غزوة بني قينقاع

قصة غزوة بني قينقاع من سلسلة قصص غزوات الرسول وتاريخها بالترتيب واسبابها ونتائجها

غَزْوَةُ بَنِي قَينُقاع وقعت عام 624 جنوب المدينة المنورة وانتهت بجلاء يهود بني قينقاع.

متى وقعت غزوة بني قينقاع ، وأين؟

.وقعت في شوال سنة 2 هــ ولمدة خمسة عشر يوما، وقد جرت غزوة بني قينقاع بيثرب جنوب المدينة المنورة

من قائد غزوة بني قينقاع ، ومن حمل اللواء؟

الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد حمل اللواء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

أسباب غزوة بني قينقاع

محاولة بنو قينقاع، وهم من يهود المدينة المعروفين بالقتال وكراهية الإسلام، التحرش بالمسلمين ورسولهم الحبيب صلى الله عليه وسلم، كان اليهود يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار ثم يكفرون آخره، ليزرعوا بذور الشكوك في قلوب الضعفاء، ويضيقوا سبل العيش على المؤمنين إن كان لهم بهم ارتباط مالي، وكانت تلك فعلتهم قبل بدر رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وبعد الضغينة والعزلة التي أحدثتها بهم غزوة بدر، وما تبعها من سيل المؤامرات والدسائس من قبل الكفار، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم »يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما أنزل بقريش من النقمة«أي ببدر «وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله تعالى إليكم، قالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك -أي: تظننا أنا مثل قومك-، ولا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت لهم فرصة، إنا والله لو حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس» وفي لفظ «لتعلمن أنك لم تقاتل مثلنا» أي لأنهم كانوا أشجع اليهود وأكثرهم أموالا وأشدهم بغيا، فأنزل الله تعالى {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد} [آل عمران: 12]،وأنزل الله {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} [الأنفال: 58]

وكانت أول الجماعات اليهودية إعلانا لهذه العداوة بنو قينقاع الذين كانوا يسكنون أطراف المدينة، ولم يتوقفوا لحظة عن إحداث الشقاق وإثارة المشكلات بين صفوف المسلمين، وكانوا مصدر إيحاء وتوجيه للمنافقين، وتأييد وتشجيع للمشركين.

قيل ان سبب الغزوة لما حدث لتلك المرأة المسلمة زوجة أحد المسلمين الأنصار، التي كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها، وأثناء وجودها في محل ذلك الصائغ اليهودي، حاول بعض المستهترين من شباب اليهود كشف وجهها والحديث إليها، فامتنعت وأنهته. فقام صاحب المحل الصائغ اليهودي بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها. فاخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم. فتقدم رجل مسلم رأى ما حدث لها، فهجم على اليهودي فقتله، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه.
إلا أن العديد من المؤرخين يفند هذه الرواية إذ: لم يرو هذه الحادثة ابن إسحاق وكذا لم يذكرها الطبري في تاريخه ولا ابن سعد في طبقاته ولكن ذكرها ابن كثير وابن هشام ولا يوجد ذكر في المصادر التاريخية لاسم المرأة ولا اسم الصائغ ولا المسلم الذي قتله

أحداث غزوة بني قينقاع

قام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالتحرك نحو بني قينقاع، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة الصحابي أبا لبابة بن عبدالمنذر، وكان لما رآه اليهود قد جاء بجنود الله تحصنوا بحصونهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكمه في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، بعد أن حاصرهم 15 يوما، وكانوا 700 مقاتل، وقد أمر الرسول بأن يكتفوا، واستعمل رسول الله على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي

وهنا حاول عبد الله بن أبي سلول التشفع لهم من القتل عند النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم قائلا “يا محمد، أحسن في موالي” وكررها مرارا، وقد أسماهم عترته ومواليه. وبرواية ابن اسحق فقد وضع ابن سلول يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلف، فقال له النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ويحك أرسلني، وغضب حتى احمر وجهه، وقيل أنه بعد إلحاح أبي سلول استجاب الرسول لتركهم دون ان يؤذيهم مع نفيهم خارج المدينة، ولعنهم هم وابن سلول، وتم تنفيذ الأمر واتجهوا شمالا إلى الشام حيث أقاموا بأذرعاتبالشام، تاركين أموالهم وأسلحتهم وأدوات صياغتهم وكانوا أهل حدادة، بعد ثلاثة ليال مهلة، وكان محمد بن مسلمة هو من تولى جمع الغنائم منهم.

ووجد في منازلهم سلاحا كثيرا، أي لأنهم كما تقدم أكثر يهود أموالا وأشدهم بأسا، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلاحهم ثلاث قسيّ،قوسا يدعى الكتوم: أي لا يسمع له صوت إذارماه، وقوسا يدعى الروحاء،وقوسا يدعى البيضاء، وأخذ درعين: درعا يقال له السغدية، ويقال إنها درع داود التي لبسها حين قتل جالوت، والأخرى يقال لها فضة، وثلاث أرماح، وثلاثة أسياف، ووهب درعا لمحمد بن مسلمة، ودرعا لسعد بن معاذ رضي الله عنهما.

وكان موقف الصحابي عبادة بن الصامت، وكان حليفا ليهود بني قينقاع، التبرؤ منهم ومن حلفهم بعد غدرهم بالمسلمين. وهو من كلفه النبي صلى الله عليه وسلم بالإشراف على عملية إجلاء اليهود، وفي ابن الصامت نزلت الآية {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض}إلى قوله {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [المائدة:56].

نتائج غزوة بني قينقاع

إجلاء يهود بني القينقاع عن المدينة لغدرهم بالمسلمين ونقضهم العهد معهم، وقيل أن اليهود لم يلبثوا إلا قليلا حتى هلكوا بمنفاهم. وقد قسم الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم الغنيمة بن أصحابه وخمسها، أي اقتطع الخمس بحسب التوجيه الإلهي لله ورسوله والمسلمين ذوي الحاجات، وخرج إلى المصلي فصلي بالمسلمين، فكانت أول صلاة عيد، وضحى صلى الله عليه وسلم بشاتين، وقيل بشاة، وضحى معه المسلمون.

ما الدرس المستفاد من غزوة بني قينقاع ؟

اليهود أشد الناس عداوة بالمسلمين، وقد أظهروا ذلك بعد غزوة بدر، التي نصر الله فيها عباده المؤمنين، كما يستفاد أن إظهار البأس مع أعداء الله يكون هو العلاج الناجع إذا ما استحالت العهود والمواثيق، ويستفاد أن ولاء المسلم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتبرؤه من كل من يحارب دينه، كما فعل عبادة بن الصامت.

المصدر : كتب تاريخ الاسلام