الجامعه استغربن تغيري المفاجئ…لكنهن اثنين كثيرا على مظهري …ولم أوضح لأحد سبب هذا التغير

تمر الأيام.. تعرف زوجي على أصدقاء في العمل…وطلب مني زيارة نسائهم….رحبت بالفكره خاصة اني عرفت من زوجي انهن في سني..

وفي مره ذهبت معه لبيت صديق له…لنجد صديقه أسفل العماره ينتظرنا … كانت نظرات صديقه لا تفارق يداي وقدامي وعيناي ….دخلنا للبيت …وقفت امام المرآه لأصفف شعري…وفجأه المحه من المرآآه يراقبني
ذهبت لمجلس الضيوف…وكنت غير مطمئنه …جلست مع زوجته حوالي النصف ساعه …ثم طلبت من زوجي الرجوع للبيت ..ويفاجئني بقوله لقد اقترح صديقي ان نذهب معا الى مقهى وكلم زوجته فوافقت ..وقالت لي سوف يعجبك المقهى كثيرا

وفي السياره كان صديقه يتكلم ويضحك مع زوجته اما أنا فقد كنت اتكلم معها حينا والتزم الصمت حينا…. وصلنا للمقهى…اختار صديق زوجي طاوله مناسبه للرجال وطاوله مناسبه لنا نحن النساء …وجلسنا …وبعد مرور خمس دقائق اذا بالجرسون يقول لزوجي ممنوع جلوس الرجال بدون عوائلهم….فأقنعه صديقه اننا اخوان ولابأس بجلوسنا معا….كلمني زوجي فرفضت فقال لي لا تحرجيني امام صديقي فزوجته لا مانع عندها من الجلوس سويا….جلست بالقرب من زوجي وعيني لم تفارق الطاوله من الخجل …وما ان قرروا الذهاب …شعرت بأني استعدت انفاسي

رجعنا للبيت …واذا بزوجي يقول لي ..من الآن فصاعدا لابد ان نرى العالم ونرى الدنيا فقد حرمنا كثيرا من المتع في السنين الماضيه…..وبدأ يستشير صديقه عن الأماكن المميزه والمقاهي …فدله …..وخرجنا لعدة أماكن
فكان الشئ الذي يضايقني اذا خرجت مع زوجي …مراقبة أعين الشباب لي وحتى البنات…فقد كان اغلبهم يراقب يداي وقدامي
فكنت اعرف مقصدهم من النظرات …وأحاول تجاهل تلك النظرات….لكن كان من الشباب من يحاول مضايقتي بالكلام في حال دخول زوجي دوره المياه.. فأتجاهلهم…. تكلمت مع احدى صديقاتي عن مايحدث معي عندما اخرج مع زوجي فكان تفسيرها لما يحدث …. أن الكثير من الشباب يظن ان المتزوجه من اسمر تكون طمعانه في ماله….ويبدأ الكل بفرد عضلاته امامها حتى يكون هو الأفضل….ابتسمت لها وقلت الله يكفينا الشر دوما

مرت حوالي السنتين…..ونحن على نفس الحال …تخرجت من الجامعه…ولم يتقبل زوجي التقديم للوظيفه لقوله حتى تتفرغين لي ولبيتك …ورفض الوظيفه بتاتا….تأثرت وانا ارى كل صديقاتي يقدمن للوظيفه….لكن الحمد لله على كل حال.

كنت اشعر بالملل والفراغ…امسك الهاتف لأتكلم مع فلانه وفلانه…..وفي المساء أغلب الأوقات يأخذني لمقهى …

في البدايه كنت اقول في نفسي ان زوجي بخروجه للمقاهي يحاول تعويض نفسه عن الماضي ..ومع مرور الأيام اكتشفت انه ادمن نظرات الفتيات الينا في المقاهي…..فكنت افهم ذلك من خلال تصرفاته فكان اذا دخل لمقهى وكان خاليا من الناس يرفض الجلوس فيه
حتى اصبح في بعض الأحيان اذا كان المقهى كله بنات يأمرني بفتح شعري امامهن …وعندما يصر علي افتحه دقيقه ثم أغطيه….

بعد فتره….. تعرفت على جاره لنا قابلتها في صلاة التراويح …حثتني على التسجيل في حلقات التحفيظ في المسجد المجاور…فرحت واستأذنت زوجي وسجلت في التحفيظ… فكنت احفظ القران واحضر الدروس …ولكن ما كان يؤلمني اني ارجع للبيت ليطلب مني زوجي الخروج لمقهى…لم اكن دائما اعرف مغزاه من خروجنا لكني كنت اوافقه دائما حتى لا يحرمني من المسجد…

ومع مرور الأيام تغير زوجي كثيرا…. كان يجمع فروضه فكنت انصحه للصلاة مع الجماعه فلا يستجيب ابدا ولايتقبل كلامي …الى ان مل من نصحي مع اني كنت انصحه بالحسنى وليس بالإجبار….. قال لي جماعة المسجد يحرشونك ضدي….ثم منعني من المسجد وقال لي…لن تذهبي الى المسجد بعد اليوم ….سلمت على قدميه ورجوته بأن لايحرمني المسجد..لأني كنت اجد نفسي فيه لكن دون جدوى …

كان يطلب مني الذهاب معه للمقهى فأرفض …حتى قال لي في يوم …اتظنين اني غير قادر على ان اتعرف على أجمل منك؟؟…(ألف وحده تتمناني ومثل ما جبتك اجيب غيرك)….

فاتحت أخي الأكبر في الموضوع وكان رده…أن قال لي كوني مع زوجك في كل شئ …وحاولي ان تلبي كل رغباته وتخرجي معه حيث يريد ولم يسمح لي أخي بمعارضة زوجي في أي شئ….

واستمرت حياتنا على هذا المنوال ….بل وتعودت انا على الخروج الدائم فكان زوجي في اغلب الأحيان يذهب بي الى السوق لشراء العباءه اللائقه لخروجنا ..لأكون ذو مظهر لائق…ولم يترك زوجي مقهى الا وزرناه…

تمر الأيام ويتعرف زوجي على صديق يتصفح الانترنت كثيرا بل ولديه خبره عن الكثير من المواقع…وكان زوجي ليس لديه جهاز كمبيوتر داخل البيت ..فكان صديقه يأخذه لبعض مقاهي النت ليعلمه …حتى تعلق زوجي بالكمبيوتر والانترنت كثيرا …اقنعه صديقه بشراء جهاز لاب توب والتصفح داخل المنزل ..وفعلا اشترى زوجي الجهاز الذي اخبره عنه صديقه ..وبدأ الصديق يزورنا بالمنزل كل يوم ليتصفح المواقع مع زوجي ..

تعلق زوجي كثيرا بالكمبيوتر والنت وكان اغلب الأحيان عندما نخرج لمقهى يأخذ معه الجهاز…وينشغل به ويتركني عرضة لأعين الشباب
بدأ يتعمق في الأنترنت ويتصفح المواقع ويشارك فيها ….ويتجول في الرومات ليتعرف على بنات ويحادثهن ويضحك معهن ….مرت الأيام….بدأ يفضل الجلوس في المنزل والخلوه مع نفسه حتى لايضايقه احد في استرساله في الرومات

كان شبح الفراغ يقتلني….وكان لايملك الوقت حتى يذهب بي لبيت اختي او لزيارة أقارب …فكان الوقت يمر علي بطيئا بينما يمر الوقت عليه سريعا وهو على جهازه….حتى تمر أوقات الصلاه ولا يشعر بها

مرت الأيام وانفجرت عليه بالبكاء كقنبله موقوته….قلت له(ولأهلك عليك حق)….وطلبت منه تنظيم وقته لكن كان لا يستجيب …حتى مل مني ومن كلامي ….فكر وفكر كيف سيشغلني عنه عندما يكون على جهازه؟؟ ….ولم أعرف من اشار عليه بالفكره!!…..أخذني الى السوق واشترى لي جهازكمبيوتر (لاب توب) وقال لي هذا هو الحل!!

الحقيقه فرحت كثيرا..لكني لم اكن اعرف حتى طريقه تشغيل الجهاز…..وبدأ يفرغ نفسه ليشرح لي طريقة استخدامه…وطريقه التصفح في المواقع….ومن جهتي اتصلت بإحدى الصديقات وحضرت لتعلمني ايضا وأنشأت لي ايميلا جديدا وشرحت لي كيفية استخدامه…
وجدت نفسي في هذا الجهاز…فكنت اكتب بعض المواضيع وبعض الخواطر والأشعار…في منتديات عده لأجد المرحبين بمواضيعي. وارتسمت على شفتاي البسمه

لكن سرعان ما عاودني الملل لأني كنت بحاجه لمن يفهمني ويكون قريب مني…وعدت لأطلب من زوجي الراحه من جهاز الكمبيوتر لمده اسبوع على الأقل ….رفض وخاف ان اعيد له الموال من جديد ….فأخبرني ان هناك موقع جديد مسلي جدا …وأن اللعب فيه سوف ينتزع الملل والطفش مني …وقال لي مع الأيام سوف تستمتعين باللعب فيه ……وكان هذا الموقع المشؤووم هو ……البداية للمجهول
يعتصر قلبي الألم والحسره والندم وانا اكتب كل حرف من القادم….فقد كانت الفترة المقبله من حياتي هي الغمامة السوداء
التي حجبت النور عني ….كما ادعوا الرحمن ان يتجاوزه عني وان يبارك لي فيما بقي من عمري المجهول

وما حصل أنني بدأت اللعب في هذا الموقع المدعو ب(القيمزر) بعدم تمكن وكان بعض الشباب والفتيات داخله يعلمنني اللعب حتى تمكنت

كان زوجي سعيدا انني انتهيت عن الكلام معه بخصوص الكمبيوتر….بل كان يسألني دائما كم وصلت نقاطك؟

ومع مرور الأيام ادمنت اللعب في هذا الموقع …فكنت اختار لنفسي من النكات ما كان يلفت انتباه العقلاء من الشباب والبنات
…كانت النكات جميعها تحمل معاني ساميه…وكان الأغلبيه يتسابق للعب معي …لأجل الثناء على النك او للسؤال عن مغزاه…
الى ان لعب معي ذلك الرجل….وبدأ في محاورتي…بكلام كثير..وأعجب بأسلوبي في الحوار

انتهينا من اللعب ليطلب مني الإيميل….ترددت كثيرا لكن الحاحه علي ازاح عني التردد …اعطيته الإيميل.. فرح كثيرا وشكرني …ثم اخبرني انه ينتظرني على الماسنجر

وفي الماسنجر حدثني عن أوضاعه وانه رجل متزوج ولكنه يفتقد التفاهم في حياته الزوجيه …ثم حدثني عن ابنائه …واسترسل بالكلام ليريني صورته وصورة ابناءه….كان من مدينه في السعوديه لا تبعد كثيرا عن الكويت…وأما انا فمن المنطقه الغربيه
كان لا يودعني إلا بعد ان يعرف مني موعد اللقاء القادم على الماسنجر…حتى انني ان لم ادخل الماسنجر يجن جنونه…ليترك لي رساله لوم شديده ….

كانت اوقات فراغي تختلف عن اوقاته …طلب مني رقم هاتفي حتى يتصل بي في حال تواجده على الماسنجر…وطلب مني انا ايضا ان اعطيه رنه في حال فراغي وتواجدي على الماسنجر…..

استغربت من زوجي انه لم يلحظ تلهفي على فتح الإيميل!! … فقد كان مشغولا في عالمه….

تمر الأيام ويصارحني انه لم يتعلق بفتاه في حياته قدر تعلقه بي ….كان يقول لي حبك ارتقى بقلبي للسماء ..

مرت الأيام…….. طلب ان يرى صورة لي ..تلعثمت ..وحاولت ان انسيه الموضوع لكنه كان يردد علي نفس الطلب في كل مره ….حلفت له اني لا أملك صوره لي لا في جوالي ولا في جهازي….فقال لي بسيطه ..وبدأيشرح لي طريقه انزال الصور على الجهاز….

صورت نفسي بالجوال…وفعلا أنزلت صورتي في مستندات جهازي….وعندما حان الوقت ليراها ….قال لي مهلا لآآآخذ انفاسي…فقلبي يضرب بشده

وفي اثناء حديثنا أظهرت له الصوره بشكل مفاجئ …..في البدايه لم يصدق اني صاحبة الصوره ..الى ان حلفت له
طلب مني ارسال الصوره عبر ملف او رساله ايميل لكني رفضت …فكان كلما قابلني على الماسنجر يطلب مني وضع الصوره…كان يساوره الشك في كوني صاحبة الصوره….طلب مني رؤيتي على الكام …فتحت الكام وتأكد بعدها اني صاحبة الصوره……

مر حوالي الأسبوعين… استغربت اسألته العجيبه عن منزلي وعنواني بالتفصيل!!…تحجج بكون بعض الأقارب يسكنون قريبا من مدينتي..

جاء اليوم التالي اعطيته رنه على جواله ليدخل الماسنجر ولم يدخل

وقي عصر اليوم الذي بعده اتصل بي وفاجئني انه في مدينتي وانه قطع المسافات ليراني

اعتذرت عن لقاءه …فقال لي: هكذا تكرمين من قطع المسافات لأجلك؟

اخبرته اني لا استطيع الخروج معه لكنه اقنعني انها بضع دقائق في السياره …..وقال لي اخبري زوجك بأن احدى الجارات ترغب في رؤيتك لأمر ما ولن تغيبي كثيرا عن البيت

كلمت زوجي وكان مشغولا في جهازه …كلمته مرارا …حتى صرخ في وجهي.. لا تقطعي علي استرسالي… اذهبي حيث تشائين!!….

اتصلت به ورتب لي خلو المكان في اسفل العماره

نزلت وركبت معه ..وكان قد اختار مكان اللقاء ..كان الوقت مساءا…اوقف سيارته في مكان مظلم وكانت السياره مظلله

ازاح غطوتي واحتضنني بقوه….اقشعر جسدي ودمعت عيني وتمنيت لو انه كان حلالا…..قبل يداي وجبيني.. ومشينا…اشترى لي كوبا من القهوه …

كنت اراه متلعثما ولا يدري ماذا يقول…لكنه صارحني…انه يرغب بالخروج معي اليوم التالي ايضا….ولكن في شقه ….رجفت يداي واضطرب قلبي….

فأظهرت له موافقتي….الى ان اوصلني لبيتي…..

نعم

لاحول ولاقوة إلا بالله

بها يستعين الملائكه (حملة العرش) على حمل عرش الرحمن
وبها نستعين بالله على امور دنيانا وآخرتنا
******
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ياعبد الله بن قيس الا ادلك على كنز من كنوز الجنة فقلت بلى يارسول الله قال: قل لاحول ولاقوة الا بالله)متفق عليه
******
قال النبي (صلى الله عليه و سلم) :
“لا حول و لا قوة الا بالله دواء من تسع و تسعين داء أيسرها الهم”
******
و قال النبي (صلى الله عليه و سلم) :
“ما على الارض أحد يقول لا اله الا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة الا بالله
إلا كفرت خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر”
******
و قال النبي (صلى الله عليه و سلم) :
“إستكثروا من الباقيات الصالحات و التسبيح و التهليل و النحميد و التكبير و لا حول ولا قوة الا بالله”
******

عدت للبيت وكنت في حالة حزن شديد..احتضنت اولادي ثم ذهبت لغرفتي واغلقت الباب ..

اغلقت هاتفي …اعدت شريط الذكريات للوراء.. وانتابني بكاء شديد

دقت ابنتي علي الباب فلم افتح لها ..لكنها اصرت علي ان افتح الباب ..فتحت لها واذا بها تقول لي :ياماما لماذا الحزن؟ المعلمه علمتنا في الروضه ان ذكر الله يذهب الحزن..فاذكري الله ياماما فأنا اكره ان اراكي حزينه..احتضنتها ثم ذكرت الله ونمت

وحلمت تلك الليله اني اسجد لله سجود شكر ..كررت سجود الشكر كثيرا في منامي حتى استيقظت وانا افكر في تلك الرؤيا…

فتحت هاتفي المغلق ..وماهي الا دقائق حتى اتصل الرجل.. فلم ارد عليه…حذفت اسمه من قائمه الأسماء…اتصل مرة اخرى فظهر رقمه دون اسم

حينها خطرت ببالي فكره ..اعطيت زوجي الهاتف واخبرته ان المتصل واحد غلطان

رد عليه زوجي ..وسمعته يقول له (النمره غلط)ولم يتصل الرجل بعدها

اغلقت الهاتف… وفتحت الإيميل وارسلت له رساله أخبرته ان زوجي علم بعلاقتي به وطلبت منه نسياني وان يدعو لي بخير واغلقت الإيميل بأن غيرت رقمه السري واغمضت عيني وطلبت من ابنتي ان تكتب لي رقما عشوائيا حتى يغلق الإيميل تماما…

فتحت ايميلا جديدا . بعدها طلبت من زوجي تغير رقم هاتفي لشركه اخرى ..فوافق ..وغيرت رقم هاتفي

مر حوالي الأسبوع ..اخبرني زوجي اننا سوف نخرج لإستراحه مع اصحابه ونسائهم واطفالهم…كنت غير مهيئه نفسيا للخروج فرفضت.. لكن زوجي اخبرني انه قد نسق مع اصحابه ..وتم اشتراكهم في تكاليف الاستراحه..

ذهبنا الى الإستراحه …كان الكل في فرحه غامره ..الأطفال وامهاتهم …كنت ارى مدى فرحتهم بالسباحه ..اما انا فقد احترت الجلوس امام المسبح والتفرج عليهم

وفي منتصف الليل رحل الكل باطفالهم الى منازلهم…لكن زوجي اختار المكوث لظهر اليوم التالي

في الصباح الباكر استيقظ اولادي وطلبوا مني النزول للمسبح فرفضت لكن والدهم سمح لهم بالنزول وأخبرني انه هو من
سيبقى بجوارهم فتره السباحه…ذهبت انا لجمع اغراضنا ..كنت اسمع لعبهم واصواتهم

مرت نصف ساعه نام زوجي قرب المسبح…وخرج ولدي من المسبح لتناول الفطور…فطلبت من الخادمه ان تنادي ابنتي للفطور..وفجأه اسمع صياح الخادمه…خرجت سريعا …لأرى ابنتي اسفل القاع العميق ولا حراك فيها …جثوت على الأرض من شدة الخوف
قفز زوجي الى المسبح وانتشلها…كنت اصيح بصوت متقطع وانفاس مقطوعه..لا.لا.لا وانا انظر لابنتي جثه هامده امامي…والخادمه تطبق عليها طرق الإنقاذ..وبعد حوالي الخمس دقائق التى مرت وكأنها خمس ساعات…تحركت ابنتي قليلا..فصاحت الخادمه (مدام رنا مافي موت)الحمد لله

سجدت لله سجود شكر.. ولم ارفع من السجود حتى سمعت صوت ابنتي تناديني… مكثت بعدها أتأمل لطف الله تعالى كيف سخر الخادمه لرؤية ابنتي في تلك اللحظه..وكيف سخرها لإنقاذها

وتأملت في نفسي …علها دعوة صالحه قد دعوت بها في يوم …اختار الله لي بها صرف بلاء

عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها
قالوا إذا نكثر قال الله أكثر)

مرت أيام ودخل علينا الشهر الكريم …كنت اشعر بالحزن بسبب مرض والدي فلم اكن اتمكن من زيارته بإستمرار حرصا على صحته.. لأنه بزيارتي كان يعلو صياح زوجة ابي على اولادي مما يزعج ابي ويقلق راحته…فأخترت له الراحه وكنت اكتفي بمحادثته على الهاتف وقلبي يتفطر من الألم….أو اختار الذهاب بمفردي دون أطفالي لأسلم عليه واقبل قدميه …كنت انتظر بلهفه لحظة صلاة التراويح حتى انسى همومي في المسجد

وفي يوم من ايام الشهر المبارك اتصلت والدة زوجي بإبنها وطلبت منه الحضور لمنزلهم لضروره …. فقد كانت والدة زوجي تستعد لتزويج ولدها الثاني ..فكانت تعد له الشقه التي كنا نسكنها من قبل…حضر زوجي .. فأخبرته انها وجدت شيئا غريبا في الشقه خلف مرآة المدخل التي كنا قد تركناها في المنزل مع العديد من الأثاث ..اطلعت العمه زوجي على ما وجدته.. واذا بها كره صغيره من الورق والشعر ملفوفه بحكمه

اتصل بي زوجي وأخبرني عنها ..فأتصلت بإحدى استاذات الشريعه في الجامعه وسألتها …فقالت لي لابد ان تعرضوها على امام المسجد او احد الأئمه الثقات ..واخبرتني انه من الممكن ان يكون سحر مربوط…مما اقلقني..

وفعلا اخذ زوجي الكره الصغيره لأحد المشايخ وذهبت معه وكانت الصدمه…….انه سحر تفريق بين زوجين..وسألني الشيخ عن علامات تحصل معي …وكانت بالفعل تحدث معي…وبشرنا الشيخ انه بحول الله وقوته سوف يبطل هذا السحر وذكرنا بنعمة الله علينا اننا افضل من غيرنا ممن عقد عليه السحر في مكان مجهول…ثم أكد علينا تحصين انفسنا وابناءنا وبيوتنا بذكر الله…والغريب مما حدث لي ان الشيخ سألني كيف تجدين لون زوجك؟ …فسكتت قليلا ثم اخبرته انني اجده شديد السواد لكن الشيخ بادرني ان زوجي ليس كذلك وانما هو ذو بشره قمحيه غامقه قليلا لكنها غير سوداء..واخبرنا ان ذلك من تأثير السحر…

أخبر زوجي والدته بما حصل فتذكرت انها اقامت حفلا للمباركه قبل زواجنا بأيام في الشقه.. حضرت فيه أكثر من خمسين زائره ….وبالرغم من اننا اكتشفنا السحر بعد سنوات لكن يظل الحمد لله دوما أولا وأخير

ابطل السحر..(ما جئتم به السحر ان الله سيبطله) …وكانت اول بوادر الخير .. انني سمعت من أخي انه سيذهب للحج ..فأستأذنت زوجي للحج مع أخي …وكانت المره الأولى في حياتي التي اذهب للحج…فوافق ..ومن فرحتي اتصلت بكل الصديقات ..وكنت لاأنام الليل من الفرحه …بل وكنت ادعوا انصاف الليالي ان اموت في الحج…

صباحا ومساء انشد مع ابنائي

نور في الأجواء تألق ..هب نسيم يحمل طيبا…روحي أنست قلبي حن …من مكة اصبحت قريبا..

ومن الشوق واللهفه كنت اعد الأيام عدا…حتى تحل ايام الحج…وحجز أخي الحمله المناسبه بعد السؤال والإستفسار عن الحملات السنيه التي تسير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل شئ

وقبيل الحج بأيام رأيت في المنام ان الناس مجتمعه وسألت احدهم عن سبب الإجتماع فقال لي اننا اجتمعنا في هذا المكان لأن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يلقي علينا درسا…ففرحت وزاحمت الناس حتى وصلت لأول الصف لأسمع كلام النبي واحتضنه…لكن سرعان ما ايقضني اطفالي …فحزنت وتألمت لأني لم ارى النبي صلى الله عليه وسلم

مرت أيام قلائل وذهبت للحج مع اخي

أقبلت أيام الحج وانطلقت مع أخي الى الحج وتركت اطفالي مع والدهم واستودعتهم الله ….

وفي الطريق كنت اشعر اني اسعد الناس ان بلغني الله الحج… طفنا وسعينا ثم ذهبنا الى حيث مقر الحمله في منى لأرى الحاجات من كل فج عميق اتوا لتأدية هذه الفريضه…ولأول مره في حياتي كنت اتمنى ان يمر الوقت بطيئا لأتمتع بكل مناسك الحج …حضر يوم عرفه وما اروعه من يوم …القت علينا احدى الأستاذات من المدينه المنوره محاضره عن االحج المبرور وبركة يوم عرفه …ومن الساعة الثالثه مساء …الكل سكون ..يوم يباهي الله فيه ملائكته بأهل عرفه…كنت اتأمل الكل وكأن على رؤسهم الطير من السكون..الكل يدعو بما في نفسه …صليت العصر ومكثت ادعوا الى ان غربت الشمس…دعوت بما في نفسي ..ودعوت لمن اوصاني بالدعاء…

ذهبنا بعدها الى مزدلفه لنبيت فيها… وهناك كنت اتأمل حكمة الله في كل مناسك الحج العظيمه… وبعدها مع الفجر انطلقنا الى الطواف بالبيت….ثم رجعنا الى منى لأجد فرحة العيد….الله كم هي لحظات يحن اليها قلبي …كانت الأستاذه سلوى تلقي علينا الدروس بين الحين والحين…وكنت لا افرط في كلمه من دروسها القيمه…اكملنا مناسك الحج…وطفنا طواف الوداع ودموعي تذرف في الطواف…رجعت الى الأستاذه سلوى وانا ابكي واخبرتها اني سأفتقد دروسها ..لكنها بادرتني برقم هاتفها وأخذت رقم هاتفي وقالت لي:في أي يوم نزلت فيه الى مدينتكم سوف اتصل بك لتحضري دروسي…

وفي طريق العوده للبيت لم تتوقف دموعي بل وكنت في الباص اشهق بالبكاء دون اراده ……فكان اشد فراق.. ان فارقت المشاعر المقدسه

رجعت الى الدنيا….وكلما قابلني الأقارب وقالوا لي حج مبرور..عاد لي البكاء من جديد

مرت ايام بعد الحج وكلما نمت حلمت بالحج …واني لا ازال في الحج….الى ان رأيت رؤيا اثلجت صدري وفي نفس الوقت كنت احتاج لمن يفسرها

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي وحوله عدد من الصحابه …ناداني رسول الله ولكني لم اره بوضوح وقفت امامه واعطاني شيئا في يدي ..فرحت به كثيرا مع اني لم اعرف ماهو؟ لكنني امسكت به وبقوه وانصرفت… واذا برجل كبير السن رث الثياب سيئ المنظر ومن اقبح مايكون يجري خلفي ويقول هات مافي يدك…لكني كنت اسرع وبقوه فكان كلما اقترب من ظهري ليمسك بي يرفعني طائر الى السماء ويبعدني عنه.. وكلما انزلني الطائر الى الأرض جاء العجوز جاريا ليمسك بي… وكلما اقترب من ظهري حملني الطائر للأعلى ولم يتمكن من أخذ ما معي… واستمر هذا الحال الى ان استيقظت

صحوت من نومي استرجع المنام وأتأمله…ولم انتظر كثيرا.. بدأت بالبحث عن مفسر للأحلام من الثقات حتى يفسر لي الرؤيا
حدثت والدي بما رأيت…فأبتسم وتفاءل لي خيرا…

اتصلت بأحد المفسرين وحدثته عن الرؤيا فسألني عدة اسئله …واخيرا قال لي لعل الذي أعطاك هو رسول الله.. علم ينتفع به .. والرجل القبيح هو الشيطان يريد ان يشغلك ويصرفك عنه والله أعلم…فأستبشرت خيرا بهذا التفسير خاصة ان الرجل لم يتمكن من أخذ مابيدي

بعد رؤيتي لذلك المنام …بدأت الشروع في تفسير القرآن الكريم والبحث عن الصحيح من الأحاديت..استعنت بعد الله تعالى بالأستاذه سلوى رعاها الله التي دلتني بدورها على الصافي والصحيح من الكتب في هذا المجال ..اشتريتها وبدأت في دراستها في بيتي …

في تلك الأيام …مرض زوجي مرضا غريبا في رأسه ..عجز الأطباء عن معرفة سببه ..فقد كان يصف لي مرضه بأنه يشعر وكأنه يحمل شيئا ثقيلا في رأسه حتى انه كان ينتهي به الأمر من شدة الألم الى الإستفراغ والسقوط على الأرض والإغماء أحيانا.. ذهب لعدة مستشفيات ولكن جميع الأطباء اكدوا له أن كل التحاليل والفحوصات سليمه

لكن بعض الأطباء حذره من الجلوس الطويل على جهاز الكمبيوتر لأن ذلك فيه إتلاف لبعض الخلايا في المخ.
وعندما رأى الطب عاجزا حيال مايشعر به …أكدت له ان علاجه لن يعجز الله.. وان علاجه يكمن في قرآءة القرآن والمواضبة على الصلاه والدعاء والإستغفار والصدقه..فكنت أقرأ القران على رأسه مرارا فيشعر بالراحه ..وكان كلما هدأ قليلا تلى القرآن بنفسه..وقرأ الفاتحه 7مرات ..كنت اتأمله وهو يصيح ويقول : يارب يارب يارب..فكانت عيني تدمع لأتأمل حال ابن آدم !! كيف يكون سليما معافى ولايعرف الطريق الى الله إلا في الشده !!…ذكرته بنعمة الله عليه وبقصة عابد زاهد رواها احد الصالحين: انه ذهب يوما لزيارة رجل عابد اصيب بقرحة في يده وكانت قد أكلت يده أكلا..فشق المنظر عليه وحزن على المريض حزنا ..فبادره المريض بقوله:اتدري ما لله من نعمه علي في هذه القرحه؟ فأستغرب الرجل!! أي نعمه يجدها في هذه القرحه؟ فقال له المريض: ان الله امتن علي وجعلها في يدي ولم يجعلها في لساني فتمنعني من ذكره…

تأثر زوجي ..وبعدها كنت اراه مع كل صلاه يتوضأ ويذهب للمسجد….فسبحآآآآن الله (إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) ..
ذهبنا للعمرة سويا وهناك كنت اتأمله وهو يمسك يدي بقوه في الطواف ويدعو..انتهينا من الطواف والسعي …شربنا ماء زمزم ودعونا ….وفي السياره يقول لي :اشعر بالأمان وأنتي قربي ثم ابتسم لي وقال:_لو الف الكون ما القى مثلك_ فرحت كثيرا بكلماته العذبه التي اثلجت صدري …مر الوقت سريعا ولم نشعر بمسافة الطريق

في صباح اليوم التالي ..طلبت منه ان نفطر على شاطئ البحر..فوافق ..اعددت الفطور وذهبنا الى البحر ..وهناك كان الجو غائما والهواء عليل ..تحدثنا سويا.. وتذكرنا الماضي وذكرته بنعمة الله علينا بعد الشده ..وفي طريق العوده طلبت منه ان يسمح لي بالعوده الى حلقات المسجد..فسمح لي .. شعرت بالفرحه تغمرني ..عدنا الى البيت وكان يوما مميزا في حياتي ..

وفي الساعه الخامسه مساءا ذهبت الى المسجد المجاور لنا والتحقت بالتحفيظ ..وعدت للرفقة الصالحه من الحافظات.. وكنت استمع للدرس الأسبوعي للداعيات ..

مرت اسابيع قليله …واقترب موعد الدرس الأسبوعي في المسجد…اعتذرت الأخت الداعيه عن الحضور في وقت حرج…فأستأذنت المسؤوله عن شؤون المسجد في القاء درس بديل ..فوافقت وطلبت مني عنوانا للدرس الذي سألقيه.. وكنت من قبل اطلعت على كتاب اسمه -الطريق الى الولد الصالح- ولخصت محتواه في مذكرتي.. فأسميت الدرس بنفس عنوان الكتاب -الطريق الى الولد الصالح-
أعلنت المسؤوله عن الدرس ..والقيت الدرس بعدها من بعد صلاة المغرب الى قرابة صلاة العشاء

انتهي الدرس …كنت أرى تجمع الحاضرات على مسؤوله المسجد ..رجعت الى البيت ..وقرابة الساعه 9 مساءا اتصلت بي مسؤولة المسجد وأخبرتني أن جماعة المسجد يطلبن أن القي عليهن محاضره كل أسبوع.. ثم طلبت مني إعداد المواضيع المناسبه ..فوافقت …وبدأت في عمل جدول للتوفيق بين المسجد والبيت ..حتى لايمل زوجي من انشغالي

كنت اشعر بالراحه في صدري وأنا اقلب الكتب ..شعرت ببركة العلم في حياتي وفي نفسي وفي أبنائي وزوجي..

وفي مره من المرات وأثناء إعدادي لدرسي المقبل ..طلب مني زوجي الخروج سويا ليروح عن نفسه …خرجنا.. وفي الطريق كنت أتكلم معه عن بعض القصص الشيقه للصالحين .

توقف زوجي قرب محل للقهوه ..وطلب كوبين من الشاي .. وناولني أحدهما وفي اللحظه التي ناولني فيها الشاي.. انسكب الشاي علي.. فكنت الهج بحمد الله (الحمد لله, الحمد لله) ..وتقدم زوجي بالسياره شبرا وخرج وفتح باب السياره ليسكب الماء البارد علي.. لكنني رفضت وطلبت منه العوده لمكانه ..فقد حصل لي أمرا غريبا ..(وأما بنعمة ربك فحدث) كنت أرى دخان الشاي يتصاعد من أفخاذي.. لكن!!والذي لا اله إلا هو وكأن ثلجا باردا إنسكب علي …كنت اشعر بالبروده وزوجي يظنني أمزح…سبحان الله العظيم لم ولن أنسى ماحصل .

ونصيحتي لكل من أصيب بلسع أو حرق أن يتذكر حمد الله في وقتها ويكرر مرارا (الحمد لله) ليرى مارأيت من تأثير
رجعنا الى البيت وكأن شيئا لم يكن …وقتها عرف زوجي وأيقن.. مدى مفعول ذكر الله في حياة الإنسان (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
أعددت الدرس الثاني للمسجد….وقبل إلقائي للدرس بأيام.. عاد الساخرون من الدنمارك (أخزاهم الله )للإساءه الى رسول الله..فحولت موضوعي فورا عن رسول الله وأسميته (فداك روحي رسول الله) الذي دعمته ببعض مقاطع بروجكتر قصيره أعدتها صديقه لي
تم الإعلان عن الدرس في المسجد …حضر الكثير ….انتهينا من الدرس ..فبادرتني إحدى الأخوات من مسجد آخر..وطلبت مني إلقاء نفس الدرس في مسجد حيهم.

وفعلا القيت الدرس في مسجدهم بعد حوالي اليومين .

رجعت الى البيت.. وإذا بهاتفي يرن ..كان رقما غريبا .. المتصل مسؤوله من مندوبية الدعوه والإرشاد تطلب مني إلقاء درس نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..ولكن في قاعة كبيره لإمكانية إستيعاب عدد أكبر من الحضور…وسألتني ما إذا كنت امتلك الجرأه لإلقاء الدرس على عدد كبير؟

فقلت لها :هذا أقل مايمكن أن أقدمه من أجل نصرة رسولنا الحبيب

طلبت مني إرسال صوره من هويتي وشهادتي الجامعيه عن طريق الفاكس وبعض الأوراق اللازمه .

تم تحديد القاعه المناسبه.. وبعدها نشرت الدعوه الى المحاضره برسائل جوال

وفي يوم المحاضره حضر عدد كبير …القيت الدرس وكان ميسرا بفضل الله ..أسأل المولى أن يكتب أجره لنا ولمن حضر.. كما أسأله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم

وبعدها طلبت مني المندوبيه إلقاء نفس الدرس صباحا في بعض المدارس …ورتبوا لي جدولا إستمر قرابة الشهر

بعدها عدت من جديد لإعداد مواضيع أخرى ..وسخرت وقتي بحمد الله للدعوه الى الله في المساجد والمدارس والدور

وفي مجال الدعوه تعرفت على العديد من أهل القرآن ممن هم خير صحبه

وقد مررت بالكثير من المواقف التي سأذكر بعضها.. فمن المواقف التي لم ولن أنساها

-موت شابه في مقتبل العمر 25عاما كانت مسؤوله عن أحد المساجد ..كانت تتصل بي دوما لألقي عليهم درسا في المسجد
ماتت وهي ساجده.. ذهبت لأعزي والدتها فوجدتها مبتسمة فرحه بحسن خاتمة ابنتها.. وحكت لي ما وجدته من ابتسامه على وجه ابنتها قبل دفنها.. ثم أخرجت لي حقيبه صغيره فيها بعض الملابس وبعض الأغراض البسيطه وطلبت من أن اتصدق بها ..وفقالت لي أنها كل أغراض ابنتها المتوفيه فأستغربت لقلة ما في الحقيبه لكن الأم أخبرتني ان لطيفه كانت لاتحب أن تقتني إلا ماكان ضروريا جدا…رحمك الله يالطيفه وجعل قبرك روضه من رياض الجنان.. وجمعنا بك في الجنه

-ومن المواقف التي صادفتها ايضا ..أن أحد الإخوه تبرع بمنشورات وكتيبات لتوزيعها في محاضره.. في إحدى القاعات.. وكان عدد المنشورات ليس كبيرا…لكن الذي حصل.. أن الكل لاحظ أن تلك المنشورات كلما وزعنا منها عددا.. زادت أكثر وكأنها لم تنقص شيئا .. سألت الأخت التي أحضرت المنشورات عن صاحب هذه المنشورات فأخبرتني أنه شاب اشتراها صدقة لوالده المتوفي وأعطاها اهل المسجد لنشرها …ففرحت بهذه البركه له ولوالده المتوفى.. قال صلى الله عليه و سلم ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ،أو علم ينتفع به,أو وولد صالح يدعو له “

ومن المواقف ايضا

-امرأه كفيفه لا تكبر كثيرا في السن تجلس في المسجد وحولها أطفال ..كنت ارآها تحن وتعطف عليهم ..وكنت في كل مره أظنهم أطفالها.. إلى أن أخبرتني المسؤوله أن هذه المرأه تكفل عدد من اليتامى وترعاهم في بيتها مع خادمة لها
بكيت وقتها دون شعور…اقتربت منها بعد الدرس وقبلت رأسها وقلت لها ..اسأل الله لنا ولك الجنه..فقالت: اكفل اليتامى لأكون أنا والرسول كهاتين ..قال صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار للسبابه والوسطى…اللهم لاتحرمنا فضلك

-وكان ممن عرفتهم في مسجد آخر… امرأه تجاوزت المئة سنه …سبحان الله لاتعرف من حولها.. يسندها الناس لحضور المسجد ولكن سبحان الله وما شاء الله ..انعم الله عليها بحفظ القرآن كاملا وحفظ العديد من أحاديث رسول الله… وكلما تلونا عليها آيه من كتاب الله أكملتها… كنت ارآها وهي تصلي بخشوع تام …فسبحان الله العظيم نسيت أهل الدنيا لكن قلبها لازال مع الله والآخره …فسبحان الله

أخواتي وأخواني

كان هذا الجزء آخر جزء من قصتي ولازلت بفضل الله في مجال الدعوه ..أسأل الله الثبات
وصيتي لنفسي وللجميع.. متمثله في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصى فيه عبدالله بن عباس رضي الله عنه بقوله
(يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف)

فالشكر العميق لكل من تابع القصه من أخوات وإخوه …وسامحوني ان اطلت عليكم

دمتم بحفظ الله ورعايته

ولاتنسونا من صالح الدعوات